أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد صلاح الدين - في زمن مجتمعات التخلف مطلوب الإضافة لا المناكفة















المزيد.....

في زمن مجتمعات التخلف مطلوب الإضافة لا المناكفة


عماد صلاح الدين

الحوار المتمدن-العدد: 4853 - 2015 / 7 / 1 - 13:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في زمن مجتمعات التخلف مطلوب الإضافة لا المناكفة
عماد صلاح الدين

تظهر للإنسان العادي، وحتى بالنسبة للمراقب المتابع والاختصاصي، في مشهد الحضور الممارس اليومي والمستمر، في مجتمع متخلف ومنحط في الجانبين الأخلاقي والاجتماعي، سواء كان هذا المجتمع واقعا تحت وطأة الاستبداد السياسي والاجتماعي، أو واقعا بالمآل -على الأقل- في مشهد عموم العلاقات الدولية المعاصرة التي تتحكم فيها مرجعية القوة والمنتصر وجني المنفعة والمصلحة بكافة الوسائل المشروعة وغير المشروعة، يظهر هنا من جديد للمراقب في سمة المجتمع المذكور أعلاه، حالة من التناقض والاختلاط اللاعقلي واللامنطقي؛ بين الفكرة والممارسة، والتصور والتنفيذ، والخطابة والشعار، والخلق العملي، بل يجد المرء التناقض بين مساحة ومساحة في نسق مشهد بعينه.

وفي الموضوع الفلسطيني الفلسطيني؛ سواء على صعيد العلاقات في السلطة الفلسطينية(دولة فلسطين)، أو على صعيد العلاقات الداخلية، أوعلاقات الفصائل الثنائية والمجموعية، أو علاقة السلطة الفلسطينية مع الفصائل، والعكس صحيح. أو حتى في علاقات الرؤساء بالمرؤوسين من المستويات الدنيا والمتوسطة إلى المستوى الرفيع، في الإدارات والتنظيم الحزبي، أو في الإدارات الحكومية من مدير عام إلى وزير إلى رئيس وزراء إلى أعلى الهرم التنظيمي السياسي الرسمي ممثلا برئاسة السلطة، نجد أن مجمل هذه العلاقات مشوهة في سياق العلاقة البينية والتبادلية، وانه لا يوجد ثبات أو استقرار، بل إن المزاجية هي الضابط الحاكم، في عموم موضوع العلاقات هذه، واتخاذ المواقف من خلالها.

ففي حركة مثل حركة التحرير الوطني الفلسطيني، يلحظ المراقب ويسمع، بمدى الانسجام في العلاقة بين مكون فتحاوي ومكون فتحاوي آخر، وربما يحصل تكتل بين المكونين أعلاه لغاية التصويب على أهداف مصلحية عادية أو حتى وطنية، لكنك سرعان ما تجد أن هذا الانسجام قد انفسخ عقده فجأة وقد انهار هذا التكتل أو التحالف وأصبح كل فريق يرمي الفريق الآخر إما بالخيانة والجاسوسية، وإما بالجنون والعته والسفه وعدم القدرة على تقدير حسن التصرفات ونتائجها، ويعقد كل فريق للآخر محاكمات باسم الوطنية والخيانة والفساد، وكذلك تجهز لهذا الغرض المنابر الإعلامية المحلية بل والإقليمية، لخدمة مسألة التصارع الشخصاني بين قيادات الحركة الواحدة؛ أخوة الأمس وشركاء المشروع والقرار الواحد.

وهذا الذي تم الإشارة إليه أعلاه، هو عينه الذي حدث بين قطب رسمي وبارز في فتح والسلطة ومنظمة التحرير الرئيس محمود عباس أبو مازن، وقطب آخر بارز أيضا في فتح والسلطة محمد دحلان المفصول من حركة فتح.
وهذا الأمر يحدث كذلك بخصوص حركة حماس داخليا؛ ففي أثناء الحرب الأخيرة على غزة في شهري تموز وآب من عام 2014 المنصرم تفاجأ الجميع بمقتل القيادي في حماس واحد الناطقين السابقين فيها أيمن طه، الذي كانت القسام قد اختطفته بتهم فساد والعمل لصالح المخابرات المصرية في مواجهة الحركة، قتل الرجل دون عرضه على محكمة مدنية تتوفر فيها ضمانات المحاكمة العادلة والعلنية.

التقارير الإعلامية الصادرة عن إعلام حماس بخصوص طه وملابسات قتله متناقضة، والراجح انه تمت تصفيته ميدانيا من قبل كتائب القسام.

