أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - زين اليوسف - قصة مذهبين














المزيد.....

قصة مذهبين


زين اليوسف
مُدوِّنة عربية

(Zeina Al-omar)


الحوار المتمدن-العدد: 4851 - 2015 / 6 / 28 - 20:59
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


العديد من أتباعهما يؤمنون بأن المذهبين السني الوهابي و الشيعي الجعفري يختلفان كثيراً في المضمون و يلتقيان نادراً في التفاصيل..فهما قُطبا الإسلام الحديث و كأي قطبين متشابهين يحدث عند اقترابهما من بعضهما البعض الكثير من التنافر و لكن بخلاف الفيزياء التي تمثل لنا ذلك التنافر بعدم القدرة على التواجد في ذات الحيز المغناطيسي أو المكاني يتمثل تنافر هذان المذهبان في بحيرةٍ كبيرة من الدماء و الكثير من الرتوش التي تُرافق تلك الدماء لتمنحها بشاعةً إضافية..و لكني و بالرغم من ذلك التنافر الظاهري أجد أن هذين المذهبان يكادا أن يكونا وجهان لعملةٍ واحدة لا تتصف نقوشها بالجمال..و لأبدأ بأشد تلك الأمور بشاعةً حتى أقلها إثارةً للتقزز.

فكلا المذهبين يحمل في أيدولوجياته ما يُشجع على قتل المخالفين..فلا يوجد في أغلب أدبياتِهما أي تحفظٍ على القيام بذلك الأمر بل لربما كل ما ستجده أثناء بحثك في براثن تلك الأدبيات هو الاختلاف فقط حول كيفية تنفيذ ذلك القتل تبعاً لنوع المرجعية الدينية المُستخدمة لإلهام المُنفذ بهذه الطريقة أو تلك..و هكذا و بينما استشهد البعض بابن تيمية في تشريعه لحرق الآخرين كما فعل تنظيم داعش بالطيار معاذ الكساسبة تكرر ذات الأمر و لكن فقط باختلاف نوع المرجعية الدينية مع ضحية الحشد الشعبي في العراق المجهولة الاسم و الذي أُحرق هو الآخر حياً.

كلا المذهبين عند مواجهته بتلك الوحشية يتنصل منها دون التنصل في ذات الوقت من كل تلك الكتب "الدينية" التي منحت لتلك الوحشية شرعيتها الدينية..نعم إنهم قد يدينون القتل بتلك الوحشية في العلن و لكنهم لا يدينون الثقافة التي اُستمد منها ذلك الأمر..و حتى إن تمت إدانة عملية القتل كفعلٍ منفرد -و هو نادراً ما حدث- فإنها تكون إدانة مُقتصرة على الأسلوب الذي أُتبع لا على فكرة أن ذلك الآخر لا يستحق فعلاً القتل لأنه لا يؤمن بما تؤمن به.

الممارسات المثلية الغير سوية بالطبع -و لا أقصد هنا المثلية كهويةٍ جنسية- تبرز بقوة في البلدان التي تعتنق أحد هذين المذهبين..فالتحرش بالأطفال ضمن المؤسسات الدينية -و التي تُشجع الأطفال دوماً على الالتحاق بها- تسجل حضوراً قوياً بين جدرانها رغم الإنكار المستمر أو تهميش عدد تلك الجرائم و تصويرها كتصرفاتٍ فردية لا كجريمةٍ توجب العقاب الصارم تجاهها..و هكذا يصبح التحرش بالأطفال ثقافةً لا بأس بها تماماً لدى أتباع هذين المذهبين -و لو بشكلٍ غير معلن- و بالرغم من الاستنكار الظاهري لهذا الأمر لا نجد قوانين صارمة أو حقيقية الحضور تجاه تلك الجرائم الجنسية..بل إنه في حالاتٍ كثيرة يتم إعفاء المتهم من العقوبة بناء على نصوصٍ "دينية" تجيز للأب التمتع و ربما اغتصاب أطفاله دون أن يكون للقانون أي سلطةٍ لتنفيذ أي عقوبة حقيقة عليه لأنه -أي القانون- سيكون حينها في مخالفةٍ صريحة لقوانين الرب!!.

