أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمد بهلول - الأنروا: أزمة ثقة مع اللاجئين














المزيد.....

الأنروا: أزمة ثقة مع اللاجئين


محمد بهلول

الحوار المتمدن-العدد: 4851 - 2015 / 6 / 28 - 09:01
المحور: القضية الفلسطينية
    


لا يمكن لأي مراقف موضوعي ومحايد، إلا أن يلحظ أن هناك سياسة متعمّدة لتقليص خدمات الأنروا بشكل تدريجي، والحجّة الدائمة هي ثبات التمويل وأحياناً انخفاضه أمام تزايد الحاجات وارتفاع غير متناسب بالأكلاف.
هنا، لا بدّ أيضاً وانطلاقاً من الموضوعية، التوقف امام الخدمات الوافرة التي قدمتها الانروا في حالات الطوارىء والأزمات- اجتياح 1982 الحروب العدوانية في قطاع غزة والضفة- أحداث سوريا الخ- والتي تشكل مع الخدمات العادية، ما يتلائم وكونها تقدم خدمات كافية..
كما لا بدّ من الإشارة أيضاً- حرصاً على الموضوعية والإنصاف- التوقف امام الاصلاحات الجذرية التي اجرتها الانروا سيما في القطاع التربوي، ابتداء من إلغاء نظام الدفعتين إلى تحديد عدد الطلاب في الصفوف، إلى تحسن مستوى ونوعية المدرسين الخ..
قبل الغوص في القرارات الأخيرة التي جاءت على لسان المدير العام للأنروا في لبنان، لا بدّ من توضيح، ان عدد المقيمين من اللاجئين الفلسطينيين قد انخفض الى ما يقل عن النصف كما تؤكد كل المؤشرات العلميّة، علماً ان موازنة الأنروا يجب ان تلحظ العدد الكلّي لهم، لو ان مشكلة الهجرة غير موجودة او ضمن المعدلات والمعايير الطبيعية للشعوب.
ابرز ما يميّز المؤتمر الصحفي المدير العام للأنروا في لبنان، هو الإبهام، وحصر المشكلة بإيقاف بدلات الإيواء للنازحين الفلسطينيين من سوريا وتأكيده (وهو محقّ) ان هذه الخدمة تتأمن من خارج سياق الموازنة الطبيعية، لكن في الواقع كما الموازنة تأتي في إطار برنامج تمويل من قبل الدول المانحة، على أسس واضحة وبعيدة المدى ودورية، والمرء لا يعتقد في ظل الاهتمام الواسع من قبل الدول والمؤسسات الرسمية وغير الرسمية المانحة اهتمامها بالوضع السوري، ان تقطع هذه الدول والمؤسسات برنامج تمويل طارىء فجأة ودون مبررات منطقية، ما لم يقله المدير العام في مؤتمره الصحافي، انما يتسرب الى الاعلام بطريقة واضحة وان غير مباشرة، هو اصرار المانحون على اجراء اصلاحات جذرية في مؤسسات الأنروا بعد أن تيقنت لديهم قناعات وتوثقت مؤشرات على ارتفاع منسوب الهدر، وان كانت الانروا تقدم تبريرات لها علاقة بالنازحين، وهو وان صحّ، يؤكد ما يقوله المانحون عن قصور في الجوانب الادارية والتنظيمية في مؤسسات الانروا.
ان الايهام، من قبل المدير العام بحصر التقليصات بالنازحين السوريين، مع وجود تسريبات تطال الخدمات المخصصة للاجئين في لبنان، لا سيّما في الجانب التربوي، “رفع عدد الصفوف، تجميد التوظيف، الخ” والتجميد الواضح وان المؤقت في برنامج الترميم للمنازل الآيلة للسقوط، والتسريبات حول برنامح الشؤون الخ، تصبّ في خانة فقدان الثقة من قبل المستفيدين أي اللاجئين بالمعلومات التي توردها الانروا، والاستقرار الدائم بشأن ديمومة خدماتها.
ان فقدان الثقة من قبل اللاجئين في الانروا، تعززه دوماً القرارات الفجائية لتقليص الخدمات، والتبريرات الغير منطقية لهذه التقليصات والتي دوما ما تتركز على الجانب المالي، في حين ان الهدر والفساد داخلها يبتلع ما يزيد بحسب ارقام توردها الدول المانحة عن 20% من موازنتها بحسب المدير العام، فان العجز خلال دورة الموازنة الحالية على مدار خمس سنوات بلغ 155 مليون دولار، الى ما قيمة 20 مليون دولار سنوياً، ان اصلاحات حقيقية واجراءات ادارية قادرة على امتصاص هذا الرقم، بل وتوفير فائض، وهو ما يعزز ازدياد مستويات عدم الثقة بالانروا، ليس كمؤسسة هامة وضرورية من مؤسسات الأمم المتحدة، الشاهد الدولي على النكبة والرواية الفلسطينية لطبيعة الصراع الصهيوني- العربي الفلسطيني، ومنطقياً شاهد نفي للرواية الاسرائيلية ل “أرض بلا شعب، وشعب بلا أرض” انما بادرة هذه المؤسسة بجوانبها المختلفة.
لو صحّت، الأسباب المالية الواقعية، لتقليصات الأنروا، لوجب على الأخيرة رعاية واحتضان التحركات الاجتماعية للاجئين، كسلاح بيدها للضغط على الدول المانحة للالتزام بمساهماتها والعمل على زيادتها باستمرار، انما سياسة التخوين التي تمارسها على اللاجئين واهمال كل تحركاتهم الاحتجاجية انما يؤكد على وجود اسباب فعلية اخرى لمثل هذه التقليصات والتراجع المستمر في الخدمات، اما في الجانب السياسي اي الأمم المتحدة، او الجانب الاداري المؤسسي التي تتحمله ادارة الانروا او كليهما.
ان فقدان الثقة من قبل اللاجئين بمؤسسة الانروا وإدارتها يتطلب الصراحة والشفافية والمشاركة الفعلية لمؤسسات وحركات اللاجئين، في إدارة شؤون الانروا.