وانظر إلى فجائيات ومزاجية العلاقة بين فتح وحماس ومعهما السلطة الفلسطينية؛ فمرة تجد عقب تقارب أو تفاهم ما بينهما، قد بدأت عبارات الاحترام والتبجيل والإقرار بالشرعيات المختلفة المتبادل بين الفريقين تنهال عبر ناطقيهم ومتحدثيهم الإعلاميين والسياسيين، وتتغير فجأة لهجة التخاطب والتحادث عبر وسائل الإعلام الخاصة بكل فريق.

فيصبح الحديث جاريا عن الأخوة في حماس والأخوة في فتح وسيادة الرئيس محمود عباس أبو مازن ورئيس حكومة التوافق الوطني وأصحاب السعادة والمعالي.

هذا مع العلم أن هناك أزمة حقيقية في الشرعية الفلسطينية؛ حيث لا احد يتمتع بشرعية سياسية انتخابية بالمعنى الديمقراطي للكلمة، فالمجلس التشريعي ورئاسة السلطة الفلسطينية والحكومة الفلسطينية وحتى المجلسين الوطني والمركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية أصبحت خارج الصلاحية والشرعية بحكم المدد الزمنية بموجب القانون .
وفجأة في المشهد نفسه تتغير لهجة التحادث من جديد فيصبح الرئيس أبو مازن مجرد عباس خائنا ومفرطا بحقوق الشعب الفلسطيني، وتصبح حماس داعش وفتح خيانية ومنسقة مع الاحتلال، وتصبح كذلك حكومة التوافق الوطني حكومة عباس أو فتح المقصرة والمتآمرة على قطاع غزة، وتصبح حماس في الضفة عامل اضطراب وإثارة للقلاقل ومستهدفة لمشروع الفلسطينيين الوطني والمستقل.

وبقية الفصائل هي الأخرى يتأرجح موقفها بين فتح وحماس وعباس وهنية وبقية القوم، بحسب باروميتر الموقف المصلحي والإقليمي الموزع في طبيعة العلاقة مع سوريا وإيران أو السعودية ومصر وبقية دول الخليج على اختلاف تنوع مواقف هذه الأخيرة، أو بطبيعة الموقف الجديد من المشهد اليمني المتصارع عليه إقليميا وبالتحديد في عموم منطقة الخليج الذي تتصدره إيران والعربية السعودية .

أي مشروع وطني يبحث عنه الفلسطينيون، وأي أدوات واتفاقات ومصالحات يمكن لها بعد ذلك توحيد صفوفهم المبعثرة، لكي يتم بعد ذلك الحديث عن الرؤية السياسية والبرنامج السياسي التنفيذي، لتحقيق ما تم الاتفاق عليه نظريا أكثر من مرة ومنذ سنوات طويلة بخصوص برنامج الحد الأدنى من حقوق الشعب الفلسطيني في التحرر والعودة وتقرير المصير وإقامة الدولة على حدود الرابع من حزيران عام 1967؟؟؟.
ما هذه المزاجية الفلسطينية والعبثية المشهدية داخل الإطار السياسي والنضالي؟؟

انك تجد حماس مرة تتحدث عن عدم مشروعية مشروع عرفات أو فتح أو منظمة التحرير كيفما اتفق في أوسلو 1993، وترفض مبدأ المشاركة في انتخابات عام 1996.

ثم بعد ذلك يتم ترتيب وتخريج موقف سياسي وشرعي يتحدث عن ضرورة المشاركة في انتخابات 2006، وإذا ما قال احد أو كتب عن حشر حماس نفسها بين جدران أوسلو السياسية والمالية والأمنية، قالوا عنه متحامل وربما رويبضة الدهر والزمان!!، علما أن هذا القائل أو الكاتب لا يحسب على أي فريق من الافرقاء، وهو مهمش حتى من الطرفين نفسيهما.

ونفس الموقف يخرج من السلطة الفلسطينية وفتح وأبو مازن؛ فيتحدثون عن ضرورة مشاركة حماس في العملية الديمقراطية، وعن ضرورة التهدئة مع إسرائيل ولو من طرف واحد، وعن أهمية إصلاح منظمة التحرير على أسس وطنية وشراكية ديمقراطية. كان هذا عام 2005، ولا جل ذلك تم التوصل إلى تفاهم القاهرة في ذلك العام أعلاه. وحين دخلت حماس انتخابات 2006، وفازت بها فوزا كاسحا، كان أول من تنكر لهذا الفوز والاستحقاق هي حركة فتح وأركان السلطة الفلسطينية وأبو مازن نفسه؛ حين قال يومها إن الشعب الفلسطيني بحاجة إلى خبز وليس إلى ديمقراطية.

