أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - محاورة بين الفنان سامي عشي وبيني... وبيني وبين أصدقلئي الغربيين...















المزيد.....

محاورة بين الفنان سامي عشي وبيني... وبيني وبين أصدقلئي الغربيين...


غسان صابور

الحوار المتمدن-العدد: 4851 - 2015 / 6 / 28 - 16:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


محاورة بين الفنان سامي عشي وبيني...
وبيني وبين أصدقائي الغربيين...

كتب صديقي الشاعر والموسيقي الفنان الطيب سامي عشي, هذا السوري ـ الفرنسي الذي يعيش في مدينة ستراسبورغ Strasbourg الفرنسية من سنين عديدة ما يلي على صفحته الفيسبوكية من أيام قليلة:

"إخوتي المسلمين.. تأتي اليوم عمليات داعش الإرهابية في تونس و الكويت و فرنسا لتجرج الإنسانية جمعاء.. لكنها تأتي أولا في ثاني جمعة من رمضان شهر الصوم و السماح لتجرح كل مسلم آمن بقرآن الحق و المحبة...
أبها المسلمون المجروحون في إيمانكم و إنسانيتكم.. تعرفون مثلي بأن الله بريء و القرآن بريء و الأنبياء كلهم بريئون من ظلم و ظلامية القتلة.. لكن السؤال الذي أطرحه على نفسي قبل أن أطرحه عليكم :
هل فعلنا ما بوسعنا لكي يرتقي الإسلام إلى رتبة القرآن؟!!
ألم يصبح الإسلام مجرد وعاء مغلف بقدسية القرآن و في داخله نصب جاهليتنا و قبليتنا و أنانيتنا و ذكوريتنا بقدر ما نصب علمنا و حضاريتنا و محبتنا ؟
لماذا لا يستطيع الإسلام أن يغربل السيء و الظلامي بنفسه..
لماذا لا تقوم (الأمة الإسلامية) كلها لتقول بصوت واحد "الدين لله و الأرض للجميع"؟!!!"

وكانت كلمات سامي الطيبة وجوابي الفوري الآني إليه إثر المحاولة الإرهابية التي حصلت ضد مصنع للغاز والأوكسيجين, من قبل إرهابيين داعشيين محليين بمدينة Saint Quentin Fallavier قرب مدينة ليون LYON الفرنسية التي أعيش فيها.. واغتيال عدد كبير من السواح الأوروبيين على شاطئ في تونس.. ومن ثُــم تفجير انتحاري بجامع شيعي في الكويت أدى إلى عدد من القتلى والجرحى... والحوادث الثلاثة بنفس يوم الجمعة الواقع 26 حزيران 2015...

"ســامـي عـــشـــي... يا صديقي الطيب الحالم...
كلماتك ــ كالعادة ــ وحسب تربيتك المسيحية شاعرية, أفلاطونية, كريمة, غيرية, إنسانية... ولكن ألا ترى أن كل هذه الطرق الفلسفية المفتوحة على الآخر.. بقيت دوما جامدة بلا جواب من الآخر.. ألا ترى صمت الأنتليجنسيا ــ لدى الآخر ـ وانزواءها وتخفيها.. كأنها تريد نسيان مــآسي خمسة عشر قرن.. حقيقية.. قاتلة.. غازية.. مغتصبة.. دوما تحت راية نفس الإله الغائب المتردد... والذي لا يطلب من أولاده وأفضلهم عنده ــ كما يعلنون ــ رافعين راياته السوداء وسيوفه المسنونة المشحوذة بالحقد والغباء... لا يطلب منهم مرة واحدة أن قتل الآخر حــرام.. ولا يــؤدي إلى أية جنة حقيقية.. أو وهـــمـــيـــة!!!.....
يا صديقي.. أغلق صدرك المفتوح.. لأن أولادك وأحفادك بــحـاجة إليك.. وأنا بحاجة لاستماع اغنياتك وأشعارك الناعمة.. وخاصة بحاجة لصداقتك...
وحتى نلتقي..."

