أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - سعيد أحنصال - قضية المرأة في الوعي المخترق














المزيد.....

قضية المرأة في الوعي المخترق


سعيد أحنصال

الحوار المتمدن-العدد: 4849 - 2015 / 6 / 26 - 18:03
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    



الحركة النسائية كما تُروِّج لها بعض الجمعيات "الحقوقية" والقوى الإصلاحية المحسوبة أنها "يسارية"، ليست حركة اجتماعية بميلٍ طبقيٍّ واضح في المنطلق والهدف؛ كالحركة العمالية أو الفلاحية أو الطلابية... بل تعتمد، بدلاً، مقاربات جنسانية تطمس الفوارق الطبقية بين المرأة العاملة والمرأة البرجوازية، وتصطنع فوارقا وهمية بين العمال أنفسهم على أساس الجنس مما يمزق وحدة صفوفهم. وهي في ذلك تلتقي، على سبيل المثل، مع ما تسمى مجازا "الحركة الثقافية الأمازيغية" التي يقود خطابها الشوفيني الرجعي، هي الأخرى، لخلاصات سخيفة كالحديث عن عمال أمازيغ وعمال عرب، وبالتالي ردم الهوة بين المستغَلين ومستغِليهم باسم اللسان المشترك: الأمازيغية !!

شعار "المساواة" نفسه -الذي دائما ما يُطرح بهذا الصدد- يثير دوامة من الأسئلة: المساواة بين من ومن؟ وفي ماذا؟ هل بين المرأة الكادحة والرجل الكادح في حجم ما يتعرضان له معا من استغلال؟ أم بين المرأة والرجل البرجوازيين فيما يمارسانه من استغلال؟ أو أنه يجب إنهاء الاستغلال ذاته؟ أم ماذا؟ وهل الوضع الدوني للمرأة في مجتمعاتنا التبعية يعود لكونها امرأة، أي بسبب جنسها، أم مردُّه لموقعها ضمن علاقات الإنتاج السائدة والذي يختلف من امرأة لأخرى؟

إن إرجاع الأمور إلى جذورها، والنظر إليها في سياقها الاجتماعي السياسي الصحيح، تجعل قضية "المساواة بين الجنسين" )في الحقوق( من جملة المهام المطروح على الطبقة العاملة انجازها في إطار الثورة الوطنية الديمقراطية الشعبية بالقيادة السياسية والإيديولوجية والتنظيمية لحزبها الشيوعي الثوري الماركسي-اللينيني. وليست مسألة "مجتمع مدني" ذي مرجعية امبريالية تُحسم عن طريق "الكوطا" و"مقاربة النوع".. !! وغيرها من الرطانات "الحقوقية" التي تعكس مدى اختراق الوعي الجماهيري وتسمُّمِه. وأي طرحِ آخر لها، من هذه الزاوية "الحقوقية" الليبرالية هو تزييف لوعي العاملات الكادحات وتقديمٌ لهنَّ قرابينَ على موائد الاستغلال والاضطهاد الرأسمالي الامبريالي.

بهرجة الكلام هذه حول "المساواة بين الجنسين" دون تعيين في ماذا تحديدا؟ وكيف يتم ذلك؟ ولمن يعهد القيام بتلك المهمة؟ تعتبر إسهاما في التضليل الليبرالي الذي تُسوق له هيئات ومنظمات "المجتمع المدني" القائمة بدور ماسخ جوخ الإمبريالية، سواء بقصد أو دونه. وهو المصير الذي ينتظر كل المقاربات التي تتناول الموضوع، أو أي موضوع آخر، من زاوية نظر الامبريالية ومؤسساتها اللصوصية العالمية ممثلة في "المرجعية الكونية لحقوق الإنسان"، كونها تعمل على تناول الأمور بمعزل عن علاقات الإنتاج المسيطرة، أي استبعاد العامل الاقتصادي؛ ومن ذلك المطالبة ب "المساواة بين الجنسين" مع إهمال التحولات السياسية والاقتصادية اللازمة لبلوغها وتحقيقها، أو السعي لتنظيم "كافة النساء" حول هذا المطلب )كما لو كن يشكلن وحدة منسجمة لا تخترقها التناقضات الطبقية وتمزقها كثرة الآراء الإيديولوجية( بدعوى أن "معاناتهن من الاستغلال هي واحدة في كل الطبقات" !! بما يميع في الأخير وعي العاملات منهن للاستغلال الحقيقي الذي يكتوين بناره وبمصدره الأساس، بل ويضعهن تحت رحمة القيادة البرجوازية لحركتهن بما يبعثر أهدافهن ويبدد كفاحهن. وقد رأى الجميع، خلال الحراك الجماهيري لحركة 20 فبراير، كيف اندفعت الجمعيات النسوانية للانجرار خلف اليمين الرجعي والفاشية الدينية والتسليم بأطروحاتها الظلامية كأمر واقع عبر تغييب طرح قضية المرأة ضمن أجندة نضال الحركة، وتكريس الفصل والتمييز بين الجنسين أثناء المسيرات الاحتجاجية، والسماح بترديد شعارات دينية معادية للمرأة... قبل أن تُتوج انهزاميتها هذه بالهرولة للتصويت إيجابا على مشروع الدستور الممنوح لفاتح يوليوز 2011...

لا ننسينَّ أبداً وصية لينين العظيم لرفيقاته البلشفيّات: "لا ترهُّب، ولا دونجوانية، ولا ابتذال ألماني".



#سعيد_أحنصال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حزب الطليعة يطلق كلابه المسعورة للنباح
- إنهم يقتلوننا!!
- نحو تصحيح مسار الحركة
- هل الدفاع عن محور المقاومة رجعية ؟
- نقد الأوهام الإنتهازية بصدد التغيير


المزيد.....




- انضموا لمريم في رحلتها لاكتشاف المتعة، شوفوا الفيديو كامل عل ...
- حوار مع الرفيق أنور ياسين مسؤول ملف الأسرى باللجنة المركزية ...
- ملكة جمال الذكاء الاصطناعي…أول مسابقة للجمال من صنع الكمبيوت ...
- شرطة الأخلاق الإيرانية تشن حملة على انتهاكات الحجاب عبر البل ...
- رحلة مريم مع المتعة
- تسع عشرة امرأة.. مراجعة لرواية سمر يزبك
- قتل امرأة عتيبية دهسا بسيارة.. السعودية تنفذ الإعدام -قصاصا- ...
- تحقيق: بلينكن أخفى بلاغا بانتهاكات إسرائيلية في الضفة قبل 7 ...
- تحقيق: بلينكن أخفى بلاغا بانتهاكات إسرائيلية في الضفة قبل 7 ...
- تحقيق: بلينكن أخفى بلاغا بانتهاكات إسرائيلية في الضفة قبل 7 ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - سعيد أحنصال - قضية المرأة في الوعي المخترق