أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدّر - قواعد اللعبة 1939(جين رينوار):بدعة القرن العشرين في التوجيه الانتقادي الواضح المضمون















المزيد.....

قواعد اللعبة 1939(جين رينوار):بدعة القرن العشرين في التوجيه الانتقادي الواضح المضمون


بلال سمير الصدّر

الحوار المتمدن-العدد: 4848 - 2015 / 6 / 25 - 04:25
المحور: الادب والفن
    


قواعد اللعبة 1939(جين رينوار):بدعة القرن العشرين في التوجيه الانتقادي الواضح المضمون
هو الفيلم الذي يتربع على عرش السينما العالمية،ربما هو،أو ربما المواطن كين لأورسون ويلز،ولكن هذا ليس مهما،فالمهم وكعادة كل الروائع الفنية انها رفضت مع اول ظهور لها،على ان فيلم رينوار هذا لم يرفض،بل ذبح عندما عرض لأول مرة،فهناك شخص احرق جريدته وحاول احراق المسرح برمته ومن ثم خرج الجمهور على شكل قطيع ليس خوفا من النار بل لعدم رغبتها بمتابعة الفيلم،وحدث ولا حرج عن اقلام النقد التي لم ترحم الفيلم ايضا وهاجمته هجوما متوحشا وبالتالي كان الفيلم عبارة عن كارثة حقيقية حتى قبل ان تمنعه سلطات الاحتلال النازية.
بالرغم من هذه المقدمة،وبالرغم من كل شيء فقواعد اللعبة باختصار هي قواعد الحياة الاجتماعية ومن الأفضل القول بانها القواعد الاجتماعية التي تحكم مجموعة من العابثين الارستقراطيين...هو فيلم عن التعامي وعن الانكار..هو فيلم عن القلق الحقيقي على حافة الحرب...وكأن رينوار يسأل:أين يقف المجتمع ضمن كل هذا؟
وهو-اي رينوار-ان كان يبدو مركزا على طبقة ارستقراطية لايبدو بأنه يعنيها شيء سوى الهموم الفردية الضيقة الى درجة العبث،فنحن نرى الارستقراطية ليست سوى انعكاس لمجتمع كامل يدعى بالمجتمع الفرنسي.
قواعد اللعبة هو بدعة القرن العشرين في التوجيه الانتقادي الواضح المضمون من دون اي الغاز أو صعوبة سواء في السرد أو في الرواية وهو على شدة سهولته يبدو عميقا جدا...
استهلالية الفيلم على مشهد الطيار البطل أندريه الذي يقوم بمغامرة من خلال رحلة طيران يقطع فيها المحيط،ولكن سرعان ما نكتشف بانه قام بهذه الرحلة من اجل لفت نظر امرأة تدعى كريستين(Nora Giegori)...
هو يتباكى للصحافة قائلا:لقد قمت بهذه الرحلة من أجلها فقط
بينما أوكتاف صديقه،وهو شخص بدين يمتلك حس هزلي وفكاهي عالي قام بدوره رينوار نفسه وكان صاحب الحضور الأقوى في الفيلم،يقول له:أنا اعرف ذلك
هذه اللقطة توضح الحبكة الفعلية للفيلم...هو ليس عن البطولة الشخصية بقدر ما هو عن علاقات ضائعة خائفة واعتباطية تصل في لقطة معينة الى حد الفوضوية..
كريستين هي امرأة متزوجة من يهودي أرستقراطي يدعى روبرت(Dela Chesnay) وهو يمتلك بالرغم من زواجه عشيقة تدعى ب(أندريا)،كما أن لكريستين خادمة تدعى ليزيتا تمتلك عشيقا هي الأخرى وهو أوكتاف المذكور سابقا،وحين تكون هذه العلاقات مكشوفة ومقبولة الى درجة ما،يكون الفيلم عندها يلتمس طريق الانتقاد الطبقي وطريق النقد الاجتماعي.
كريستين التي تبدو البريئة الوحيدة في الفيلم ولكن ايضا الى درجة معينة من عرق أوروبي(نمساوي)،تجمعها علاقة صداقة طيبة مع أوكتاف منذ ايام الطفولة،ولكن حتى الحب هنا يبدو سطحيا ومكشوفا،لأن أوكتاف كان على وشك أن يتحول إلى عشيق حقيقي لكريستين مع نهاية الفيلم.
إذا كان رينوار قرر ان يعطي الحبكة والشخصية نفس الأهمية،فنحن نرى أن للحبكة دور أكبر من الشخصية التي تقودها الحبكة وليس العكس،بحيث نشعر أن كل شيء على الاطلاق في خدمة الحبكة،وهنا يبرز دور السيناريو كعامل توضيحي كبير ومهم لهذه الحبكة خاصة أن حبكة قواعداللعبة لاتفهم من دون النظر الى ماخلفها وهو الشيء الذي يعبر عنها بوضوح شديد،فيصح القول عن الفيلم بانه عن انتقاد طبقة ارستقراطية وهذا بحد ذاته مضمون منفرد عن مضمون انعكاس هذه الطبقة على المجتمع الفرنسي ومن ثم ايضا على مجتمع اوروبي برمته،ورينوار كان ماهرا في اقتناص هذه الحبكة ووضعها في فيلم كان زمنه هذا الزمن بالذات.
روبرت يقرر ان يقيم حفلا ويدعو اليه اندريه مع علمه بانه مغرم بزوجته....
اذا المجتمع والعالم الذي يصيغ فيه رينوار هذه الحكاية يبود فوضويا...فوضوىة بشرية من الكذب المكشوف والخيانات المكشوفة ايضا،وقبل الحديث عن كل هذا الكذب فالفوضى عارمة ورينوار يعري مجتمع ما قبل الحرب.
