أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدّر - رقصة الكانكان الفرنسية 1954 والينا ورجالها 1956جين رينوار:هل تخلى رينوار عن ماضيه السياسي















المزيد.....

رقصة الكانكان الفرنسية 1954 والينا ورجالها 1956جين رينوار:هل تخلى رينوار عن ماضيه السياسي


بلال سمير الصدّر

الحوار المتمدن-العدد: 4851 - 2015 / 6 / 29 - 08:20
المحور: الادب والفن
    


رقصة الكانكان الفرنسية 1954 والينا ورجالها 1956جين رينوار:هل تخلى رينوار عن ماضيه السياسي
بعد فترة بالكاد تذكر في مسيرة رينوار الفنية شاهدنا فيها الكثير من الميلودراما والحبكات المبتذلة،وهي الفترة التي تخص هجرة رينوار من فرنسا الى الولايات المتحدة هروبا من الاحتلال النازي،على شاكلة مفكرة الخادمة 1946 وهي نسخة من المستحيل مقارنتها بنسخة لويس بونويل الفرنسية اللاحقة،وابسط ما نقول واقله عن نسخة رينوار من مفكرة الخادمة هو الاصطناع الواضح في الأداء والنهايات الهوليودية السعيدة،وربما كانت نسخة رينوار من هذا الفيلم قد طواها النسيان لولا أن عظيم السينما الآخر لويس بونويل اعاد صياغة الحبكة برمتها ليحقق فيلما ماكرا ناقدا حادا كانت الميلودراما فيه لاتذكر بالنسبة لنسخة رينوار المشار اليها.
كما أن رينوار حقق أفلاما متوسطة المستوى الفني ومن الدرجة الثانية كان حاله فيها التأثر بسينما هوليودية هدفها الوحيد هو الامتاع ومغازلة شباك التذاكر على شاكلة فيلم المستنقع وامرأة على الشاطىء وحدث ولاحرج عن الفيلم الأخير بأنه حتى كان لايمت بصلة للسينما التي ذكرناها آنفا ووصفناها على انها سينما الامتاع بل كان هذا الفيلم عبارة عن شيء أدنى من ذلك وأقل.
لسان حالنا عن المخرج رينوار يقول أن المرحلة الهوليودية في بداياتها لم تكن ملفتة للنظر أبدا خاصة من قبل مخرج حقق ذات يوم قواعد اللعبة 1939،ربما كانت هذه الفترة من الممكن تشبيهها بالمرحلة المكسيكية الأقل أهمية في مسيرة المخرج السوريالي الاسباني الراحل لويس بونويل.
فيلم رقصة الكانكان 1954 هو فيلم استعراضي بالدرجة الأولى حققه رينوار مع الماضي الذي لاينسى ألا وهو الممثل (جين غابين) وهذا الموضوع يعيد الى أذهاننا وعلى الفور فيلم الوهم الكبير1937،والموضوع لايتوقف بالتحديد عند رقصة الكانكان،بل الموضوع برمته عبارة عن (ثلاثية موسيقية كوميدية) سيحققها رينوار تباعا من رقصة الكانكان ومن ثم العربة الذهب وخاتما هذه الثلاثية ب(الينا ورجالها).
(Henri Danglard-Jean Gabin) مالك لمسرح استعراضي ولكنه على وشك الافلاس،وبل هو مفلس اصلا ولكن الموضوع برمته لايهمه ولايلقي بظل كبير على حياته بل الذي يهمه فعلا متابعة بهجة الحياة.
بالصدفة يخطر على باله اعادة احياء رقصة بالية قديمة تدعى ب(الكانكان) من خلال فتاة هاوية اعجب بها في دار للرقص الشعبي...ولكن الرقص سيكون الآن مختلفا لأنه يجب ان يوسم بالأحتراف.
الحبكة هنا تعفينا من موضوع الأكمال أو المتابعة،فالفيلم سهل الحبكة بسيط وليس هناك أي داعي لروايته بأكثر من هذا الشكل،وكأن رينوار يعلن سعادته وهو على وشك انهاء مشواره الفني.
الفيلم استعراضي والحبكة تكاد فيه توضيحية ليس أكثر،محملا بالتفاؤل وحب الحياة وعلى اية حال فالفيلم محسوب بقوة لرينوار ولكن الاتجاه النقدي هنا مختلف...هل تخلى رينوار عن ماضيه السياسي؟!
في النهاية وقبل كل شيء علينا أن ننيقن أن رينوار شاعر السينما-وهو اشهر القابه- فنان قبل ان يكون سياسيا أو ناقدا أجتماعيا وكأنه هنا يتخلى عن المضمون الذي جعل من الوهم الكبير وقواعد اللعبة مكانة حقيقية.
