أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد محسن عامر - الجنّ هو المسؤول عن الإرهاب في تونس














المزيد.....

الجنّ هو المسؤول عن الإرهاب في تونس


محمد محسن عامر

الحوار المتمدن-العدد: 4850 - 2015 / 6 / 27 - 03:56
المحور: كتابات ساخرة
    


عملية قتل جديدة , أخبار عاجلة , درجة السعار و الخوف تصل أقصاها , شتم و قذف و تخوين و رعب يجتاح الجميع من هذا الغول داعش , أو رافس أو راكش أو قاعد حقيقة الإسم لا قيمة له المهم أن هناك غولا جبارا مبهم الصفات مجهول الهوية . تليها مباشرة صورة للجيش و الأمن الوطني البطل الذي يقوم بواجبه على أكمل وجه في مقاومة الإرهاب , و في الأخير تصعد صورة الزعيم بملامحها "البلدية" و ابتسامتها الهادئة الحكيمة فيغور ما في الصدور من خوف و تنتشر الإشارات الإيجابية فلا خوف على "الواي أوف لايف تونيزيان" أو النمط المجتمعي , نمط سيدي محرز و السفساري و المخارق .صناعة الكذبة هكذا اكتملت , أه عفوا نسيت بعض البلاطوهات و بعض المؤامراوية و لا ضير في قليل من التخوين فهي مهمة جدا من أجل خلق الإعتدال في الكذبة فالشعب ميال دوما إلى رفض اليقينيات و الشك و التكعرير و التخرنين من منطلق قاعدة "الشك في المشكوك فيه تعلّام" بالتالي تحضر الفكرة و نقيضها في الذهنية الجماعية و تستحيل كل إمكانية لفرز الحقيقة.
المهمة الأولى المطروحة على النظام هي التطبيع مع فكرة "الفجعة" فالمفجوع يمشي على غير هدى كحمار حارن انفلت من عقاله . فكرة الخوف يجب ان تبقى حاضرة , لا تسعّر إلاّ بمقدار و لا تخبو إلاّ بمقدار , فعملية إدارة الخوف هي المحدد لديمومة الهيمنة و لتشكيل العوي الجمعي لكل الشعب . مشهد العملية مهم جدا من النحاية الرمزية , المشهد هوليودي يجعلك تعتقد ان منفذّه ذا حسّ فنّي في ما يفعل , لقد سبق أن شاهدت ما يشبهه في الأم بي سي تو , بندقية ألية في مضلّة في وضح النهار و في الشاطئ بلا رقيم و لا حاجز أمني و لا برزخ بينه و بين ضحاياه , إنها تعني ان الرصاص قد تكون مصوّبة تجاهك أنت إلى رأسك في أي زمان و أي مكان ,في محطة المترو في المنوبري , و أنت تختلس قبلة في حديقة جندارك العمومية بالقرب من كومة الزبل . لا تنسى ذلك إطلاقا إياّك ... أو لنق إياك أن تنسى عندما يجب على عليك أن لا تنسى عدى ذلك للشعب راحته الغوغائية في المسارح و الملاهي و الملاعب و كل قدير و قدرو المهم في مجمل ميادين الإلهاء و صناعة الذوق و المزاج العام.
الحكومة "هاديها ربي " فعلا فمنذ أن مسحت "الواي أو لايف تونيزيان" بمسحة الوفاق مع الإخوان , ألقت كل شيئ جانبا إلاّ ملف الأمن فهذا النظام منذ بن علي ضليع غلاّ في الأمن , نعم حماية الواي أو لايف مهمة مقدسة تقام على أكمل وجه حتى ممثل إسلامه التونسي الحنيف انتقته من أجود أنواع الغلال " السيد المفتي بطّيخ" ليكون امتدادا للإسلام السمح فالمرحلة تستوجب إبعاد إجرام بلخادم و مسح الإخوان بمسحة من البراءة و الطهر تنسجم مع مرحلة الواي أوف لايف.
الزعيم القائد الملهم الموحد ممثل الذي حلّت فيه روح بورقيبة , بهدوئه و روحه الميالة للدعابة دوما و هو على شفا التحول إلى "وحيد القرن" سيخرج ليرسل إشارات الطمئنة للشعب , لا خوف من الإرهاب , الإرهاب يروح يرهز , تونس بخير , الإسلام التونسي سمح و نحن نسهر الليال الطوال من أجل خدمة أمنكم و الواي أوف لايف العزيز الغالي. الأمر الذي جعل جماعة ضد الذين أنتمي إليهم , نحن المنقبون في أثار الهيروغليفيا الماركسية عن تعويذة مخفية سرية تمكننا من إنجاز الثورة البروليتارية الكبرى و نقل جماهير الشعب الكادح و لو بالحافلات من أجل القيام بمهامه الثورية , نجد أن خالتي مباركة لم تعد معنية بالفلفل و الطماطم بقدر خوفها على الواي أوف لايف التونسي المهدد من الإرهاب إلى حين توفير كونطرا دو طرافاي نحو كندا. ضد النظام و ضد الإرهاب , ضد الضد هذه المرة أتت سالبة و أتت بالسكينة و الصمت و الثقة في حكومة النمط عدى تحميل المسؤولية للإرهاب عديم الهوية و المنشا...
