أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس علي العلي - رواية ( أيام الفردوس ) أو ملك لا يبلى ح1














المزيد.....

رواية ( أيام الفردوس ) أو ملك لا يبلى ح1


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4851 - 2015 / 6 / 29 - 23:44
المحور: الادب والفن
    


يبدو منشرحا كما العادة وهو يخوض في حديث مع السيدة الوحيدة التي في الكون متنعما وحذرا من المفاجأة ... كما هي أيضا متنعمة بدون منافسة ولا تعرف أن الكون مجرد لعبة بين يديها ,الجنة التي حجزها الله لهما من دون الكائنات الأخرى ممتلئة حد التخمة بالنعيم والملل ,الوقت لم يولد بعد كما أن الشعور بالإنسانية لم يولد أيضا إنهما آدم فقط زوج وزوجة من غير مراسيم ولا أنفعال ,كل ما في الأمر أنهما أنسا لبعضهما بأنتظار قرار مؤجل لكنه وعد ...سوف يكون اللقاء أما الآن أو بعد قليل وربما لا يعرفون متى لأن المتى أيضا لم تولد بعد.
ما لا أعرفه بالضبط هو شعور كل منهم وهو يجرد الأخر من صفته فيكون هو هي وهي هو لا فرق بينهما إلا شيء بسيط قد تكون الأنوثة مفهوم غير معترف به لدى آدم الذكر والرجولة مصطلح لم تعتد عليه السيدة الكبيرة العظيمة بعد وهي لا تعرف من آدم شقيقها الطيني إلا أنه مختلف بعض الشيء عنها ,ربما كان أضخم أو أكثر خشونة .... لم تلحظ أكثر من ذلك..لم ينبئها أحد أن الرجل له أمكانيات تثير الأنثى غير الأنس الذي هي فيه..حواء لم يكن لها أم تعلمها الخبرة أو تخبرها بما تعلم عن الرجل ... المسكين آدم هو أيضا لا يعرف من حواء غير الطينة التي تحولت معه إلى شقيق أنيس .
الوعد قديم والموعود حاضر والأمر مقضي.. حذر حد الفتنة لا يترك كلمه أو اسم مما علمه الله سلفا دون أن يفحصه لعل فيه سر النزول أو سر المنافسة الأبدية .. كل ما تقرب هذا الكائن الشريك منهما تذكر أنه موعود بحزم لا رجعة فيه أنه عدو لك ولها ... يتحفظ هذا وينشرح ذاك وكلامنهم يعرف الوعد وينتظر ساعة الخلاص والرب الذي بدأ اللعب يراقب المشهد من بهاء العرش ... الملائكة في شغلهم أيضا يراقيون صراع من نوع لم يألفوا تفاصيل مماثله له وقلوبهم العقلية مع آدم .
الفردس شكل من أشكال البراري الأرضية التي نراها اليوم لكنه أجمل متخم بالجمال الفائق والدهشة لا يبلى ولا يتغير لا يمر فيه ليل ولا تظلم فيه سماء .. الواقع هنا لا يحتاج ما نحتاجه كبشر أبن إنسان والإنسان لم يولد بعد بل لم يعرف طريق تكوينه للآن ,آدم الذي تعلم الأسماء كلها لم يعلمه الله كيف يتكون الإنسان ومن أين يأت ولم يأت,لذا فهو في حل من حوائية السيدة كما السيدة في حل من آدمية السيد ,كائنان مثاليان زينا الجنة دون أن يزينا أنفسهما بالبنون أو بالمال .
يقضي السيد آدم وقته في تجوال مستمر بين أركان ملك لا يبلى مستخدما قدميه لا حاجة له بدابة ولا راحلة ولا يشاهد غير الشجر المدلى وأنهار العسل والخمر وطير لا جنس له ولا جنسية ,كل شيء يوحي بالخلود كما أن كل شيء يوحي بالجمود ,المشهد هو المشهد يتكرر غير محاولات شريكهما الثالث أن يغير من التراتيب كما يحاول أن يخرجهما من العذرية الطينية , هو يعرف أن الذكر ليس كالأنثى وأن الأنثى هي مصدر التغيير والحركة لكن ما من وسيلة تؤدي إلى تفجير هذه العذرية ونسفها وقد أعتصم آدم وزوجه بالوصية والوعد .
قبل الوصول إلى هنا كان الثلاثة في عالم لا تحده حدود كما لا يمكن لمخلوق أن يستعين بغيره ليستفهم او يستبين ,فقط هناك كان شعار "كن" تلقى أول درس أن بعضكم لبعض عدو فكان بعضهم لبعض عدو ,أما آدم الذكر وآدم الأنثى كان الــ"كن" بينهم مودة ,بين العداوة والمودة حاول الجميع أن يخلطوا خلطتهم الخاصة ويخوضوا التجربة ,هنا جاء السيد إبليس بفكرة أن يكشف لهما معنى المودة بتجربة حية ,أستدرجهما إلى شجرة عارية فيه ثمرة النشوة , كانت ثمرة واحدة فقط من نصفين قاسمهما أنها شجرة الخلد من أستطعمها نال المودة الخالدة .
السيد إبليس لم يكن كاذبا ولم يكن آدم غبي والله الذي يشرف على مجريات الحدث كان يترجم السيناريوا السابق لكونية أدم يراقب لكن بعلم بما سيكون لذا لم يكن مهتما تماما بالذي يجري ,إنه ينتظر الفصل الثاني فقط من الرواية التي أكتبها ,قدم السيد إبليس بكل ثقة المؤمن بما يريد الثمرة بيده اليمنى وقالا الزوجين بسم الله ,فما أستقر الطعم بالفم إلا وتمزق حجاب الغفلة الذي لف الجسدين المغطيين بلباس الستر المستور وبان لكل منها عورة الأخر ,فما خجلا إلا لأن بينهما غريب ,فأخذا يجمعان من ورق الشجر القريب من الشجرة العارية ,فتمعن السيد المقاسم لهما تماما بتفاصيل العورة وجلس تحت ظل الشجرة يستغفر الله .
الدهشة وحدها سيدة الموقف كل ينظر بعين الأخر ويسأل في داخله عن سر هذا التحول والأنقلاب , لم يكن يعرف آدم هذه الفتنة التي كانت مختبئة تحت الستار إنه شيء مثير فوق العادو , لقد تحول فضاء الجنة إلى سجن ,لم يعد هناك فسحة من أن يعيد آدم رؤية المشهد , تذكرت السيدة العذراء أنها لم تكتشف مع كل هذات الوقت الذي قضي سابقا أن آدم يملك كل هذا العنفوان والق الذي يثيرها ويجعل للحياة معنى او طعم , كانت الفتنة هنا وليس في مسألة قبولهما عرض استاذهما إبليس لقد منحهما أعتبارا جديدا لكنه سرق منهما قضية الحفاظ على الوعد .



