أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - شادي الشماوي - إقتراح حول الخطّ العام للحركة الشيوعية العالمية - الحزب الشيوعي الصيني 1963















المزيد.....



إقتراح حول الخطّ العام للحركة الشيوعية العالمية - الحزب الشيوعي الصيني 1963


شادي الشماوي

الحوار المتمدن-العدد: 4854 - 2015 / 7 / 2 - 00:34
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


إقتراح حول الخطّ العام للحركة الشيوعية العالمية
( وقع توفير نسخ بى دى أف للتنزيل من مكتبة الحوار المتمدّن : 1 - الكتاب بأكمله 2- عاشت اللينينيّة ! 3- إقتراح حول الخطّ العام للحركة الشيوعية العالمية )
رسالة اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني ردّا على رسالة اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوفياتي المؤرخة فى يوم 30 مارس ( آذار ) عام 1963
( 14 يونيو " حزيران " عام 1963 )
دار النشر باللغات الأجنبية – بيكين 1963
نسخ هذه الوثيقة و أعدّها للنشر على الأنترنت شادي الشماوي
( الفصل الثالث من كتاب " نضال الحزب الشيوعي الصيني ضد التحريفيّة السوفياتية 1956- 1963 : تحليل و وثائق تاريخية " - " الماوية : نظرية و ممارسة " عدد 20 – ماي / جوان 2015 )

إلى اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوفياتي
أيها الرفاق الأعزّاء ،
لقد درست اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني الرسالة الموجّهة إليها من قبل اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوفياتي و المؤرخة فى يوم 30 مارس ( آذار ) عام 1963 .
إنّ جميع الذين تهمّهم وحدة المعسكر الإشتراكي و وحدة الحركة الشيوعية العالمية يهتمون أشدّ الإهتمام بمحادثات الحزبين الصيني و السوفياتي و يأملون أن تساعد محادثاتنا على إزالة الخلافات و تعزيز الوحدة و أن تخلق ظروفا ملائمة لعقد إجتماع لممثلي الأحزاب الشيوعية و العمّالية فى مختلف البلدان .
إنّه لواجب مقدّس مشترك على الأحزاب الشيوعية و العمالية فى كلّ البلدان أن تصون و تعزّز وحدة صفوف الشيوعية العالمية . إنّ الحزبين الصيني و السوفياتي يتحملان مسؤولية أعظم إزاء وحدة كلّ المعسكر الإشتراكي و وحدة كلّ الحركة الشيوعية العالمية ، و عليهما بالطبع أن يبذلا جهودا أكبر فى هذا الصدد .
توجد الآن سلسلة من الخلافات المبدئية الهامة فى صفوف الشيوعية العالمية . و لكن مهما تكن هذه الخلافات خطيرة علينا أن نتذرّع بصبر كاف لنلتمس طرقا لإزالتها حتى نوحّد قوانا و نعزّز نضالنا ضد عدوّنا المشترك .
وتتطلّع اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني ، مدفوعة بهذه الرغبة الصادقة ، إلى محادثات الحزبين الصيني و السوفياتي التى ستحلّ قريبا .
إنّ اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوفياتي قد طرحت بشكل متسلسل فى رسالتها المؤرّخة فى 30 مارس ( آذار ) وجهات نظرها حول القضايا التى فى حاجة إلى المناقشة فى المحادثات بين الحزبين الصيني و السوفياتي ، و عرضت بصفة خاصة قضية الخط العام للحركة الشيوعية العالمية . و نودّ فى رسالتنا هذه أن نعبّر أيضا عن وجهات نظرنا حول الخطّ العام للحركة الشيوعية العالمية و بعض القضايا المبدئية المتعلّقة به و نقدمها كإقتراح لنا .
و نأمل أن يؤدّي هذا العرض لوجهات النظر إلى التفاهم المتبادل بين حزبينا و يساعد على المناقشة نقطة نقطة و بصورة مفصلة فى المحادثات .
و نأمل أيضا أن يساعد ذلك الأحزاب الشقيقة فى البلدان المختلفة على معرفة وجهات نظرنا و يساعد على تبادل الآراء بشكل كامل فى إجتماع عالمي للأحزاب الشقيقة .
1- إنّ الخطّ العام للحركة الشيوعية العالمية يجب أن يكون مطابقا لنظرية الماركسية اللينينية الثورية حول المهمّة التاريخية للبروليتاريا ، و لا يجب أن ينحرف عنها .
إنّ إجتماعي موسكو فى عام 1957 و عام 1960 قد أقرّا التصريح و البيان على التوالي بعد تبادل كامل للآراء و وفقا لمبدأ الوصول إلى الإجتماع عن طريق المشاورات . و قد وضحت هاتان الوثيقتان الخصائص المميزة لعصرنا و القوانين المشتركة للثورة الإشتراكية و البناء الإشتراكي ، و وضعتا الخطّ المشترك لجميع الأحزاب الشيوعية و العمّالية . إنّ التصريح و البيان يشكلان البرنامج المشترك للحركة الشيوعية العالمية .
حقّا ، لقد ظهرت خلال السنوات الأخيرة فى صفوف الشيوعية العالمية خلافات حول فهم تصريح عام 1957 و بيان عام 1960 و الموقف منهما . و القضية الأساسية هنا هي : قبول او عدم قبول المبادئ الثورية التى وردت فى التصريح و البيان . و فى التحليل النهائي هي مسألة قبول حقيقة الماركسية اللينينية العامة أم لا ، وهي الإعتراف بالأهمّية العامة لطريق ثورة أكتوبر أم لا ، و هي قبول حقيقة أن الشعوب التى لا تزال تعيش تحت النظام الإستعماري و الرأسمالي و التى تشكّل ثلثي سكّان العالم لا تزال فى حاجة إلى القيام بالثورة أم لا ، وهي قبول حقيقة أن الشعوب التى أصبحت تسير فى طريق الإشتراكية و التى تشكّل ثلث سكاّن العالم لا تزال فى حاجة إلى السير بثورتها إلى النهاية أم لا ؟
لقد أصبح واجبا ملحّا لا غنى عنه للحركة الشيوعية العالمية الراهنة أن تذود بحزم عن المبادئ الثورية لتصريح عام 1957 و بيان عام 1960 .
و فقط بالإتباع الحازم للتعاليم الثورية للماركسية اللينينية و للطريق المشتركة لثورة أكتوبر ، يمكن أن تفهم المبادئ الثورية الواردة فى التصريح و البيان فهما صحيحا و يتّخذ تجاهها موقف صحيح .
2- ما هي المبادئ الثورية للتصريح و البيان ؟ يمكن أن تلخّص كالآتي –
ياعمّال العالم إتحدوا ، يا عمّال العالم و شعوبه المضطهدَة و أممه المضطهدَة إتحدوا ، و عارضوا الإستعمار و رجعيي مختلف البلدان ، و ناضلوا فى سبيل السلم العالمي و التحرّر الوطني و الديمقراطية الشعبية و الإشتراكية ، و دعّموا و وسّعوا المعسكر الإشتراكي ، و سيروا بالثورة البروليتارية العالمية خطوة خطوة إلى النصر الكامل ، و أقيموا عالما جديدا خاليا من الإستعمار و الرأسمالية و نظام إستغلال الإنسان للإنسان .
هذا فى نظرنا هو الخطّ العام للحركة الشيوعية العالمية فى المرحلة الراهنة .
3- إنّ الخطّ العام هذا ينطلق من الوضع العالمي الواقعي ككلّ و من التحليل الطبقي للتناقضات الأساسية فى العالم المعاصر كما هو موجّه ضد الإستراتيجية العالمية المعادية للثورة لدى الإستعمار الأمريكي .
و إنّ الخط العام هذا هو خطّ لتنظيم الجبهة المتّحدة الواسعة التى يكون المعسكر الإشتراكي و البروليتاريا العالمية قلبها و التى تعارض الإستعمار و رجعيي مختلف البلدان برئاسة الولايات المتحدة ، وهو خطّ لتعبئة الجماهير بصورة جريئة و لتوسيع القوى الثورية و كسب قوى الوسط و عزل القوى الرجعية .
و إنّ الخطّ العام هذا هو خطّ لشنّ النضالات الثورية بحزم من قبل شعوب مختلف البلدان و للسير بالثورة البروليتارية العالمية إلى النهاية ، وهو أيضا خطّ لمناهضة الإستعمار و صيانة السلم العالمي بأكثر صورة فعّالة .
و إذا حدّد الخطّ العام للحركة الشيوعية العالمية من جانب واحد بأنّه هو " التعايش السلمي " و " المباراة السلمية " و " الإنتقال السلمي" فإنّ ذلك نقض للمبادئ الثورية الواردة فى تصريح عام 1957 و بيان 1960 ، و تخلّ عن المهمّة التاريخية للثورة البروليتارية العالمية ، و إنحراف عن التعاليم الثورية للماركسية اللينينية .
إنّ الخط العام للحركة الشيوعية العالمية يجب أن يعكس القانون العام لتطوّر تاريخ العالم . إنّ النضالات الثورية لدى البروليتاريا و الشعوب فى مختلف البلدان سوف تسير عبر مراحل مختلفة ، و ستكون لها خصائصها المميّزة ، و لكنّها سوف لا تتخطّى القانون العام لتطوّر تاريخ العالم . و إنّ هذا الخطّ العام يجب أن يوضح الإتجاه الأساسي للنضالات الثورية لدى البروليتاريا و الشعوب فى مختلف البلدان .
عندما يضع كلّ حزب شيوعي أو عمّالي خطّه المحدّد و سياساته المحدّدة ، يكون فى أرقى درجات الأهمّية ان يلتزم بمبدأ ربط الحقيقة العامة للماركسية اللينينية بالممارسة العملية المحدّدة للثورة و البناء فى بلده الخاص .
4- إنّ نقطة الإنطلاق فى تحديد الخطّ العام للحركة الشيوعية العالمية هي التحليل الطبقي المحدّد للسياسات و الإقتصاديات العالمية ككلّ ، و لواقع الظروف العالمية ، و يعنى ذلك التحليل الطبقي المحدّد للتناقضات الأساسية فى العالم المعاصر.
إذا تجنّب المرء التحليل الطبقي المحدّد و أمسك بظواهر سطحية معيّنة جزافا و توصل إلى نتائج ذاتية لا أساس لها فإنّه لا يستطيع أبدا أن يتوصّل إلى نتائج صحيحة فيما يتعلّق بالخطّ العام للحركة الشيوعية العالمية بل سينزلق حتما إلى طريق مغايرة تماما عن طريق الماركسية اللينينية .
ما هي التناقضات الأساسية فى العالم المعاصر ؟ يرى الماركسيون اللينينيون دائما أنّ هذه التناقضات الأساسية هي :
التناقض بين المعسكر الإشتراكي و المعسكر الإستعماري ؛
التناقض بين البروليتاريا و البرجوازية فى البلدان الرأسمالية ؛
التناقض بين الأمم المضطهَدَة و الإستعمار؛
التناقضات فيما بين البلدان الإستعمارية و فيما بين الجماعات الرأسمالية الإحتكارية .
إنّ التناقض بين المعسكر الإشتراكي و المعسكر الإستعماري هو تناقض بين نظامين إجتماعيين مختلفين جوهريّا هما الإشتراكية و الرأسمالية ، و لا شكّ أنّ هذا التناقض حاد جدّا . و لكن الماركسيين اللينييين يجب ألاّ يعتبروا التناقضات فى العالم مجرد تناقض بين المعسكرين الإشتراكي و الإستعماري لا غير.
لقد تغيّر ميزان القوى العالمية ، و أصبح بصورة متزايدة فى صالح الإشتراكية و الشعوب و الأمم المضطهَدَة ، و ليس فى صالح الإستعمار و رجعيي البلدان المختلفة قطعا . و مع ذلك فالتناقضات المذكورة آنفا ما زالت قائمة موضوعيّا .
إنّ هذه التناقضات و النضالات الناتجة عنها متداخلة بعضها بالبعض و يؤثّر بعضها فى البعض الآخر . و لا يمكن للمرء أن يمحو أي تناقض من هذه التناقضات الأساسية او أن يضع تناقضا محلّ كل التناقضات الأخرى كما يشاء .
و من المحتّم أن تؤدّي هذه التناقضات إلى ثورات الشعوب ، تلك الثورات التى بإمكانها وحدها حلّ هذه التناقضات .
5- إنّ الآراء الآتية و المتعلّقة بقضية التناقضات الأساسية فى العالم المعاصر ينبغى أن تدحض :
( أ ) الرأي الذى يمحو المحتوى الطبقي للتناقض بين المعسكرين الإشتراكي و الإستعماري و لا ينظر إلى هذا التناقض بإعتباره تناقضا بين دول تحت ديكتاتورية البروليتاريا و دول تحت ديكتاتورية الرأسماليين الإحتكاريين ؛
( ب ) الرأي الذى يعترف فقط بالتناقض بين المعسكرين الإشتراكي و الإستعماري بينما يهمل أو يقلّل من أهمّية التناقضات بين البروليتاريا و البرجوازية فى العالم الرأسمالي ، و بين الأمم المضطهَدة و الإستعمار ، و فيما بين البلدان الإستعمارية ، و فيما بين الجماعات الرأسمالية الإحتكارية ، و النضالات التى تثيرها هذه التناقضات ؛
( ج ) الرأي القائل بأن التناقض بين البروليتاريا و البرجوازية فى العالم الرأسمالي يمكن أن يحلّ بدون ثورة بروليتارية فى كلّ بلد من البلدان ، و بأنّ التناقض بين الأمم المضطهدَة و الإستعمار يمكن أن يحلّ بدون ثورة من قبل الأمم المضطهدَة ؛
( د) الرأي الذى ينكر أن تطوّر التناقضات الكامنة فى العالم الرأسمالي المعاصر لا بدّ أن يؤدّي إلى وضع جديد تنجرّ فيه البلدان الإستعمارية إلى صراع حاد ، و يؤمن بأنّ التناقضات فيما بين البلدان الإستعمارية يمكن أن تسوى أو حتى يمكن إزالتها عن طريق " إتفاقيات دولية فيما بين الرأسماليين الإحتكاريين الكبار" ؛
( ه ) الرأي القائل بأنّ التناقض بين النظامين العالميين الإشتراكي و الرأسمالي سوف يختفى بصورة أوتوماتيكية خلال " المباراة الإقتصادية " ، و بأنّ التناقضات الأساسية الأخرى فى العالم ستتلاشى بصورة أوتوماتيكية أيضا مع تلاشى التناقض بين هذين النظامين و بأنّ " عالما لا حروب فيه " و عالما جديدا يتصف ب " التعاون فى جميع الوجوه " سيظهر للوجود .
واضح أنّ الآراء الخاطئة هذه لا بدّ أن تؤدّي إلى سياسات خاطئة و ضارة و من ثمّ تجلب النكسات و الخسائر من هذا النوع أو ذاك على قضية الشعوب و الإشتراكية .
6- لقد طرأ تغيّر جذري منذ الحرب العالمية الثانية على ميزان القوى بين الإستعمار و الإشتراكية . و الدلالة الرئيسية على هذا التغيّر هي أن العالم الآن لم يعد عالما فيه بلد إشتراكي واحد فقط بل ظهر فيه عدد من البلدان الإشتراكية التى تشكّل المعسكر الإشتراكي الجبار ، و أنّ الشعوب التى إتّخذت طريق الإشتراكية الآن لم يعد تعدادها قرابة مائتي مليون نسمة بل بلغ ألف مليون أو ثلث سكّان العالم .
إنّ المعسكر الإشتراكي هو وليد نضالات البروليتاريا العالمية و شغيلة العالم . و إنّه ملك لشعوب البلدان الإشتراكية كما هو ملك للبروليتاريا العالمية و شغيلة العالم .
