أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المهاجر - وَالَّذِي خَبُثَ لَا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِدًا .















المزيد.....

وَالَّذِي خَبُثَ لَا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِدًا .


جعفر المهاجر

الحوار المتمدن-العدد: 4851 - 2015 / 6 / 28 - 13:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


وَالَّذِي خَبُثَ لَا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِدًا .
جعفر المهاجر.
قد لاأ ذكر شيئا جديدا لو كتبت عن المعاناة الكبرى والمآسي المتلاحقة التي مر بها الشعب العراقي على مر العقود الماضية والتي كتب عنها الكثيرون ولكن دون جدوى لأن معظم الذين تربعوا على مراكز السلطة فأغرتهم بريقها ، وتاهوا في دهليزها ولايستمعون ولا يقرأون بعد أن أعمتهم مصالحهم الشخصية التي يعتبرونها فوق مصلحة الوطن . ولو أسهبنا في ذكر تلك المعاناة والمآسي لوجدناها أثقل من الجبال الرواسي ولكن تحملها الشعب العراقي ، وصبر عليها حملا لافتة وضعها على جبين الوطن عنوانها ماأضيق العيش لولا فسحة الأمل. لقد خيم الفقر والجهل والمرض على هذا الشعب العريق وحرمت الغالبية العظمى من أبسط حقوقها ألإنسانية وعاشت الحرمان التام نتيجة تسلط الحكام الفاسدين الذين ماتت ضمائرهم، وفقدوا كل نوازع الحرص والغيرة والتفاعل مع معاناة شعبهم. وكان همهم الوحيد سرقة المال العام، وبناء القصور الفارهة المجنحة لهم ولأبنائهم والاستمتاع والتلذذ بأموال العراق وخيراته وموارده حتى الثمالة دون حسيب أو رقيب في بلد حسدته الكثير من الدول لغناه وكثرة موارده وخيراته وكنوزه التي تزخر بها تربته التي هي من أغزر بقاع الأرض مياها وأكثرها خصبا وأغناها نفطا وأولها البترول والغاز والفوسفات والتمور وغيرها من الخيرات التي منحها الله لهذا البلد وتمتع بها حكامه ومحسوبيهم وخدمهم وحشمهم على مدى عشرات السنين وكأن ثروة الشعب العراقي وهبها الله لهم دون غيرهم. وما زال نصف هذا الشعب يعاني من الأمراض، ويتوزع كلاجئين في الخارج والداخل بعد أن تحولت ربوع العراق إلى ملعب لمآسي الحروب والحصار والإرهاب والكوارث المتلاحقة وجعلت الحياة فيه لاتطاق .
لقد وقف طاغية العراق في أحدى جلساته الإمبراطورية وهو في أوج غروره وبطشه قائلا لجماعته المحيطين به وبلغته العامية المعروفة ( آني متأسف على أهلنه اللي ماتوا وما شبعوا من التمر والطماطه) ولكنه أذاق الشعب الويل والثبور وعظائم الأمور وحرمه من أشياء أقل أهمية من التمر والطماطه بعد أن سلب حقوقه وصادر حرياته وامتهن كرامته وقضى على أجيال بكاملها وأحرق الأخضر واليابس وجعل العراق من أكثر دول العالم فقرا ومديونية. وصار النموذج الصارخ للحاكم الخبيث الذي لا يخرج منه غير النكد.
ومنذ سقوط ذلك الصنم وحدوث التغيير طار صواب تلك الطبقة الطفيلية المنتفعة التي كانت بمثابة الأذرع لذلك النظام الطاغوتي، فهبت للدفاع عن مصالحها ومناصبها ومكاسبها التي رحلت مع النظام. ورفضت الصندوق الإنتخابي في بداية الأمر. وتمنعت وأرعدت وأزبدت وتآمرت لكنها قبلت به بعد أخذ ورد طويلين وحصلت من خلاله على مقاعد متقدمة في الدولة لكنها لم تقتنع بالمناصب الكبيرة التي حصلت عليها في الدولة العراقية الجديدة التي قامت على