أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - الشريف منجود - حسن طلب وجائزة الدولة التقديرية في الآداب














المزيد.....

حسن طلب وجائزة الدولة التقديرية في الآداب


الشريف منجود

الحوار المتمدن-العدد: 4851 - 2015 / 6 / 28 - 09:13
المحور: الادب والفن
    


حسن طلب وجائزة الدولة التقديرية في الآداب
تأخرت الجائزة ومُسخ رونقها ليس بالنسبة لشاعر ضخم كالشاعر حسن طلب، ولكن لهؤلاء المنهكين الثائرين من مثقفي بلدنا (الحضارية)، تأخرت الجائزة كما تأخرت الوعود والثورات في عالمنا العربي والمصري في مجال الثقافة والفنون والآداب، وحين جاءت؛ أحيت مرة أخرى الأمل، هل سيتم تحقيق الحلم وتنقشع ظلمات الشلة الحاكمة منذ خمسينيات القرن الماضي؟، أظن أننا في حاجة إلى الأمل مرة أخرى، وإن كان أملًا مستترا برجاءٍ صعب المنال.
ولأن حديثنا عن حسن طلب وجائزة الدولة له، فلن ننخرط في حديثنا على عالمنا الثقافي وإن كان طلب جزء منه وشجونه تشبه شجون الحالمين بعالم ثقافي أفضل، إلا أننا نكتفي بأن نشير إلى هذا الشاعر الأهم في وقتنا الحاضر ليس في مصر فحسب ولكن في العالم العربي كله.
ويأتي السؤال لماذا حسن طلب الآن؟ سؤال أسأله لنفسي الآن كما سألته من قبل وأنا أفكر في عمل فيلم وثائقي عن عالم الشعر العربي والثقافة ليكن باكورة مشروع يستمر في إلقاء الضوء على أهم شعراء العربية وتقديمهم بلغة سينمائية تقربهم إلى المتلقي العصري، وحين قررت فعل هذا بدأت في الحصر والتدقيق؛ مع من نبدأ مشروعنا التسجيلي؟ وكان حسن طلب الأرجح والأقرب دومًا لحيثيات عديدة أهمها: أنه المثقف الثوري الذي نحتاجه اليوم أكثر من أي فترة أخرى فهو الثائر حقًا على الفساد والطغيان ألم يكتب ديوانه "عاش النشيد" ناقدًا وساخطًا على حكم الطاغية مبارك ونجليه وأسرته الضالة، في 2005 في أعتى فترة حكمه ولم يخشى بطش الباطش، وأذكر ما قاله لي الدكتور سعيد توفيق الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة سابقًا أنه شهد مولد هذه القصيدة وخشى على طلب من البطش به إلا أنه أكد أن حسن طلب أصر أن ينشر وأن يواجه وأن يثور وبإصراره جعلنا جميعًا فخورين بشجاعته نقويه ونخشى إلامه. وفي الوقت نفسه كان ثائرًا عن الوضع الثقافي المتردي في مصر، فلم يلتفت طلب إلى صداقته بالدكتور جابر عصفور حين رأى أنه يسير بعيدًا عن منطق الصواب، من وجهة نظر حسن طلب طبعا، وواجهه بالنقد اللاذع، وبالمثل فعل ذلك مع صديقه الدكتور شاكر عبد الحميد حين كان وزيرًا للثقافة، وحين سألته عن سبب المشاحنات العديدة هذه في حياته خاصة وأن أصدقاء الأمس صاروا أعداء اليوم قال لي: أنني أحمل وجهة نظر حول أفعالهم خاصة حينما يكونون في موضع المسؤولية عن الثقافة في مصر، فهو ينقد سلوك ويدافع عن تلك الوجهة حتى لو كان هذا صديق له، وهو ما حدث بالفعل. وهذا المبدأ الذي يسير طلب عليه، سواء اتفق معه البعض أو اختلف حول آرائه، لا يمكن أن يختلف أحد على وضوحه وعدم الكيل بمكيالين كما يفعل البعض ولعل خصومه قبل أصدقائه يحترمون فيه هذا ويقدرونه.
وتشمل ثورته كذلك عالم الفكر، فبما أنه أستاذًا أكاديميًا فقد استند دومًا على معايير النقد والهدم والبناء العلمي، فحين كان مسؤول هو والشاعر أحمد عبد المعطي حجازي عن إصدار مجلة إبداع والملفات الثورية التي تناولها وما تبعها من قضايا وعنت من قبل التيار الظلامي، فلم يكترث وظل مستمرا في عمله هو وصديقه حجازي، ليؤسسا جبهة من جبهات تحدي طيور الظلام، ليس هذا فقط ولكن له دور وفاعلية في تأسيس مادة لفلسفة الدين بجامعة حلوان، وإصراره على اجتياز نقطة الدكتوراه التي طرحها وهي "أصل الفلسفة" ليدافع عن أن الحضارة المصرية هي أصل الفلسفات يظهر لنا من خلال ذلك جانب خفي من جوانب الثقافة العالمية التي نغفل دوما عن الدفاع عنها وهي منتجاتنا الفكرية سواء التراثية أو الحاضرة اليوم.
يمثل طلب الشاعر والكاتب حالة استثنائية في ثقافتنا المعاصرة إذ لم يكن منتميًا لأحد (مذهبا أو تيارا أو منهجا) فهو بعيد عن صيغة القالب، قريب من التجريبية والنقدية، لم يكن ككثير من أبناء جيله متحزبا لأحد في مواجهة أحد سياسيا أو ثقافيا أو فنيا، فأعجب بالمساواة التي في اليسار، وبالحرية، ونهل من التراث، وصار أحد المدافعين عنه ولكن أي تراث دافع عنه طلب؟ إنه تراث المعري فأصدر مختارات للمعري "نبي اللغة" فهذا هو جده الذي ينتمي إليه، وابن الراوندي الذي دوما ما يكرر أفكاره.
لم نكن ننتظر فقط جائزة تؤتى أو حفل له يقام، إننا كنا ننتظر أن يصبح حسن طلب وزيرًا للثقافة ليس كونه أحد المثقفين العظام، ولكن كونه أحد الثائرين المنهكين من عنت الجمود الذي يحيط بعالمنا النامي وما زلنا ننتظر ثورة.



#الشريف_منجود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...
- رواية -سيرة الرماد- لخديجة مروازي ضمن القائمة القصيرة لجائزة ...
- الغاوون .قصيدة (إرسم صورتك)الشاعرة روض صدقى.مصر
- صورة الممثل الأميركي ويل سميث في المغرب.. ما حقيقتها؟
- بوتين: من يتحدث عن إلغاء الثقافة الروسية هم فقط عديمو الذكاء ...
- -كنوز هوليوود-.. بيع باب فيلم -تايتانيك- المثير للجدل بمبلغ ...
- حديث عن الاندماج والانصهار والذوبان اللغوي… والترياق المطلوب ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - الشريف منجود - حسن طلب وجائزة الدولة التقديرية في الآداب