إنّ المطالب المشتركة لدي شعوب بلدان المعسكر الإشتراكي و البروليتاريا العالمية و شغيلة العالم هي فى الأساس أنّه يجب على الأحزاب الشيوعية و العمالية فى المعسكر الإشتراكي :
أن تلتزم بالخطّ الماركسي اللينيني و تتبع سياسات ماركسية لينينية صحيحة فى الداخل و الخارج ؛
أن تدعم ديكتاتورية البروليتاريا و التحالف بين العمال و الفلاحين تحت قيادة البروليتاريا ، و تسير بالثورة الإشتراكية إلى أمام حتى النهاية فى الميادين الإقتصادية و السياسية و الإيديولوجية ؛
أن تطوّر روح المبادرة و الخلق لدي الجماهير الشعبية الغفيرة ، تنهض بالبناء الإشتراكي بصورة مخطّطة ، و تطوّر الإنتاج ، و تحسّن معيشة الشعب ، و تعزّز الدفاع الوطني ؛
أن تدعم وحدة المعسكر الإشتراكي على أساس الماركسية اللينينية ، و تؤيد البلدان الإشتراكية الأخرى على أساس الأممية البروليتارية ؛
أن تعارض السياسات العدوانية و الحربية التى يتّبعها الإستعمار ، و تدافع عن السلم العالمي ؛
أن تعارض السياسات المعادية للشيوعية و الشعب و الثورة التى يتّبعها الرجعيّون فى جميع البلدان ؛
أن تساعد النضالات الثوريّة التى تخوضها الطبقات و الأمم المضطهَدَة فى العالم بأسره .
إنّ إنجاز هذه المطالب هو واجب الأحزاب الشيوعيّة و العمّالية فى بلدان المعسكر الإشتراكي تجاه شعوبها و تجاه البروليتاريا و الشغيلة فى العالم .
و بإنجاز هذه المطالب فإنّ المعسكر الإشتراكي سيؤثّر تأثيرا حاسما فى تقدّم التاريخ البشري .
و لهذا السبب بالذات يحاول المستعمرون و الرجعيّون دائما و بكلّ وسيلة التأثير فى السياسات الداخلية و الخارجية لبلدان المعسكر الإشتراكي و تقويض المعسكر الإشتراكي و تمزيق وحدة البلدان الإشتراكية و خاصة وحدة الصين و الإتحاد السوفياتي . و إنّهم يحاولون دائما التسلّل إلى البلدان الإشتراكية و القيام بالأعمال الهدّامة فيها و يداعبهم الأمل المغرور فى تحطيم المعسكر الإشتراكي .
إنّ مسألة ما هو الموقف الصحيح تجاه المعسكر الإشتراكي هي مسألة مبدئية هامة جدّا تواجه جميع الأحزاب الشيوعية و العمالية .
تقوم الأحزاب الشيوعية و العمالية الآن فى ظروف تاريخية جديدة بتنفيذ الواجب الأممي البروليتاري واجب الوحدة و النضال . و عندما كان فى العالم بلد إشتراكي واحد فقط و عندما كان هذا البلد معرضا لعداء و تهديد كلّ المستعمرين و الرجعيّين لإتّباعه الحازم الخطّ الماركسي اللينيني الصحيح و السياسات الماركسية اللينينية الصحيحة ، كان المحك لإختبار الأممية البروليتارية لكلّ حزب شيوعي هو ما إذا كان يدافع بحزم عن هذا البلد الإشتراكي الوحيد أو لا ؟ أمّا الآن وقد أصبح فى العالم معسكر إشتراكي يتكوّن من ثلاثة عشر بلدا : ألبانيا و الإتحاد السوفياتي و جمهورية ألمانيا الديمقراطية و بلغاريا و بولندا و تشيكوسلوفاكيا و رومانيا و الصين و جمهورية الفيتنام الديمقراطية و كوبا و جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية و مغوليا و هنغاريا ، فالمحك لإختبار الأممية البروليتارية لكلّ حزب شيوعي فى هذه الظروف هو ما إذا كان يدافع بحزم أم لا عن المعسكر الإشتراكي كلّه ، و ما إذا كان يدافع أم لا يدافع عن وحدة بلدان هذا المعسكر كلّها على أساس الماركسية اللينينية ، و ما إذا كان يدافع أم لا يدافع عن الخطّ الماركسي اللينيني و السياسات الماركسية اللينينية التى يجب أن تسير عليها البلدان الإشتراكية .
و إذا لم يتّبع أي فرد الخطّ الماركسي اللينيني الصحيح و السياسات الماركسية اللينينية الصحيحة و لم يدافع عن وحدة المعسكر الإشتراكي ، بل خلق ، على النقيض من ذلك ، التوتّر و الإنقسامات فى داخل المعسكر الإشتراكي إلى حدّ إتباع سياسات المحرّفين اليوغسلافيين، و حاول تصفية المعسكر الإشتراكي او ساعد البلدان الرأسمالية على مهاجمة البلدان الإشتراكية الشقيقة ، إذن فهو يخون مصالح البروليتاريا العالمية كلّها و مصالح شعوب العالم بأسره .
و إذا إتّبع أيّ فرد خطى الآخرين و دافع عن الخطّ الإنتهازي الخاطئ و السياسات الإنتهازية الخاطئة التى يتّبعها بلد إشتراكي معيّن ، بدل التمسّك بالخطّ الماركسي اللينيني الصحيح و السياسات لماركسية اللينينية الصحيحة التى يجب على البلدان الإشتراكية أن تتّبعها ، و دافع عن سياسة الإنقسام بدل التمسّك بسياسة الوحدة ، إذن فقد شطّ عن الماركسية اللينينية و الأممية البروليتارية .
7- لقد حلّ المستعمرون الأمريكيون بالإفادة من الوضع عقب الحرب العالمية الثانية محلّ الفاشست الألمانيين و الإيطاليين و اليابانيين و حاولوا إقامة أمبراطورية عالمية ضخمة لا مثيل لها من قبل . و كانت الأهداف الإستراتيجية للإستعمار الأمريكي دائما هي العدوان و السيطرة على المنطقة الوسطى الواقعة بين الولايات المتحدة و المعسكر الإشتراكي و إخماد ثورات الشعوب و الأمم المضطهَدَة ، و السير للقضاء على البلدان الإشتراكية و وضع جميع الشعوب و البلدان فى العالم ، بما فيها حلفاء الولايات المتحدة ، تحت إستعباد و سيطرة الراسمال الإحتكاري الأمريكي .
و منذ الحرب العالمية الثانية ظلّ المستعمرون الأمريكيون يروّجون للحرب ضد الإتحاد السوفياتي و المعسكر الإشتراكي. و لهذه الدعاية جانبان : بينما يستعدّ المستعمرون الأمريكيون فعلا لمثل هذه الحرب يستخدمون هذه الدعاية أيضا كستار دخاني لتغطية إضطهادهم للشعب الأمريكي و لتوسيع عدوانهم على بقية العالم الرأسمالي .
و قد جاء فى بيان عام 1960 :
" إنّ الإستعمار الأمريكي قد أصبح أكبر مستثمر عالمي . "
و" إنّ الولايات المتحدة الأمريكية هي الحصن الرئيسي للحكم الإستعماري المعاصر".
" و إنّ الإستعمار الأمريكي هو القوة الرئيسية للعدوان و الحرب."
" و إن سير الأحداث العالمية فى السنوات الأخيرة قد أتى بالكثير من الدلائل الجديدة على كون الإستعمار الأمريكي هو الملاذ الرئيسي للرجعيّة العالميّة و الدرك الدولي و عدوّ شعوب العالم بأسره ."
إنّ الإستعمار الأمريكي يدفع سياساته العدوانية و الحربية فى كلّ أرجاء العالم ، و لكن النتيجة ستكون حتما على نقيض ما يريد و ستكون فقط تعجيل يقظة الشعوب فى كلّ البلدان و دفع ثوراتها إلى أمام .
و هكذا وضع المستعمرون الأمريكيون أنفسهم فى موضع المعارضة لشعوب العالم أجمع و أصبحوا مطوّقين بهذه الشعوب . إنّ البروليتاريا العالمية يجب و يمكنها أن توحّد جميع القوى التى يمكن توحيدها و تستفيد من التناقضات الداخلية فى معسكر العدوّ و تؤسّس أوسع جبهة متّحدة ضد المستعمرين الأمريكيين و أتباعهم .
إنّ الطريق الواقعي الصحيح هو أن يكون مصير الشعوب و البشريّة رهنا على وحدة و نضال البروليتاريا العالمية و على وحدة و نضال الشعوب فى كلّ البلدان .
و على النقيض من ذلك ، فإنّ عدم التمييز بين الأعداء من جانب و بين الأصدقاء و أنفسنا من الجانب الآخر و تعليق مصير الشعوب و البشريّة على التعاون مع الإستعمار الأمريكي فإنّ ذلك معناه حرف الناس إلى طريق الضلال . و هذا وهم قد دحضته وقائع السنوات القلائل الماضية .
8- إنّ مناطق آسيا و أفريقيا و أمريكا اللاتينية الواسعة هي المناطق التى تتجمّع فيها مختلف أنواع التناقضات فى العالم المعاصر، و الإستعمار أضعف ما يكون سيطرة فى هذه المناطق ، وهي مراكز عواصف الثورة العالمية التى تسدّد الآن الضربات المباشرة إلى الإستعمار .
إنّ الحركة الوطنية الديمقراطية الثورية فى هذه المناطق و حركة الثورة الإشتراكية العالمية هما التيّاران التاريخيّان العظيمان فى عهدنا الحاضر .
إنّ الثورة الوطنية الديمقراطية فى هذه المناطق هي جزء هام من الثورة البروليتارية العالمية المعاصرة .
إنّ النضالات الثورية المعادية للإستعمار التى تخوضها شعوب آسيا و أفريقيا و أمريكا اللاتينية تدكّ و تقوّض أسس سيطرة الإستعمار و الحكم الإستعماري القديم و الجديد بقوّة وهي الآن قوّة جبّارة لصيانة سلام العالم .
لذلك و بمعنى خاص ، فإنّ قضية الثورة البروليتارية العالمية برمّتها تدور على النضالات الثورية لدى شعوب هذه المناطق ، التى تشكّل الأغلبية العظمى من سكّان العالم .
لذلك فإنّ النضالات الثورية المعادية للإستعمار التى تخوضها شعوب آسيا و أفريقيا و أمريكا اللاتينية ليست قطعا أمرا ذا مغزى إقليمي و لكنّها أمر ذو أهمّية عامّة بالنسبة إلى قضيّة الثورة البروليتارية العالمية بأكملها .
إنّ أشخاصا معيّنين الآن يذهبون إلى حدّ إنكار المغزى العالمي العظيم للنضالات الثورية المعادية للإستعمار التى تخوضها شعوب آسيا و أفريقيا و أمريكا اللاتينية ، و بحجّة تحطيم الحواجز القومية و اللونيّة و الجغرافية يحاولون بكلّ ما فى وسعهم محو الخطّ الفاصل بين الأمم المضطهدَة و المضطهِدة و بين البلدان المضطهَدَة و المضطهِدة و كبت النضالات الثورية لشعوب هذه المناطق . و هذا فى واقع الأمر خدمة لحاجات الإستعمار و لخلق " نظرية " جديدة لتبرير حكم الإستعمار فى هذه المناطق و ترويج سياسات حكمه الإستعماري القديم و الجديد . إنّ هذه " النظرية " فى واقع الأمر لا تسعى لتحطيم الحواجز القومية و اللونية و الجغرافية بل تسعى للإبقاء على حكم " الأمم المتفوّقة " على الأمم المضطهَدَة . فطبيعي و معقول جدّا إذن أن تقابل هذه " النظرية " الخدّاعة بالرفض من قبل شعوب هذه المناطق .
إنّ الطبقة العاملة فى كلّ بلد إشتراكي و فى كلّ قطر رأسمالي عليها أن تضع فعلا موضع التنفيذ الحقيقي الشعارين النضاليين ، شعار " يا عمّال العالم إتحدوا ! " و شعار " يا عمال العالم و أممه المضطهَدَة إتحدوا ! " ، و عليها أن تدرس الخبرة الثورية لدى شعوب آسيا و أفريقيا و أمريكا اللاتينية ، و ان تؤيد هذه الشعوب بحزم فى نشاطاتها الثورية و تعتبر قضيّة تحرّرها أعظم مساندة تعتمد عليها و متّفقة رأسا مع مصالحها . ذلك هو الطريق الفعّال الوحيد لتحطيم الحواجز القوميّة و اللونيّة و الجغرافيّة و ذلك وحده هو الأمميّة البروليتارية الحقيقيّة .
إنّ الطبقة العاملة فى البلدان الرأسمالية الأوروبية و الأمريكية لا يمكن أن تحرّر نفسها إن لم تتّحد مع الأمم المضطهَدَة و إن لم تحرّر تلك الأمم . لقد أصاب لينين عندما قال :
إنّ الحركة الثورية فى البلدان المتقدّمة تصبح فعلا أكذوبة محضة إذا لم يتّحد عمّال اوروبا و أمريكا فى نضالهم ضد الرأسمال إتّحادا وثيقا تاما مع مئات و مئات الملايين من عبيد " المستعمرات " الذين يضطهدهم الرأسمال.( 1- " المؤتمر الثاني للأممية الشيوعية " . " مؤلفات لينين الكاملة " ، المجلد 31.)
إنّ أشخاصا معيّنين فى صفوف الشيوعية العالمية يذهبون الآن إلى إتّخاذ موقف سلبيّ أو موقف الإزدراء أو موقف الإنكار تجاه نضالات الأمم المضطهَدَة من أجل التحرّر . و هم فى الحقيقة يحمون مصالح الطبقة الرأسمالية الإحتكارية و يخونون مصالح البروليتاريا و ينحطّون فيصبحون إشتراكيين – ديمقراطيين .
و الموقف الذى يتّخذ تجاه النضالات الثورية لدى الشعوب فى بلدان آسيا و أفريقيا و أمريكا اللاتينية هو مقياس هام لتمييز الذين يريدون الثورة عمّن لا يردونها ، و لتمييز الذين يدافعون حقّا عن السلم العالمي عن الذين يعينون قوى العدوان و الحرب .
9- تواجه الأمم و الشعوب المضطهَدَة فى آسيا و أفريقيا و أمريكا اللاتينية المهمّة الملحّة مهمّة محاربة الإستعمار و أتباعه .
إنّ التاريخ ألقى على عواتق الأحزاب البروليتارية فى هذه المناطق رسالة مجيدة هي أن ترفع عاليا راية معارضة الإستعمار و معارضة الحكم الإستعماري القديم و الجديد و تحقيق الإستقلال الوطني و الديمقراطية الشعبية ، و أن تقف فى مقدّمة الحركة الوطنية الديمقراطية الثورية ، و أن تكافح من أجل مستقبل إشتراكي .
إنّ أقساما واسعة جدّا من السكّان فى هذه المناطق ترفض أن تصير عبيدا للإستعمار، و لا تشتمل هذه الأقسام فقط على العمّال و الفلاحين و المثقفين و البرجوازيين الصغار و حسب بل تشتمل أيضا على البرجوازيين المحلّيين الوطنيين و حتى بعض الملوك و الأمراء و الأرستقراطيين الوطنيين .
على البروليتاريا و حزبها أن يثقا بقوّة الجماهير الشعبية و أن يتّحدا قبل كلّ شيء مع الفلّاحين و أن يؤسّسا تحالفا وطيدا بين العمّال و الفلاحين . و ممّا هو ذو أهمّية من الدّرجة الأولى بالنسبة للأفراد الطليعيين من البروليتاريا أن يعملوا فى مناطق الريف و يساعدوا الفلاحين على تنظيم أنفسهم و يرفعوا وعيهم الطبقي و عزّة النفس القوميّة و الثقة بالنفس .
و ينبغى للبروليتاريا و حزبها أو يوحّدا على أساس التحالف بين العمّال و الفلاحين جميع الفئات التى يمكن توحيدها و أن ينظّما جبهة متّحدة واسعة ضد الإستعمار و أتباعه . و من أجل تعزيز و توسيع هذه الجبهة المتّحدة من الضروري أن يحتفظ الحزب البروليتاري بإستقلاله الإيديولوجي و السياسي و التنظيمي و أن يصرّ على قيادة الثورة .
على الحزب البروليتارية و جماهير الشعب الثوريّة أن تتعلّم كيف تتقن النضال بجميع أشكاله بما فى ذلك النضال المسلّح. عليها أن تهزم القوة المسلّحة المعادية للثورة ، بالقوة المسلحة الثوريّة كلّما لجأ الإستعمار و أتباعه إلى القمع المسلّح .
إنّ البلدان الوطنية التى كسبت إستقلالها السياسي حديثا لا تزال تواجه المهمّات الشاقة لتوطيد الإستقلال السياسي ، و تصفية القوى الإستعمارية و الرجعية المحلية، و إنجاز الإصلاح الزراعي و الإصلاحات الإجتماعية الأخرى ، و تطوير إقتصادها الوطني و ثقافتها الوطنية . إنّه لذو أهمّية عملية و حاسمة بالنسبة لهذه البلدان أن تكون على حذر و تحارب سياسات الحكم الإستعماري الجديد التى يسير عليها الحكام المستعمرون القدامى للحفاظ على مصالحهم و خاصة عليها أن تحذر و تحارب الحكم الإستعماري الجديد الأمريكي .
