أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى القرة داغي - العراق يَمضي الى زوال لولا نسيم الجبال!














المزيد.....

العراق يَمضي الى زوال لولا نسيم الجبال!


مصطفى القرة داغي

الحوار المتمدن-العدد: 4848 - 2015 / 6 / 25 - 09:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في ضَوء ما يَجري على أرض العراق مِن أحداث في هذا الأيام، لم يَعُد صَعباً التكهّن بشكل السيناريوهات التي مِن المُمكن أن يَمضي اليها العراق، والتي سَتُحَدّد مَصيره كدَولة مُستقبلاً، هذا طبعاً اذا لم تحَصل مُعجزة لمَنعه مِن المُضي لهذا المَصير المُظلم المَحتوم. لو عَرفنا هذه السيناريوهات لوجَدنا أن أحلاها مُر، فهي تتَراوَح بَين الفوضى، والحَرب الأهلية، والتقسيم، والفَدرلة التي تمَثل السيناريو الأقل خَسارةً والأكثر حِفظاً لماء وَجه العراق والعراقيين، ولكن في بَلد جَفّت أرضه وجَفّت نفوس أبنائه رَغم أن أغلبهم يَتوَضّأ خَمس مَرات يَومياً، ليسَ غريباً أن يَجف ماء الوَجه ليَبقى مُتفرّجاً على خَراب الوطن!
وفي الوَقت الذي يتظاهر بَعض العراقيين اليوم بالوطنية ويُزايدون على شُركائهم في الوطن بخُطب رَنانة وشِعارات طَنّانة أدمَنوا نظمَها وتلحينها والرَقص عليها أكثر مِن التفكير العَقلاني المَنطقي والفعل الإنساني الجاد، فإن ما يَفعلونه على أرض العراق مِن تَهجير ونزوح وتغيير ديموغرافي وتعبئة طائفية، وما تعيشه مُدنه التي باتت تفصلها حُدود وحَواجز نفسية أكثر مِنها جغرافية وكونكريتية حتى الآن، هو واقع مُختلف جداً وبَعيد كل البُعد عَن النفاق الذي تبطنه الشِعارات والخُطَب، خصوصاً في ظل سَيطرة باتَت شُبه مُطلقة لمليشيات طائفية على أغلب مُدن العراق ومِنها العاصِمة التي لم تعُد خاضِعة لسُلطة الدولة الغير مَوجودة أصلاً، والتي لضُعفها وتواطُئِها لم تعُد قادِرة على كَبح ملشيات باتَ نفوذها وتسليحها وعَديد مُرتزقتها أكبر مِن نفوذ الدولة وتسليحها وعَديد جَيشها، وباتَت تقرر شكل الحياة وطَبيعَتها ومَلبَس الناس ومَأكلهم في هذه المُدن، وتحَدّد مَن يَحِق له الدخول لها وسُكناها والبَيع والشِراء فيها مِن عَدَمه، كما حَصل مَع شَريحة أبناء المحافظات الغربية الذين هَجّرهم الإرهاب ونزحوا مِن مُدنهم وناموا في العَراء، ومُنعوا بِنائاً على أعذار واهية إدّعَتها المليشيات وإرتآها زَعمائها مِن دخول عاصِمة بلادهم، وفُتح لهُم بَدَلاً مِن ذلك مَمَر الى مَطار بغداد ليُغادروا عِبره الى إقليم كوردستان! تبِعه قرار يمَنع المُتواجدين بالعاصِمة مِن أبناء هذه الشَريحة مِن البَيع والشِراء ونقل الملكية! كما تصاعَدت بالآونة الأخيرة أصوات نَزِقة ليسَت قليلة تُطالِب بحَرق مُدُنهم وإبادتهم بَل ونُظِّمَت حَمَلات تَتبَنّى هذه المَطالب! كل هذا يَحدُث والعراق الواحد المُوَحّد لا يَزال مَوجودا عَلى الوَرق عَلى الاقل، ولازال عِلكة تلوكُها أفواه المنافقين، فكيف إذا جُزِّء أو تفَدرَل!
لذا لو تَفَدرَل العراق، وهذا أفضل ما يُمكن أن يَحدُث له اليوم لو تمَتّعَت نُخبَه وعَوامه بِذرّة عَقل بَعيداً عَن الشِعارات والمُزايدات الفارغة التي تسيل دونها أرواح الأبرياء أنهاراً! أو لو جُزِّء لا سَمح الله، كما يَسعى البَعض حَثيثاً وبخُبث لفِعل ذلك بالباطن على عَكس ما يَدّعي ويُظهِر! فأتوقع والله أعلم بأن الإقليم والجُزء الوحيد الذي سَيكون صالِحاً لعَيش كل العراقيين، والذي سَنَجدُهم فيه بمُختلف مُكوناتهم لأنه سَيَبقى مُحتفِظاً بأصالة العراق الذي نعرِف، وبتَلوّنه وتَسامُحه وبَساطتِه وتَمَدّنه، وببَعض مِن عَبَقـه وعِطره وعبير نسماته ، والذي سَيَقصده العراقي الطبيعي والبَغدادي الأصيل المُتمَدّن الذي لم تُلّوثه الطائفية ليَستَعيد جُزئـاً مِن ذكريات وطنه، هو ذلك الجُزء الذي يُتّهَم اليوم أنه بالضد من العراق ولا يَعمل لصالحه، والذي يُزايد عليه البَعض بحُب العراق ويَدعون لسَلخه عَنه، فيما سَتَتحَول فدراليات أو أجزاء مَن يَتّهمونه ويُزايدون عليه اليوم الى مَناطق مُغلقة على شَرائِحها المُجتمَعية الطائفية وأجوائها المُحافِظة القرن أوسَطية ذات لون ديني ومذهبي واحد لا تَمُت للعراق الذي نعرِف بِصِلة،والتي سَيَختنِق العراقي الطَبيعي إن ذهب لها يوماً، هذا إن فكر بالذهاب وإستطاع إليه سبيلا!
لن أذكر إسم هذا الجزء وسأتركه لفِطنة وذكاء وضَمير الآخرين، لأنه واضِح وجَلي لكل مَن لا زال يَحمل العراق في قلبه وعَقله ويَمـلك بَصَر وبَصيرة، بَعيداً عَن الهستيريا والتعَصّب والعِناد الطائفي والعُنصري. وسَتُبدي لك الأيام ما كنت جاهِلاً ويَأتيك بالأخبار مَن لم تُزوّد، وإن غداً لناظره قريب.

