أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - جميل السلحوت - يوم مولدي في شيكاغو














المزيد.....

يوم مولدي في شيكاغو


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 4849 - 2015 / 6 / 26 - 08:21
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    



ولدت في 5 حزيران 1949 كما هو مسجّل في شهادة ميلادي، وهذا التاريخ أصبح يشكّل مأساة في تاريخ شعبي وأمّتي ووطني الذّبيح، ففي نفس اليوم والشهر من العام 1967 شنّت اسرائيل حربها العدوانيّة، فانهزم النّظام العربيّ الرسميّ، واحتلّت اسرائيل ما تبقىّ من فلسطين التّاريخيّة، وهو ما يعرف بالضّفّة الغربيّة بجوهرتها القدس، وقطاع غزّة، كما احتلّت سيناء المصريّة والجولان السّوريّة، وبما أنّني أنحدر من أصول بدويّة "عرب السّواحرة" فإنّ الاحتفال بذكرى ميلاد الأشخاص لم يكن ثقافة معروفة عند الغالبيّة العظمى من أبناء جيلي، ومن يكبرونني أو يصغرونني قليلا في العمر من أبناء قريتي، لذا فإنّني لم أعط هذه المناسبة أيّ اهتمام، أو بالأحرى لم أجد من يحتفل أو يتذكّر يوم مولدي، بمن في ذلك والدي ـ رحمه الله ـ وأمّي ـ أطال الله بقاءها ـ ففاقد الشّيء لا يعطيه.
ولمّا اندلعت حرب حزيران 1967 وهو الذّكرى الثّامنة عشرة لميلادي، كنت طالبا على مقاعد امتحان التوجيهي في قاعة المدرسة العمريّة المحاذية للمسجد الأقصى من الجهة الشماليّة في القدس القديمة، وبقي علينا امتحانان وقتئذ وهما التاريخ والفلسفة، لكن تلك الحرب جعلتني أتذكّر ذلك اليوم بشكل دائم، ليس لأنّه ذكرى ميلادي، بل لأنّ نكبة شعبي وأمّتي الثّانية وقعت في مثل ذلك التّاريخ...ومع ذلك فإنّني لم أفكّر يوما بالاحتفال بيوم مولدي، فكيف أحتفل بيوم بتاريخه اغتصبت القدس الشّريف عروس المدائن وجنّة السّماوات والأرض بلا منازع؟ صحيح أن لا علاقة لي أو للأيّام بالهزيمة، فهي خطيئة يتحمّلها النّظام العربيّ الرّسميّ، لكن هذا اليوم يشكّل لعنة تاريخيّة لا فرح فيها.
في مثل هذا اليوم من العام 2015، كنت في بيت شقيقي داود في "بريدج فيو" في شيكاغو، لم يخطر ببالي ولو للحظة واحدة أنّ هذا اليوم ذكرى مولدي، جاءني الابن الحبيب قيس مساء، سألني بأدب جمّ إن كنت أرغب بمرافقته، فوافقت...قبل أن نصل بيته ببضع دقائق اتّصل بزوجته طالبا منها أن تكون جاهزة هي وأمّ قيس، فسألته:
إلى أين المسير؟
أجابني بأنّنا سنتناول عشاءنا في أحد المطاعم.
اعتبرت الأمر عاديّا...لكنّ زوجتي قالت بأنّ قيس وزوجته قد أعدّا هذا المساء مفاجأة سارّة لي بمناسبة "ذكرى مولدي" فضحكت دهشة من هكذا مفاجأة! مع أنّني سعدت لاهتمام قيس وزوجته الزّائد بي وبوالدة قيس، وحرصه على اسعادنا...وفاجأتني مروة بطقم عطور فاخر.
اختار قيس لنا مطعما أرجنتينيّا، يتم الحجز فيه مسبقا لكثرة روّاده، ويتميّز بأنّه يضاء بالشّموع والهدوء، وتجري فيه مناسبات احتفاليّة...ويشتهر بأنّه يعدّ طعامه على نار هادئة، والمطاعم الأرجنتينيّة في أمريكا من أشهر المطاعم التي تقدّم لحوم البقر، لأنّ البقر جزء مهمّ من الاقتصاد الأرجنتينيّ، على رأس الطّاولة كانت حفيدتي الرّائعة لينا ابنة الأسبوعين ترقد في مخدعها بهدوء تام على ظهر مقعد مخصّص لذلك، لم تستيقظ من نومها إلّا بعد أن عدنا إلى البيت، فهل قصدت أن توفّر لنا أجواء رومانسيّة؟ على الأقلّ هذا ما تخيّلته!
على الطّاولة خلفنا كانت ستّ نساء يحتفلن بعيد ميلاد احداهنّ، غنّين لها بصحبة نوادل المطعم Happy Birthday to you ضحكن وأطفأن الشّموع بصخب بائن...سأل قيس ضاحكا:
ما رأيك أن نطلب من النّادل أن يأتي بالشّموع لتغنّي لك بنفس الطريقة؟
فأجبته بالنّفي وهدّدت بالخروج من المطعم إن فعلها.
المطعم يقدّم طعامه لكلّ شخص يأواني نحاسيّة شكلها يشبه كانون النّار في بلادنا...الطّعام لذيذ ولا يمكن تذوّقه إلّا في المطاعم أو البيوت الأرجنتينيّة.
26 حزيران 2015



#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -البلوز- واستقبال الحفيدة لينا
- القاعدة وليس الاستثناء
- انغلاق العرب الأمريكيّين
- ثقافات نفتقدها
- النّظافة بين الكفر والايمان
- الطبيعة في أمريكا
- الليلة الأخيرة في هيوستن
- في المركز العربي في هيوستن
- عواصف ماطرة في هيوستن
- في هيوستن عند ابن العمّ والحضارة
- وكالة ناسا أكبر مركز للعلماء
- استحالة السلام مع نتنياهو
- بدون مؤاخذة ذكرى هزيمة 5 حزيران
- أسرانا ومعارك الأمعاء الخاوية
- الجريمة والعقاب
- بدون صوت
- خلافة
- عمران
- طاؤوس
- الأمير


المزيد.....




- نقار خشب يقرع جرس منزل أحد الأشخاص بسرعة ودون توقف.. شاهد ال ...
- طلبت الشرطة إيقاف التصوير.. شاهد ما حدث لفيل ضلّ طريقه خلال ...
- اجتياج مرتقب لرفح.. أكسيوس تكشف عن لقاء في القاهرة مع رئيس أ ...
- مسؤول: الجيش الإسرائيلي ينتظر الضوء الأخضر لاجتياح رفح
- -سي إن إن- تكشف تفاصيل مكالمة الـ5 دقائق بين ترامب وبن سلمان ...
- بعد تعاونها مع كلينتون.. ملالا يوسف زاي تؤكد دعمها لفلسطين
- السيسي يوجه رسالة للمصريين حول سيناء وتحركات إسرائيل
- مستشار سابق في -الناتو-: زيلينسكي يدفع أوكرانيا نحو -الدمار ...
- محامو الكونغو لشركة -آبل-: منتجاتكم ملوثة بدماء الشعب الكونغ ...
- -إيكونوميست-: المساعدات الأمريكية الجديدة لن تساعد أوكرانيا ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - جميل السلحوت - يوم مولدي في شيكاغو