و فى بعض هذه البلدان تواصل البرجوازية المحلّية الوطنية الوقوف بجانب جماهير الشعب فى النضال ضد الإستعمار و الحكم الإستعماري ، و تتّخذ إجراءات معيّنة فى صالح التقدّم الإجتماعي . و هذا يتطلّب من الحزب البروليتاري أن يقدّر الدور التقدّمي الذى تلعبه البرجوازية المحلّية الوطنية تقديرا وافيا و أن يعزّز الإتحاد معها .
و بإزدياد حدّة التناقضات الإجتماعية الداخلية و الصراع الطبقي العالمي أخذ البرجوازيّون و خاصة البرجوازيين الكبار فى بعض البلدان المستقلّة حديثا يميلون إلى الإستعمار اكثر فأكثر ، ويعتمدون عليه ، و يتّبعون سياسات معادية للشعب و الشيوعية و الثورة . و هذا يتطلّب من الحزب البروليتاري أن يعارض بحزم هذه السياسات الرجعية .
و إنّ البرجوازية بصفة عامة فى هذه البلدان ذات طبيعة مزدوجة . فعندما يجرى تشكيل الجبهة المتّحدة مع البرجوازية ينبغى للحزب البروليتاري أن يتبع سياسة الإتّحاد و النضال فى آن واحد . و ينبغى أن يتّبع سياسة الإتّحاد مع البرجوازية طالما كانت تميل نحو التقدّمية و معادية للإستعمار و الإقطاع و لكن ينبغى أن ينتهج سياسة النضال ضد ميولها الرجعية ، ميول المصالحة و التواطء مع الإستعمار و القوى الإقطاعية .
و فيما يختصّ بالمسألة القومية فإن نظرة الحزب البروليتاري إلى العالم هي الأممية لا القومية . و فى النضال الثوري يؤيد الحزب البروليتاري القومية التقدمية و يعارض القومية الرجعية . و يجب عليه دائما أن يرسم خطّا فاصلا واضحا بين نفسه و بين القومية البرجوازية و لا ينبغى له أبدا أن يقع أسيرا لها .
جاء فى بيان عام 1960 :
إن الشيوعيين يفضحون محاولات الجناح الرجعي من البرجوازية إظهار المصالح الأنانية لهذه الطبقة على أنّها مصالح الأمّة جمعاء ، و هم يفضحون الإستخدام الديماغوجي من جانب بعض السياسيين البرجوازيين ، للشعارات الإشتراكية من أجل الهدف نفسه ...
و إذا أصبحت البروليتاريا ذيلا للإقطاعيين و البرجوازيين فى الثورة ، فإنّه لا يمكن أن يحقّق نصر حقيقي كامل للثورة الوطنية الديمقراطية بل و حتى إذا تحقّق نوع من النصر فإنّه من غير الممكن أيضا أن يوطّد ذلك النصر.
و فى مجرى النضالات الثوريّة التى تخوضها الأمم و الشعوب المضطهَدَة يجب على الحزب البروليتاري أن يضع برنامجه الخاص به الذى هو كلّيا ضد الإستعمار و الرجعية المحليّة و من أجل الإستقلال الوطني و الديمقراطية الشعبية . وعليه أن يعمل مستقلاّ بين الجماهير و يوسّع بلا إنقطاع القوى التقدّمية و يكسب القوى الوسطى و يعزل القوى الرجعية ؛ و بذلك فقط يمكنه أن يسير بالثورة الوطنية الديمقراطية إلى النهاية و يوجّه الثورة إلى طريق الإشتراكيّة .
10 – فى البلدان الإستعمارية و الرأسمالية فإنّ الثورة البروليتارية و ديكتاتورية البروليتاريا هما ضروريّتان لحلّ تناقضات المجتمع الرأسمالي حلاّ كاملا .
و فى سبيل إنجاز هذا الواجب يجب على الحزب البروليتاريّ تحت الظروف الراهنة أن يقود الطبقة العاملة و الشغيلة الآخرين بصورة نشطة فى النضالات لمعارضة الرأسمال الإحتكاري و للدفاع عن الحقوق الديمقراطية و لمعارضة خطر الفاشستية و لتحسين ظروف المعيشة و لمعارضة توسيع الإستعمار للتسلّح و إستعداداته للحرب و لصيانة السلم العالمي و لتأييد النضالات الثورية التى تقوم بها الأمم المضطهَدة تأييدا نشطا .
و فى البلدان الرأسمالية التى يسيطر عليها الإستعمار الأمريكي أو يحاول السيطرة عليها ، ينبغى على الطبقة العاملة و جماهير الشعوب أن توجّه هجومها بصورة رئيسية إلى الإستعمار الأمريكي ، و أيضا إلى الطبقة الرأسمالية الإحتكارية و القوى الرجعية المحلّية الأخرى التى تخون المصالح الوطنية .
إنّ النضالات الجماهيرية الواسعة النطاق فى البلدان الرأسمالية خلال السنوات الأخيرة أظهرت أنّ الطبقة العاملة و الجماهير الكادحة الأخرى فى هذه البلدان أصبحت فى يقظة جديدة . و نضالاتها التى توجّه الضربات إلى الرأسمال الإحتكاري و الرجعية قد فتحت آفاقا مشرقة للقضية الثورية فى بلدانها ، كما أنّها تشكل مساندة قوية للنضالات الثورية التى تخوضها شعوب آسيا و أفريقيا و أمريكا اللاتينية و لبلدان المعسكر الإشتراكي .
إنّ الأحزاب البروليتارية فى البلدان الإستعمارية أو الرأسمالية يجب عليها أن تحتفظ بإستقلالها الإيديولوجي و السياسي و التنظيمي فى قيادة النضالات الثورية . و فى نفس الوقت عليها أن توحّد جميع القوى الممكن توحيدها و أن تقيم جبهة متّحدة واسعة ضد الرأسمال الإحتكاري و ضد السياسات الإستعمارية للعدوان و الحرب .
و أثناء قيادة النضالات المباشرة قيادة فعّالة ، ينبغى للشيوعيين فى البلدان الرأسمالية أن يربطوا هذه النضالات بالنضال من أجل المصالح الطويلة الأمد و العامة ، و يعلّموا الجماهير بروح ثورية ماركسية لينينية ، و يرفعوا دون إنقطاع وعيها السياسي و يضطلعوا بالواجب التاريخي للثورة البروليتارية . و إن لم يفعلوا ذلك ، وإن إعتبروا الحركة المباشرة كلّ شيء و حدّدوا تصرّفاتهم تبعا لكلّ حالة منفردة و حصروا أنفسهم فى الأحداث اليوميّة و ضحّوا بمصالح البروليتاريا الأساسية ، فإنّ ذلك هو الإشتراكية – الديمقراطية قلبا و قالبا .
إنّ الإشتراكية – الديمقراطية هي إتجاه إيديولوجي برجوازي . و قد أشار لينين منذ وقت بعيد إلى أن الأحزاب الإشتراكية – الديمقراطية هي فرق سياسية للبرجوازيين و عميلتهم فى حركة الطبقة العاملة و سندهم الإجتماعي الرئيسي . يجب على الشيوعيين فى كلّ وقت أن يرسموا خطّا فاصلا واضحا بين أنفسهم و بين الأحزاب الإشتراكية - الديمقراطية حول القضية الأساسية للثورة البروليتارية و ديكتاتورية البروليتاريا ، و يصفّوا النفوذ الإيديولوجي للإشتراكية – الديمقراطية فى الحركة العمّالية العالمية و فى وسط شغّيلة العالم . و لا شكّ أبدا أنّه يجب على الشيوعيين كسب الجماهير الواقعة تحت نفوذ الأحزاب الإشتراكية – الديمقراطية و كسب العناصر اليسارية و الوسطى فى داخل الأحزاب الإشتراكية – الديمقراطية ، تلك العناصر التى ترغب فى معارضة الرأسمال الإحتكاري المحلّي و سيطرة الإستعمار الأجنبي ، و أن يتّحدوا معها فى النشاطات الواسعة المشتركة للنضال اليومي لدي حركة الطبقة العاملة و للنضال من أجل صيانة السلم العالمي .
من أجل قيادة البروليتاريا و الشغيلة الآخرين فى الثورة يجب على الأحزاب الماركسية اللينينية أن تكون بارعة فى النضال بجميع أشكاله و أن تستبدل بسرعة شكلا بآخر عندما تتغيّر ظروف النضال . و لا يمكن لطليعة البروليتاريا أن تبقى مانعة لا تغلب فى جميع الظروف إلاّ إذا برعت فى جميع أشكال النضال – السلمي و المسلّح ، العلني و السرّي ، الشرعي و غير الشرعي ، البرلماني و الجماهيري إلخ ... و إنّه لخطأ أن يرفض إستعمال شكل النضال البرلماني و الأشكال الشرعية الأخرى للنضال ، فى الوقت الذى يجب فيه أن تستعمل و يمكن أن تستعمل . و لكن إذا إنحطّ حزب ماركسي لينيني و أصبح مفتونا بالبرلمانية و القانونية و حصر النضال فى الحدود التى يسمح بها البرجوازيين فإنّ ذلك سيؤدى حتما إلى نبذ الثورة البروليتارية و ديكتاتورية البروليتاريا .
11- و بخصوص مسألة الإنتقال من الرأسمالية إلى الإشتراكية يجب على الحزب البروليتاري أن ينطلق من موقف الصراع الطبقي و الثورة و ان يرتكز على التعاليم الماركسية اللينينية الخاصة بالثورة البروليتارية و ديكتاتورية البروليتاريا .
إنّ الشيوعيين يفضلون دائما إحداث الإنتقال إلى الإشتراكية بالوسائل السلمية . و لكن هل يمكن جعل الإنتقال السلمي مبدأ إستراتيجيا عالميا جديدا للحركة الشيوعية العالمية ؟ قطعا لا .
إنّ الماركسية اللينينية ترى دائما أن المسألة الأساسية لجميع الثورات هي مسألة سلطة الدولة . و قد ورد بوضوح فى تصريح عام 1957 و بيان عام 1960 أنّ " اللينينية تعلم ، و التجربة التاريخية تثبت ، أنّ الطبقات المسيطرة لا تتخلّى عن الحكم طوعا . " إنّ الحكومة الهرمة لا تسقط أبدا من تلقاء نفسها حتى فى زمن الأزمة ، ما لم تدفع . و هذا قانون عام للصراع الطبقي .
و قد أشار ماركس و لينين فى ظروف تاريخية محدّدة إلى إمكانية التطوّر السلمي للثورة . و لكن التطور السلمي للثورة ، كما قال لينين ، هو " فرصة إستثنائية نادرة فى تاريخ الثورات " .
و فى الواقع لم توجد بعد فى تاريخ العالم سابقة واحدة فى الإنتقال السلمي من الرأسمالية إلى الإشتراكية .
و يقول أشخاص معيّنون : لم تكن هناك سابقة عندما تنبأ ماركس بأن الإشتراكية ستحلّ حتما محلّ الرأسمالية ، فلماذا لا يمكننا أن نتنبّا بإنتقال سلمي من الرأسمالية إلى الإشتراكية رغم عدم وجود سابقة ؟
إنّ هذا التشبيه تشبيه سخيف . و قد حلّل ماركس ، مستخدما المادية الديالكتيكية و المادية التاريخية ، تناقضات المجتمع الرأسمالي و إكتشف القوانين الموضوعية لتطوّر المجتمع البشري و توصّل إلى نتيجة علمية ، بينما الأنبياء الذين يعلّقون كلّ آمالهم على " الإنتقال السلمي " ينطلقون من المثالية التاريخية و يمحون أهمّ التناقضات الأساسية للمجتمع الرأسمالي و يناقضون التعاليم الماركسية اللينينية حول الصراع الطبقي ، ثمّ يتوصّلون إلى نتيجة ذاتيّة لا أساس لها . فكيف يمكن لهؤلاء الناس الذين يناقضون الماركسية أن يجدوا أيّة مساعدة من ماركس ؟
واضح لكلّ فرد أن البلدان الرأسمالية تعزّز الآن جهاز الدولة و بخاصة أجهزتها العسكرية . و الغرض الرئيسي من ذلك هو قمع الشعب فى بلادها ذاتها .
إنّ الحزب البروليتاري لا ينبغى له أبدا أن يبني تفكيره و سياساته الموضوعة للثورة و جميع أعماله على إفتراض أن الإستعمار و الرجعيين سيقبلون تحولا سلميّا .
يجب على الحزب البروليتاري أن يعدّ نفسه لإحتمالين – بينما يعدّ لتطوّر سلمي للثورة ، يجب عليه أيضا أن يعد إعدادا كاملا لتطوّر غير سلمي للثورة . يجب على الحزب البروليتاري أن يركّز على العمل الشاق عمل تجميع القوّة الثوريّة حتى يكون على إستعداد لإنتزاع النصر عندما تنضج الشروط للثورة ، أو لتسديد ضربات قويّة إلى المستعمرين و الرجعيّين عندما يشنّون هجوما مفاجئا أو هجوما مسلّحا .
و إذا لم ينجز الحزب البروليتاري هذه الإعدادات فإنّه سيشلّ الإرادة الثوريّة لدى البروليتاريا و يجرّد نفسه من السلاح إيديولوجيا و يقع فى حالة سلبية تماما هي عدم الإستعداد من الناحية السياسيّة و التنظيمية ، و الأمر الذى يؤدّى إلى دفن قضيّة الثورة البروليتارية .
12- إن جميع الثورات الإجتماعية فى مراحل التاريخ البشري المختلفة هي حتميّة تاريخية و تخضع لقوانين موضوعيّة مستقلّة عن إرادة الإنسان . و فضلا عن ذلك فإنّ التاريخ قد دلّ على أنّه ما من ثورة أحرزت النصر بدون تعرّجات و تضحيات .
إنّ واجب الحزب البروليتاري هو أن يحلّل على أساس النظرية الماركسية اللينينية الظروف التاريخية المحددة ، و يضع الإستراتيجية و التاكتيك الصحيحين ، و يقود الجماهير الشعبية إلى تخطّى الصخور الخفية و يتجنّب التضحيات غير اللازمة حتى يحقّق الهدف خطوة فخطوة . هل يمكن تجنّب التضحيات كلّيا ؟ لم يكن الأمر هكذا بالنسبة لثورات العبيد ، و ثورات الأقنان ، و الثورات البرجوازية أو الثورات الوطنية كما لم يكن الحال كذلك بالنسبة للثورات البروليتارية . و حتى و لو كان الخطّ المرشد للثورة صحيحا فإنّه من المستحيل وجود ضمان كامل لإنعدام النكسات و التضحيات فى مجرى الثورة . و طالما تمّ الإلتزام بالخطّ الصحيح ، فإنّ الثورة لا بدّ أن تنتصر فى النهاية . إنّ التخلى عن الثورة بحجّة تجنّب التضحيات هو فى الحقيقة مطالبة الشعوب بأن تبقى مستعبدة أبدا ، و أن تصبر على آلام و تضحيات لا حدّ لها .
إنّ أبجديّة الماركسية اللينينية تعلمنا أن مخاض ثورة أخفّ بكثير من ألم المجتمع القديم المزمن . و قد أصاب لينين حين قال : " و حتى إذا كان مجرى الحوادث سلميّا إلى أقصى درجة فإنّ النظام ( الرأسمالي ) الحاضر يفرض دائما و حتما على الطبقة العاملة تضحيات لا تحصى ". ( " مذبحة أخرى " ، " مؤلفات لينين الكاملة " المجلد 5.)
و كلّ من يظنّ أنّه يمكن القيام بالثورة فقط عندما يكون كلّ شيء سهلا طبعا و فقط عندما يوجد ضمان مسبّق لإنعدام التضحيات و الفشل هو ليس ثوريّا قطعا .
مهما كانت الظروف صعبة و كيفما كانت التضحيات جمّة و الفشل الذى قد تتكبّده الثورة كبيرا ، فإنّه يجب على الثوريين البروليتاريين أن يعلموا الجماهير بروح الثورة ، و أن يرفعوا عاليا راية الثورة ، لا أن يتخلّوا عنها .