هذا الانتقاد السلس الذي يجعل من القصة توحي بمضمونها بسلاسة عارمة مختلف عن الانتقاد الغوداري تماما الحاد والصارم،ولكن هذا لايعني شيئا وليس بحد ذاته اتهام،فرينوار اراد ان يقول ما يريد قوله وفقا الى طريقته ومفهومه الخاص عن تعبيره وفنه السينمائي محققا فيلما سينافس بقوة على المرتبة الأولى الفيلمية في تاريخ السينما،فعن دعوة اندريه للحفل فليس هناك ترويض ولا درء لقطيع الخيانة وهذا شيء متعمد،فالحبكة تسير وفقا لرؤية فنية واجتماعية مقصودة،وجزء كبير من الفيلم قائم على الحوار الذي يعبر بحسه التهكمي وبروحه عن المضمون....أذا لايوجد هناك اي شيء مجاني...لايوجد شيء في هذا الفيلم غير مقصود
في خضم لعبة صيد تكتشف كريستين(باستخدام المنظار) خيانة زوجها لها
لمشهد الصيد هذا دلالة كبيرة في الفيلم...هانك امة ارستقراطية مجتمعة على قتل الارانب
هل هذا المشهد يشير الى:الحرب...أو على من نشن الحرب؟!...أوربما الحرب ستحصدنا مثل هذه الأرانب
وفي خضم هذه المعمعة نكتشف الخيانة،ولكن ممن؟
انها خيانة انفسنا قبل كل شيء
كما قلنا فالفيلم سهل جدا وسلس ولايحمل اي تعقيد في الحبكة بل من السهل جدا تحليل علاقاته الفوضوية اللاحقة والاشكاليةالتي تكمن في المضمون...ولكن على الاقل هناك اعتراف من قبل بعض النقاد بوجود لقطات غير واضحة المضمون...الأقليات مثل الزنوج وذكر اليهود على مضض ومحاولة رينوار تنصيلهم من عاداتهم من خلال جملة وردت على لسان روبرت،وظهورهم على مسرح احتفالي لاقامة عرض هزلي ولكن كل هذا لم يثبت شيئا.
جاكي مغرمة باندريه وهي تعرف بانه يحب خالتها كريستين ولاشيء يعمل في الخفاء في هذا الفيلم والهموم فيه ضيقة لدرجة السخافة،ورينوار لايبرز قصة حب حقيقية واحدة بل يبرز جميع القصص على انها خيانات وبشكل مقصود،وكأن المجتمع يخون نفسه بل هناك مصارحة بالرغبة في الخيانة.
في حين ان لص الطرائد(ميرسو) الذي يعينه روبرت مسبقا كخادم له سيتورط في سرقة احذية كل اهل القصر...العدو في الداخل.
هناك قطع تهكمي احيانا مع جمل وتصرفات ناقدة مع سخرية،وهذه الحبكة على سلاستها فهي تسير وفقا الى تقريرية عالية شئنا أم ابينا فهي تسير وفقا الى خط درامي واضح ولايوجد فيها أي عنصر ميلودرامي ثابت من الممكن الاشارة اليه،لأن الانقلابات مقصودها التهكم والسخرية وليست ذات بعد ميلودرامي ابدا على ان التحقيق هنا ربما يكون ادبيا|،ولكن ربما ايضا له علاقة بالبناء الاجتماعي أو بالبناء الطبقي،وكلتا الحالتين سواء بالنسبة لنا...لنتابع هذا الحوار:يقول أندريا لكريستين:أنا لااستطيع الذهاب مع زوجة مضيفي الذي يعتبرني صديقه ومن دون اي توضيحات
كريستين:ولكن ان كنا نحب بعضنا البعض،فما الذي يهم؟
أندريا:كريستين...هناك قواعد
كلمة قواعد باتت مفهومة الآن،فحتى الخيانة والفساد والزنا الواضح المكشوف يخضع لمنظومة اجتماعية من العادات والتقاليد،وهذا الاختلاط العبثي ينتهي بالاكتشاف ويبدأ الشجار بين الجميع مع اطلاق نار عشوائي مع تهكم وسخرية حاصلة جدا في الفيلم.
ولكن المصالحة تتم بين الجميع
المشهد النهائي محاولة الحارس(Schumacher) ان يقتنص الخيانة بقتل اوكتاف الذي يلمحه في موقف غرامي مع كريستين،ولكنه بدلا من ذلك يقتنص اندريا ويقتله.
اقتناص الخيانة...الاقتناص كان خاطئا على اي حال من الأحوال
هذا الاقتاص الخاطئ له دور كبير في الحبكة وفي التعبير عن المضمون الفيلمي...
الاقتناص سيوجد له مبرر (غير مقنع) وعلى طريقة رينوار المتمهكة الساخرة....ولكن
ولكن نحن نمسك بالحبل الخاطئ فنحن نبرر كل شيء ونمارس الانكار على انفسنا قبل الآخرين وقبل كل شيء وقبل ان ننكر ما يدور من حولنا..ان المجتمع الذي يتجاهل كل شيء من حوله والتبرير للجريمة بدعوى القيام بالواجب فالنتيجة اذا بانه ليس هناك تجريم من قبل المجتمع لنفسه ولما يقوم به،فكل شيء يبدو مقبولا في هذا المجتمع الطبقي
الذي يقتنص هو اندريا،وهذا بحد ذاته ليس جريمة،والجريمة التي حدثت حتى لوأخطأت الاشخاص،ولكنها حققت الهدف منها بالرغم من كل شيء فأدريه كان يرغب بالخيانة،فهل هذا هو نوع من الإلغاز...؟!
والالحاق التهكمي الساخر كان هو النهاية...
بلال سمير الصدّر
26/2/2015



