أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صادق البصري - نازحون ضمن خارطة وطن ..















المزيد.....

نازحون ضمن خارطة وطن ..


صادق البصري

الحوار المتمدن-العدد: 4851 - 2015 / 6 / 28 - 01:02
المحور: الادب والفن
    


نازحون ضمن خارطة وطن .. (قصة قصيرة )
بعد الزيارة التي قام بها السيد مسؤول المهجرين والنازحين منذ وقت غير بعيد لمخيم اللاجئين والنازحين شهد مشهدا عجيبا ، لقد رأى أربعة أولاد يختصمون على وجبة طعام وقناني ماء كانت منظمة أنسانية أجنبية قد وزعتها على عوائل المخيم وغادرت، رأهم يتضاربون بأجماع أكفهم ضربا لا هوادة فيه ولا استبقاء ، صرخ السيد مسؤول المهجرين والنازحين وقد صدم صدمة قاسية وصاح ما هذا يا أولاد !؟ ماذا يعني هذا انكم تتعاركون من اجل وجبة طعام وماء وزعتها منظمة اجنبية وان بلادكم اغنى بلد في المنطقة !؟ ستعاقبون ، وحاول أحد الأولاد الأربعة أن يبررموقفه فقال يا أستاذ لقد انتزعوا مني حصتي التي استلمتها لعائلتي ، فأ نفجر آخر قائلا ذلك كذب خالص ولا أساس له من الصحة أنها حصة عائلتي استلمتها بشق الأنفس وأمي هناك تنتظر ، وصرخ ثالث : انظرو كيف يكذبون انهم هم من انتزعوها مني بعد ان استلمتها ، وتدخل مسؤول المخيم التابع للوزارة موضحا الموقف للسيد مسؤول الوزارة الزائر : ان مثل هذه المشاهد كثيرا ما تقع وتمتد لتدخل الكبار وتكون معارك طاحنة انه الصراع من اجل البقاء رغم عدالة توزيعنا للمساعدات وما هذا الذي تراه بسبب ان الاولاد يحبون التنازع حبا جما ، وأضاءت في قلب المسؤول ومضة شعور غريب حتى اذا اقلقه التفكير سعى الى نسيان المسألة برمتها ، الطعام والماء عصب الحياة وهذا شأن الأنسان دائما ، وبعد عودته من زيارته لم يخطر بباله ان يثير هذه الظواهر لئلا يفتح بابا للمتصيدين للانتقاص من واجبات الوزارة وبالتالي من تنصل الحكومة عن واجباتها تجاه مواطنيها من النازحين والمنكوبين حتى في ابعد نقطة من خارطة البلاد ، لكنه بعد أيام عندما كان ضيفا على رئيس منظمة أسلامية لديها فائض بالأموال والعطايا والتبرعات التي تجبيها على مدار السنه بواسطة مبلغيها من الأثرياء والموسرين ومن تخصيصات الوزارات التبعة لها ومن عوائد الاضرحة والاو قاف ومن صفقات التصدير والاستيراد والفساد لحسابها بعيدا عن انظارمفتشي الجهاز الحكومي والمحاضر الرسمية ، حيث ينبغي على المرء في حضرة هذا اليعسوب أن يبحث القضايا الدينية والخيرية والحزبية وصمود المدارس الدينية وطلبتها في الخارج وديمومة زخم المد التعبوي في المناسبات الدينية المقدسة وقضية ان نكون او لانكون في خضم التقلبات السياسية وحماية المسؤلين ومكتسباتهم و الثغور ، ولا يدري المسؤول كيف زلت لسانه وتطرق الى حال المخيم والنازحين وكلام مندوب الوزارة هناك ، أحس رئيس المنظمة الأسلامية فيما كان يصيخ في انتباه بالغ الى مسؤول الوزارة بشعور غريب ايضا وقد كان أصفى من المسؤول الحكومي ذهنا وأقدر على التفكير فقد اقترح أن ترسل المساعدات الانسانيه والماء الى النازحين تباعا والواقع أنه تذكر أن في برادات و مخازن منظمته صناديق ومساعدات كثيرة عاجلة وكثير من الأطعمة الجاهزة وقناني الماء مخزنة أيضا في برادات المخازن بالأضافة الى أنه يمكن أن يستقطع مبلغا من راتبه الشخصي لشراء ما يحتاجه النازحون ولكنه من العسير عليه الأن أن يتفرغ للبحث في هذه المعضلة ومتابعة ايصال هذه المساعدات بسبب اجتماعاته المتكررة مع قيادات حزبه ومستجدات الوضع السياسي ومكانة منظمته بالاضافة الى مهام تكليفه شخصيا بتلميع مواقف منظمته تجاه قواعده الانتخابية ورصد الأموال ، في هذه الاثناء قرر السيد مسؤول وزارة المهجرين والنازحين أن يزور السيد الذي قضى حياته وهو يجمع التبرعات الخيريه لأسداء الخدمات التافهة لبعض رسل الانسانية وممثليها من رجال الدين الرسميين الذين تحولوا الأن الى زعامات اقطاعية مسلحة وتحت امرتهم فيالق من الاتباع والمتملقين وأصحاب المصالح خارج مؤسسات الدولة الافتراضية ، وكانت رغبته شديدة في ادخال السرور على قلبه فقص عليه ما شهده مسؤول الوزارة في مخيم اللاجئين والنازحين وما سمعه من مندوب الوزارة في المخيم ورئيس المنظمة الخيرية الاسلامية فيها ثم أشار الى مساهمته هو التي تتلخص في أن الطعام والماء والمساعدات الأنسانية يجب أن تقدم فعلا الى النازحين والمهجرين فصرخ السيد مندوب المنظمةالاسلامية الخيرية ليس هناك ماهو أسهل من ذلك غدا سأقصد الى مكتب قناتي التلفزيونية ومكتب جريدتي وسأتداول مع محررقسم الدعاية و الأعلانات في نشر أعلان عن حاجة النازحين الماسة الى الطعام والماء والمساعدات الأخرى ، وفي اليوم التالي أندفع السيد في حماسة بالغةالى مكتب الفضائية ومكتب الجريدة راجيا بأسم جميع المقدسات ان تنشر نداءالى الجمهور الكريم بمناسبة الشهر الكريم تحثه على تقديم الطعام والماء والمساعدات الأنسانية الى النازحين ، والمفاجأة كانت وصوله في لحظة ملائمة قال المحرر أنه في مسيس الحاجة الى مادة مثيرة تملأ بها جزء ا من احدى فترات برامجها وعلى صفحات جريدتها وهكذا انبرى المحرر في الحال لتدبيج مقالة بالعناوين التالية : الاطفال في المخيمات في ظل رعاية الدولة من النازحين يشكون قلة الطعام والماء والمساعدات الانسانية ـ الحاجة الى الطعام والماء والمساعدات الأنسانية هاجس العوائل النازحة ضمن خارطة الوطن اذكروا نفوسهم الضمأى انهم اخوتكم
وعندئذ صفر السيد المسؤول في ارتياح بالغ وغادر المكتب ليتناول طعام الغداء ، بعد بضعة أيام اجتمع بباب الفضائية والجريدة اناس بسطاء رثوا الثياب زري المظهر وبملابس العمل يحملون قناني ماء وقدور الطعام والمعلبات الغذائية والفرش فسأل المدير المحتشدين امام المكتب ماذا تريدون !؟
فتقدم الرجل الذي هو أكبرهم سنا وهو يتقدمهم والملطخة ثيابه ويديه بالدهان وقال بخجل :
لقد اتينا ياسيدي أنا وهؤلاء الناس والأطفال ببعض الطعام والماء والمعلبات والفرش لاولئك النازحين العطاشى والجائعون في المخيمات الذين كتبتم عنهم وشاهدناهم من خلال شاشة قناتكم وفي اثناء الكلام بين المدير والرجل هرع الاطفال صحبة الرجل بقدر ما يسمح لهم فقر الدم الأبتدائي أن يحملوا قناني الماء والمساعدات وتناولوا منهم المساعدات ، وسأل المدير عن اسم ذلك الرجل متسخ الثياب واليدين بالدهان فأجاب في أرتباك ولكن ما حاجتك الى اسمي ياسيدي !؟
قال المدير:
لكي نعرض صورتك ونطبع اسمك وما قدمته للنازحين
أجاب الرجل : أوه .. ياسيدي هذا غير ضروري ارجوك ياسيدي انا لست غير رجل فقير أعمل صباغ دور ولا ضرورة لذلك ارجوك قم بواجبك لأيصال هذه الأشياء البسيطة لمن يحتاجها لانها هناك عصب الحياة انهم اخوتنا انهم بشرأزرى بهم الدهر وكم تمنينا أن نقدم أكثر ولكن ، هز يديه ثم مضى لسبيله مع الأطفال هزيلو البنية .