أساس المحاصصة وسموها ( الديمقراطية التوافقية ) وظلت عيونها تنتظر الدعم والمساندة من الأنظمة الطائفية المحيطة بالعراق بحجة كذبة ( التهميش والإقصاء ) التي ظلت ترددها لسنين أمام رؤساء وملوك تلك الدول من خلال الزيارات المكوكية التي قام أفرادها بها إلى أولئك الرؤساء والملوك الذين لايروق لهم إستقرار العراق وكونوا معهم علاقات مشبوهة تؤذي العراق وشعبه من خلال التدخلات السافرة التي لم تتوقف لحد هذه الساعه. فكفرت بنعمة الوطن ، ومهدت لدخول قطعان الإرهاب والظلام نتيجة للضخ الطائفي المستمر في الداخل والخارج. فتكونت البؤر الإرهابية، وتوسع خطرها ، وهددت كيان الدولة العراقية وصعد عتاة الطائفيين على المنصات وكان العراقيون يسمعون تلك الخطب المشحونة بالحقد والكراهية ودعوات التقسيم والتهديد ورفعوا صور الطاغية المقبور وأردوغان العثماني وطالبوا بإلغاء الدستور والعملية السياسية بالقوة من خلال صيحات(قادمون يابغداد لتخليصك من الفرس الصفويين). وهرب البعض منهم إلى دول الجوار للتآمر حاملين معهم الأموال الضخمة التي سرقوها ، وسكنوا الفنادق الضخمة . وبدأوا يتسكعون على أعتاب الحكام العرب الذين تعج دولهم بأبشع حالات الفساد والظلم ويزج فيها الأحرار وحملة الفكر والضمير في الزنزانات المظلمة لتدمير العراق أرضا وشعبا وكيانا. وفتحت لهم الفضائيات العربية على مصراعيها لكي يتباكوا على العراق ويحرضوا على إسقاط الحكم بالقوة وكانوا مستعدين لأن يبيعوا أنفسهم للشيطان لقاء إرجاعهم إلى السلطة تحت سيطرة دكتاتور طائفي جديد . وسفكت دماء طاهرة غزيرة مرة أخرى دون ذنب أو جريرة بحجة المقاومة وتخليص العراق من الرافضة بعد رحيل الإحتلال الأمريكي . ودخلت داعش العراق بكل يسر وسهولة وسُلمت لها محافظة نينوى وأجزاء كبيرة من أرض العراق على طبق من ذهب في ليلة ظلماء دون أي قتال أو مواجهة المد الداعشي الظلامي وهرب فرسان التصريحات العنترية والطائفية إلى فنادق أربيل الراقية. ومن تلك الفنادق المكيفة بدأت دعوات ( التحرير ) الزائفة وعاثت داعش فسادا في المناطق التي أحتلتها بعد أن سبت وقتلت وأحرقت البشر والشجر والحجر. لكنهم لم يعتبروا ويكونوا على مستوى مواجهة تلك الكوارث مواجهة حقيقية فاعلة لأنهم دعاة سلطة فقط. وآستمروا على نهجهم وهم متشبثون بمناصبهم في الحكومة ومجلس النواب. ولم يهتم الجنرال الهارب أسيل النجيفي لقرار فصله من البرلمان بل جعل من نفسه جنرالا يقود سبعة آلاف جندي تحت إسم ( الحشد الوطني ) لتحرير الموصل كما يدعي وقد ظهر إن خمسة آلاف من هؤلاء هم من الفضائيين والجنرال الجديد يستولي على رواتبهم التي تأتي من الحكومة . فهل يصدق أحد إن هذا النجيفي المتخاذل السارق سيحرر الموصل من داعش.؟ وهناك أشباه له في السلطة يعرفهم الشعب العراقي حق المعرفة لاتهمهم إلا جيوبهم ومصالحهم ومناصبهم ولايخرج منهم إلا النكد . هذا هو حال العراق اليوم بعد مرور إثنتي عشرة سنة من سقوط الدكتاتورية. إنه يعيش على مفترق طرق بعد أن ظهر زيف العديد من حكامه . وحال الشعب ينتقل من سيئ إلى أسوأ وخاصة النازحين الذين بلغ عددهم أكثر من مليوني إنسان وهم يعيشون مأساة حقيقية. والحقائق المريرة أثبتت إن من أدعى بالدفاع عنهم وحفظ حقوقهم ولكن فقط بصورهم الملونة ولافتاتهم المزركشة وراياتهم الخفاقة