أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله عيسى - دفاعاً عن السلطة والمنظمة ، دفاعاً عن فلسطين















المزيد.....

دفاعاً عن السلطة والمنظمة ، دفاعاً عن فلسطين


عبدالله عيسى

الحوار المتمدن-العدد: 4847 - 2015 / 6 / 24 - 02:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في فتاواهم ودعواهم ، دعاةً وسارقي ألقاب خبراء ومحللين وما شابههم ، العبثية بحق منظمة التحرير ، يلتبس الخطاب , خطابهم على ذاته (أسمي قولهم خطاباً تعسفاً . فالخطاب بما هو بنية فكرية يحمل رؤيا ، والأصح أن أسميه خطبة ) ، وكذا على الخطباء أنفسهم الذين اجتهدوا في تمرين بلاغتهم على إيصال أفكارهم العابثة للعامة . بلاغة تنشغل بالوصف عن التحليل ، وبالهدم عن البناء في المحصلة .
فأن يستمرأوا شعار لا شرعية الرئيس محمود عباس ، طالما تعطلٌت الانتخابات الرئاسية والتشريعية معها لأسباب يقبع إنقسام غزة في متنها وهامشها أيضاً ، ولا شرعية منظمة التحرير الفلسطينية ، بدعوى أن مؤسساتها لم تعقد مؤتمراتها ما يخالف نظمها الداخلية
مغيّبين حقيقة أن لا شرعية اختطاف غزة من الوطن الأم ، أقصد الدولة الفلسطينية العتيدة ، هو الذي جعل رؤى ومشاريع ترتيب البيت الفلسطيني ، ومن ضمنه إجراء إصلاحات في المنظمة قبض ريح .
وكأن هؤلاء يجلسون في المقعد الأخير في المسرح الفلسطيني كونهم أصلاً وصلوا متأخرين .
فمنظمة التحرير ، بتحولاتها التاريخية عبر انتصارات وانكسارات وحروب ومجازر ومؤامرات وتصفيات ، جسّدت حجر الرؤيا السياسي والقانوني والأخلاقي والثقافي والإنساني الفلسطيني ، وشكلّت الإطار الموحّد للجسد الفلسطيني لتأصيل بقاء شطره الأصل في الوطن المحتل وملحمة صموده ، وتوحيد شطره الآخر في الشتات ومنعه من الذوبان في ثقافات المحيط العربي والمنافي الأجنبية ، والقبض على جمرة الكفاح المسلّح مرتبطة بالنضال لامتلاك الصوت الفلسطيني الذي سعت دول وإمارات لحيازته والمقايضة عليه ، في محاولة تاريخية إنسانية إستثنائية ، لم تشهدها شعوب الأرض منذ لفظة التكوين الأولى ، لتوحيده رؤيا ِو هدفاً ومصيراً وزماناً ومكاناً فلسطينياً خالصاً .
وتأسيساً على ذلك ، ما كان يمكن أن يندرج مصطلح القضية الفلسطينية في أدبيات الصراعات والمؤسسات الإقليمية والدولية ، ويحوز الفلسطينيون على اعترافات دولية بحقوقهم ، بما في ذلك حق العودة وتقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية على أراضيهم المحتلة ، وكذلك ما كان يمكن لحماس أن تطأ السجادة الحمراء في البرلمان الفلسطيني ويجلس ممثلوها على كراسيه الدافئة تحت سقف اتفاقات أوسلو التي يذمونها حد التكفير ما مكنهم في المحصلة من امتلاك سلطة الإنقلاب في غزة ، لولا نضالات منظمة التحرير الفلسطينية ودماء شهدائها ولوعات أسراها في السجون الإسرائيلية ومعتقليها في الأقبية العربية وويلات نساء وأبناء شهدائها وأسراها ومفقوديها .
كان يمكن أن تصبح القضية الفلسطينية لولا الحضور التاريخي لمنظمة التحرير الفلسطينية ، وتملكها ، عنوة عن دول مجاورة ومعادية وعلى رأسها دول الإحتلال ، من ناصية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني لكانت القضية الفلسطينية جزء شبه منسي في الذاكرة الإنسانية كمسألة الهنود الحمر أو الغجر ، أو القضية الكردية في أحسن أحوالها .
