أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - إبادات قانونية وأخرى اجرامية














المزيد.....

إبادات قانونية وأخرى اجرامية


مروان صباح

الحوار المتمدن-العدد: 4852 - 2015 / 6 / 30 - 01:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الجميل في المسألة ، أن جميع الدول الكبرى والصغرى ، معاً ، تُحملّ بعضها البعض ارتكاب إبادات جماعية قد شهدتها البشرية في عصور مختلفة ، وإذ ،عاد المرء إلى تفحص التاريخ ، يجد بأن الدول الحالية والتي يرتفع صوتها وتطالب من دول أخرى مثل تركيا ، كانت في الماضي القريب بحجم امبراطورية ، الاعتذار والاعتراف معاً بالمسؤولية ، فإن ، تلك الدول لم يكن تاريخها القديم ولا الحديث إطلاقاً أفضل ، بل بالتأكيد ، يحمل فظائع كبرى من الابادات ، وكلما ارتفع مستوى الديمقراطية في تركيا وتخطت حدود جيرانها الأوروبيين تجد نفسها محاصرة في قفص الاتهام ، حول ارتكبها ابادة جماعية حسب التوصيف الأممي بحق الأرمن ، رغم ، اختلاف المؤرخون حول حجم الضحايا والتصنيف ، لكن ، يتضح للملأ بكل بساطة ، أن من يُنبش في ملفات الماضي ، هم لا سواهم ، نفذوا إبادات وصلت إلى أن ابادوا مجتمعات بالكامل كي لا تتمكن سلالتهم في المستقبل محاكمة الدولة أو الجماعات المهاجرة التى كانت المسئولة عن ابادتهم ، وأيضاً ، ما يغيب عن هذا الحراك الموسمي ، الذي كما يبدو يُستخدم كأوراق ضاغطة ، كما هو حال مع تركيا ، فالمسألة الأرمينية بالنسبة للدول الكبرى ، في نهاية المطاف ليست سوى ورقة للمساومة ، لكن ، ما يغيظ المرء ، بالطبع ، الأرمن أنفسهم ، الذين يقبلون في كل مرة أن يكونوا ورقة كومبارس في يد من يريد الاستفادة واستغلال مأساتهم ، ومن المضحك حتى البكاء ، عندما تعتقد الضحية بأن حقوقها التاريخية يمكن الحصول عليها عبر من لم يترك مكان في صفحات التاريخ ، إلا ، وقد سجل فيها إبادة ، بإحجام مختلفة ، هكذا ، تكون الضحية قررت أن تموت مرتين ، مرة بقرار قاتلها وأخرى بقرارها .
هناك وقائع تاريخية جدير ذكرها ، حقاً ، لأنها تظهر لمن يتنطح اليوم بلوم الآخر ، كأن تاريخه خالي من الإبادات والمجازر ، يستدعى التنطح منا استحضار جزء من تاريخه المشوه ، ففي عام 1945م فرنسا اليوم ، بلد المساواة والأخوة والحرية أدخلت جنود مشاة الي كل من سطيف وقالمة وخراطة التى احتلتهم في عام 1830 م ، وبسبب رفع شاب جزائري علم الحركة الوطنية الذي ، لاحقاً ، أصبح علم البلاد بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية ، اعتقاداً بأن المشاركة في تحالف ضد النازية ، يكفل للحليف اعلان استقلاله ، لكن ، فرنسا ابادت القرى الثلاث بأكملها ، خلال ثلاثة أيام ، قُتل حسب التوثيق الدولي ، 70 الف جزائري ، وكذلك لم يكن عجيباً أن نسمع اعترافاً من جنرال فرنسي سابق ، تحرك على ما يبدو ضميره في عمر الشيخوخة ، عندما قال ، بأن ممارسات زملائه لا يمكن وصفها سوى بالسادية والعنصرية والتعطش للقتل الجماعي ، وبالرغم ، من تجاهل جميع من تعاقبوا على قصر الإليزيه من رؤساء ، عامداً متعمداً ، لأي اعتذار ، فدولة الاستعمار أقرت ضمنياً ما اقترفته من مجازر وعلى الأخص ، مجزرة الثامن من أيار لعام 1945 ، وغيرها في مناطق أخرى أو جغرافيا مختلفة ، مارست ابادات ، أكثر وأقل فيها ، هنا ، نستكمل الاستهبال الحاصل من قوى امتهنت التضليل وتستمر في كل مرة نفض ما ارتكبته من جرائم كي تعود إلى تصدر المطالبين بإنزال العقوبة بحق من اقترف في الماضي إبادات مشابهة بالتوصيف لكنها أقل إجراماً ، أمريكا تلقنا درس تلو الآخر حول الإبادات الاجرامية وأخرى ضرورية ، وقد يكون في أغلب الظن أنها اعتمدت على غيبوبة الشعوب التى بالتأكيد لا يصدر عنها سوى الهذيان ، لكن ، التاريخ يعتمد على وقائع لا يحمل في قاموسه مصطلح ، غيبوبة ، حيث ، تكشف مدينة درسدن وبعد هزيمة هتلر ، قام الطيران الحربي للولايات المتحدة والمملكة البريطانية ، معاً ،وعلى مدار الأيام بين 13 - 15 شباط 1945 بقصف المدينة بشكل مفرط وغير مبرر ، رغم ، أن هزيمة النازيين كانت واضحة ، تقدر الخسائر البشرية للمدينة حسب المرصد الألماني ، تزيد عن 200 الف شخص ، رغم ، اعتراف جميع الأطراف أن القصف التى شهدته درسدن ، هو ، الأكبر من نوعه في الحرب العالمية الثانية متجاوزاً حتى ضحايا المدنيين للقنبلة النووية على هيروشيما ، يحكى أن الرقم حسب التوثيق الأممي وصل إلى 70 الف في أقل تقدير .
طالما ، الاعتذار غير وارد ، بالطبع ، النسيان أو المسامحة ، ايضاً ، هما غير واردتين في قاموس أبناء الضحايا ، وطالما ، صوت الأرمن يعلو بشكل متقطع ومفاجئ ، من حين إلى آخر ، هنا نضطر التذكير ، حيث ، المشهد يقتضي ذلك ، حول أهمية تلك الزيارة التى قام بها وزير خارجية أرمينيا ادوارد نالبانديان للأسد في دمشق ، فإذا كان الشعب الأرميني عانى الويلات من الحرب العالمية الأولى ، فإن دوافع الزيارة تفضح وتبسط في آن معاً تساؤلاً ، كيف للضحية أن تتحالف مع جلاد لا يستثني من مكونات الشعب السوري أحد بما فيها طائفته التى يدفع بها إلى الانتحار ، إلا اذا كان السائد والمتبع ، هو ، تحالف الكبار مع الصغار ضد الأكثرية .
والسلام
كاتب عربي



