أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عقيدي امحمد - التجربة المسرحية في الجزائر















المزيد.....

التجربة المسرحية في الجزائر


عقيدي امحمد

الحوار المتمدن-العدد: 1342 - 2005 / 10 / 9 - 10:17
المحور: الادب والفن
    


أن الحديث عن المسرح يتطلب اقتحام جميع مجالاته المتعددة والغوص فيها سواء تعلق الأمر بالنصوص أو المجلات المختصة ، والسينوغرافيا ، او تكوين الممثلين. ولا شك أن أنشاء حركة مسرحية ذات أسس أكاديمية ، تفتح نافذة للشباب الموهبين في كل المجالات تتطلب جيل من المختصين في هذا القطاع ، قصد إعطائه المكانة اللائقة به ، وجعله يلعب دوره التوعــوي والتعبوي ، والتثقيفي داخل المجتمع الذي يعـد المسرح بأشكاله تعبيرا عن واقعه وآلامه وأماله وطموحاته .

سمي أبو الفنون لكونه يجمع بين كل الفنون ، من رقص وموسيقى وغناء ، عرفه فيكتور هيجو في القرن الماضي بقوله (( ليس المسرح بلد الواقع ففيه أشجار من ورق مقوى ، وقصور من نسيج وسماء من أسمال وقطع ماس من الزجاج ، وذهب من صفائح وجواهر مزيفة بالخضاب ، وخدود عليها بهرج الزينة ، وشمس تبرز من تحت الأرض ، ولكـــنه بلد الحـــــقيقة ، ففيه قـــلوب أنسانية على المشهد ، وقلوب انســــانية خلف المسرح ، وقلوب أنســـانية أمام العرض )) وهناك قول اخر يقول (( هو تصـوير الواقع بشــــكل فني )) …الخ وهذا لايمنعه بأن يكون موجودا في تاريخنا القديم منذ الجاهلية (( فقد عرف العرب في جاهليتهم القاص الذي يستعيد عبر التاريخ ويسرد وقائع العرب وأيامها فإنهم عرفو شخصيات قبل الإسلام وبعد الإسلام تملك من الحكمة والمعرفة واللياقة وخفة الروح قدرا يجعلها تستقطب الناس حولها ، ولم تكن تلك الشخصيات بعيدة عن مجال عمل القاص بمقدار ماكانت قريبة وقريبة جدا من شخصية الممثل الفذ يؤلف القصة ويجمع ملاحظاته من واقع الناس ومن انماط شاذة تعيش بينهم ويصورها على نحو ما مستخدما ملكات عديدة للوصول الى إبداع يجعله محط الأنظار ومثار الإعجاب ومقصودا من الناس ومكرما ، وعلى ذكر كل هذا قد لايفوتني بأن أسلط الضوء على ظهور المسرح في الجزائر ، وما ورد عنه في كتاب درسات ونصوص من المسرح الجزائري ، من منشورات المعهد الوطني العالي للفـــــنون المسرحية ببرج الكيفان والذي يقــول (( بأن المسرح فن من الفنون الراقية برز بشكل قوي في الجزائر ، في الثلاثينات والأربعينات من القرن العشرين وقد تزامن مع ظهور عدد كبير من الجمعيات الثقافية والمنـــظمات الســـــياسية والنوادي الفكرية و العلمية ، وكذا الفرق الشابة كفرقة الكشافة والفرق الموسيقية والنوادي الأدبية والرياضية المنتشرة عبر الوطن والمسرح كأداة للتعبير عن هموم الجزائريين عن قضاياهم الوطنية السـياسية الاجتماعية والثقـــافية ، فمن خلال عناوين المسرحيات المؤلفة أو المقتبسة من المسرحيات العالمية في الفترة الممتدة بين 1932 ـ 1952 