أما الوعي العامي فهو "مادة شخمة" راكدة ليست في حاجة للتفكير في الشأن العام منذ الأزل فالسياسة من شان الخاصة و أهل الحل و العقد فلا يعتبر بهم و لا بإجماع رأيهم حتى عند الفقهاء إلاّ إذا احتاجوهم في مقارعة بعضهم بعضا أو لملأ صالات الخطب الإنتخابية بهم . فهم موجودون فقط للتناسل و الأكل و و الإقتراع و الأهم من ذلك للخوف ( بن علي , الإرهاب , البعبع , داعش المهم الخوف) ثم الذهاب للكوليزي المعاصر الذي قد يكون ملعبا ,مقهى ,فيراج كرة قدم من أجل البقاء تحت السيطرة حتى الإنتخابات القادمة .
أنا أقول أن نفكر خارج كل هذه السياقات , خارج سياقات الهيمنة و صناعات الكذب التي نسقاها بالرغم عنا في أغلب الأحيان . هناك خيار وحيد . أمريكا خلقت القاعدة و مولتها السعودية و زاحمتها قطر ثم جائت تركيا و الإمارات و مولت الإرهاب الذي غير ملامحه بقدرة قادر أمريكي مقتدر من القاعدة و المعارضة الإسلامية في سوريا حسنة السمعة و المندوحة إلى داعش المخيفة الخطر العالمي , السعودية لازالت بأمر من أمريكا تدفع و تمول من جبل أموالها الذي الذي لا ينضب. و لكن ليس داعش فقط , بل كل أنظمة الياسمين العربي بما فيها حكومة "ربي يهدي" و أمريكا وضعت كل هؤلاء حراسا لهذا الربيع في الوطن العربي و السعودية لازالت تدعم , و مشائخها الحنابلة الوهابيون قلقون جدا على الواي أو لايف تونيزيان و يسعون بجبال دولاراتهم للحفاض على السفساري و المخارق . النهضة و النداء في وئام و شفيق جراية قفز من التخونيج نحو الندائية ببراعة و عبد الحكيم بلحاج "ناس ملاح" و "ثوري" ووليد القليب لم يكن محتجزا في تونس على خلفية قضية إرهابية بل كان في عطلة في منطقة قمرت و كمال لطيف تاب عليه ربي و أصبح تاجر بخور و الحبل على الجرارة و تونس متوحدة ضد الإرهاب .
إذا كان المشهد هكذا فالعالم يحارب ضد عدو خرافي أعتقد جازما أنه الجن هو المتسبب في القتل و الإرهاب . السؤال الوحيد القادر على حلّ هيروغليفيا الإرهاب في تونس بسيط جدا هو سؤال : بقدّاش كيلو الفلفل .



#محمد_محسن_عامر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العولمة و الأصولية الإسلامية الجزأ الأوّل
- ملاحظات سريعة حول مسألة المثلية الجنسية
- المأزق التونسي :الإنتفاضة و الإرهاب و الحرب الأهلية
- تأملات نقدية حول تجربة -الشباب العربي البعثي- في تونس
- مأزق الحركات القومية التقليدية أم مأزق البورجوازية الصغيرة
- قضية -التخلّف- في فكر مهدي عامل
- من رابطة حماية الثورة إلى رابطة حماية الوطن و المواطن و صعود ...
- حول تصريحات الصحبي عتيق :مأزق الإخوان في تونس و خيار العنف
- الإستثناء في اللغة و الإستثناء في السياسة
- الجبهة الشعبية : طريق العودة مسدود إمّا الثورة أو الإنتحار


المزيد.....




- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...
- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...
- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
- على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس ...
- الشاعر ومترجمه.. من يعبر عن ذات الآخر؟


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد محسن عامر - الجنّ هو المسؤول عن الإرهاب في تونس