مصطفى القرة داغي
[email protected]



#مصطفى_القرة_داغي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أزمة الوعي العراقي.. (2) الوعي العراقي وقطبيته المعكوسة في ت ...
- المالكي والعبادي بين شَخصية المُعارض وشَخصية رَجل الدولة
- لو كان المعتدلون أغلبية ما تأسست بغيدا وما حدثت شارلي
- جوزيف جونغن ساحر الأورغن وإيقونة بلجيكا الموسيقية الأبرز
- هيكل.. سكت دهراً عن المالكي ونطق ظلماً عن العبادي!!
- أزمة الوعي العراق.. (1) الوعي العراقي وإجترار الماضي
- الكسندر بورودين من كيمياء الطب الى كيمياء الموسيقى
- لولا العَم سام لما أزيح المالكي ولما أسقِط صدام!
- يا زهرة الألب.. باركي موطني الى الأبد
- هل كان الحَجّي خازن جهنم العراق ومَن بيَده مفاتيح أبوابها؟
- فريد الأطرش.. أمير النغم الجميل والطرب الأصيل
- الموسيقار الكوبي ارنستو ليكونا مُبدع المالاغوينا الأندلسية
- العراق.. بلاد الواق واق
- سِحر الطبيعة وأنغامُها في سمفونية بتهوفن السادسة
- المُجتمع العراقي بَين رَبع ما قبل 9 نيسان 2003 ورَبع ما بَعد ...
- قناة (mbc action) من التألق والريادة الى السطحية والإعادة!
- نواعم شوستاكوفتش.. الموسيقار الموسوعة
- دَولة العِراق الحَديثة وعَهد التأسيس الذي كان إعجازاً وحُلما ...
- شارلي شابلن.. وللموسيقى مِن عَبقريّته حُصّة
- ذهَب القائد المُناضِل الضَرورة وجائنا القادة المُجاهِدون الض ...


المزيد.....




- من الحرب العالمية الثانية.. العثور على بقايا 7 من المحاربين ...
- ظهور الرهينة الإسرائيلي-الأمريكي غولدبرغ بولين في فيديو جديد ...
- بايدن بوقع قانون المساعدة العسكرية لأوكرانيا وإسرائيل ويتعهد ...
- -قبل عملية رفح-.. موقع عبري يتحدث عن سماح إسرائيل لوفدين دول ...
- إسرائيل تعلن تصفية -نصف- قادة حزب الله وتشن عملية هجومية في ...
- ماذا يدخن سوناك؟.. مجلة بريطانية تهاجم رئيس الوزراء وسط فوضى ...
- وزير الخارجية الأوكراني يقارن بين إنجازات روسيا والغرب في مج ...
- الحوثيون يؤكدون فشل تحالف البحر الأحمر
- النيجر تعرب عن رغبتها في شراء أسلحة من روسيا
- كيف يؤثر فقدان الوزن على الشعر والبشرة؟


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى القرة داغي - العراق يَمضي الى زوال لولا نسيم الجبال!