يكشف الكم الذي كان يشغل المبدعين المسرحيين في الجزائر فهناك ما يقارب 180 عنوانا مسرحيا مقدم في هذه الفترة نجد نسبة 75% من المسرحيات موضوعاتها أجتماعية ، تتعلق بالاسرة والشباب والأمومة أو الزواج والطلاق وجمع المال كمسرحيات الشيب والعيب ، والمشحاح ، اه يالمال ، السكير ، رايك تلف ، الصداقة ، الرقد ، المكار ، ولمعرفة الوضع أكثر طرحنا سؤالا عن أهمية المسرح في حياة الشعوب في الوسط الاجتماعي الجزائري وجدنا الكثير من الاشخاص لا علاقة لهم بهذا المجال لأن في نظرهم لايسمن ولا يغني من جوع ، معتقدين أنه مجال ، للمجانين ، والتهريج لا غير ، إن هذا لا يمنعه بأن يكون ذا أهمية بالغة عند المهتمين والمختصين الذين يقدمون كل ما يملكونه من أجل تطــــويره ودفع عـــــجـلته إلى الأمام .
وعلى هذا نذكر ماقاله محمد بوشحيط في مجلة الثقافة في موضوعه ، كلمات في المسرح الجزائري (( لذلك لابد لنا من التعرف على وضعية المسرح الجزائري ، ومكانته في المجتمع ومعرفة سماته الفنية وتمايزاته ومميزاته ، وواقعه ومكونات أزمته الراهنة أيضا ، لعلنا بذالك نستطيع استشراف آفاقه . المستقبلية وإبراز العوامل التي ستساعده على الديمومة والاستمرارية وهذا لن يتأتى إلا بتبيان سلبيات التجربة المسرحية الجزائرية وايجابياتها ومن ثم نتمكن من تصور المنهج الأمثل لتجاوز السلبيات وتطوير الايجابيات لأن الرقي بالفن المسرحي يعني في التحليل النهائي وضع حجر الأساس لتطوير ورفع مستوى الثقافة النقدية والذوق العام في بلادنا لأن خلق مسرح حقيقي في الجزائر يعني الوقوف بحزم ضد عوامل الانهيار وسقوط القيم الأخلاقية في مجتمعنا.
ومن ثم العمل على أستعادة ثقة الانسان الجزائري في نفسه وفي المثل العليا التي كفاح من أجلها الأباء والأجداد فالأزمة المسرحية الراهنة تعتبر بادئ ذي بدا ذاتية وإمكانية تجاوزها . تظل ذاتية أيضا ، لاإننا لا نؤمن بالأسطورة التي تقول أن العالم ولد في بيضة أو نشوء المجرة ثم من الحليب الذي قذفته حلتمار ألهة العالم القديم إن مظهر هذه الأزمة يتجلى في فقدان النص المسرحي في سوق الكتاب الأدبي بحيث لا نجد أي أثر لنصوص مسرحية تتداول بين القراء على شاكلة الفنون الأدبية الأخرى كالقصة والروية والشعر، كذلك لانجد أي أثر لمجلة متخصصة في المسرح بل حتى الكتابات المـــسرحية في المجلات والجرائد قليلة جدا ، ما عدا تعاليق صحيفة موسمية عابرة هذا الفقر النظري في الحركة المسرحية الجزائرية يبدو غير مبرر بعد أكثر من ثلاثين عاما من تجربة الفنية العربية والعالمية ونالوا شهرة كبيرة نذكر من بينهم على سبيل المثال ، محمد بوذية ، مصطفى كاتب ، كاتب ياسين ، سليمان بن عيسى عبد القادر علولة ، زياني شريف عياد ))
حيث عملوا على ربط علاقة وطيدة بين الفن المسرحي والتراث الشعبي على تنوع ضروبه ومستوياته ، وتعتبر تجربة عبد القادر علولة تجربة رائدة في المسرح الجزائري ومن أعماله : الاجواد ، الأقوال ، اللثام .