وجرى بعد ذلك حصار حكومة حماس، ثم إفشال كل تجربة شراكية معها إلى أن جرى الانقسام عام 2007، والذي لا زالت تداعياته قائمة حتى اليوم، برغم كل حديث عن مصالحة فلسطينية وتشكيل حكومة لتنفيذها.

إن المتابع للمشهد الفلسطيني في الأراضي المحتلة لا يجد مسئولين فلسطينيين بمستوى المسؤولية الوطنية الحقيقية، وإنما يجد أشخاصا وقبائل حزبية تبحث عن مصالحها الشخصانية والضيقة على حساب المجموع الوطني الفلسطيني، ضمن نفسية مزاجية متذبذبة ولا أخلاقية في بيئة اجتماعية غارقة حتى أذنيها في وحل المرض والجهل والتخلف الديني والسياسي والاجتماعي( انظر خبر وسائل الإعلام بخصوص إغلاق السلطة الفلسطينية مؤسسة فلسطين الغد التي يترأسها رئيس وزراء الحكومة الفلسطينية السابق سلام فياض والتهم المتبادلة بين الطرفين، وانظر كذلك في وسائل الإعلام وخبر إقالة ياسر عبد ربه من أمانة سر منظمة التحرير الفلسطينية فجأة) ، مما يتطلب معها حالة ثورية ثقافية تعيد للأبعاد الوطنية حضورها، وتركز على ثقافة صناعة الإنسان الفلسطيني العامل والمضيف ايجابيا لقضيته الوطنية، ضمن تصور سام يزيل كل أسباب المناكفة السياسية والحزبية والشخصية، ويركز على المحتوى الإنساني والسياسي الاجتماعي، لكيانية فلسطينية وطنية ديمقراطية، تستوعب الجميع، وتعمل على تحرير الكل الفلسطيني، من عنصرية المشروع الصهيوني، لصالح دولة ديمقراطية للجميع.



#عماد_صلاح_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحلولية الجزئية والحلولية الشاملة
- خزعبلات اثنيه وأفكار حلولية وديباجات
- الإنسان وحقائق الحياة
- هل توجد إمكانية لانسحاب إسرائيلي من الأراضي المحتلة عام1967؟
- العالم العربي: تفاقم المرض بين الظلم والخنوع
- الإجرائية وغياب تقرير المصير (الحلقة الأولى)
- الإجرائية وغياب تقرير المصير (الحلقة الثانية)
- هل هي مشكلة الدين والبرنامج السياسي في فلسطين؟
- الإيمان والتهويم والعدل
- هل الثورات العربية بخير؟
- أوجه الشبه والخلاف في المسألتين الفلسطينية والعربية
- فلسطين: في منطق الحق والواجب
- غزة تنتحر لأجل عموم النضال الفلسطيني
- غياب الموجه نحو تقرير المصير
- العالم العربي: لماذا لا يحسن حكامه حتى خداع شعوبهم؟
- غزة في خطر
- إجرائية في ظلال أوسلو
- الحلولية الجزئية
- هل هي حتمية الصراعات الدموية في المجتمعات المتخلفة؟
- المصالحة الفلسطينية المتعثرة


المزيد.....




- ترامب يفشل في إيداع سند كفالة بـ464 مليون دولار في قضية تضخي ...
- سوريا: هجوم إسرائيلي جوي على نقاط عسكرية بريف دمشق
- الجيش الأميركي يعلن تدمير صواريخ ومسيرات تابعة للحوثيين
- مسلسل يثير غضب الشارع الكويتي.. وبيان رسمي من وزارة الإعلام ...
- جميع الإصابات -مباشرة-..-حزب الله- اللبناني ينشر ملخص عمليات ...
- أحمد الطيبي: حياة الأسير مروان البرغوثي في خطر..(فيديو)
- -بوليتيكو-: شي جين بينغ سيقوم بأول زيارة له لفرنسا بعد -كوفي ...
- كيم جونغ أون يشرف بشكل شخصي على تدريب رماية باستخدام منصات ص ...
- دمشق: دفاعاتنا الجوية تصدت لعدوان إسرائيلي استهدف ريف دمشق
- هبوط اضطراري لطائرة مسيرة أمريكية في بولندا بعد فقدان الاتصا ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد صلاح الدين - في زمن مجتمعات التخلف مطلوب الإضافة لا المناكفة