وشعاراتهم الخاوية التي ملأت الشوارع والأزقة والساحات. لإنهم لايفكرون ولا يشغل بالهم مايعانيه الشعب بل أصبحوا صدى وامتدادا لتلك الأنظمة الدكتاتورية وكأن الصنم تحول إلى شظايا من مئات الأصنام . ومازال الشعب يسمع نعيقهم ونعيبهم على مدار الساعة وهم يدعون بأنهم يسعون لإنقاذ العراق من داعش ولكن هذه المرة من خلال القواعد الأمريكية التي أخذوا يطالبون بإقامتها في مناطقهم. وباتوا يصرحون علنا إنهم ينتظرون على أحر من الجمر أصحاب القبعات الزرق لـ ( (تخليصهم ) من داعش التي أدخلوها إلى العراق. بعد أن كانوا بالأمس أعداء وهميين للأمريكان وملأوا الدنيا زعيقا لمقاومتهم ضد الأمريكان. واليوم تحول (أعداء الأمس ) إلى منقذين لهم من (شركائهم ) في العملية السياسية لأنهم دائما ( مهمشون ) ( مظلومون ) ولكي يتخلصوا من هذا (الظلم ) لابد أن يساعدهم الأمريكان الأعزاء على إقامة إقليمهم الطائفي المنتظر. أما أبناء وطنهم من الحشد الشعبي المتفانين في إنقاذ مناطقهم من براثن داعش فإنهم يرفضونها رفضا قاطعا فيا لعجب هؤلاء العبيد للسلطة. وأخيرا كشفت وثائق ويكيلكس عوراتهم وأسقطت ورقة التوت عنها نتيجة تآمرهم على وطنهم وتعاونهم مع نظام ملكي مستبد عدو لدود للديمقراطية ويضمر الحقد للعراق وشعبه وصدر أكبر المجموعات الإرهابية إلى داخله لقتل شعبه . فيا سبحان الله على هذه الإزدواجية الصارخة والخيانة التي تزكم الأنوف والتي ماأنزل الله بها من سلطان. بعد أن كُشفت ادعاءاتهم الباطلة والزائفة بالحرص على تربة العراق وكما يقول المثل ليس في ميسور المرء استخراج الماء من الحجر.
لقد وعى الشعب العراقي وعركته المصائب والمحن وبات يميز تماما بين الغث والسمين والحق والباطل و لا يمكنه بعد اليوم أن يضلل بكلمات معسولة لاتغني ولا تسمن من جوع وأن من يدعي خدمة هذا الشعب لإنقاذه من الحالة المزرية التي يعيشونها في هذا البلد عليه أن يقرن القول بالعمل. ومن البديهي أن تكون الأحزاب والكتل السياسية معجبة ببرامجها وكلماتها على الورق وفي وسائل الأعلام ومن حقها أن تدعي وصلا بليلى ولكن من حق الشعب أن يقول لهذا الحزب أو ذالك المسؤول أو تلك الكتلة السياسية لقد أعجبنا كلامكم ولم يعجبنا فعلكم ومع السلامه . لقد عانى الشعب العراقي كثيرا وكفى ماعاناه من ويلات ومحن ومصائب وجاء وقت العمل بعد إهدار المليارات وأصبح العراق مضرب الأمثال في الفساد . وقد آن الأوان لفرز الصالح من الطالح بعد تدمير عدة أجيال نتيجة مفاسد الحكام ونهبهم لقوت الفقراء. ولا نريد لأجيالنا القادمة أن تعيش في نفس الدوامة التي عشناها . فياأيها الشرفاء المحرومين الذين عانيتم كثيرا ولاقيتم أبشع حالات التهميش والفاقة والحرمان أتمنى عليكم أن لاتنخدعوا بعد اليوم بالكلمات البراقة والشعارات الخاوية، ولا تنتخبوا الغربان التي ظلت تنعب في ساحات العراق ودروبه ولم تقدم إلا النكد والمآسي وإنما تعرف الشجرة من ثمرها وفاقد الشيئ لايعطيه مرة أخرى والمرض الشديد يتطلب علاجا ناجعا . والأعمال أقوى صوتا من الأقوال. وأنا متأكد إن كل عراقي شريف يرفض أن يرى مرة هذه الغربان تنعب فوق رؤوسنا وتعشعش في أعلى مراكز القرار وتتآمر على الوطن و صار حالها كحال الغراب الذي يقود جماعته إلى أرض الخراب . والذي خبث لايخرج إلا نكدا.
جعفر المهاجر.
28/6/2015