#بلال_سمير_الصدّر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوهم الكبير 1937(جين رينوار):رينوار يصيغ وهما كبيرا
- انقاذ بودوا من الغرق 1932(جين رينوار):السخرية والتهكم على وا ...
- العاهرة،أو أليست الحياة عاهرة 1932(جين رينوار):حكاية الرجل ا ...
- عن جين رينوار والسينما الصامتة والمغتابون:1894-1979
- Madadayo ليس بعد1993 أكيرا كيراساو:في وداع كيراساو...دفء الم ...
- لحن في آب 1991(أكبرا كيراساو):اشكالية التعايش
- أحلام 1990 أكيرا كيراساو:فيلم عن الصورة نفسها
- ران 1985(أكيرا كيراساو):هل الحياة تستحق منا كل ذلك
- ظل المحارب 1980(أكيرا كيراساو):شيء ما عن الفكرة عندما ترسخ ف ...
- ديرسو أوزلا 1974(أكيرا كيراساو):عن الطبيعة وعن الصمت وعن شخص ...
- دوديسكادن 1970:حتى لانظلم كيراساو
- اللحية الحمراء 1965(أكيرا كيراساو):عن طبيب يعالج المرضى من خ ...
- الحارس الشخصي 1961:عن الفيلم الأكثر شهرة في تاريخ اليابان
- السيئون ينامون جيدا 1960(أكيرا كيراساو):متعة بوليسية وقليل م ...
- العمق السفلي 1957(أكيرا كيراساو):عن شخصيات مزيفة ليست على قي ...
- عرش الدم 1957(أكيرا كيراساو):قصة شكسبيرية ضمن معطيات الثقافة ...
- أنأ اعيش في رعب 1955 (أكيرا كيراساو):بارانويا القنبلة النووي ...
- الساموراي السبعة 1954(أكيرا كيراساو):أحد قمم السينما العالمي ...
- حياة 1952 أكيرا كيراساو: ماذا تفعل لو بقي لديك في الحياة ستة ...
- الأحمق 1951 أكيرا كيراساو:عن روح الرواية الناقصة بشدة


المزيد.....




- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدّر - قواعد اللعبة 1939(جين رينوار):بدعة القرن العشرين في التوجيه الانتقادي الواضح المضمون