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فلسفة التغيير أم فلسفة التجديد ح2
- فلسفة التغيير أم فلسفة التجديد ح1
- محاولة للتوسل بالرب
- مشتاق للبكاء
- نصائح خشبية لرحلة أبدية
- سر سماوي _ قصيدة نثر
- المال ورأس المال والإشكالية التوظيفية
- قيمة العمل والتشغيل في الفكر الإنساني
- الله مع الخير أم ملتزم الصمت في الصراع البشري ?.
- ماذا يريد منا الدين وماذا نريد منه ؟.ح1
- ماذا يريد منا الدين وماذا نريد منه ؟.ح2
- المجهول واللا معلوم بين الوعي والإدراك
- المجهول واللا معلوم بين الوعي والإدراك ح2
- الفهم الديني بين العقلانية والتجريبية
- عقلانية التجريب
- تكاملية ودقة النظام الكوني ونفي فكرة الحظ أو الفرصة
- الصراع الإنساني تنازع بين الدين والطبيعة ح6
- الصراع الإنساني تنازع بين الدين والطبيعة ح5
- الصراع الإنساني تنازع بين الدين والطبيعة ح4
- الصراع الإنساني تنازع بين الدين والطبيعة ح2


المزيد.....




- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...
- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس علي العلي - رواية ( أيام الفردوس ) أو ملك لا يبلى ح1