نحن نعرف ان المضمون هو في خدمة المفكر أو السياسي أو الوقعي الصارم أو الفيلسوف أو حتى المتفلسف،بينما كلما أتجهنا نحو الشكل كان ذلك في خدمة الفن...ولكن هل الفن أو الجمالية يجب ان تحمل مضمونا معينا؟
لاداعي للخوض في هذا الموضوع،ولكن فعلا الماضي-مهما كان مستوى فيلم رقصة الكانكان-هو شيء خلف رينوار الآن.
ما الذي يدفعنا لقول هذه الأشياء...هل علينا الالتزام النقدي بأن هذا الفيلم هو فوق مستوى العادة؟
ولكن اذا كان الفيلم مصحوبا بتلك الكوميديا التي تمثل مواقف مصطنعة من الطبيعي ان تصاحب اي فيلم استعراضي مع أداء يبدو اعتباطيا ومع مواقف لايمكن تصديقها مع صخب عالي جدا،وبين كل ذلك فان قلنا أن هناك (مضمون) متواري من خلف هذه الحبكة البسيطة والصاخبة على شاكلة صعود طبقي أو رفض صعود طبقي قد يكون كله ضئيلا عند ذكره.
الموضوع كما يبدو هو الأخلاص لرقصة وجد فيها الارستقراطي المزيف المديون حتى النخاع قمة الابداع وعمل على اعادة احيائها مع فتاة فقيرة وغاية في البساطة...هو الآن مفلس ولكن من وجهة نظر رينوار والحبكة ليس مفلسا اجتماعيا على الأقل فهو دمث الخلق...الموضوع الأخلاقي يطرح نفسه بالرغم من كل شيء؟!
ولكن كل هذا لاينفي أن الفيلم استعراضي بالأساس مع علاقات حب تبدو مختلطة وغير واضحة وبالتالي هذه الحبكة لاتصلح ابدا لفيلم كبير...سوى ان كان الموضوع هو موضوع جمالي بحت؟
هذه الثلاثية الموسيقية الكوميدية توصف دائما بأنها ثلاثية رينوار الفنية(Art Triollogy).
لنتوقف قليلا عن الفيلم اللاحق لهذا الفيلم (الينا ورجالها 1956):
الينا اميرة بولندية ارستقراطية ربما كانت تملك مصير فرنسا بين يديها حيث يقع جنرال مشهور في غرامها والسياسيون يعتقدون بانهم يستطيعون استخدامها لأقناع الجنرال لتولي قيادة البلاد...هذه هي الحبكة ليس الا
إذا على كوميدية الفيلم وسطحية الحبكة فهو يبدو وللوهلة الأولى يشير الى واقع سياسي معين فهذا شيء يبدو ضعيفا جدا،والصيغة السردية للفيلم برمته لايبدو عليها أبدا ولاتشير الى ان رينوار كان مقصوده ان يكون واقعيا،أو حتى واقعيا شعريا.
بل المواقف تشير احيانا الى ضياع هذه الحبكة في اعتباطية تشبه الى حد ما اعتباطية فليني.
من الممكن ان يعامل هذا الفيلم كجزء مستقل عن الفيلم السابق مع انه من ضمن الثلاثية الفنية التي تحدثنا عنها آنفا،ولكن هذه الحبكة المفتعلة بالتأكيد فيها شيء من عودة الى واقع سياسي أو ربما فيها شيء من كناية سياسية ...الحبكة فيها تكرار لمشهد الشجار الشهير في قواعد اللعبة ولكن مع افتعال واضح وفرق بان الفوضى النسائية تتعلق بألينا ليس الا...
الفيلم ليس عن السياسة على الاطلاق،بل هو شيء آخر يتعلق بابراز جاذبية الممثلة أنجريد بيرغمان التي قامت بدور الينا....
يقول فرانسوا تروفو عن هذا الفيلم:الجنس فقط هو بؤرة التركيز الوحيدة...حبكة رينوار-وهو الذي يتعبر رينوار افضل مخرج عرفته فرنسا-هذه هي مسرحية هزلية أو مهزلة بالأساس(انتهي الاقتباس)
يقول أحد النقاد الغرب:
صنع رينوار هذا الفيلم في الفترة التي كان فيها(Gen.Charles De Gaulle) يتوسل ليعود الى حكم فرنسا ولكن تروفو كان محقا بان فيلم(الينا ورجالها) هو فيلم عن الجنس وليس عن السياسية.(انتهى الاقتباس)
في النهاية وبعد كل ذلك علينا أن نعتبر مثلما اعتبر بقية النقاد أن المشهد النهائي للفيلم عبارة عن تحفة فنية.