إذا أقدم الحزب البروليتاري على الثورة بصورة طائشة قبل نضوج الظروف الموضوعية فإنّ ذلك يكون مغامرة " يسارية " . و إذا لم يجرؤ الحزب البروليتاري على قيادة الثورة و إنتزاع سلطة الدولة عندما تكون الظروف الموضوعية ناضجة ، فإنّ ذلك يكون إنتهازية يمينية .
و حتى فى الأيّام العادية عندما يقود الحزب البروليتاري الجماهير للقيام بالنضال اليومي ، عليه أن يعدّ و يحضّر صفوفه و الجماهير الشعبية إيديولوجيّا و سياسيّا و تنظيميّا من أجل الثورة و يدفع النضالات الثوريّة حتى لا تفوته الفرصة لقلب سلّة الرجعية و إقامة سلطة دولة جديدة عندما تكون ظروف الثورة ناضجة . و إلاّ فإنّ الحزب البروليتاري ستفوته الفرصة فى إنتزاع نصر الثورة رغم نضوج الظروف الموضوعيّة .
على الحزب البروليتاري أن يتمسّك بالمبادئ تمسّكا حازما كما يجب عليه أن يكون مرنا ، و عليه فى بعض الأحيان أن يساوم مساومة ضرورية تخدم مصالح الثورة . و لكن لا ينبغى له أبدا أن يتخلى عن السياسات القائمة على المبدأ و عن هدف الثورة بحجّة المرونة و المساومات الضرورية .
على الحزب البروليتاري أن يقود الجماهير الشعبية إلى شنّ النضالات ضد الأعداء ، و يجب عليه أن يعرف كيف يستفيد من التناقضات الموجودة بين هؤلاء الأعداء . و لكن الغرض من الإستفادة من تلك التناقضات هو تسهيل الوصول إلى هدف نضالات الشعب الثورية ، لا لتصفية هذه النضالات .
لقد أثبتت وقائع لا تحصى أنّه حيثما وجد حكم الإستعمار و الرجعية الأسود فإنّ الشعب الذى يشكّل أكثر من تسعين بالمائة من السكان سيهبّ ثائرا عاجلا أو آجلا .
و إذا عزل الشيوعيون أنفسهم عن المطالب الثورية لدى الجماهير فإنّهم سيفقدون حتما ثقة الجماهير بهم ، و سيقذف بهم التيّار الثوري إلى المؤخّرة .
و إذا سارت الجماعة القياديّة فى أي حزب من الأحزاب على خطّ غير ثوري و حوّلت الحزب إلى حزب إصلاحي فإنّ الماركسين اللينينيين فى داخل الحزب و خارجه سيحلون محلّ تلك الجماعة و يقودون الشعب للقيام بالثورة . و إذا لم يحدث هذا فإنّ الثوريين البرجوازيين سيتقّدمون لقيادة الثورة ، و سيفقد الحزب البروليتاري قيادتها . و عندما تخون البرجوازية الرجعية الثورة و تقمع الشعب فإنّ خطّا إنتهازيا سيسبّب خسائر مفجعة غير لازمة للشيوعيين و الجماهير الثورية .
و إذا إنزلق الشيوعيون فى طريق الإنتهازية فإنهم سيصبحون وطنيين برجوازيين و يصبحون ذيولا للمستعمرين و البرجوازيين الرجعيين .
هناك أشخاص معيّنون يزعمون أنهم قدّموا أعظم مساهمات خلّاقة للنظرية الثورية منذ وفاة لينين و أنّهم وحدهم المصيبون ؛ و لكن المشكوك فيه جدّا هو : هل فكّروا حقّا فى الخبرة الشاملة لكلّ الحركة الشيوعية العالمية ؟ هل إعتبروا حقّا مصالح و هدف و مهام الحركة الشيوعية العالمية مطابقة للماركسية اللينينية ؟
لقد كسبت الحركة الشيوعية العالمية و حركة التحرّر الوطني خلال السنوات القلائل الماضية كثيرا من التجارب و الدروس . هناك تجارب تستحقّ تمجيد الناس ، و هناك تجارب تحزن الناس . و على الشيوعيين و الثوريين فى جميع البلدان أن يفكّروا و يدرسوا بجدّ هذه التجارب ، تجارب النجاح و تجارب الفشل ، حتى يستخلصوا من ذلك نتائج صحيحة و دروسا نافعة .
13- إنّ البلدان الإشتراكية تؤيّد و تساعد النضالات الثورية التى تخوضها الشعوب و الأمم المضطهَدَة فى العالم قاطبة كما أنّ هذه النضالات الثورية تؤيد و تساعد البلدان الإشتراكية . إنّ حركات التحرّر الوطني فى آسيا و أفريقيا و أمريكا اللاتينية و الحركات الثورية لدى شعوب البلدان الرأسمالية سند قوي للبلدان الإشتراكية . إنّه لخطأ تماما أن ينكر ذلك .
و الموقف الوحيد الذى ينبغى للبلدان الإشتراكية أن تتّخذه إزاء النضالات الثوريّة لدى الشعوب و الأمم المضطهَدَة هو موقف عطف حار و تأييد نشط ، و لا ينبغى لها إطلاقا أن تتّخذ إزاءها موقف عدم الإكتراث أو موقف أنانية قومية أو موقف عصبيّة أمّة كبيرة .
قال لينين : " إنّ التحالف مع الثوريين فى البلدان المتقدّمة و مع الشعوب المضطهَدَة ضد أي من المستعمرين و جميعهم هو السياسة الخارجية للبروليتاريا " ( " السياسة الخارجية للثورة الروسية " . " مؤلفات لينين الكاملة " المجلد 25.) كلّ من يعجز عن إدراك هذه النقطة و يعتبر التأييد و المعونة التى تقدّمها البلدان الإشتراكية للشعوب و الأمم المضطهَدَة عبأ أو إحسانا فهو سائر فى إتجاه مضاد للماركسية اللينينية و الأمميّة البروليتارية .
إنّ تفوّق النظام الإشتراكي و منجزات البلدان الإشتراكية فى البناء يلعبان دور القدوة والإلهام للشعوب والأمم المضطهَدة . و لكن دور القدوة و الإلهام هذا لا يمكن أبدا أن يحلّ محلّ النضالات الثورية لدى الشعوب و الأمم المضطهَدة . و لا يمكن لأي شعب أو أمّة مضطهَدَة أن تتحرّر إلاّ بنضالها الثوري الحازم .
بالغ أشخاص معيّنون فى تقدير دور المباراة السلميّة وحدها بين البلدان الإشتراكية و البلدان الإستعمارية محاولين وضع المباراة السلمية محلّ النضالات الثورية لدى جميع الشعوب و الأمم المضطهَدَة . و طبقا لتبشيرهم يخيّل للمرء أن الإستعمار سينهار من تلقاء نفسه خلال هذه المباراة السلمية ، و أنّ الأمر الوحيد الذى ينبغى لجميع الشعوب و الأمم المضطهَدَة أن تفعله هو الإنتظار فى هدوء لحدوث هذا . فهل يوجد بين هذا و وجهات النظر الماركسية اللينينية أي شيء مشترك ؟
و قد إخترع أشخاص معيّنون فضلا عن ذلك عبارة غريبة هي أن الصين و بعض بلدان إشتراكية أخرى تريد " إثارة حروب " و ترويج الإشتراكية بواسطة " الحروب بين الدول ". إنّ مثل هذه العبارة ليست سوى إفتراءات إستعمارية و رجعية كما جاء فى بيان عام 1960 . إذا تحدثنا بصراحة فإنّ غرض أولئك الذين يردّدون هذه الإفتراءات هو تغطية حقيقة أنّهم يعارضون الثورات لدى شعوب و أمم العالم المضطهَدَة و يعارضون مساندة الآخرين لهذه الثورات .
14- لقد قيل الكثير فى السنوات الأخيرة حول قضية الحرب و السلم . و وجهات نظرنا و سياساتنا حول هذه القضية معروفة لدى كلّ العالم ، ولا يمكن لأي شخص أن يشوّهها .
و لكن من المؤسف أنّه رغما من أنّ أشخاصا معيّنين فى الحركة الشيوعية العالمية يتحدّثون كثيرا عن حبّهم العظيم للسلم و كراهيتهم للحرب ، إلاّ أنّهم لا يرغبون حتى فى إحراز فهم قليل للحقيقة البسيطة الواضحة التى عرضها لينين بشأن قضية الحرب .
قال لينين :
يبدو لي أن الشيء الأساسي الذى ينسي عادة و الذى لم يلق الإنتباه الملائم حول قضية الحرب ، مما أدّى إلى إثارة كثير من الجدال – و بودّي أن أقول أنه جدال عقيم يائس و لا غرض منه - هو أنّ الناس ينسون المسألة الجوهرية التى هي الطابع الطبقي للحرب ، و لماذا نشبت الحرب ، و ما هي الطبقات التى تشنّ الحرب ، و الظروف التاريخية و الظروف الإقتصادية التاريخية التى سببت الحرب . ( " الحرب و الثورة ". " مؤلفات لينين الكامل ة" المجلّد 24 ).
و فى نظر الماركسيين اللينينيين فإنّ الحرب هي إمتداد للسياسة بطرق أخرى ، و إنّ كلّ حرب لا يمكن أن تنفصل عن النظام السياسي و النضالات السياسية التى تسببها . و إذا حاد المرء عن هذا الرأي الماركسي اللينيني العلمي الذى أثبته كلّ تاريخ الصراع الطبقي فى العالم فلا يمكنه أن يفهم أبدا لا مسألة الحرب و لا مسألة السلم .
هناك أنواع مختلفة للسلم و أنواع مختلفة للحرب . و ينبغى للماركسيين اللينينيين أن يكونوا على فهم واضح : من أي نوع ذلك السلم ؟ و من أي نوع تلك الحرب المعيّنة ؟ إنّ الخلط بين الحروب العادلة و الحروب غير العادلة بلا تمييز و معارضة كلّ الحروب ، ما هو إلاّ موقف المسالمين البرجوازيين و ليس موقف الماركسيين الليينيين .
يقول أشخاص معيّنون إنّ الثورات ممكنة كلّيا بدون حرب . فأيّ نوع من الحرب يقصدون- أحرب تحرّر وطني أم حربا ثورية أهلية ، أم حربا عالمية ؟
إن كانوا يقصدون حرب تحرّر وطني أو حربا ثوريّة أهليّة ، فإنّ هذا القول هو فى الحقيقة معارضة للحروب الثورية و للثورة . و إن كانوا يقصدون حربا عالمية فيتّضح أن ذلك تصويب نحو هدف لا وجود له . و رغما من أنّ الماركسيين اللينينيين أشاروا ، بناء على أساس تاريخ الحربين العالميّتين ، إلى أن الحروب العالمية لا بدّ أن تؤدّي إلى الثورة ، إلاّ أنّه ما من ماركسي لينيني قال أو سيقول بأنّ الثورة يجب أن تكون عن طريق الحرب العالمية .
يتّخذ الماركسيون الليينيون إزالة الحرب كمثل أعلى لهم و يؤمنون بأن الحرب يمكن إزالتها من الوجود .
و لكن كيف تمكن إزالة الحرب ؟
هكذا كان رأي لينين :
... إن هدفنا هو إقامة النظام الإشتراكي للمجتمع ، ذلك النظام الذى بالقضاء على تقسيم البشرية إلى طبقات و بالقضاء على إستغلال الإنسان للإنسان و إستغلال أمّة لأمةّ أخرى ، سيقضى حتما على كلّ إمكانية للحرب . ( نفس المصدر)
يقول بيان عام 1960 بكلّ وضوح أيضا : " إنّ إنتصار الإشتراكية فى العالم كلّه يزيل نهائيّا الأسباب الإجتماعية و القومية لنشوب أيّة حرب ".
و مع ذلك يرى أشخاص معيّنون الآن فعلا أنّه من الممكن تحقيق " عالم بلا أسلحة و لا قوّات مسلحة و لا حروب " عن طريق " نزع السلاح الكامل الشامل " ، بينما نظام الإستعمار و إستغلال الإنسان للإنسان لا يزال قائما ، إنّ هذا وهم محض .
إنّ أبجدية الماركسية اللينينية تخبرنا أنّ القوات المسلّحة هي الجزء الأساسي من جهاز الدولة ، و أنّ ما يسمّى بعالم بلا أسلحة و لا قوات مسلّحة ، لا يمكن إلاّ أن يكون عالما بلا دول . لقد قال لينين :
إنّه فقط بعد أن تجرّد البروليتاريا البرجوازية من سلاحها يصبح فى مقدورنا ، دون خيانة رسالتها التاريخية العالمية ، إلقاء جميع الأسلحة إلى كومة المهملات . و لا شكّ أنّ البروليتاريا سوف تفعل ذلك . و لكن فقط بعد الإيفاء بهذا الشرط و لا قبل ذلك بالتأكيد .( " البرنامج الحربي للثورة البروليتارية " ؛ " مؤلفات لينين الكاملة " المجلد 23).
ما هي الحقائق الواقعة فى عالم اليوم؟ هل هناك دالّة حتى و لو كانت صغيرة تبرهن على أن البلدان الإستعمارية برئاسة الولايات المتحدة على إستعداد لإنجاز نزع السلاح الكامل الشامل ؟ أليست كلّها على إنفراد و مجتمعة منغمسة فى توسيع السلاح الكامل الشامل ؟
لقد كان رأينا دائما أنّه من أجل فضح و معارضة توسيع التسلّح و الإستعدادات الحربيّة لدى المستعمرين ، من الضروري وضع إقتراح نزع السلاح العام . و فضلا عن ذلك فمن الممكن إجبار الإستعمار على قبول إتّفاقية ما حول نزع السلاح عن طريق النضال المشترك من قبل بلدان المعسكر الإشتراكي و شعوب كلّ العالم .
و إذا إعتبر المرء نزع السلاح الكامل الشامل الطريق الأساسي للسلم العالمي ، و نشر الوهم القائل بأنّ الإستعمار سوف يتخلّى عن أسلحته من تلقاء نفسه ، و حاول تصفية النضالات الثوريّة لدى الشعوب والأمم المضطهَدَة بحجة نزع السلاح ، فما غرضه من ذلك سوى خداع شعوب العالم عن عمد و مساعدة المستعمرين فى سياساتهم العدوانية و الحربيّة .
من أجل التغلّب على الفوضى الفكريّة القائمة الآن فى حركة الطبقة العاملة العالمية حول قضية الحرب و السلم ، نعتبر أن إستنتاجات لينين التى نبذها المحرّفون المعاصرون يجب أن تعاد إلى مكانها لمصلحة معارضة السياسات الإستعمارية العدوانية و الحربية و لمصلحة صيانة السلم العالمي .
تطالب شعوب العالم قاطبة بمنع نشوب حرب عالمية جديدة . و من الممكن منع نشوب حرب عالمية جديدة .
و السؤال الآن : ما هو الطريق لتحقيق السلم العالمي ؟ وفقا لوجهة النظر اللينينية فإنّ السلم العالمي يمكن أن يكسب فقط بنضالات الشعوب فى جميع البلدان ، لا بإستجداء المستعمرين من أجله . إنّ السلم العالمي يمكن أن يصان بصورة فعّالة فقط بالإعتماد على تطوّر قوى المعسكر الإشتراكي ، وعلى النضالات الثورية لدى البروليتاريا و الشغيلة فى كلّ البلدان ، و على النضالات التحرّرية لدى الأمم المضطهَدَة ، و على نضالات جميع الشعوب و البلدان المحبّة للسلم .
هذه هي السياسة اللينينية . و أي سياسة مناقضة لهذه سوف لا تؤدّي قطعا إلى سلم عالمي ، بل سوف تزيد أطماع المستعمرين و تزيد خطر الحرب العالمية .
و خلال السنوات الأخيرة ظلّ أشخاص معيّنون ينشرون القول بأن شرارة واحدة من حرب تحرّر وطني أو من حرب ثورية شعبيّة سوف تؤدّى إلى حريق عالمي يحطّم كلّ البشرية . و لكن ما هي الحقائق الواقعة ؟ على النقيض ممّا يقوله هؤلاء الأشخاص فإنّ حروب التحرّر الوطني و الحروب الثوريّة الشعبيّة التى وقعت منذ الحرب العالمية الثانية لم تؤدّ إلى حرب عالمية . إنّ إنتصار هذه الحروب الثوريّة قد أضعف بصورة مباشرة قوى الإستعمار و عزّز بصورة عظيمة السلم العالمي . ألم تدلّ هذه الحقائق على سخف ذلك القول ؟
15- إن تحريم و تدمير الأسلحة النووية بصورة كاملة واجب هام فى النضال لصيانة السلم العالمي . و يجب علينا أن نبذل أقصى جهودنا لهذا الغرض .