#مروان_صباح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القضاء السويدي يبعث من جديد رسالة جديدة للقضاء العربي
- غونتر غراس
- لو كان الأوكسجين والماء قرار بشري ، لكانت المأساة اكتملت ...
- الكتاب والحذاء
- محاصرة مصر وتلغيم أمنها القومي
- تحويل الشهيد إلى بئر بترول
- إليسا تُعيد طوقان من قبره
- بين النفخ والتضخيم ،ضاعت الشعوب
- تعاون يكشف عن حجم وأهمية العلاقة القائمة .
- طاعنون باللجوء والهجرة، لهم الله .
- تعاون يقطع الشك باليقين لأي عداء
- الوطنية المتعثرة
- اتفاق إطار أم مكافأة عن سلسلة تنازلات
- عراقة الأمة ،، بلغتها
- بين التفوق الإسرائيلي بالتكنولوجي والتميزّ الإيراني بالتشيع ...
- كتاب ،، حركة فتح بين المقاومة والاغتيالات
- اختلاف ايديولوجي عقائدي بين ايران وإسرائيل يقابله تقاطع مصال ...
- العبور من الدنيا كما قال السيد المسيح
- ملاحظات يتلمسها المرء حول المشروع المصري
- العقل والبطيخة


المزيد.....




- أجبرهم على النزوح.. أندونيسيا تصدر تحذيرا من حدوث تسونامي بع ...
- التغير المناخي وراء -موجة الحر الاستثنائية- التي شهدتها منطق ...
- مصر.. رجل أعمال يلقى حتفه داخل مصعد
- بوركينا فاسو تطرد ثلاثة دبلوماسيين فرنسيين
- أسباب تفوّق دبابة -تي – 90 إم- الروسية على دبابتي -أبرامز- و ...
- اكتشاف -أضخم ثقب أسود نجمي- في مجرتنا
- روسيا تختبر محركا جديدا لصواريخ -Angara-A5M- الثقيلة
- طريقة بسيطة ومثبتة علميا لكشف الكذب
- توجه أوروبي لإقامة علاقات متبادلة المنفعة مع تركيا
- كولومبيا تعرب عن رغبتها في الانضمام إلى -بريكس- في أقرب وقت ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - إبادات قانونية وأخرى اجرامية