أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عدنان حسين أحمد - المخرج الأرميني أتوم إيغويان، الباحث عن المساحات المحجوبة في القصص السينمائية















المزيد.....

المخرج الأرميني أتوم إيغويان، الباحث عن المساحات المحجوبة في القصص السينمائية


عدنان حسين أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 1342 - 2005 / 10 / 9 - 10:17
المحور: الادب والفن
    


أثار المخرج الكندي، أرميني الأصل، أتوم إيغويان، جدلاً واسعاً في المشهد السينمائي الكندي بسبب الموضوعات الحساسة التي تناولها في مختلف أفلامه، سواء تلك التي تتعاطى مع الجوانب النفسية التي تستغور أعماق الكائن البشري، مثل " إكزوتيكا " أو الجمالية التي تتوفر على أبعاد فنية ممتعة مثل " الجميل منذ الآن فصاعداً "، أو تلك الأفلام ذات النفس السياسي مثل فيلم " أرارات " والذي وصفه بعض النقاد بأنه فيلم دعائي مؤدلج يهدف إلى تحقيق غايات سياسية وفكرية أكثر من سعيه لبلوغ غايات جمالية وفنية خالصة. ويبدو أن إيغويان قد ظُلم كثيراً فهو مخرج متمكن من أدواته الفنية، ويمتلك رؤية إبداعية حادة، وقادرة على الغوص في النفس البشرية، والإمساك بتجلياتها، والكشف عن حقائقها الداخلية. وللتعرف على رؤية هذا المخرج المبدع، وتسليط الضوء على أساليبه الفنية المتبعة لا بد من التوقف عند أبرز المحطات الحياتية، والدراسية والفنية لإيغويان، هذا المواطن الأرميني التي شاءت الظروف أن يتشرد كما تشرد الآلاف من الأرمينيين، وعاشوا رغماً عنهم في بلدان اللجوء، ولكنهم لم يكفوا عن التفكير بالوطن الأم، ومعالجة مشكلاته الجدية. ولد أتوم إيغويان في 19 يوليو " تموز " 1960. وغالباً ما يفضل أتوم أن يُقال عنه بأنه مخرج كندي من أصل أرميني. أي أنه لا يريد أن ينسى لحظة واحدة أنه متحدّر من أصول أرمينية! تتناول أغلب أفلامه السينمائية ثيمات القلق، والغربة، والعزلة، كما ينتقد في أفلامه الشخصيات التي تسلك سلوكاً بيروقراطياً وما إلى ذلك. ولد إيغويان في القاهرة، ونشأ في فيكتوريا، كولومبيا البريطانية، بكندا. الأمر الذي منحه تنوعاً في طرق التفكير التي يمكن أن نردها إلى أبعادها المكانية ذات النفس الكوزموبوليتي. وفي مرحلة المراهقة أصبح مولعاً بقراءة وكتابة المسرحيات. إذ تأثر إلى درجة كبيرة بصموئيل بيكيت وهارولد بنتر. ثم تخرج من كلية ترينتي في جامعة تورنتو. وهو يقيم الآن في تورنتو، حيث يعيش مع زوجته آرسينييه خانجيان، وهي ممثلة معروفة لعبت العديد من الأدوار في أفلامه، ولديهما ولد يدعى آرشيل. أخرج إيغويان حتى الآن 12 فيلماً روائياً طويلاً، كما أخرج العديد من الأعمال التلفازية الطويلة والقصيرة. اعتمدت أعماله الأولى على ثيمات كتبها عن تجاربه الشخصية، وتلقى ملاحظات كثيرة عن فيلم " Exotica " الذي أنجزه عام 1994 بسبب جرأة الفيلم في التعاطي مع الموضوعات المحرّمة. ولكنه تبنى مواداً أخر من خارج تجربته الشخصية، ووظفها في فيلمه الذي حصل على شهرة طيبة " الجميل منذ الآن فصاعداً " 1997. والذي رشحه لجائزة الأكادمية لأفضل مخرج. أما فيلم " أرارات " 2002 فقد صنع لإيغويان شهرة مضافة بوصفه الفيلم الذي تعاطى مع الجينوسايد الأرمينية. كما حصل هذا الفصل على جائزة أحسن تصوير من قبل " Genie Awards ( وهذه الجائزة تُمنح لأفضل الأفلام الكندية من قبل أكادمية السينما والتلفزيون الكندية. بدأت الجائزة عام 1979 وحلت محل " جائزة الفيلم الكندي " والتي بدأت عام 1949 واستمرت لغاية 1978. )
من بين أفلامه المهمة " أين تكمن الحقيقة؟ 2005، أرارات 2002 ، شريط كراب الأخير 2001، رحلة فيليشيا 1999، الجميل منذ الآن فصاعداً 1997، إكزوتيكا 1994، التقويم 1993، الحديث على انفراد 1989، ومعاينة العائلة 1987.". ونظراً لأهمية هذه التجربة السينمائية الفذة سأتوقف عند ثلاثة أفلام ما يزال الجدل حولها مُستعراً وهي " إكزوتيكا " و " أرارات " و " أين تكمن الحقيقة؟ ". يقوم فيلم " إكزوتيكا " برمته على " اللمسة " التي تخرق شروط اللعبة، وقواعد الملهى الليلي الذي يحمل اسم " إكزوتيكا ". يقع هذا الملهى الليلي في ضواحي مدينة تورنتو الكندية حيث يراقب أريك بغيرة صديقته القديمة كريستينا وهي تؤدي عروضها الإكزوتية الراقصة مع زبون دائم يتردد كثيراً على هذا الملهى وهو فرانز كارنر. كما أن هناك شخصية توماس المثيرة للجدل والتساؤل في الوقت ذاته وهي شخصية دخيلة ولا منتمية إلى الواقع الراهن، فهو رجل مهووس بالجنس المثلي، ولديه تصورات محددة بطبيعة العلاقات الجنسية. فهو يشتري تذاكر الملهى ليبيعها إلى أناس آخرين بغية الحصول على نقود إضافية، لكن واقع الحال يكشف أنه يريد أن يستدرج بهذه التذاكر أناساً آخرين لكي يمارس معهم الحب. معظم شخصيات هذا الفيلم لديهم رغبات لا يستطيعون تحقيقها، ولذلك فقد اعتبر النقاد هذا الفيلم من نمط الأفلام السايكولوجية لأنها تتمحور في مجملها عن أناس إكزوتيكيين تصطادهم الوحدة، ويقتنصهم الألم. كتب قصة هذا الفيلم أتوم إيغويان أيضاً وساهم في تمثيله نخبة من الممثلين الكبار وهم ميّا كيرشنر، وإلياس كوتياس، وسارا بولي، وفيكتور غاربر، وأرسينييه خانجيان وآخرين. ومن الجدير ذكره أن قصة فيلم إكزوتيكا لا تُروى على وفق التسلسل الزمني، وغالباً ما تُحجب المعلومات المهمة عن المشاهد حتى اللحظات الأخيرة من الفيلم. يقدّم إكزوتيكا عدداً من الشخصيات المختلفة والمتنوعة لكن حيواتهم متداخلة ومتشابكة من خلال هذا النادي الليلي الذي يرتادونه.
. أما فيلم " أرارات " 2002 فهو من الأعمال السينمائية المعقدة التي تعتمد على عناصر أوتوبايوغرافية، ومراجع ذاتية عن صانع أفلام أرميني / كندي ينجز فيلماً عن المجزرة الأرمينية. وقد نظر عدد كبير من الناس إلى الفيلم بوصفه فيلماً عظيماً، ولكنه في الوقت ذاته تعرض إلى نقد شديد لأنه يعد فيلماً دعائياً من قبل هؤلاء الناس الذين يعتقدون بأن الجينوسايد الأرمينية قد ضخمت أو ملئت بالدعاية المضادة للأتراك. وأن الأرمينيين يبحثون عن التعاطف، أو يستدرجون مشاعر الناس للتواطؤ معهم بوصفهم ضحايا لهذه المجازر الوحشية. وبالرغم من اتهامات الدعاية التبسيطية فإن فيلم " أرارات " لا يصور ببساطة الهولوكوست، ولكنه بالمقابل يصور مشكلات صناعة مثل هذا الفيلم الذي يتناول قضايا مشاكسة، وأحداث مثيرة للجدل. الفيلم يصور جهود مخرج أرميني هو إدوارد سارويان لأن ينجز فيلماً على وفق الطراز الهوليوودي عن الهولوكوست " المحرقة أو الإبادة الجماعية ". إذاً " أرارات " يقدم نتائج بيانية تكشف عن أهوال وفجائع هذا الهولوكوست، ولكنها مؤطرة كمَشاهد مأخوذة أو مُستقاة من فكرة فيلم داخل الفيلم لسارويان، وأن الممثلين وصنّاع الأفلام يقدَمون وهم يناقشون الأسئلة المُثارة من خلال تبني الموضوعات المثيرة للجدل في فيلم تبسيطي. فيلم سارويان يختلف عن تصوير الفيلم المثير للعواطف والذكريات والذي تم تصويره بواسطة الكامكوردر " كاميرة فيديو وتسجيل فيديو " للكنائس الحقيقية المدمرة بالقرب من جبل أرارات. أما الفيلم الثالث فهو" أين تكمن الحقيقة؟ " 2005 هو فيلم دراماتيكي رُشح بسببه أتوم إيغويان لجائزة الأكادمية. وهذا الفيلم يتحدث عن علاقة الثالوث الشائعة " الزوج، الزوجة والعشيقة أو العشيق " كما يطرح قضية الرهاب من الجنس المثلي. يحكي هذا الفيلم قصة فتاة تُكتشَف أنها ميتة في غرفة في فندق لفريق كوميدي. كلاهما " الزوجان " لديه إثبات بأنه كان خارج أو بعيد عن موضع الجريمة بالرغم من أن الموت هذا يفرق بين الزوجين. الآن، وبعد سنوات، تحاول صحفية أن تجد الحقيقية خلف هذا الانفصال. الفيلم من تمثيل كيفن بيكون، وكولن فيرث، وأليسون لومان، وسونيا بينيت، وراشيل بلانشارد، وكاثرين ونسلو. بقي أن نشير إلى أن
إيغويان هو من المخرجين المولعين بالقضايا الشائكة، والمعقدة، ومن المناسب أن نشير هنا إلى فيلمه ذائع الصيت " الجميل منذ الآن فصاعداً " والذي تناول فيه قضية قد تبدو بسيطة من الخارج، ولكنها تنطوي على كثير من التعقيد حين نكتشف أن الشخصية الوحيدة الناجية من حادث اصطدام سيارة المدرسة التي كانت تنقل أكثر من عشرين طالباً قُتلوا جميعاً باستثناء هذه الطالبة الشابة نيكول بيرنل التي أصيبت بالشلل من وسطها فما دون. هذه الطالبة تتأسس على اعترافها قصة الفيلم، فهي من جهة قد تعرضت للشلل، كما فقدت أصدقائها، ومن جهة ثانية فقد منحتها هذه الحادثة قوة السيطرة على والدها الذي كان يتوق مثل الآخرين في الحصول على تعويض مناسب عن الأضرار التي لحقت بابنته، بينما يكشف الفيلم من جوانب أخر بأن القرية قد تعرضت لهذه الحادثة القدرية وكأن الله يعاقب أفرادها لتفشي جريمة الزنا بالمحارم بين أفراد أسرها. نخلص إلى القول بأن كل فيلم من أفلام إيغويان، وخصوصاً النفسية منها، تحتاج إلى ناقد سينمائي يتوفر على عدة نقدية تستعين بآليات النقد السايكولوجي كي تضع الأمور في نصابها الصحيح، وتكشف عن كل الإيماءات والإيحاءات المبثوثة في متن الثيمة والحوار والمساحات المختفية في القصة السينمائية.