وكتب علالو سبع مسرحيات منها للمسرح وهي زواج بوعقلين سنة 1926 ، جحا ، ابو الحسن أو النائم ، اليقظان 1927 الصياد والعفريت 1928 ، عنتر الحشياشي ، الحليفة و الصياد ، حلاق غرناطة سنة 1931 أما المسرحية الثامنة فكانت معدة للإذاعة والتلفزيون إذ قدمت سنة 1976 .
أما رشيد القسنطيني الذي أنتج الكثير من الأعمال المسرحية والغنائية أختلف في تقدير عددها حيث أن الدكتورعبد القادر جغلول يرى أن أنتاجه يقدر ب 15 مسرحية و 600 أغنية في حين يرى علالو أن مسرحياته تقدر ب 20 مسرحية ويعد رويشد كاتب شعبي لأنه يستمد أفكاره من الحياة الشعبية ومن مسرحيات حسان طيرو ، الغولة ، البوابون . ومن مسرحيات كاتب ياسين ، غبرة الفهامة ، الرجل صاحب النعل المطاطي ، ومحمد خذ حقيبتك ، ومسرحية فلسطين المخدوعة.
واستطاع المسرح الوطني الجزائري استنادا الى مبادئ التاميم الاسترجاع والتكفل بالارث العقاري ( قاعات مسارح الجزائر العاصمة ، قسنطينة ، عنابة، سيدي بلعباس ، وهران ) ليفتح فضاء الى كل الطاقات الفنية لاابراز مواهبها .
حيث أستطاع ان ينتج بوسائل ضئيلة عشرين عرضا في أقل من أربع سنوات ( 1963- 1966) ، محقق في هذه السنوات الأولى مجموعة من الانجازات الهامة منها .. دورات لتكوين الممثلين ، وإنشاء مدرسة لتكوين الممثلين والرقصين ، وتنظيم مهرجانا ت للفنون الشعبية ، واصدار مجلة خاصة بالفن المسرحي ،
والى جوار كل هذا النشاط المسرحي الذي سبق وواكب واستمر بعد قيام المسرح الوطني ، الذي أصبح يشرف على إدارته عبد القادر علولة ، وهذا من 1972 إلى 1975 حيث قدم مسرحية بوحدبة ، سلاك الحاصلين ، دائرة الطباشير القوقازية باب الفتوح ، بني كلبون ، وفي غياب إستراتيجية وطنية لتطوير النشاط المسرحي ، دخلت المؤسسة المسرحية في أزمة عامة وانهارت وتيرة إنتاجها بصفة مذهلة من عشرين عرضا في أربع سنوات ، الى ثمانية عشر عرضا في سبع سنوات من ( 1966- 1972 ) وهذا مادى الى احباط عمال الفن المسرحي ، وجمدت في ان واحد تقريبا كل أنشطة الدراسة ، والتفكير والتكوين والاسثمار ، حيث انعكس هذا الركود على أرضية الممارسة الهاوية ، وساهم نوعا ما في خنق تطور النشاط المسرحي .
ليتم فيما بعد إنشاء مسارح جهوية في كل من قسنطينة ، عنابة ، وهران ، وسيدي بلعباس ، وذالك من ( 1972- 1976 ) وهكذا أعيدت المؤسسة المسرحية التابعة الى نظرة أكثر واقعية لمهمتها ، ولكن مع غض النظر عن مسائل أساسية مثل أسترتيجية التطور، والتنظيم الداخلي للعمال ، وكذا تكوين العاملين .
وللأسف كان لهذا العائق انعكاسات خطيرة على النشاط المسرحي الهاوي منه والمحترف ، وامام استحالة معالجة الوضعية المتشعبة والمزمنة انطفأت شيئا فشيئا عدة طاقات .