إنّ الأسلحة النوويّة ذات قوة تدميرية لا شبيه لها ، الأمر الذى جعل المستعمرين الأمريكيين يسيرون منذ أكثر من عشرة أعوام على سياستهم الإبتزازية النووية لتحقيق طمعهم فى إستعباد شعوب كلّ البلدان و فى السيطرة على العالم .
و لكن عندما يهدّد المستعمرون البلدان الأخرى بالأسلحة النوويّة يعرضون الشعوب فى بلدانهم نفسها للتهديد نفسه ، و هكذا يثيرون شعوبهم لمعارضة الأسلحة النوويّة و معارضة السياسات الإستعمارية العدوانية و الحربيّة . و فى نفس الوقت بينما يداعب المستعمرين أملهم المغرور بإهلاك خصومهم بالأسلحة النووية يعرّضون فى الحقيقة أنفسهم لخطر الهلاك .
إنّ إمكانية تحريم الأسلحة النووية كائنة فعلا . و لكن إذا أجبر المستعمرون على قبول إتّفاقية حول تحريم الأسلحة النوويّة فإنّه قطعا لا " لحبّهم للبشريّة " ، بل لضغط شعوب العالم و لأجل مصالحهم الحيوية .
وعلى النقيض ممّا يفعله المستعمرون تعتمد البلدان الإشتراكية على القوّة العادلة لدي الشعوب وعلى سياساتها الصحيحة ، كما هي ليست بحاجة إطلاقا إلى المقامرة بالأسلحة النوويّة هو فقط بغرض الدفاع عن نفسها و لمنع الإستعمار من إثارة حرب نووية .
وفى نظر الماركسيين اللينينيين فإنّ الشعوب هي صانعة التاريخ . إنّ الإنسان فى الوقت الحاضر كما كان فى الماضى هو العامل الحاسم فى تطوّر التاريخ و فى الحياة الواقعية ؛ إنّ الماركسيين اللينينيين يعيرون أهمّية لدور التغير التكنولوجي ، و لكن من الخطأ تحقير دور الإنسان و المبالغة فى دور التكنولوجيا .
إنّ ظهور الأسلحة النوويّة لا يوقف تقدّم التاريخ البشري و لا ينقذ النظام الإستعماري من مصيره المحتوم ، كما أنّ ظهور جميع التكنيك الجديد فى الماضي لم يكن بوسعه إنقاذ النظم القديمة من مصيرها المحتوم .
إنّ ظهور الأسلحة النوويّة لم يكن بإمكانه و ليس بإمكانه و ليس بوسعه أن يغيّر قانون الصراع الطبقي ، و لم يكن بإمكانه و ليس بوسعه أن يغيّر طبيعة الإستعمار و الرجعية .
لذلك لا يمكن القول بأنّه مع ظهور الأسلحة النوويّة فإنّ إمكانية و ضرورة الثورات الإجتماعية و الوطنية قد زالتا ، أو أن المبادئ الأساسية للماركسية اللينينية و خاصة المبادئ الخاصة بالثورة البروليتارية و ديكتاتورية البروليتاريا و الخاصة بالحرب و السلم قد فات أوانها و تحوّلت إلى " عقائد " بالية .
16- إنّ لينين هو الذى قدّم الإستنتاج القائل بأنّ من الممكن للبلدان الإشتراكية أن تتعايش سلميّا مع البلدان الرأسمالية . و من المعروف جدّا أنّه بعد صدّ الشعب السوفياتي العظيم التدخّل المسلّح الأجنبي ، كان الحزب الشيوعي السوفياتي و الحكومة السوفياتية تحت قيادة لينين ثمّ ستالين يتبعان بثبات سياسة التعايش السلمي ، و إنّهما أجبرا على شنّ حرب دفاعيّة عندما هوجم الإتحاد السوفياتي من قبل المستعمرين الألمانيين .
إنّ جمهورية الصين الشعبية ظلّت تتمسّك منذ تأسيسها بسياسة التعايش السلمي مع البلدان ذات الأنظمة الإجتماعية المختلفة . و إنّها هي التى إبتكرت المبادئ الخمسة للتعايش السلمي .غير أنّه منذ سنوات قليلة إدّعى أشخاص معيّنون فجأة بأنّ سياسة لينين للتعايش السلمي هي " إكتشاف عظيم " توصّلوا إليه و زعموا أنّ لهم حقّ إحتكار تفسير هذه السياسة . و إعتبروا " التعايش السلمي" كتابا سماويّا مليئا بالأسرار يحتوى على كلّ شيء و يعزون إليه كلّ نجاح كسبته شعوب العالم بالنضال . و أكثر من ذلك يصفون كل من لا يوافقون على تشويههم لآراء لينين بأنّهم يعارضون التعايش السلمي و بأنّهم أناس يجهلون تماما لينين و اللينينية . و بأنّهم خوارج يستحقّون الموت حرقا .
كيف يمكن للشيوعيين الصينيين أن يوافقوا على هذا الرأي و ذلك التصرّف ؟ كلاّ ! إنّ هذا لمستحيل .
إنّ مبدأ لينين حول التعايش السلمي واضح و مفهوم جدّا لكلّ إنسان عادي . إنّ التعايش السلمي يقصد به العلاقات بين البلدان ذات الأنظمة الإجتماعية المختلفة و لا ينبغى لأي إنسان أن يؤوّله حسبما يريد . و لا ينبغى أبدا أن يمدّ فيطبّق على العلاقات بين الأمم المضطهَدَة و المضطهِدة ، و بين البلدان المضطهَدة و المضطهِدة ، أو بين الطبقات المضطهَدة و المضطهِدة ، و لا ينبغى أبدا أو يوصف بأنّه هو المحتوي الرئيسي للإنتقال من الرأسمالية إلى الإشتراكية فضلا عن الزعم بأن التعايش السلمي هو طريق البشريّة إلى الإشتراكية . و السبب فى ذلك هو أنّ ممارسة التعايش السلمي بين البلدان ذات الأنظمة الإجتماعية المختلفة أمر لا يسمح للبلدان التى تمارس التعايش السلمي و لا يمكنها أبدا ، أن تمسّ و لو شعرة من الأنظمة الإجتماعية للبلدان التى تتعايش معها سلميّا . أمّا الصراع الطبقي و النضال من أجل التحرّر الوطني و الإنتقال من الرأسمالية إلى الإشتراكية فى البلدان المختلفة فأمر آخر. و تلك كلّها نضالات ثورية حادة ، نضالات حياة أو موت ، تهدف إلى تغيير الأنظمة الإجتماعية . و لا يمكن أبدا أن يحلّ التعايش السلمي محلّ النضالات الثورية لدى الشعوب . و الإنتقال من الرأسمالية إلى الإشتراكية فى أي بلد يمكن تحقيقه فقط عبر الثورة البروليتارية و ديكتاتورية البروليتاريا فى ذلك البلد .
و خلال تطبيق سياسة التعايش السلمي لا يمكن تفادي النضالات بين البلدان الإشتراكية و البلدان الإستعمارية فى الميادين السياسية و الإقتصادية و الإيديولوجية . و لا يمكن إطلاقا وجود " تعاون شامل لجميع الجوانب " .
من الضروري للبلدان الإشتراكية أن تجري مفاوضات من هذا النوع أو ذاك مع البلدان الإستعمارية . و من الممكن التوصّل إلى إتّفاقيات معيّنة ، عبر المفاوضات بالإعتماد على السياسات الصحيحة لدى البلدان الإشتراكية و على ضغط الجماهير الشعبية فى البلدان المختلفة . غير أن المساومات الضرورية بين البلدان الإشتراكية و البلدان الإستعمارية لا تتطلّب من الشعوب و الأمم المضطهَدة أن تفعل نفس الشيء فتساوم مع الإستعمار و أتباعه : و لا ينبغى لأي فرد فى أي وقت أن يطالب بإسم التعايش السلمي الشعوب و الأمم المضطهَدة بأن تتخلّى عن نضالاتها الثورية .
إنّ تطبيق البلدان الإشتراكية سياسة التعايش السلمي ملائم لكسب جوّ سلمي عالمي للبناء الإشتراكي و ملائم لكشف سياسات الإستعمار العدوانية و الحربية . و لكن إذا كان الخطّ العام للسياسة الخارجية للبلدان الإشتراكية قاصرا على التعايش السلمي فمن المحال سواء معالجة العلاقات بين البلدان الإشتراكية فيما بينها أو العلاقات بين البلدان الإشتراكية و بين الشعوب و الأمم المضطهَدة معالجة صحيحة . و لذلك من الخطأ جعل التعايش السلمي الخطّ العام للسياسة الخارجية للبلدان الإشتراكية .
فى رأينا أنّ الخطّ العام للسياسة الخارجية للبلدان الإشتراكية يجب أن يحتوى على الآتي : تطوير علاقات الصداقة و المساعدة المتبادلة و التعاون بين بلدان المعسكر الإشتراكي بما يتماشي مع مبدأ الأممية البروليتارية ؛ و السعي إلى تحقيق التعايش السلمي على أساس المبادئ الخمسة مع البلدان ذات الأنظمة الإجتماعية المختلفة و معارضة سياسات الإستعمار العدوانية و الحربية ؛ و تاييد و مساعدة النضالات الثورية التى تقوم بها جميع الشعوب و الأمم المضطهَدة . و هذه الأوجه الثلاثة متداخلة و لا يمكن فصلها عن بعضها ، و لا يمكن ترك أي وجه منها .
17- بعد إستيلاء البروليتاريا على السلطة ، يستمرّ الصراع الطبقي بصفته قانونا موضوعيّا مستقلاّ عن إرادة البشر ، لفترة تاريخية طويلة جدّا . غير أنّه يختلف فقط عن شكله الذى كان قبل الإستيلاء على السلطة .
لقد أشار لينين عدّة مرات بعد ثورة أكتوبر إلى :
( أ ) إن المستغلّين الذين أطيح بهم عن الحكم يحاولون دائما بألف طريق و طريق إسترداد " الجنّة " التى حرموا منها .
(ب ) إنّ عناصر رأسمالية جديدة تتولّد دائما و تلقائيّا فى جوّ البرجوازية الصغيرة .
(ج ) إن المنحلّين السياسيين و العناصر البرجوازية الجديدة قد تظهر فى صفوف الطبقة العاملة و بين موظّفي المنظمات الحكومية ، نتيجة النفوذ البرجوازي و إنتشار جوّ البرجوازية الصغيرة المفسد.
( د ) إنّ الظروف الخارجية لإستمرار الصراع الطبقي فى داخل القطر الإشتراكي هي الحصار الذى تفرضه الرأسمالية العالمية ، و تهديد المستعمرين بالتدخّل المسلّح ، و النشاطات الهدّامة التى يقومون بها بغرض إحداث التحوّل السلمي .
لقد برهنت الحياة على صحّة هذه النتائج التى توصّل إليها لينين .
منذ عشرات السنين أو منذ فترات أطول ، بعد تحقيق التصنيع الإشتراكي و التعاون الزراعي ، يستحيل القول بأنّ بلدا إشتراكيّا سيخلو من تلك العناصر التى شجبها لينين مرارا ، مثل الذين يعتمدون على البرجوازية ، و الطفيليين ، و المضاربين ، و الغشّاشين ، و المتعطلين ، و الصعاليك المتمرّدين ، و مختلسي أموال الدولة ، كما يستحيل القول بانّ بلدا إشتراكيّا لم يعد بحاجة إلى أداء الواجب الذى وضعه لينين ، واجب تصفية " هذا المرض المعدي و هذا الطاعون و هذه القرحة التى ورثتها الإشتراكية عن الرأسمالية " ، أو إنّ بلدا إشتراكيّا يمكنه التخلى عن هذا الواجب .
إنّ البلد الإشتراكي يتطلّب فترة تاريخية طويلة جدّا حتى يمكنه أن يحلّ خطوة فخطوة مسالة من سينتصر – هل الإشتراكية أم الرأسمالية ؟ إنّ الصراع بين طريق الإشتراكية و طريق الرأسمالية يتخلّل هذه الفترة التاريخية بأكملها . و يرتفع هذا الصراع و ينخفض كالأمواج ، و أحيانا يصبح صراعا حادا للغاية . و هناك أشكال مختلفة و متنوّعة من النضال .
لقد ذكر تصريح موسكو لعام 1957 بحقّ أنّ " الإستيلاء على الحكم ليس ، بالنسبة للطبقة العاملة سوى بداية الثورة ، لا نهايتها ".
إنّ إنكار وجود الصراع الطبقي فى فترة ديكتاتورية البروليتاريا و إنكار ضرورة إكمال الثورة الإشتراكية حتى آخرها فى الجبهات الإقتصادية و السياسية و الإيديولوجية هو أمر خاطئ ، لا ينطبق على الواقع الموجود كما هو نقض للماركسية اللينينية .
18- لقد كان رأي ماركس و لينين معا أنّ الفترة التى تسبق وجود مرحلة المجتمع الشيوعي الأرقى ، هذه الفترة بكاملها هي فترة الإنتقال من الرأسمالية إلى الشيوعية ، فترة ديكتاتورية البروليتاريا . و فى هذه الفترة الإنتقالية تمرّ ديكتاتورية البروليتاريا أي الدولة البروليتارية بعملية ديالكتيكية ، هي تأسيس و تدعيم و تقوية ثمّ زوال تدريجي .
لقد وضع ماركس هذه المسألة فى " النقد التحليلي لبرنامج غوتا " على النحو التالي :
بين المجتمع الرأسمالي و المجتمع الشيوعي تقع فترة الإنتقال الثوري من الأوّل إلى الثاني . و تقابل هذه أيضا فترة إنتقال سياسي لا تكون فيها الدولة إلاّ الديكتاتورية الثورية للبروليتاريا. ( " مؤلفات ماركس و إنجلز المختارة " ، المجلد الثاني.)
كثيرا ما أكّد لينين نظرية ماركس العظيمة حول ديكتاتورية البروليتاريا ، و حلّل تطوّر هذه النظرية خاصة فى مؤلفه البارز " الدولة و الثورة " حيث كتب :
... إنّ الإنتقال من المجتمع الرأسمالي – المتطوّر نحو الشيوعية – إلى مجتمع شيوعي ، مستحيل دون " فترة إنتقال سياسي " والدولة فى هذه الفترة لا يمكن إلاّ أن تكون الديكاتورية الثورية للبروليتاريا ( " مؤلفات لينين الكاملة " ، المجلد 25).
و أضاف يقول :
إنّ جوهر تعاليم ماركس حول الدولة قد تملكه فقط الذين فهموا أنّ ديكتاتورية طبقة واحدة ضرورية لا لكلّ مجتمع طبقي بصورة عامة و للبروليتاريا التى ألقت بالبرجوازية و حسب ، بل لكلّ الفترة التاريخية التى تفصل ما بين الرأسمالية و " المجتمع اللاطبقي" أي الشيوعية .( نفس المصدر)
كما ورد سابقا فإنّ إستنتاجات ماركس و لينين الأساسية هي أنّ ديكتاتورية البروليتاريا سوف تستمرّ حتما طوال الفترة التاريخية بأكملها أي فترة الإنتقال من الرأسمالية إلى الشيوعية ، أي أنّها تستمرّ خلال جميع تلك الفترة قبل إزالة جميع الفوارق الطبقية و دخول مجتمع لاطبقي – هو مرحلة أرقى للمجتمع الشيوعي .
ماذا يحدث إذا أعلن فى منتصف الفترة أن ديكتاتورية البروليتاريا لم تعد ضرورية ؟
ألا يعارض هذا تعاليم ماركس و لينين الخاصة بدولة ديكتاتورية البروليتاريا معارضة أساسية ؟
أولا يسمح هذا بتطوّر " هذا المرض المعدي و هذا الطاعون و هذه القرحة التى ورثتها الإشتراكية عن الرأسمالية " ؟
إنّ هذا سيقود ، بمعنى آخر، إلى نتائج فى أقصى درجات الخطورة و يجعل أي إنتقال إلى الشيوعية أمرا خارجا عن الموضوع .
هل يمكن وجود " دولة لجميع الشعب " ؟ و هل يمكن وضع " دولة لجميع الشعب " محلّ دولة ديكتاتورية البروليتاريا ؟
إنّ هذه المسألة ليست مسألة تتعلّق بالشئون الداخلية الخاصة ببلد معيّن ، و لكنّها تختصّ بقضيّة أساسية ذات أثر مباشر على حقيقة الماركسية اللينينية العامة .