#عدنان_حسين_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفنان - التعبيري التجريدي - آرشيل غوركي وتقنية الرسم الآلي
- المخرج سيرغي باراجدانوف: ساحر السينما الروسية الذي أثار المش ...
- تركيا والطريق الطويلة إلى الاتحاد الأوروبي أو الجنة المفقودة
- قراءة نقدية للملحمة المُضادة - هكذا شطح الكائن مستقبلئذ - لل ...
- الناقد السينمائي عدنان حسين أحمد ل - الحوار المتمدن -: من غي ...
- هل أن المثقف العراقي مُطالب بأن يذهب إلى حتفه بقديمه؟
- المخرج باز شمعون ل - الحوار المتمدن -: أعشق سينما الحقيقة، و ...
- المخرج السينمائي قاسم حول لمجلة - العربي -: السينمائي يحتاج ...
- مسرحية - سنغافورة - للمخرج البرتغالي باولو كاسترو: كل المُتل ...
- - الدودة الصغيرة - المسرحية الراقصة للمخرجة الفنلندية إيفا م ...
- شرودر يرفض الإقرار بالهزيمة، وأنجيلا تطمح أن تكون أول مستشار ...
- مسرحية -موت في حجرة التمريض - لمارك فورتل: الخطاب البصري في ...
- الشعر العراقي في المنفى: المخيلة الطليقة التي فلتت من ذاكرة ...
- الفنان يوسف العاني عضواً في لجنة التحكيم للدورة السابعة عشر ...
- ملف الأدب المهجري العراقي
- حوار في الأزرق -معرض جديد للفنان ستار كاووش والهولندي مارك ل ...
- مسرحية - فاقد الصلاحية - لرسول الصغير على خشبة المجمع الثقاف ...
- الفنانة التشكيلية رملة الجاسم . . . من التشخيصية إلى التعبير ...
- الروائي العراقي سنان أنطون لـ - الحوار المتمدن -: البنية في ...
- التشكيلي سعد علي في معرضه الجديد - ألف ليلة وليلة -: التشخيص ...


المزيد.....




- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني
- وفاة الفنان صلاح السعدني عن عمر يناهز الـ 81 عام ….تعرف على ...
- البروفيسور منير السعيداني: واجبنا بناء علوم اجتماعية جديدة ل ...
- الإعلان عن وفاة الفنان المصري صلاح السعدني بعد غياب طويل بسب ...
- كأنها من قصة خيالية.. فنانة تغادر أمريكا للعيش في قرية فرنسي ...
- وفاة الفنان المصري الكبير صلاح السعدني
- -نظرة إلى المستقبل-.. مشاركة روسية لافتة في مهرجان -بكين- ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عدنان حسين أحمد - المخرج الأرميني أتوم إيغويان، الباحث عن المساحات المحجوبة في القصص السينمائية