صادق البصري / بغداد



#صادق_البصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصص قصيرة ملونة .. (2)
- عيد جميل ..
- تحولات ..
- سارة زهور .. وحدي المساء أقدم من عويلي
- لقطات ملونة ..
- نثار حلم ..
- حوار العالم السفلي .. صادق البصري سطر مطر.. حاوره حسين علي ي ...
- أنا هنا منذ الآف العذابات ..
- أوطان تشد الحقائب ..
- رهان الموت المجيد ..
- وحيد كما الجذور ..
- فراشات الليل ..
- قل بأسم الله وأشرب كأسك ..
- مشهد بلون العتمة ..
- كوكل أيها المبجل ..
- كان يسطع ..
- عبر الماسنجر ..
- احتمالات ..
- متى .. ؟ امنيات السنة الجديدة ..
- موقف الباص قرب الجدارية ..


المزيد.....




- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...
- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...
- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
- على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس ...
- الشاعر ومترجمه.. من يعبر عن ذات الآخر؟
- “جميع ترددات قنوات النايل سات 2024” أفلام ومسلسلات وبرامج ور ...
- فنانة لبنانية شهيرة تتبرع بفساتينها من أجل فقراء مصر
- بجودة عالية الدقة: تردد قناة روتانا سينما 2024 Rotana Cinema ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صادق البصري - نازحون ضمن خارطة وطن ..