فى رأي الماركسيين اللينينيين أنّه لا توجد دولة يقال إنّها لاطبقية أو دولة فوق الطبقات . و طالما ظلّت الدولة دولة لا بدّ أن يكون لها طابع طبقي ، و طالما بقيت الدولة لا يمكن أن تكون دولة " لجميع الشعب " . و حالما يصبح المجتمع دون طبقات لا يعدّ للدولة فيه وجود .
إذن ما الذى يسمى ب" دولة لجميع الشعب " ؟
إنّ كلّ شخص له إلمام بأبجديّة الماركسية اللينينية يعرف أن ما يسمى ب " دولة جميع الشعب" ليس شيئا جديدا . فلقد سمّت الشخصيات الممثّلة للبرجوازية دائما الدولة البرجوازية ب " دولة لجميع الشعب " أو ب " دولة تكون فيها السلطة فى يد جميع الشعب ".
قد يقول أشخاص معيّنون إنّ مجتمعهم أصبح مجتمعا دون طبقات . و لكننا نقول : كلا ! فهناك طبقات و صراعات طبقية فى جميع البلدان الإشتراكية دون إستثناء .
طالما وجدت بقايا الطبقات المستغِلّة القديمة التى تحاول الرجوع ، و طالما كانت عناصر برجوازية جديدة تتولّد بصورة دائمة ، و طالما وجد الطفيليون و المضاربون و المتعطلون و الصعاليك المتمردون و مختلسو أموال الدولة و اشباههم ، فكيف يمكن القول إنّه لا توجد طبقات و صراعات طبقية ؟ و كيف يمكن القول إنّه لم تعد أي حاجة لديكتاتورية البروليتاريا ؟
تعلّمنا الماركسية اللينينية أنّه بالإضافة إلى كبت الطبقات المعادية فإنّ المهام التاريخية لديكتاتورية البروليتاريا يجب أن تتضمّن معالجة العلاقات بين الطبقة العاملة و الفلاحين معالجة صحيحة أثناء بناء الإشتراكية ، و تدعيم تحالفهم السياسي و الإقتصادي ، و خلق الظروف الملائمة لإزالة الفوارق الطبقية بين العامل و الفلاح بصورة تدريجية .
على أساس القاعدة الإقتصادية لمجتمع إشتراكي نجد أنّ الفوارق بين ملكية كلّ الشعب و الملكية الجماعية موجودة فى جميع البلدان الإشتراكية دون إستثناء ، كما توجد أيضا ملكية خاصة . إنّ ملكية كلّ الشعب و الملكية الجماعية هما نوعان من الملكية و نوعان من علاقات الإنتاج فى المجتمع الإشتراكي . و العمّال فى المؤسسات التى يملكها كلّ الشعب ، و الفلاّحون فى المزارع التى تملك بصورة جماعيّة ينتمون إلى نوعين مختلفين من الشغيلة فى المجتمع الإشتراكي . و عليه فإنّ الفوارق الطبقية بين العامل و الفلّاح موجودة فى جميع البلدان الإشتراكية دون إستثناء . و سوف لا تختفى هذه الفوارق حتى يتمّ الوصول إلى المرحلة الأرقي للشيوعية . إنّ التطوّر الإقتصادي فى جميع البلدان الإشتراكية فى الوقت الحاضر ما زال بعيدا و بعيدا عن التطوّر الإقتصادي فى المرحلة الأرقى للشيوعية حيث يطبق مبدأ " لكلّ حسب مقدرته و لكلّ حسب حاجته ". و لهذا فإنّ القضاء على الفوارق الطبقية بين العامل و الفلاح سوف يستغرق وقتا طويلا و طويلا جدّا . و ما لم يتمّ القضاء على هذه الفوارق الطبقية يستحيل القول بأنه لا طبقات فى المجتمع أو أنّه لم تعد هنالك حاجة لديكتاتورية البروليتاريا .
هل يحاول المرء بتسمية الدولة الإشتراكية ب " دولة جميع الشعب " وضع النظرية البرجوازية حول الدولة مكان النظرية الماركسية اللينينية الخاصة بالدولة ؟ هل يحاول المرء وضع دولة ذات طبيعة مختلفة مكان دولة ديكتاتورية البروليتاريا ؟
إذا كان هذا هو المقصود لا يعدّ ذلك إلاّ إرتدادا تاريخيّا عظيما . إنّ تحلّل النظام الإجتماعي فى يوغسلافيا درس خطير .
19 – ترى اللينينية أنّه على حزب البروليتاريا أن يظلّ موجودا مع ديكتاتورية البروليتاريا فى البلدان الإشتراكية . و حزب البروليتاريا لا يمكن الإستغناء عنه خلال كلّ الفترة التاريخية لديكتاتورية البروليتاريا . و السبب هو أنّه لا بدّ لديكتاتورية البروليتاريا من أن تناضل ضد أعداء البروليتاريا و الشعب ، و أن تعيد تكوين الفلاّحين و غيرهم من صغار المنتجين ، و أن تدعم بصورة مستمرّة صفوف البروليتاريا ، و أن تبني الإشتراكية ، و أن تحقّق الإنتقال إلى الشيوعية . و لا شيء من هذه الأشياء يمكن فعله دون قيادة حزب البروليتاريا .
هل يمكن وجود " حزب لجميع الشعب" ؟ و هل يمكن وضع " حزب لجميع الشعب " مكان الحزب الذى هو طليعة البروليتاريا ؟
إنّ هذه المسألة ليست أيضا قضيّة تمس الشئون الداخلية لأي حزب معيّن ، و لكنها تختصّ بمسألة أساسيّة ذات أثر مباشر على حقيقة الماركسية اللينينية العامة .
فى رأي الماركسيين اللينينيين ، لا يوجد شيء يقال إنّه حزب سياسي لاطبقي أو فوق الطبقات . و جميع الأحزاب السياسية ذات طابع طبقي . و الروح الحزبية هي التعبير المركز للطبيعة الطبقية .
حزب البروليتاريا هو الحزب الوحيد القادر على تمثيل مصالح كلّ الشعب . و يمكنه ذلك بوجه التحديد لأنّه بمقدور البروليتاريا أن تحرّر نفسها فى النهاية فقط بتحرّر كلّ البشرية ، و لأنّ هذا الحزب قادر على معالجة القضايا وفقا لطبيعة البروليتاريا و تبعا لمصالحها الحاضرة و المستقبلية ، و لأنّه مخلص إلى درجة غير محدودة للشعب و يتّصف بروح التضحية بالنفس ، على ذلك ، كانت مركزيّته الديمقراطية و نظامه الحديدي . و من المستحيل دون حزب كهذا الحفاظ على ديكتاتورية البروليتاريا و تمثيل مصالح الشعب كله .
ماذا يحدث إذا أعلن فى منتصف الطريق قبل دخول المرحلة الأرقي للمجتمع الشيوعي أن حزب البروليتاريا قد أصبح " حزب جميع الشعب" و إذا أنكرت طبيعته الطبقية البروليتارية ؟
ألا يعارض هذا تعاليم ماركس و لينين الخاصة بحزب البروليتاريا معارضة جذرية ؟
أولا ينزع هذا عن البروليتاريا و جميع الشغّيلة سلاحها التنظيمي والإيديولوجي ؟ أولا يعدّ مساويا للمساعدة على إعادة الراسمالية ؟
أولا يعدّ الحديث عن أي إنتقال إلى المجتمع الشيوعي فى مثل هذه الظروف ك " السير جنوبا بدفع المركبة إلى جهة الشمال " ؟
20 – لقد خرق أشخاص معيّنون خلال السنوات القلائل الماضية تعاليم لينين التى لا تتجزّأ حول العلاقات المتداخلة بين القادة و الحزب و الطبقة و الجماهير، و أثاروا مسألة " مكافحة عبادة الفرد ". إنّ هذا أمر خاطئ و ضار .
إنّ نظرية لينين حول هذا الموضوع هي كما يلي :
( أ ) الجماهير تنقسم إلى طبقات ؛
( ب ) غالبا ما تقود الطبقات أحزاب سياسية ؛
( ج ) الأحزاب السياسية ، كقانون عام ، توجّهها جماعات ثابتة نوعا ما ، تتشكّل من أكثر الأفراد هيبة ونفوذا و خبرة و الذين يختارون لإحتلال أكثر المناصب مسئولية و يسموّن بالقادة .
قال لينين : " كلّ هذه أمور أبجديّة ".
إنّ حزب البروليتاريا هو مركز قيادة البروليتاريا فى الثورة و النضال . و على كلّ حزب بروليتاري أن يمارس المركزية على أساس الديمقراطية و أن يؤسس قيادة ماركسية لينينية قوية ، قبل أن يصبح طليعة منظّمة ذات قوّة كفاحية . إنّ إثارة قضية " مكافحة عبادة الفرد " هي فى حقيقة الأمر وضع القادة فى موضع المعارضة للجماهير و تحطيم القيادة الموحّدة التى تقوم على أساس المركزية الديمقراطية فى داخل الحزب و تحليل قوة الحزب النضالية و تفتيت صفوفه .
لقد نقد لينين الأفكار الخاطئة التى تضع القادة فى موضع المعارضة للجماهير. و أسماها بأفكار " سخيفة للغاية و بليدة " .
لا يستحسن الحزب الشيوعي الصيني دائما المبالغة فى دور الفرد ، و دعا و تمسّك بممارسة المركزية الديمقراطية فى داخل الحزب و دعا إلى ربط القيادة بالجماهير ، بإعتبار أنّ القيادة الصحيحة تعرف كيف تبلور آراء الجماهير .
بينما يكافح بعض الأشخاص بصخب ما يسمّى ب " عبادة الفرد " يبذلون فى الحقيقة جهدهم للإضرار بسمعة الحزب البروليتاري و ديكتاتورية البروليتاريا ؛ و فى نفس الوقت يبالغون إلى درجة عظيمة فى الدور الذى يلعبه أفراد معيّنون ، و يحاولون إلقاء جميع الأخطاء على أكتاف الآخرين ، و يدّعون أن جميع المدح و الثناء من حقّهم .
و أكثر خطورة من هذا أنّ أشخاصا معيّنين يتدخّلون بصورة فظّة تحت ستار " مكافحة عبادة الفرد " فى الشئون الداخلية للأحزاب الشقيقة و البلدان الشقيقة الأخرى ، و يجبرون الأحزاب الشقيقة الأخرى على تغيير قياداتها بغرض فرض خطّهم الخاطئ على هذه الأحزاب . فما كلّ هذا إذا لم يكن عصبيّة الأمّة الكبيرة و الإنعزالية و الإنقسامية ؟ و ما كلّ هذا إن لم يكن نشاطات هدّامة ؟
لقد حان الوقت للقيام بدعاية جادة و شاملة لتعاليم لينين التى لا تقبل التجزئة فيما يتعلّق بالصلات المتداخلة بين القادة و الحزب و الطبقة و الجماهير .
21 – العلاقات بين البلدان الإشتراكية هي علاقات دوليّة من نوع جديد . و العلاقات بين البلدان الإشتراكية ، سواء كانت هذه البلدان كبيرة أم صغيرة وسواء كانت متقدّمة إقتصاديّا أكثر أم أقل تقدّما ، يجب أن تكون على أساس المساواة التامة ، و الإحترام التام لوحدة الأراضي و للسيادة الوطنية و الإستقلال ، و عدم التدخّل فى الشئون الداخلية لكلّ منها ؛ كما يجب أن تكون أيضا على أساس مبدأ التأييد المتبادل و المساعدة المتبادلة ، المتّفق مع الأممية البروليتارية .
على كلّ بلد إشتراكي أن يعتمد فى الأساس على نفسه لبناء نفسه .
و على كلّ بلد إشتراكي بناء على ظروفه المحدّدة أن يعتمد أوّلا و قبل كلّ شيء على عمل شعبه الجاد و ذكائه ، و أن يستخدم جميع مصادره الممكن إستخدامها إلى أقصى الحدود بصورة مخطّطة ، و أن يفيد إلى أقصى درجات الإفادة من جميع طاقاته فى البناء الإشتراكي ، و هكذا فقط يمكنه بناء الإشتراكية بصورة فعّالة و أن يطوّر إقتصاده بصورة سريعة .
هذا هو الطريق الوحيد أمام كلّ بلد إشتراكي لتقوية منعة المعسكر الإشتراكي قاطبة ، و لزيادة القوى التى تساعد القضية الثوريّة لدى البروليتاريا العالمية . و عليه فمراعاة مبدأ الإعتماد أساسا على النفس فى البناء هي التطبيق المحدّد للأممية البروليتارية .
إذا إنطلق أي بلد إشتراكي من مصالحه الجزئية فقط و طالب من جانب واحد بأن تخضع البلدان الشقيقة الأخرى لحاجياته و إستخدم حجة معارضة ما يسمى ب " العمل على إنفراد " و " القومية " بغرض منع البلدان الشقيقة الأخرى من تطبيق مبدأ الإعتماد أساسا على جهودها الخاصة فى بنائها و من تطوير إقتصادها بصورة مستقلّة أو حتى ذهب إلى درجة مباشرة الضغط الإقتصادي على البلدان الشقيقة الأخرى ، فما كل هذه إذن غير مظاهر تدلّ على الأنانية القومية .
من الضروري تماما للبلدان الإشتراكية ممارسة المساعدة و التعاون و التبادل فى ميدان الإقتصاد . و مثل هذا التعاون الإقتصادي يجب أن يكون على أساس مبادئ المساواة التامة و النفع المتبادل و المساعدة الرفاقية المتبادلة .
و ما إنكار هذه المبادئ الأساسية و فرض إرادة المرء الخاصة على الآخرين تحت ستار " تقسيم العمل على نطاق عالمي " أو " التخصص " و التغول على إستقلال و سيادة البلدان الشقيقة الأخرى و الإضرار بمصالح شعوبها سوى عصبيّة الأمّة الكبيرة .
إنّه ممّا لا يقبله العقل أن يتّبع المرء فى العلاقات بين البلدان الإشتراكية سياسة كسب الربح لنفسه على حساب الآخرين ، هذا العمل الذى هو صفة من صفات العلاقات بين البلدان الرأسمالية أو أن يتمادي إلى درجة إتّخاذ " الإندماج الإقتصادي " و " السوق المشتركة " اللتين أنشأتهما الجماعات الرأسمالية الإحتكارية بغرض الإستيلاء على الأسواق و تقاسم الأرباح ، كأمثلة على البلدان الإشتراكية أن تتبعها فى المساعدة و التعاون المتبادلين بينها فى ميدان الإقتصاد .
22- لقد وضع تصريح عام 1957 و بيان عام 1960 المبادئ المرشدة للعلاقات بين الأحزاب الشقيقة . و هذه هي مبادئ الوحدة و التضامن المتبادل و المساعدة المتبادلة و مبدأ الإستقلال و المساواة و مبدأ الوصول إلى الإجماع عن طريق المشاورة – كلّ هذه المبادئ تقوم على أساس الماركسية اللينينية و الأممية البروليتارية .
إنّنا نلاحظ أن اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوفياتي فى رسالتها بتاريخ 30 مارس ( آذار) تقول إنّه لا توجد " أحزاب كبيرة و أخرى تابعة " فى الحركة الشيوعية ، و إنّ جميع الأحزاب الشيوعية مستقلّة و متساوية ، و إنّه عليها أن تبني جميعا علاقاتها على أساس الأممية البروليتارية و المساعدة المتبادلة .
إنّه من صفات الشيوعيين الحميدة أن تنطبق أفعالهم على أقوالهم . إنّ الطريق الوحيد الصحيح لصيانة و تقوية الوحدة بين الأحزاب الشقيقة هو التمسّك بصورة صادقة و ليس نقض مبدأ الأممية البروليتارية ، و الإلتزام حقّا بالمبادئ المرشدة فى العلاقات بين الأحزاب الشقيقة و ليس تحطيمها ، وأن يلتزم المرء هكذا لا بالكلمات و حسب و لكن أهمّ من ذلك بالأفعال .
إذا كان مبدأ الإستقلال و المساواة مقبولا فى العلاقات بين الأحزاب الشقيقة فيصبح من غير المسموح به إذن لأي حزب من الأحزاب أن يضع نفسه فوق الأحزاب الأخرى ، و أن يتدخّل فى شئونها الداخلية ، و أن يسير على أسلوب النظام الأبوي الإقطاعي فى علاقاته معها .