وسيرى القارئ الأعمى أن دعواتهم وخطاباتهم لا تصب في مجرى الخطاب الإستراتيجي الإسرائيلي فحسب ، بل تتفجر من مشربه .
فإذا كانت اسرائيل ، قبل إطلاق مؤتمر مدريد ، سعت جاهدة مع شركائها ، الأمريكي في مطلعهم ، شطب منظمة التحرير الممثل الشرعي الوحيد ، أولاً برفض مشاركتها بصفتها القانونية والشرعية ، في محاولة مسعورة لخلق بديل لها ، عثرت عليه مشخّصاً ، باعترافات كثيرين ، بحماس آنذاك ، ثم بعد تجربة مريرة ونضال دؤوب من المنظمة ، بوفد فلسطيني مشترك مع الأردنيين ، ثم وبعد مخاضات مؤلمة تمكن الفلسطيني من إجبار إسرائيل ومن معها للجلوس معه ممثلاً شرعياً ووحيداً للشعب الفلسطيني .
وفيما كرّست دولة الإحتلال كافة طاقاتها السياسية والدبلوماسية والإعلامية عابرة القارات ، إثر اتفاقات أوسلو ، لتحويل القضية الفلسطينية إلى صراع قائم على تفاوض عبثي ، عبر تحويل الأرض المحتلة إلى أرض متنازع عليها ، و الشعب الفلسطيني من شعب تحت الاحتلال إلى سكان بإدارات محلية ، وانتهجت مسلك محو فكرة الوطن إلى تجزئته إلى مناطق ، وكسر حلم العودة بمحاولات شطب حق العودة ، تمكن المفاوض الفلسطيني ممثلاً للسلطة ومنظمة التحرير معاً أن يئد النوايا والمساعي الإسرائيلية معاً ، ويحقق انتصارات سياسية ودبلوماسية ، لن يكون آخرها بالضرورة قبول دولة فلسطين عضواً مراقباً في الأمم المتحدة ، وحشد اعترافات دولية ، حكومية وبرلمانية أوربية أيضاًولآول مرة في تاريخ الصراع مع الاسرائبلي ، ناهيك عن مقاطعة بضائع المستوطنات والأكاديميات الإسرائيلية واعتبار دولة الاحتلال الأخطر على الأمن والسلم العالمي في أوربا وسواها من بلدان العالم ، فضلاً عن الهجوم الفلسطيني بإمكانية ملاحقة ومحاكمة شخصيات ورؤساء حكومات ودولة الاحتلال ذاتها على ارتكاب جرائم حرب بحق الفلسطينيين .
فهل يعقل ، بعد كل سنوات النضال الدموي العجاف و الانتصارات السياسية والدبلوماسية الغلابة ، أن نتمهّل أو نهمل هذه الدعوات بفك السلطة وتفكيك المنظمة ، كما يذهب هؤلاء ؟.
لا شك أن التشكيك بشرعية السلطة ، وبكرسي الرئاسة ومقاعد البرلمان ، والمنظمة ، تاريخاً وتجربةً نضالية ، وفق هؤلاء ، يفضي إلى إعلاء شأن شرعية حماس ، كما في ظنهم ونواياهم . لكن ، أليس تشريع حماس التي قامت بانقلاب لاشرعي وتمارس عنوة سلطة لاشرعية في غزة أصلاً كما يرى السواد الأعظم من الفلسطينيين بما في ذلك في غزة نفسها ، يقود إلى توكيد إمارتها الإسلامية ، الأمر الذي يعزز النوايا والمساعي الاسرائيلية بيهودية اسرائيل ، ويمهد لحشد الإعترافاتالدولية بيهوديتها ، ما سيفضي بالضرورة إلى هدم المشروع النضالي الفلسطيني التاريخي برمته ، بدء بملحمة الصمود والتشبث بالأرض ، مروراً بإعلان عاصفة الكفاح المسلح وإطلاق منظمة التحرير التي وحدت شقي الشعب وصهرت وجوده بثقافته ومصيره الخصوصيين في بوثقة العودة والاستقلال وتقرير المصير، وكذا إعلان الاستقلال ، والعودة وإن مجتزأة وناقصة إلى جزء محتل من الوطن الأم المحتل بعد اتفاقات أوسلو ، ويمحو الانتصارات الكبرى التي حققها في مواجهة شرعة الإحتلال القائمة على إلغاء الحق والحقيقة الفلسطينية ؟.