كلاهما -و دون إبداء أي خجلٍ من تلك الحقيقة- يعزز ثقافة الهوس الجنسي في مضمون نصوصه..فالمرأة في كلا المذهبين مُحتقرة و لا تعدو أن تكون أداة جنسية بامتياز يحق للذكر استخدامها متى ما شاء و كيفما شاء..و بينما يوجد زواج المسيار في المذهب السني الوهابي لإثبات و تعزيز تلك المكانة البهيمية للمرأة يبرز في الجهة المقابلة زواج المتعة في المذهب الشيعي الجعفري بذات المضمون حرفياً..و حتى على صعيد القوانين المدنية نجد أن المرأة تعامل كمُذنبة على طول الخط بتهمٍ جاهزة يتم إلقائها فوق كاهلها و لا يوجد استثناء هنا حتى يثبت العكس..فلا تملك المرأة حرية التنقل أو حرية اللباس أو حتى حرية التعبير فكل تلك الأمور يتم التعامل معها لقمعها إما بسيف "الردة" أو بالتهمة التي أصبحت كالثقب الأسود تبتلع كل شيء أي "مخالفة الأخلاق العامة".

كلا المذهبين لا يشجع على التنوع الديني بل ينبذه و يحاربه بعنف..فلا توجد لدى الفرد حرية اعتناق مذهبٍ مخالف و لن أتحدث عن اعتناق دينٍ مختلف لأنني هنا سأكون كمن يكتب أسطر في روايةٍ عن خيالٍ علمي لن يتحقق قريباً على الأقل..و أي محاولة لممارسة حرية المعتقد تصبح -و دون أي مبررٍ عقلاني- جريمة يتم التعامل معها بمنتهى العنف و يكون حينها السيف أو منصة الشنق حاضرين دوماً لمنع أي شخص من التمادي في اعتقاده بأنه يملك الحق في ممارسة ذلك الأمر.

أيضاً كلاهما لم ينتج طوال قرونٍ من سيطرته على العالم الإسلامي منتجاً حضارياً أو فكرياً قد يبعث على الفخر لدى المنتسبين إليهما..فالفنون باختلاف أنواعها و التي يكون الغرض منها تنمية الذائقة الفنية و الفكرية لدى الفرد تتم محاربتها و قمع انتشارها..و حتى على صعيد الإنتاج العلمي الذي يكون الغرض منه تحسين حياة الفرد لا توجد أي منتجاتٍ قد "تقشعر لها الأبدان"..فالتسابق بينهما يكون في الموت و الإبداع بطرقٍ جديدة لتطبيقه على الآخر لا في الحياة و جعلها أكثر احتمالية.

لا أعلم حقاً لم يعتقد أتباع كل مذهب منهما إنهم يحملون أفضليةً ما و ربما كبيرة أيضاً على أتباع المذهب الآخر بالرغم من أن كلا المذهبين أثبت و بطريقةٍ تكاد تكون احترافية إنه ينافس الآخر فقط على مدى السوء الفكري و القبح الروحي للأفكار التي يروج لها!!..تلك الأفكار التي نستطيع أن نلمح آثارها في كل بقعة أرض حاول أحد هذين المذهبين أو كليهما نشر معتقداته بين سكانها لتبدأ في ذات اللحظة بداية كتابة قصة مذهبين يبشران بالموت الوحشية امتهان النساء ضياع حقوق الإنسان بمجملها و الكثير الكثير من صور الأعضاء المبتورة و الرؤوس المعلقة فوق الأعمدة و حفلات شواء الآخر حياً.



#زين_اليوسف (هاشتاغ)       Zeina_Al-omar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أفكارٌ هشة
- ختان..اغتصاب و تحرش
- على جناح ذبابة
- تساؤل
- داعشي حتى يثبُت العكس
- أنامل عاهرة
- لائحة اتهام
- الكتابة بمدادٍ من نار
- رجل الستة ملايين دولار
- أن يكون مُسلماً
- من بدَّل دينكم فاقتلوه
- وُلِدوا من العدم!!
- كل عام و أنتِ قُبلتي
- اللعنة على اليهود
- تفاصيل من الماضي التعس
- إجماع
- نقاب
- إذن بالسفر
- و ثالثهم الله
- أستار الكعبة


المزيد.....




- فريق سيف الإسلام القذافي السياسي: نستغرب صمت السفارات الغربي ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مواقع العدو وتحقق إصابات ...
- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...
- الأوقاف الإسلامية في فلسطين: 219 مستوطنا اقتحموا المسجد الأق ...
- أول أيام -الفصح اليهودي-.. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحم ...
- رغم تملقها اللوبي اليهودي.. رئيسة جامعة كولومبيا مطالبة بالا ...
- مستوطنون يقتحمون باحات الأقصى بأول أيام عيد الفصح اليهودي
- مصادر فلسطينية: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى في أول أيام ع ...
- ماذا نعرف عن كتيبة نيتسح يهودا العسكرية الإسرائيلية المُهددة ...
- تهريب بالأكياس.. محاولات محمومة لذبح -قربان الفصح- اليهودي ب ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - زين اليوسف - قصة مذهبين