و إذا قُبل القول بأنّه ما من " كبار" و " تبع " فى العلاقات بين الأحزاب الشقيقة ، فمن غير المسموح به إذن فرض برنامج و قرارات و خطّ حزب معيّن ، على الأحزاب الشقيقة الأخرى بإعتبارها " البرنامج المشترك " للحركة الشيوعية العالمية .
و إذا قُبل مبدأ الوصول إلى الإجماع عن طريق المشاورة فى العلاقات بين الأحزاب الشقيقة ، يجب إذن على المرء ألاّ يؤكد " من يقف فى جانب الأغلبية " أو " من يقف فى جانب الأقلّية " ، فيعتمد على ما يسمّى بأغلبية بغرض فرض خطه الخاطئ و تطبيق سياسات إنعزالية و إنقساميّة .
و إذا تمّ الإتّفاق على أنّ الخلافات بين الأحزاب الشقيقة يجب أن تحلّ عن طريق المشاورات الحزبية الداخلية فلا يسمح بأن تهاجم الأحزاب الشقيقة الأخرى علنا و بالإسم فى مؤتمر يعقده حزب ينتمى إليه المرء أو فى مؤتمر أي حزب آخر، و فى خطابات قادة الأحزاب و فى القرارات و البيانات إلخ...ناهيك عن أنّ تمدّ الخلافات الإيديولوجية بين الأحزاب الشقيقة إلى محيط العلاقات بين الدول .
إنّ رأينا هو أنّه فى الظروف الراهنة التى توجد فيها خلافات فى صفوف الشيوعية العالمية يكون من الأهمّية الخاصة تأكيد الإلتزام الدقيق بالمبادئ المرشدة فى العلاقات بين الأحزاب الشقيقة كما وردت فى التصريح و البيان .
فيما يتعلّق بالعلاقات بين الأحزاب الشقيقة و البلدان الشقيقة تحتلّ العلاقات السوفياتية الألبانية مركزا بارزا فى الوقت الحاضر . و مسألة العلاقات بين الحزب السوفياتي و الألباني ، و العلاقات بين البلدين هي مسألة ما هو الطريق الصحيح لمعاملة حزب شقيق و بلد شقيق ؟ و ما إذا وجب الإلتزام بالمبادئ المرشدة فى العلاقات بين الأحزاب الشقيقة و البلدان الشقيقة التى وضعت فى التصريح و البيان أم لا ؟ إنّ حلّ هذه القضية حلاّ صحيحا هو أمر ذو أهمّية مبدئية فى صيانة وحدة المعسكر الإشتراكي و وحدة الحركة الشيوعية العالمية .
إنّ معاملة حزب العمل الألباني الماركسي اللينيني الشقيق هي أمر من الأمور . و معاملة طغمة المحرّفين اليوغسلاف المرتدّة عن الماركسية اللينينية هي أمر آخر تماما . و هذان الأمران المختلفان إختلافا أساسيّا من حيث الطبيعة لا يجب وضعهما على قدم المساواة بأي حال من الأحوال .
لقد قلتم فى رسالتكم " إنّنا لا نفقد الأمل فى إحتمال تحسين العلاقات بين الحزب الشيوعي السوفياتي و حزب العمل الألباني ". و لكنكم فى نفس الوقت تواصلون هجومكم على الرفاق الألبانيين زاعمين أنّهم يمارسون ما تسمونه ب " النشاطات الإنقسامية ". من الواضح جدّا أنّ هذا يناقض نفسه كما أنه لا يساعد بأي حال من الأحوال على حلّ مسألة العلاقات السوفياتية الألبانية .
من الذى إرتكب أعمالا إنقسامية فى العلاقات السوفياتية الألبانية ؟ من الذى مدّ الخلافات الإيديولوجية بين الحزبين السوفياتي و الألباني إلى العلاقات بين الدولتين؟
من الذي كشف علنا أمام العدوّ الخلافات بين الحزبين السوفياتي و الألباني و بين البلدين ؟
من الذى دعا علنا على إحداث تغيير فى قيادة الحزب الألباني و الدولة الألبانية ؟
إنّ جميع هذه الأسئلة سهلة و واضحة للعالم قاطبة .
هل من المعقول ألا يكون الرفاق القياديّون فى الحزب الشيوعي السوفياتي يشعرون حقّا بمسئوليتهم تجاه حقيقة أن العلاقات السوفياتية الألبانيّة قد تدهورت إلى هذه الدرجة الخطيرة ؟
إنّنا نعبّر مرّة أخرى عن أملنا المخلص أن يراعى الرفاق القياديّون فى الحزب الشيوعي السوفياتي المبادئ المرشدة فى العلاقات بين الأحزاب الشقيقة و البلدان الشقيقة و أن يبادروا بالسعي إلى إيجاد طريق فعال لتحسين العلاقات السوفياتية الألبانية .
و بالإختصار ، فإن مسالة معالجة العلاقات بين الأحزاب الشقيقة و البلدان الشقيقة هي مسألة يجب أن ينظر إليها نظرة جدّية للغاية . و الإلتزام الدقيق بالمبادئ المرشدة فى العلاقات بين الأحزاب الشقيقة و البلدان الشقيقة هو الطريق الوحيد لتوجيه أقوى ردع إلى التشنيعات المشابهة التى يطلقها المستعمرون و الرجعيون حول " يد موسكو" .
إنّ الأممية البروليتارية مطلوبة من كلّ الأحزاب دون إستثناء كبيرة كانت أم صغيرة ، فى الحكم ام خارج الحكم ، غير أنّ الأحزاب الكبيرة و الأحزاب التى فى الحكم تتحمّل بصفة خاصة مسئولية ثقيلة فى هذا الصدد . إنّ سلسلة من الأحداث المؤلمة التى وقعت فى المعسكر الإشتراكي فى الفترة الأخيرة قد أضرّت لا بمصالح الأحزاب الشقيقة المعيّنة و حسب ، بل بمصالح الجماهير الشعبية الواسعة فى بلدانها أيضا . و هذا يبرهن بصورة مقنعة على أنّ البلدان الأكبر و الأحزاب الأكبر عليها أن تتذكّر دائما وصيّة لينين القائلة بأنّه لا يجب أبدا إرتكاب خطأ عصبيّة الأمّة الكبيرة .
يقول رفاق الحزب الشيوعي السوفياتي فى رسالتهم إنّ " الحزب الشيوعي السوفياتي لم يتّخذ أبدا و لن يتّخذ أي خطوة قد تؤدى إلى بذر العداوة بين شعوب بلادنا تجاه الشعب الصيني الشقيق او أية شعوب أخرى" . و هنا لا نودّ العودة و سرد الحوادث العديدة غير السارّة التى وقعت فى الماضي . إلاّ أن رغبتنا هي أن يلتزم رفاق الحزب الشيوعي السوفياتي إلتزاما دقيقا بهذا القول فى أعمالهم فى المستقبل .
خلال السنوات القلائل الماضية باشر أعضاء حزبنا و شعبنا أعظم درجة من ضبط النفس فى وجه سلسلة من الحوادث الخطيرة التى ناقضت المبادئ المرشدة فى العلاقات بين الأحزاب الشقيقة و البلدان الشقيقة ، و بالرغم من الصعوبات و الخسائر العديدة التى فرضت علينا . لقد مرّت روح الأممية البروليتارية لدى الشيوعيين الصينيين و الشعب الصيني بتجربة قاسية .
إنّ الحزب الشيوعي الصين مخلص دائما و دون أدنى تردّد للأممية البروليتارية و يتمسّك بمبادئ تصريح عام 1957 و بيان عام 1960 المرشدة للعلاقات بين الأحزاب الشقيقة و البلدان الشقيقة و يدافع عنها ، و يصون و يدعم وحدة المعسكر الإشتراكي و وحدة الحركة الشيوعية العالمية .
23 – بغرض تنفيذ البرنامج المشترك للحركة الشيوعية العالمية الذى إتّفقت عليه الأحزاب الشقيقة بالإجماع ، يجب شنّ نضال لا مساومة فيه ضد جميع أنواع الإنتهازية التى هي إنحراف عن الماركسية اللينينية .
يذكر التصريح و البيان ان التحريفية أو بمعنى آخر الإنتهازية اليمينية ، هي الخطر الأساسي فى الحركة الشيوعية العالمية. و التحريفية اليوغسلافية هي ممثلة للتحريفية المعاصرة .
و جاء فى البيان على وجه الخصوص :
لقد شجبت الأحزاب الشيوعية بالإجماع الشكل اليوغسلافي للإنتهازية العالمية الذى هو تعبير مركز عن " نظريات " المحرفين المعاصرين .
و إستمرّ البيان يقول :
إن قادة رابطة الشيوعيين اليوغسلاف ، بعد أن خانوا الماركسية اللينينية التى أعلنوا أنّها أصبحت بالية فات أوانها ، قابلوا بيان الأحزاب الشيوعية و أحزاب العمال الصادر عام 1957 ببرنامجهم التحريفي الخاص المعادي للينينية . و قد جعلوا رابطة الشيوعيين اليوغسلاف تخاصم الحركة الشيوعية العالمية جمعاء ، و فصلوا بلادهم عن المعسكر الإشتراكي ، و جعلوها تابعة " للمساعدة " المزعومة من جانب المستعمرين ، من أمريكيين و غيرهم ...
و يواصل البيان القول :
و يقوم المحرّفون اليوغسلاف بتصرّفات هدّامة ضد المعسكر الإشتراكي و الحركة الشيوعية العالمية . و بحجة ممارسة سياسة على هامش الكتل ، يبذل المحرّفون اليوغسلاف نشاطا يلحق الضرر بوحدة جميع القوى و كافة الدول المسالمة .
و عليه يصل البيان إلى النتيجة الآتية :
و من الواجب الضروري للأحزاب الماركسية اللينينية دائما ، فضح القادة المحرّفين اليوغسلاف و الكفاح بقوّة و عزم لصيانة الحركة الشيوعية و حركة العمّال من أفكارهم المعادية للينينية .
و المسألة الموضوعة هنا هي مسألة مبدئية هامة فى الحركة الشيوعية العالمية .
لقد حدث حتّى منذ وقت قريب أن صرّحت طغمة تيتو علنا بأنّها تثابر على إتّخاذ برنامجها التحريفي و موقفها المعادي للماركسية اللينينية موقف معارضة التصريح و البيان .
لقد صرف الإستعمار الأمريكي و شركاؤه فى منظمة حلف شمال الأطلسي عدّة آلاف ملايين الدولارات الأمريكية لرعاية طغمة تيتو منذ فترة طويلة . وبالإلتحاف بثوب " الماركسية اللينينية " و رفع راية " بلد إشتراكي" ، ظلّت طغمة تيتو تحطّم الحركة الشيوعية العالمية و القضيّة الثورية لدى شعوب العالم خادمة كفصيلة خاصة للإستعمار الأمريكي .
و ممّا لا أساس له مطلقا و مجاف للحقائق القول بأّن يوغسلافيا تبدى " إتجاهات محدّدة إيجابية " و بأنّها " بلد إشتراكي " و أنّ طغمة تيتو هي " قوة معادية للإستعمار" .
إنّ أشخاصا معيّنين يحاولون الآن إدخال الطغمة اليوغسلافية التحريفية على العائلة الإشتراكية الكبيرة و صفوف الشيوعية العالمية ، و هذا معناه تمزيق الإتفاق الذى أقرّ بالإجماع فى إجتماع عام 1960 الذى عقدته الأحزاب الشقيقة تمزيقا علنيّا و هذا أمر يستحيل السماح بحدوثه .
لقد برهنت حقيقة أن الإتجاه الإيديولوجي التحريفي قد غمر الحركة العمالية العالمية كما برهنت خبرات و دروس الحركة الشيوعية العالمية العديدة فى السنوات القلائل الماضية ، بصورة كاملة ، على صحّة النتيجة التى جاءت فى التصريح و البيان و القائلة بأنّ التحريفية هي الخطر الرئيسي فى الحركة الشيوعية العالمية الراهنة .
و مع ذلك طفق أشخاص معيّنون يقولون علنا إنّ الجمود العقائدي و ليس التحريفيّة هو الخطر الرئسي ، أو إن الجمود العقائدي لا يقلّ خطرا عن التحريفية إلخ... فأيّ نوع من المبادئ يدلّ عليه كلّ هذا ؟
على الماركسين اللينينيين الثابتين و على الأحزاب الماركسية اللينينية الحقيقية أن تضع المبادئ فى المحلّ الأوّل . و عليها ألاّ تتاجر بالمبادئ فتستحسن شيئا ما اليوم ، و شيئا آخر غدا ، و تدعو لأمر ما اليوم ، و لآخر غدا .
إنّ الشيوعيين الصينيين سوف يواصلون مع جميع الماركسيين اللينيين شنّ نضال لا مساومة فيه ضد التحريفية المعاصرة بغرض صيانة نقاء الماركسية اللينينية و الموقف المبدئي للتصريح و البيان .
وبينما يكافح الشيوعيون ضد التحريفية التى هي الخطر الرئيسي فى الحركة الشيوعية العالمية عليهم ايضا مكافحة الجمود العقائدي .
كما جاء فى تصريح عام 1957 ، على الأحزاب البروليتارية " أن تتمسّك تمسّكا حازما بمبادئ الجمع بين الحقيقة العامة لماركسية اللينينية و التطبيق العملي الملموس للثورة و للبناء فى بلدانها ".
و هذا يعنى :
من الضروري من جانب فى جميع الأوقات الإلتزام بحقيقة الماركسية اللينينية العامة . و إن لم يفعل هذا فسيقود إلى إرتكاب أخطاء إنتهازية يمينية أو أخطاء تحريفية .
و من الجانب الآخر من الضروري دائما الإنطلاق من الواقع و الحفاظ على الصلات الوثيقة بالجماهير و تلخيص خبرة النضال الجماهيري بصورة دائمة ، و إجراء العمل المستقلّ لإستنباط و تطبيق السياسات و التاكتيكات الملائمة للظروف المحدّدة فى البلاد . و إن لم يفعل المرء هذا و إذا نقل بصورة ميكانيكية سياسات و تاكتيكات حزب شيوعي آخر و خضع خضوعا أعمى لإرادة الآخرين المفروضة عليه أو قبل دون تحليل برنامج و قرارات حزب شيوعي آخر بإعتبارها خطّه، سوف يرتكب أخطاء الجمود العقائدي .
إنّ بعض الناس ينقضون الآن هذا المبدأ الأساسي الذى تمّ تأكيده منذ وقت بعيد فى التصريح . و بحجّة " تطوير الماركسية اللينينية تطويرا خلاّقا " يلقون جانبا بحقيقة الماركسية اللينينية العامة . و بالإضافة لهذا يسمّون وصفاتهم المعزولة عن الواقع و الجماهير و التى هي من نتاج تخيّلاتهم الذاتية يسمونها " حقائق ماركسية لينينية عامة " و يجبرون الآخرين على قبول هذه الوصفات دون قيد أو شرط .
و هذا هو السبب الذى نتجت عنه ظواهر خطيرة عديدة فى الحركة الشيوعية العالمية الراهنة .
24- إنّ التجربة البالغة الأهمية التى جنتها الحركة الشيوعية العالمية هي أن تطوّر الثورة و إنتصارها يرتكزان على وجود حزب بروليتاري ثوري .
لا بدّ من وجود حزب ثوري .
لا بدّ من وجود حزب ثوري مبني على أساس النظرية الثورية و الأسلوب الثوري للماركسية اللينينية .
لا بدّ من وجود حزب ثوري يعرف كيف يمزج بين حقيقة الماركسية اللينينية العامة و بين الأعمال المحدّدة للثورة فى بلاده .
لا بدّ من وجود حزب ثوري يعرف كيف يربط القيادة ربطا وثيقا بالجماهير الواسعة من الشعب .
لا بدّ من وجود حزب ثوري يثابر على الحقيقة و يصلح الأخطاء و يعرف كيف يباشر النقد و النقد الذاتي .
مثل هذا الحزب الثوري فقط بوسعه أن يقود البروليتاريا و الجماهير الواسعة من الشعب لهزيمة الإستعمار و عملائه و يكسب النصر التام فى الثورة الوطنية الديمقراطية و يكسب الثورة الإشتراكية .