#محمد_بهلول (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تقرير الامم المتحده للتحقيق بشان عدوان غزه ................. ...
- الفصائل أيضاً... لا تريد الحقوق المدنيه و الانسانيه الحقوق ا ...
- نتنياهو فاز واسرائيل خسرت
- هل من خيار سوى تدويل قضية الحقوق المدنية والانسانية أمام الل ...
- نتنياهو خاسراً ولو جاء رئيساً للوزراء
- المركزي الفلسطيني... والانتخابات الاسرائيلية
- أبو مازن: رجل ثورة بثوب رجل الدّولة
- القائمة العربية في الانتخابات الاسرائيلية: من الاعتراض.... ا ...
- نعم، الفلسطينيّون معنيّون بالإنتخابات الإسرائيليّة
- لماذا تورطون حماس في أحداث مخيم عين الحلوة
- ادانت منظمة التحرير الارهاب في مصر ، لماذا لا تدينه حماس!! ا ...
- محمّد أبو خضير قبل الكساسبة إسرائيل أوّل الحارقين
- تهمة الإرهاب من غزة الى عين الحلوة / عصبة الأنصار والدور الإ ...
- الدبلوماسية الفلسطينية: ردّة فعل ام سياسة دائمة
- قوة فتح والتوافق الفلسطيني أساساً راية منظّمة التّحرير تحمي ...
- مستقبل نتنياهو السياسي ... بيد أوباما وحسن نصرالله
- نتنياهو وإسرائيل .... مسيرة تراجع
- الانروا ايضاً..... تبرر لاسرائيل
- الأخوان المسلمون والعدوان على غزة: عود على بدء
- المبادرة المصرية للتهدئة استعجال اسرائيلي وتمهلّ حمساوي


المزيد.....




- مصدر عراقي لـCNN: -انفجار ضخم- في قاعدة لـ-الحشد الشعبي-
- الدفاعات الجوية الروسية تسقط 5 مسيّرات أوكرانية في مقاطعة كو ...
- مسؤول أمريكي منتقدا إسرائيل: واشنطن مستاءة وبايدن لا يزال مخ ...
- انفجار ضخم يهز قاعدة عسكرية تستخدمها قوات الحشد الشعبي جنوبي ...
- هنية في تركيا لبحث تطورات الأوضاع في قطاع غزة مع أردوغان
- وسائل إعلام: الولايات المتحدة تنشر سرا صواريخ قادرة على تدمي ...
- عقوبات أمريكية على شركات صينية ومصنع بيلاروسي لدعم برنامج با ...
- وزير خارجية الأردن لـCNN: نتنياهو -أكثر المستفيدين- من التصع ...
- تقدم روسي بمحور دونيتسك.. وإقرار أمريكي بانهيار قوات كييف
- السلطات الأوكرانية: إصابة مواقع في ميناء -الجنوبي- قرب أوديس ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمد بهلول - الأنروا: أزمة ثقة مع اللاجئين