ألم يكن من واجب الأنتليجنسيا الإسلامية, والتي تعيش برخاء وأمان في الدول الأوروبية التي فتحت لها صدرها وأمانها وإعلامها ووظائفها, أن تشجب كل هذا العداء وهذا الحقد وهذا الغباء بلا حدود.. أو ليس صمتها من أحداث Charlie Hebdo و Super Cacher, وما سبقها من جرائم إرهابية إسلامية داعشية أو قاعدية أو غيرها.. أن تصرخ بصوت واضح جريء ظاهر.. كــفــا أيها المعتدين باسم الدين.. كفا.. يا حاملي سيوف الله.. أنتم زورتم وابتدعتم الكتب والأعلام والشرائع والتفسيرات.. حسب غرائزكم.. وأن قتل الآخر.. كائن من يكون الآخر.. حرام.. ثم حرام وجريمة شنعاء.. لا تغتفر.. ولا تؤدي على الإطلاق لأية جنة...
لكنهم صمتوا.. كما دام صمت المفكرين منهم أو من تبقى خلال خمسة عشر قرن من الخوف والتردد والحياد المدان...
يا صديقي.. سامي.. أحب كلماتك الناعمة وأشعارك التسامحية وصدرك المفتوح.. ألم تر كيف قتل غاندي نبي التسامح وحب الآخر, بعد المسيح, بأيد غادرة من قلب عشيرته.. ألم ترى كيف صلب المسيح, وهو الذي لم يكف لحظة عن مسامحة معذبيه وقتلته... أو لم تقرأ التاريخ وتعرف أن كل أوائل الخلفاء المسلمين اغتيلوا من أهلهم وعشيرتهم واحدا تلو الآخر.. إنني لا أومن بهذا التسامح المعتوه يا صديقي.. لأننا لو سمينا الأشياء ــ بوضوح ــ بأسمائها.. وسمينا القتلة قتلة.. وجابهناهم بأمكنة جرائمهم.. لما انزوينا من قديم الأزمة بكهوف الأقلية.. وقبلنا أن نكون الأقلية المنزوية.. ونحن الذين بنينا حضارة المشرق وثقافته واقتصاده ولغاته وفنونه وجماله.. ونحن الذين تحدثنا وناقشنا المساواة بين المرأة والرجل والحريات.. واعتنقنا مبادئها الإنسانية.. وحاولنا تدريج العلمانية والديمقراطية في حياتنا.. ولهذا تعرضت لنا غالبا الأكثرية والأكثريات والزعامات والقبليات والعشائريات.. وقوبلنا بالعنف كالعادة خلال سنين وسنين... لأنه يا صديقي.. لأن العنف كان دوما سلاح الأغبياء... وآن لنا اليوم ألا ندير الخد الآخر.. وألا نسمع وصايا المسيح.. لأن تعاليمه لم تعد صالحة لهذا العصر الذي تسود بــه الأكثريات الغبية... والدولار والبترول.. ودشداشات العربان الذين يشترون ويغتصبون بكل مكان...
آن لنا أن نؤكد ونتأكد لنا وطنا نختاره, لنا ولأولادنا ولأحفادنا.. لأننا بــشــر مثل كل البشر.. ولسنا أقلية.. ولك نكن أقلية إلا عندما كنا نقبل الاغتصاب وأن ندير الخد الآخر.. لأي معتدي.. وكنا نقبل أن " نسمي عمنا من يغتصب أمنا"...
وبما تبقى عندنا من قوة وثقافة وعلم ووعي.. أن نسعى بحذر وعزم على حماية كل المكتسبات الإنسانية والاجتماعية والثقافية التي اكتسبناها, بجهودنا ونجاحاتنا بالبلدان الأوروبية التي اخترناها أو لــجــأنــا إليها.. حتى لا تضيع ولا تتفجر هذه المكتسبات الإنسانية التي شــاركنا هـــنـــا ببنائها...
أنا لا أطلب منك التراجع عن أحلامك وإنسانيتك وأفلاطونيتك وإنسانيتك وشاعريتك... إنما أريد منك أن تكسب مثلي بعض الحذر الواعي.. حتى لا تــفــقــدد يــوما أحلامك وإنسانيتك وأفلاطونيتك وإنسانيتك وشاعريتك.. أمام ســيــاف محكمة شرعية داعشية مــفــاجـئ.. لا تنتظره.............
***********
عـلـى الــهــامـــش :
ــ عدد الجوامع وأمكنة الصلاة للمسلمين في فرنسا