#بلال_سمير_الصدّر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قواعد اللعبة 1939(جين رينوار):بدعة القرن العشرين في التوجيه ...
- الوهم الكبير 1937(جين رينوار):رينوار يصيغ وهما كبيرا
- انقاذ بودوا من الغرق 1932(جين رينوار):السخرية والتهكم على وا ...
- العاهرة،أو أليست الحياة عاهرة 1932(جين رينوار):حكاية الرجل ا ...
- عن جين رينوار والسينما الصامتة والمغتابون:1894-1979
- Madadayo ليس بعد1993 أكيرا كيراساو:في وداع كيراساو...دفء الم ...
- لحن في آب 1991(أكبرا كيراساو):اشكالية التعايش
- أحلام 1990 أكيرا كيراساو:فيلم عن الصورة نفسها
- ران 1985(أكيرا كيراساو):هل الحياة تستحق منا كل ذلك
- ظل المحارب 1980(أكيرا كيراساو):شيء ما عن الفكرة عندما ترسخ ف ...
- ديرسو أوزلا 1974(أكيرا كيراساو):عن الطبيعة وعن الصمت وعن شخص ...
- دوديسكادن 1970:حتى لانظلم كيراساو
- اللحية الحمراء 1965(أكيرا كيراساو):عن طبيب يعالج المرضى من خ ...
- الحارس الشخصي 1961:عن الفيلم الأكثر شهرة في تاريخ اليابان
- السيئون ينامون جيدا 1960(أكيرا كيراساو):متعة بوليسية وقليل م ...
- العمق السفلي 1957(أكيرا كيراساو):عن شخصيات مزيفة ليست على قي ...
- عرش الدم 1957(أكيرا كيراساو):قصة شكسبيرية ضمن معطيات الثقافة ...
- أنأ اعيش في رعب 1955 (أكيرا كيراساو):بارانويا القنبلة النووي ...
- الساموراي السبعة 1954(أكيرا كيراساو):أحد قمم السينما العالمي ...
- حياة 1952 أكيرا كيراساو: ماذا تفعل لو بقي لديك في الحياة ستة ...


المزيد.....




- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدّر - رقصة الكانكان الفرنسية 1954 والينا ورجالها 1956جين رينوار:هل تخلى رينوار عن ماضيه السياسي