#جعفر_المهاجر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سننٌ (عشائرية ) باليةٌ لايقرها شرعٌ ولا قانون.
- ونظل ننتظر النهار
- غطرسة أردوغان وصدمته الإنتخابية.
- الحاكم وممثل الشعب ومسؤوليتهما الأخلاقية والوطنية.
- يالخسة ووضاعة شيوخ الغدر وتنكرهم لتربة العراق.
- هزيمة حزيران والبكاء بين يدي زرقاء اليمامه.
- جرائم الإبادة في اليمن والصمت الإسلامي والدولي.
- كوارث البلاد والنفخ في الرماد.
- حوار الأديان والحضارات بين الحقيقة والوهم.
- اللوبي السعودي ونزعته العدوانية الجديدة.
- الإستقواء بالخارج خيانة للشعب والوطن.
- ماذا تعني المصالحة مع الصداميين القتله.؟
- شيء من تأريخ الفقراء والمتخمين في العراق.
- قراءةٌ في الشعر السياسي لنزار قباني.
- عُذرا لك ياأمة َ العرب.!
- الإستبداد وآثاره الكارثيةُ في الوطن العربي.
- آل سعود مجرمون دوليون بآمتياز.
- أشرعةُالوجه الآتي.
- من ملعب اليرموك إلى مخيم اليرموك الهدف واحد.
- جُرح صنعاءْ.


المزيد.....




- صدمة في الولايات المتحدة.. رجل يضرم النار في جسده أمام محكمة ...
- صلاح السعدني .. رحيل -عمدة الفن المصري-
- وفاة مراسل حربي في دونيتسك متعاون مع وكالة -سبوتنيك- الروسية ...
- -بلومبيرغ-: ألمانيا تعتزم شراء 4 منظومات باتريوت إضافية مقاب ...
- قناة ABC الأمريكية تتحدث عن استهداف إسرائيل منشأة نووية إيرا ...
- بالفيديو.. مدافع -د-30- الروسية تدمر منظومة حرب إلكترونية في ...
- وزير خارجية إيران: المسيرات الإسرائيلية لم تسبب خسائر مادية ...
- هيئة رقابة بريطانية: بوريس جونسون ينتهك قواعد الحكومة
- غزيون يصفون الهجمات الإسرائيلية الإيرانية المتبادلة بأنها ضر ...
- أسطول الحرية يستعد للإبحار من تركيا إلى غزة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المهاجر - وَالَّذِي خَبُثَ لَا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِدًا .