أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - جهاد علاونه - رفض التراث














المزيد.....

رفض التراث


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 4847 - 2015 / 6 / 24 - 16:37
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


يجب أن نشكل خصومة مع التراث العربي الإسلامي وأن نستبدل ديننا الإسلامي بالحياة المدنية العصرية وأن نستبدل حكامنا بحكام غربيين على الطريقة الغربية, وأن نستبدل اللغة العربية المعقدة باللغة الإنكليزية ,إن كل شعوب العالم المتحضر منها وغير المتحضر تعتز بماضي أجدادها وأسلافها وتراثها, وهذا ليس عيبا, فليس عيبا مثلا أن يعتز اليابانيون بماضيهم وبتراثهم وأن يتخذوا من التراث الخاص بهم معلما من معالم السياحة المدنية, وليس عيبا أن يعتز الهنود الحمر بماضيهم وبتراث أجدادهم وأسلافهم, وليس عيبا أن يفعل مثل ذلك الألمان(الجيرمن) وغير ذلك.

كل شعوب العالم لها ذاكرة طويلة في مخيلتها وعلى أرضها وتتعامل تلك الشعوب مع تراثها كمظهر عام للزينة وللتسلية ولتمضية أوقات الفراغ وهم يدرسوا بالقيم الأخلاقية التي مرت عليهم عبر الزمن في الماضي البعيد, ويرصد علماء الآثار التغيرات الدينية والتطورات الدينية التي مرت على شعوب الأرض كافة, وتتم عملية التعامل مع التراث كحالة من حالات القطيعة معه, أي أن كل الأمم ما عدى العرب, تبني حاجزا بينها وبين التراث القديم ولا تتخذ من التراث طريقة للحياة معه بل يدرسونه لمجرد التسلية معه ولتمضية أوقات الفراغ ولمعرفة كيف كانوا آباءهم وأجدادهم يعيشون.

إلا العرب...العرب هم الأمة الوحيدة التي تعيش مع الماضي أو التي تعيش بالماضي وتنسى الحاضر والمستقبل ولا تخطط لحياتها المستقبلية, العربُ المسلمون يعيشون في الماضي, العربُ المسلمون يعتزون بتراث آبائهم وأجدادهم كثيرا ولا ينظرون إليه كمرحلة مرت وانتهت ,بل على عكس شعوب العالم, فدائما العرب دائمو العيش في الماضي, ونشاهد على أرض الواقع الفِرق الموسيقية التي تعتز بالفلكلور الشعبي وتحاول تحديثه, وهذا معناه أن العرب المسلمين تحاول تحديث الطغيان لأنها لا تحدث الفلكلور الشعبي فقط لا غير, بل أنها تحدث أيضا طرائق الحكم الديني القديمة ,وتحدث مع هذه الحالة الاستبداد نفسه وتبرره دينيا لأن الناس تعيش مع العاطفة الدينية على اختلاف مستوياتهم الأخلاقية, فكل الناس هنا في حارتنا وقريتنا ومدينتنا ودولتنا تعيش مع الدين ولا تستغني عنه, تأكل وتشرب وتمارس الجنس وفق ما يمليه عليهم تراثهم الديني وهنا هي المعضلة بحيث لو نظرنا إلى شعوب العالم فإن التراث لديهم لا يتعدى أن يكون مظهرا من مظاهر الزينة والأعياد السنوية فقط لا غير وهم بالتالي لا يعيشون مع الماضي بل يعيشون مع الحاضر ويخططوا للمستقبل نفسه.

ويقال علميا: بأن اليابان هم الشعب الوحيد حين تحول من التراث إلى المعاصرة, أي من الأصالة إلى المعاصرة لم يمر بمرحلة التعايش مع الماضي أو بالعيش بين الماضي والحاضر أو بينَ بينْ أو بين العقل والنقل كحالة من الظاهرة الوسطية, أو اختيار ما هو عقلاني من التراث وترك الجانب غير العقلاني, وهذه من اختصاص العرب المسلمين أنفسهم حيث يعيشون في حالة من السخونة الرعناء ونقل كل ما هو عقلاني من التراث وترك ما هو غير عقلاني وهذا في الحقيقة ليس حلا عادلا, فإما أن نأخذ بالتراث كله جملة وتفصيلا ونشكل قطيعة مع المعاصرة وإما أن نرفضه كله رفضا قاطعا ونشكل قطيعة مع الأصالة.

إن العودة للقديم كما يقول آرنولد توينبي ما هي إلا( سكب دماء حية في أجساد ميتة) والتقليد هدمٌ للشخصية وليس فنا, والعربُ المسلمون مقلدون لغيرهم فقط لا غير حتى دعاة العصرنة منهم يقلدون أوروبا ولا يبتكرون, بمعنى آخر أنه لا توجد هوية معاصرة , والعرب على الأغلب غير مقلدين لأوروبا إلا من حيث الشكل, أي من حيث (الصورية) وليس من حيث(الهيولي) بمعنى أدق يهتمون بالكم وليس بالنوع وإن قلنا كلاما آخر فمعناه أنهم يهتمون بالشكل الخارجي وليس بالمضمون وهنا المشكلة وهي أنهم يتحايلوا على أوروبا والعالم المتحضر ليقولوا لهم أننا معاصرون علما أنهم يؤسسون يوميا منضمات وأحزاب وجمعيات ونقابات وأندية تعيد المواطن 1500 سنة إلى الوراء ,أحياء التراث وتمجيده وإنشاء مؤسسات تهتم بكل ما هو قديم إنما هي محاولة لكي يبقى الوضع على ما ه عليه وهي مؤامرة ضد التقدم والتطور وضد الحياة العصرية.

حتى أن أغلب المناهج المقررة لطلاب المدارس الابتدائية والاعدادية والثانوية كلها تحافظ على القديم وتحييه وتُكره الطالب في المعاصرة والحياة العصري




#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أبنائي
- معظم الحروب حروب أهلية
- شهر رمضان
- ابو الدخان في رمضان
- المثقفون في الدول العربية
- حين نكذب نكره أنفسنا وحين نصدق يكرهنا الناس
- الأطباء يدفنون أخطاءهم والمعماريون يعيشون مع أخطائهم
- من حقي أن أعيش بكرامة
- كنتْ
- فاقد حاسة الذوق 2
- الحس الإنساني
- نادين فراشتي السمراء
- العلاقات الأسرية بين الماضي والحاضر
- الأشرار والأخيار
- أسوأ المعاملات
- فضل العلمانية على الديانات
- الحمام 2
- كانت الناس تستحي
- عالم كئيب
- لن نشبع من الخبز ما لم نشبع أولا من السلام


المزيد.....




- جبريل في بلا قيود:الغرب تجاهل السودان بسبب تسيسه للوضع الإنس ...
- العلاقات بين إيران وإسرائيل: من -السر المعلن- في زمن الشاه إ ...
- إيرانيون يملأون شوارع طهران ويرددون -الموت لإسرائيل- بعد ساع ...
- شاهد: الإسرائيليون خائفون من نشوب حرب كبرى في المنطقة
- هل تلقيح السحب هو سبب فيضانات دبي؟ DW تتحقق
- الخارجية الروسية: انهيار الولايات المتحدة لم يعد أمرا مستحيل ...
- لأول مرة .. يريفان وباكو تتفقان على ترسيم الحدود في شمال شرق ...
- ستولتنبرغ: أوكرانيا تمتلك الحق بضرب أهداف خارج أراضيها
- فضائح متتالية في البرلمان البريطاني تهز ثقة الناخبين في المم ...
- قتيلان في اقتحام القوات الإسرائيلية مخيم نور شمس في طولكرم ش ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - جهاد علاونه - رفض التراث