و إذا لم يكن حزبا ماركسيّا لينينيّا بل حزبا تحريفيا ،
و إذا لم يكن حزبا طليعيا للبروليتاريا بل حزبا يسير خلف البرجوازية ،
و إذا لم يكن حزبا يمثّل مصالح البروليتاريا و جميع جماهير الشغيلة بل حزبا يمثّل مصالح الأرستقراطية العمالية ،
و إذا لم يكن حزبا أمميّا بل حزبا قوميّا ،
و إذا لم يكن حزبا بوسعه أن يستخدم عقله و يفكر لنفسه بنفسه و يحرز معرفة صحيحة لإتجاهات الطبقات المختلفة فى بلاده نفسها ، عن طريق البحث الجاد و الدراسة ، و يعرف كيف يطبّق حقيقة الماركسية اللينينية العامة و يمزجها بالأعمال المحدّدة لبلاده ، إذا لم يكن هكذا ، بل كان حزبا يردّد كالببغاء كلمات الآخرين ، و ينقل الخبرة الأجنبية دون تحليل ، و يندفع هنا و هناك إستجابة لعصا إرشاد اشخاص معيّنين فى الخارج ، فإنّ حزبا كهذا يصبح خليطا من التحريفية و الجمود العقائدي و كلّ شيء ما عدا المبدأ الماركسي اللينيني .
من المستحيل تماما على حزب كهذا أن يقود البروليتاريا و الجماهير الشعبية الواسعة إلى شنّ نضال ثوري و أن يكسب الثورة و أن يؤدّي الرسالة التاريخية العظيمة للبروليتاريا .
إنّ هذه مسألة على جميع الماركسيين اللينينيين و جميع العمّال الواعين طبقيّا و جميع الطليعيّين أن يفكّروا فيها تفكيرا عميقا .
25 – يقع على الماركسيين اللينينيين واجب التمييز بين الحقيقة و الزيف فيما يتعلّق بالخلافات التى نشأت فى الحركة الشيوعية العالمية . و من أجل المصلحة المشتركة للوحدة من أجل النضال ضد العدوّ ، دعونا دائما إلى حلّ المشاكل عن طريق المشاورات الحزبية الداخلية ، و عارضنا كشف الخلافات علنا أمام العدوّ .
و كما يعرف رفاق الحزب الشيوعي السوفياتي فإنّ المجادلة العلنية الراهنة فى الحركة الشيوعية العالمية قد أثارها قادة احزاب شقيقة معيّنة و فرضوها علينا .
و طالما أثير جدال علني ، يجب أن يباشر على أساس المساواة بين الأحزاب الشقيقة و على أساس الديمقراطية و بوضع الحقائق و الإقناع عن طريق التعليل .
و طالما هاجم قادة احزاب معيّنة أحزابا شقيقة أخرى علانيّة و أثاروا مناظرة علنيّة رأينا أنّه ما من سبب أو حقّ يجعلهم يمنعون الأحزاب الشقيقة التى هوجمت من أن تردّ علنا .
و طالما نشر قادة أحزاب معيّنة عددا لا يحصى من المقالات يهاجمون فيه أحزابا شقيقة أخرى فلماذا يرفضون نشر المقالات التى كتبتها ردّا عليهم تلك الأحزاب ، على صحافتهم نفسها ؟
وفى الفترة الأخيرة تعرض الحزب الشيوعي الصيني لهجمات سخيفة . لقد أثار المهاجمون ضجّة كبرى ، و لفّقوا متجاهلين الحقائق تهما عديدة ضدّنا . و لقد نشرنا فى صحافتنا هذه المقالات و الخطب التى تتضمّن الهجوم علينا .
لقد نشرنا نحن أيضا بالنص الكامل فى صحافتنا تقرير القائد السوفياتي فى إجتماع مجلس السوفيات الأعلى فى يوم 12 ديسمبر ( كانون الأوّل) عام 1962 ، كما نشرنا مقال هيئة تحرير " البرافدا " بتاريخ السابع من يناير ( كانون الثاني ) عام 1963 ، و خطاب رئيس وفد الحزب الشيوعي السوفياتي لدى المؤتمر السادس لحزب الوحدة الإشتراكي الألماني فى السادس عشر من يناير ( كانون الثاني) عام 1963 ، و مقال هيئة تحرير " البرافدا " بتاريخ العاشر من فبراير ( شباط ) عام 1963 .
كما نشرنا أيضا النصّ الكامل للرسالتين الواردتين من اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوفياتي المؤرّختين فى يوم 21 فبراير ( شباط ) و يوم 30 مارس ( آذار) عام 1963.
لقد رددنا على بعض المقالات و الخطب التى هاجمتنا فيها أحزاب شقيقة و لكنّنا لم نرد على البعض الآخر منها ، و على سبيل المثال لم نرد مباشرة حتى الآن على المقالات و الخطب العديدة التى كتبها وألقاها رفاق الحزب الشيوعي السوفياتي.
لقد كتبنا بين الخامس عشر من ديسمبر ( كانون الأوّل ) عام 1962 و الثامن من مارس ( آذار ) عام 1963 سبع مقالات ردّا على من هاجمونا و كانت هذه المقالات بالعناوين التالية :
" يا عمّال العالم إتحدوا ضد عدوّنا المشترك " ،
" الخلافات بين الرفيق تولياتي و بيننا " ،
" اللينينية و التحريفية المعاصرة " ،
" لنتحد على أساس تصريح موسكو و بيان موسكو " ،
" من أين أتت الخلافات؟ - ردّ على توريز و رفاق آخرين " ،
" مزيد من القول حول الخلافات بين الرفيق تولياتي و بيننا - بعض قضايا اللينينية الهامة فى العالم المعاصر" ،
" تعليق على بيان الحزب الشيوعي الأمريكي " .
قد تقصدون هذه المقالات عندما إتّهمتم فى ختام رسالتكم المؤرخة فى يوم 30 مارس ( آذار) الصحافة الصينية ب " الهجوم الذى لا أساس له مطلقا " على الحزب الشيوعي السوفياتي . إنّ وصف المقالات التى نشرناها ردّا على من هاجمونا بأنّها " هجوم" ، ما هو إلاّ قلب الأمر رأسا على عقب .
طالما كنتم تصفون مقالاتنا بأنّها " لا أساس لها مطلقا " و أنّها سيئة إلى هذه الدرجة ، فلماذا لا تنشرون هذه المقالات السبع بأكملها و التى تصفونها ب " هجوما أساس له مطلقا " كما نشرنا نحن مقالاتكم ، و تتركون جميع الرفاق السوفيت و الشعب السوفياتي يفكّرون و يحكمون بأنفسهم ، من المصيب و من المخطئ ؟ و بالطبع لكم كلّ الحقّ فى أن تفنّدوا نقطة نقطة هذه المقالات التى تصفونها ب " هجوم لا أساس له مطلقا ".
و بالرغم من أنّكم تصفون مقالاتنا بأنها " لا أساس لها مطلقا " و أحكامنا بأنّها خاطئة ، إلاّ أنكم لا تخبرون الشعب السوفياتي ما هي أحكامنا فى الحقيقة . إنّ هذا العمل من العسير وصفه بموقف جاد تجاه مناقشة القضايا بين الأحزاب الشقيقة و تجاه الحقيقة و تجاه الجماهير .
نحن نتمنّى بأن يصبح ممكنا إيقاف المناظرة العلنيّة بين الأحزاب الشقيقة . و هذه قضية تجب معالجتها على أساس مبادئ الإستقلال و المساواة و الوصول إلى الإجماع عن طريق المشاورة بين الأحزاب الشقيقة . و ليس لأيّ أحد الحق فى الحركة الشيوعية العالمية فى شنّ الهجمات كلّما أراد ، أو أن يأمر ب" إنهاء المجادلة العلنيّة " كلّما شاء بغرض منع الجانب الآخر من الردّ .
معروف لرفاق الحزب الشيوعي السوفياتي أنّه بغرض خلق جوّ مؤات لعقد إجتماع الأحزاب الشقيقة قرّرنا بصورة مؤقّتة إيقاف الإجابة العلنيّة على الهجمات العلنيّة التى وجهت بالإسم إلينا من قبل رفاق احزاب شقيقة ، إبتداء من التاسع من مارس ( آذار) عام 1963 . و نحن نحتفظ بحقّ الإجابة العلنيّة .
وفى رسالتنا المؤرخة فى يوم 9 مارس ( آذار) ، ذكرنا أنّه فيما يتعلّق بمسألة إيقاف المناظرة العلنية " من الضروري أن يجري حزبنا و الأحزاب الشقيقة المعنيّة بعض المناقشات و أن يتمّ الوصول إلى إتّفاق عادل و مقبول لدى الجميع " .
--------------------
إن ما سبق هو أفكارنا فيما يختصّ بالخط العام للحركة الشيوعية العالمية و بعض القضايا المبدئية المتعلّقة بالموضوع . و نحن نتمنى كما أشرنا فى بداية هذه الرسالة أن يكون وضع أفكارنا بهذه الصورة الصريحة مفيدا لتفاهمنا المتبادل . و بالطبع قد يتّفق معنا الرفاق فى هذه الآراء أو يختلفون معنا . و لكن رأينا هو أن القضايا التى نناقشها هنا هي القضايا الحاسمة التى تتطلّب الإنتباه و الحلّ من قبل الحركة الشيوعية العالمية . و نتمنّى أن تناقش جميع هذه القضايا و أيضا القضايا التى عرضت فى رسالتكم مناقشة كافية فى المحادثات بين حزبينا و فى إجتماع ممثلي جميع الأحزاب الشقيقة .
بالإضافة إلى هذا فهناك قضايا أخرى ذات أهمّية مشتركة مثل نقد ستالين و بعض القضايا الهامة المبدئية المتعلقة بالحركة الشيوعية العالمية التى أثيرت فى المؤتمر العشرين و المؤتمر الثاني و العشرين للحزب الشيوعي السوفياتي و نتمنّى أن يكون هناك تبادل صريح أيضا للآراء حولها أثناء المحادثات .
فيما يتعلّق بالمحادثات بين حزبينا فقد إقترحنا فى رسالتنا بتاريخ 9 مارس ( آذار) أن يحضر الرفيق خروتشوف إلى بيكين و إذا لم يكن هذا ملائما إقترحنا أن يقود رفيق مسئول آخر من اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوفياتي وفدا إلى بيكين أو نرسل نحن وفدا إلى موسكو .
و بما أنّكم ذكرتم فى رسالتكم بتاريخ 30 مارس ( آذار) أن الرفيق خروتشوف لا يستطيع الحضور إلى الصين ، و لم تعبّروا عن الرغبة فى إرسال وفد إلى الصين فقد قرّرت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني أن ترسل وفدا إلى موسكو .
فى رسالتكم بتاريخ 30 مارس ( آذار ) وجّهتم الدعوة إلى الرفيق ماو تسى تونغ لزيارة الإتحاد السوفياتي . و لكن منذ 23 فبراير ( شباط) ذكر الرفيق ماو تسى تونغ بوضوح فى محادثاته مع السفير السوفياتي لدى الصين السبب الذى يحول بينه و بين زيارة الإتحاد السوفياتي فى الوقت الحاضر . و قد كنتم على علم تام بهذا .
عندما إستقبل رفيق مسئول من اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني السفير السوفياتي لدى الصين فى 9 مايو ( أيار) أخبركم بأنّنا سنرسل وفدا إلى موسكو فى منتصف يونيو ( حزيران). و قد وافقنا على تأجيل المحادثات بين حزبينا حتى الخامس من يوليو ( تموز) إستجابة لطلب اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوفياتي .
نحن نتمنّى بإخلاص أن تحرز المحادثات بين الحزبين الصيني و السوفياتي نتائجا إيجابية وتساهم فى التحضير لعقد إجتماع ممثلى الأحزاب الشيوعية و العمالية لجميع البلدان .
لقد أصبح من الضروري الآن أكثر من أي وقت مضى لشيوعيّي جميع البلدان أن يتّحدوا على أساس الماركسية اللينينية و الأممية البروليتارية و على أساس التصريح و البيان اللّذين أقرّتهما بالإجماع الأحزاب الشقيقة .
إنّ الحزب الشيوعي الصيني مستعدّ لمواصلة جهوده دون كلل مع الأحزاب الماركسية اللينينية و الشعوب الثوريّة فى جميع أرجاء العالم ، لصيانة مصالح المعسكر الإشتراكي و الحركة الشيوعية العالمية و قضية تحرّر الشعوب و الأمم المضطهَدة و النضال ضد الإستعمار و من أجل السلم العالمي .
و نحن نتمنّى الّا تقع فى الحركة الشيوعية العالمية احداث تحزن المقرّبين الأعزاء و تسرّ الأعداء فى المستقبل من جديد . إنّ الشيوعيين الصينيين يؤمنون بثبات بأن الماركسيين اللينينيين و البروليتاريا و الشعوب الثوريّة فى كلّ مكان سوف يتّحدون إتّحادا أوثق و يتغلّبون على جميع الصعاب و العقبات و يكسبون إنتصارات أعظم فى النضال ضد الإستعمار ومن أجل صيانة السلم العالمي و فى النضال من أجل القضية الثورية لشعوب العالم و قضية الشيوعية العالمية .
يا عمّال العالم إتحدوا ! يا عماّل و شعوب و أمم العالم المضطهَدة إتّحدوا ! عارضوا عدوّنا المشترك !
مع تحياتنا الشيوعية .
اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني
يوم 14 يونيو ( حزيران ) عام 1963
================================================================================================================================







#شادي_الشماوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عاشت اللينينيّة ! – بيكين 1960
- الفائز فى الإنتخابات البرلمانية التركيّة : الأوهام الديمقراط ...
- لتغادر الولايات المتحدة العراق ! الإنسانيّة تحتاج إلى طريق آ ...
- نضال الحزب الشيوعي الصيني ضد خروتشوف : 1956 - 1963 - الفصل ا ...
- مقدّمة كتاب - نضال الحزب الشيوعي الصيني ضد التحريفيّة السوفي ...
- الحزب الشيوعي الإيراني ( الماركسي- اللينيني – الماوي ) : عن ...
- دون عمل نظري ، لا طليعة شيوعية يمكن أن تظلّ طليعة - الحزب ال ...
- قتل فركهوندا جريمة فظيعة ( أفغانستان )
- مقالات تحليلية لأحداث مصر و ليبيا و سوريا من جريدة - الثورة ...
- الإنتخابات الإسرائيليّة البشعة - نزاعات محتدّة و تحدّيات جدي ...
- 12 سنة من غزو الولايات المتحدة للعراق خلّفت القتل و التعذيب ...
- الحزب الشيوعي الإيراني ( الماركسي – اللينيني – الماوي ) :حرب ...
- الحزب الشيوعي الإيراني ( الماركسي – اللينيني – الماوي ) : لل ...
- بوب أفاكيان و ريموند لوتا يحلّلان إنتفاضات 2011 ( الفصل الأو ...
- مقدمة كتاب - نصوص عن الإنتفاضات فى بلدان عربية من منظور الخل ...
- - يا نساء العالم إتّحدن من أجل تحطيم النظام الإمبريالي و الأ ...
- الخلاصة الجديدة و قضية المرأة : تحرير النساء و الثورة الشيوع ...
- مقدّمة كتاب : - من ردود أنصار الخلاصة الجديدة للشيوعية على م ...
- آجيث – صورة لبقايا الماضي
- تحيّة حمراء للرفيق سانموغتسان الشيوعي إلى النهاية - الفصل ال ...


المزيد.....




- حوار مع الرفيق فتحي فضل الناطق الرسمي باسم الحزب الشيوعي الس ...
- أبو شحادة يدعو لمشاركة واسعة في مسير يوم الأرض
- الوقت ينفد في غزة..تح‍ذير أممي من المجاعة، والحراك الشعبي في ...
- في ذكرى 20 و23 مارس: لا نفسٌ جديد للنضال التحرري إلا بانخراط ...
- برسي کردني خ??کي کوردستان و س?رکوتي نا??زاي?تيي?کانيان، ماي? ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 28 مارس 2024
- تهنئة تنسيقيات التيار الديمقراطي العراقي في الخارج بالذكرى 9 ...
- الحرب على الاونروا لا تقل عدوانية عن حرب الابادة التي يتعرض ...
- محكمة تونسية تقضي بإعدام أشخاص أدينوا باغتيال شكري بلعيد
- القذافي يحول -العدم- إلى-جمال عبد الناصر-!


المزيد.....

- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي
- بصدد الفهم الماركسي للدين / مالك ابوعليا
- دفاعا عن بوب أفاكيان و الشيوعيّين الثوريّين / شادي الشماوي
- الولايات المتّحدة تستخدم الفيتو ضد قرار الأمم المتّحدة المطا ... / شادي الشماوي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - شادي الشماوي - إقتراح حول الخطّ العام للحركة الشيوعية العالمية - الحزب الشيوعي الصيني 1963