حسب إحصائيات وزارة الداخلية الفرنسية الغير متكاملة بسنة 2012, يوجد في فرنسا 2200 جامع وصالة مخصصة للصلاة, ويرغب أمين سر جامع باريس الكبير, بمشروع يتدارسه مع المؤسسات والجمعيات والروابط الإسلامية ومع السلطات والإدارات المحلية, مضاعفة هذا العدد بحوالي عام 2020... وحسب تصريحات أحد الأئمة المعتدلين, على أحدى قنوات التلفزيون الرسمية إثر محاولة تفجير مصنع الغاز والأوكسيجين من قبل إرهابي داعشي بمدينة Saint Quentin Fallavier, عن وجود أكثر من مئة جامع في فرنسا تسيطر عليه كليا جماعات سلفية.. تعرف وجودها وزارة الداخلية والمخابرات الفرنسية... وأن عدد الجهاديين الذين ذهبوا للقتال في سوريا والعراق, تجاوز الثلاثة آلاف... وقد عاد قسم منهم بعد سنتين.. وأن هناك جماعات نائمة أخرى مستعدة (للجهاد) أينما كان.. فور طلبات إيقاظها...
ــ وعن الإرهاب الإســلامـي
كلما وقعت حادثة إرهابية قاعدية أو داعشية, في مدينة أوروبية.. يتكاثر الخبراء الغربيون الاختصاصيون ــ على حد تعريفهم بنفسهم ــ بالإسـلام أو ما يسمونه الإرهاب الإسلامي, ويدلون بدلوهم وتحليلاتهم ووصاياتهم الأمنية وحضورهم بالقنوات الإعلامية.. ويشغلون الوقت والزمن بآراء وتحليلات ليس لها رأس ولا ذنب... وكل حضور وكل استشارة وكل رأي.. له فاتورة باهظة... ولكن آراؤهم كلهم فارغة.. بعيدة كل البعد عن الأخطار الحقيقية, التي تحملها هذه الجحافل النائمة, والتي تظهر من وقت لآخر... صحيح أن هذه الجماعات والتي لا ترتدي اللباس السلفي... وتبدو وتنصهر غالبا بالمجتمعات التي ترعى فيها.. ومن ثم تقوم بتحركات وإثارات وتفجيرات إرهابية, هنا وهناك, تبعا لمخططات واستراتيجيات معينة.. تابعة لمخابرات عربية نفطية معروفة, تتلقى أوامرها من أسياد غربيين معروفين, من دولة عظمى تتجسس باستمرار على أعدائها ومعارضي سياستها.. وتتجسس أكثر على أصدقائها وأقرب حلفائها...
ويبقى السؤال هل أصبح الإسلام المتطرف خطرا على العالم الديمقراطي... وحتى على الشعوب التي غالبيتها مسلمة أو مختلطة مع أديان أخرى؟؟؟...
هذا هو السؤال الذي يدور حوله المسؤولون الغربيون... ولم يدخلوا لقلبه.. ولم يعوه ولم يستوعبوه.. ولم يفهموا منه فاصلة واحدة!!!...........
ــ ما زالت حكومة الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها الغربيون.. وخاصة وزير خارجية فرنسا السيد لوران فابيوس, يؤكدون ويتابعون عداءهم وحربهم ضد السيد بشار الأسد, رئيس الدولة السورية والذي يبقى في الخط الأمامي لمحاربة داعش وجبهة النصرة وغيرها من المؤسسات الإرهابية التي يعلن هؤلاء الحلفاء ــ إعلاميا ــ محاربتها... بلا أية نتيجة فعالة, رغم تزايد فظائع هذه الجحافل اللاإنسانية وانتشارها.. على الأرض السورية المنكوبة.. على مرأى ومسمع كل مخابرات العالم والإعلام العالمي.. وخاصة الإعلام الداعشي المنتشر نفسه.......
والتاريخ يذكرنا أن نفس الحلفاء الغربيين, تعاونوا في الأربعينات من القرن الماضي خلال الحرب العالمية الثانية مع ستالين ألد أعدائهم, لمحاربة هــتــلــر والنازية.. وانتصروا عليها...
ولكن هل ترغب هذه الحكومات الغربية ــ حــقــا ــ محاربة داعش... وغالبها يتاجر مع داعش وممولي داعش.. من تحت الطاولة وفوق الطاولة... وبــشــار الأســد باق صامد في الخط الأول منذ أربعة سنوات وأربعة أشهر.. ولا يشبه ستالين على الاطلاق...
أيــن الحقيقة بكل هذا؟؟؟!!!..............
بــــالانــــتــــظــــار...
للقارئات والقراء الأكارم الأحبة.. هــنــاك و هــنــا.. وبكل مكان في العالم.. كل مودتي وصداقتي ومحبتي واحترامي ووفائي وولائي.. وأصدق تحية طيبة مهذبة.
غـسـان صــابــور ـــ لـيـون فــرنــســا