وعرف مسرح عنابه الجــــهوي أول عرض مسرحي سنة 1974 بعنوان ( الطمع يفسد الطبع ) اقتباس الهاشمي نور الدين ، ومسرحية حسان وحسان التي ألفها محمد بن قضاف وأخرجها سيد أحمد أقومي لينفصل فيما بعد على مسرح قسنطينة ليقدم نفس المؤلف في سنة 1976 ـ 1977 مسرحية في انتظار المهدي أما بالنسبة لمسرح سيدي بلعباس الجهوي فقد عرف تأخر في الانطلاق بسبب نقص المؤطرين والموارد المالية إلى غاية 1978 ، عندما عين كاتب ياسين لتسير المسرح رفقة فرقته المسماة الحركة الثقافية للعمال ، ومن أعمالها الرجل صاحب النعل المطاطي ، ومسرحية فلسطين المخدوعة ومحمد خذ حقيبتك .
وفي سنة 1972 أصبح مسرح وهران جهويا ليخوض تجارب جديدة في المسرح الجزائري بإدخله المداح ومسرح الحلقة على يدي ولد عبد الرحمن كاكي ، وبعده عبد القادر علولة ، وفي سنة 1972 قدمت فرقة المسرح مسرحية المائدة وهو عمل جماعي في التأليف والاخراج حيث عرضت في العديد من التعاونيات والقرى الفلاحية ، وهذا ماجعل الجمهور يتجاوب مع العرض لكونه يعتمد على التراث الشعبي كالأقوال المأثورة ، والشعر الملحون ومهما يقال عن النص والارتجال في المسرح ، فإن الأهمية كلها قد ترجع إلى طبيعة الإنسان ، التي تحذف أشياء وتطبق أشكالا وألوانا مختلفة لها صلة بالمجتمع .
رغم كل هذا استطاعت الفرق المحترفة الخمسة إنتاج اكثر من مائة مسرحية في عشرين سنة ، وكانة النصوص من التراث العالمي تحتل ثلث هذا الانتاج ، وفيما المضمون كانت العروض في معظمها تتطرق الى مهام التشيد الوطني المختلفة ومن جهتهم كان الهواة رغم وسائلهم الضئيلة يجوبون ربوع الوطن ، لتقديم الاف العروض في المصانع ، والمدارس ، والقرى الريفية الجديدة ، كما قامت حركة مسرح الهواة بتنظيم مهرجان كل صيف بمدينة مستغانم وذالك منذ 1966 وكانت هذه المهرجانات ملتقى أحسن الفرق الموجودة في الوطن .
ومن المعروف أن الفن قد يظهر مبكرا وقد يتأخر ظهوره نتيجة عوامل اجتماعية قد تساعد على ظهوره ، ليبقى المسرح ظاهرة أجتماعية تسلط الضوء على حياة الشعوب ، ورغم ظهوره المتأخر فهذا لايمنع بأن يكون وليد الظروف الاجتماعية والبيئية الى أن تأتي المحركات التي تفرضه على المجتمع كأداة ثقافية تنويرية تعليمية وضرورية من خلال رواده الذين يملكون من الخبرة والعلم ، وهذا من أجل البحث في أعماق المجتمع عن تلك الجوهرة التي يزيلون ما عليها من غبار الحركة الاجتماعية التي قد تكون عائقا للمد الفني الإبداعي ، والمسرح في الجزائر رغم تأخر ظهوره فإنه بدأ يشق طريقه بفضل رجال بذلوا الجهد والعرق في سبيل ترقيته وتطويره .



#عقيدي_امحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مسرحية التمرين بين العرض والنص
- دراسة نقدية حول مسرحية الكترا
- المسرح المدرسي فضاء لاكتشاف المواهب وترسيخ الاسس التربوية
- دور الموسيقى الشعبية في ترقية المجتمع التواتي
- توني موريسون روايتها تجسد السخرية المأساوية


المزيد.....




- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عقيدي امحمد - التجربة المسرحية في الجزائر