#غسان_صابور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لمتى يهيمن الغباء على سانا... وفي أمكنة أخرى من العالم؟؟؟...
- لنتذكر هيفاء عواد و دارين هانسن
- هذه المدينة.. هل ستصبح يوما داعشية؟...
- غسيل دماغ مسلسل -باب الحارة-... وهامش عن وزيري الثقافة والإع ...
- وبعدين؟؟؟!!!...
- وعن اللاجئين السوريين... مرة أخرى أحدثكم...
- عودة إلى سابين... عودة إلى اللاجئين السوريين...
- تحية إلى سابين
- G7 والاضطرابات الاقتصادية والمناخية والصحية في العالم
- رسالة ثانية إلى البابا فرانسوا
- كارشر Karcher
- بعض الأجوبة.. وعن محاضرة وكتاب... ومؤتمر.
- شعوب الغباء والنكسات...
- وهل ما زال - الحياد - فضيلة؟؟؟... وبعض الهوامش الضرورية...
- هل ما زال الصمت.. فضيلة؟؟؟...
- ما بين شارلي وتدمر... Entre Charlie et Palmyre
- قورطولموش... وعن تدمر السورية والغربان...
- عائلة قمر الدين..دي ميستورا.. وآخر نداء...
- عودة إلى تدمر... نداء...
- مدينة تدمر السورية Palmyre


المزيد.....




- رئيس الوزراء الأسترالي يصف إيلون ماسك بـ -الملياردير المتغطر ...
- إسبانيا تستأنف التحقيق في التجسس على ساستها ببرنامج إسرائيلي ...
- مصر ترد على تقرير أمريكي عن مناقشتها مع إسرائيل خططا عن اجتي ...
- بعد 200 يوم من الحرب على غزة.. كيف كسرت حماس هيبة الجيش الإس ...
- مقتل 4 أشخاص في هجوم أوكراني على مقاطعة زابوروجيه الروسية
- السفارة الروسية لدى لندن: المساعدات العسكرية البريطانية الجد ...
- الرئيس التونسي يستضيف نظيره الجزائري ورئيس المجلس الرئاسي ال ...
- إطلاق صافرات الإنذار في 5 مقاطعات أوكرانية
- ليبرمان منتقدا المسؤولين الإسرائيليين: إنه ليس عيد الحرية إن ...
- أمير قطر يصل إلى نيبال


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - محاورة بين الفنان سامي عشي وبيني... وبيني وبين أصدقلئي الغربيين...