وفي حال ذهبنا افتراضاً في التعاطي مع حل السلطة والمنظمة ، فأي دولة ، إلا المارقة أو المتآمرة على قضية فلسطين وشعبها ، أو شخصية أو منظمة ، إلا الحمقاء ، ستمتلك حاسة الجرأة وتعترف بشرعية حماس بديلاً عن شرعية السلطة والمنظمة معاً؟ ، ما سوف يعني بالضرورة رمي الفلسطينيين في أتون فراغ سياسي طالما لا ممثل لهم يقضي بتجسيد حقوقهم الوطنية المشروعة ، ما يعيد قضيتهم إلى مربع محاولات الشطب ِو التجاذبات الأول ، كما في نهاية أربعينيات القرن الماضي ، وبشكل أسوأ في ظل تغيرات دولية وإقليمية مختلفة تجري لمصلحة إسرائيل أولاً في هذه الحالة .
أضف إلى ذلك كله ، فإن خطاب المنظمة ، ومنذ انطلاقتها ، الوطني القائم على التوافق والتفاعل بين فصائلها ومؤسساتها ومنظمات المجتمع المدني تمكّن عبر نضال وحروب ومجازر ارتكبت بحق الفلسطيني من الشقيق والعدو معاً لحيازة الصوت الفلسطيني الخاص بوصفها ممثلاً شرعياً وحيداً للشعب الفلسطيني ، في حين ما يزال خطاب حماس ، برؤى جل الفلسطينيين ، مرهوناً بتقاطعات حزبية قائمة على شعارات الإسلام السياسي وتحالفاته بما في ذلك مع دول إقليمية تستثمر هذه التيارات الإسلامية لتمرير سياسات خاصة بها وبمراكز القرار الدولي ، بما فيها تلك التي تقبع وراء المحيط ، في جوهرها تصب في إضعاف الدول القائمة وتقسيم النسيج الإجتماعي والتعايش الأهلي وزعزعة السلم الأهلي ، كما حصل في سوريا ومصر والعراق وليبيا وسواها . وما انقلاب حماس على نظام دمشق ، وتحالفها مع الأخوان المسلمين وليس الدولة في مصر ، باعتقاد الغالبية بمن فيهم أنصار حماس أمس ، إلا مثالاً لا حصراً مؤكداً لإرتهانها بالمرور بجوازات سفر تابعة لهذه الدول .
وتأسيساً على هذا كله ، لم يعد هناك لبس طالما أن تحالف هذه الدول الإقليمية ، تركيا وقطر مثالاً ومن معهما في الغرب ، مع تيارات الإسلام السياسي هي التي قادت إلى تفتيت المكونات الإنسانية والثقافية والإثنية والمذهبية المتعايشة منذ قرون في دول مثل سوريا والعراق وليبيا واليمن مما مهّد لخروج داعش من كهوف القرون الوسطى لتسطو على المشهد برمته ، فمالذي يضمن ألا تخرج داعش من جبّة الحاضنات الإسلامية في فلسطين ، طالما أطل سلفيون في غزة من قبل وخاضت حماس معهم معارك أخمدتهم إلى حين ، لكنهم لا يزالون أشبه بخلايا تنتظر فرصة النهوض من تحت الرماد .(إطلاق المبادرة الفرنسية الأخيرة ، وفق كثيرين من عقلاء السياسة في العالم ، يشي بتخوف أوربي من دعوشة القضية الفلسطينية )
حقاً ، يكاد لا يختلف عاقلان فلسطينيان من ضرورة تفعيل مؤسسات المنظمة والسلطة معاً لبث حياة جديدة خلاقة في المشروع السياسي والدبلوماسي الوطني الناهض في مواجهة الهجمة العمياء ومحاولات شطب الحق والحقيقة الفلسطينية ، لكن ، وبمعزل عن المسببات الداخلية والإقليمية والدولية المعروفة للقاصي والداني ، فإن المسؤولية القانونية والأخلاقية أيضاً تقع على عاتق الكلٌ الفلسطيني ، بما في ذلك حماس التي مانزال ترفض منذ عقود حتى في عهد الرئيس الراحل ياسر عرفات من الإنضواء تحت قبة المنظمة ومؤسساتها بديلاً عن جبّة الخارج عن الجماعة الفلسطينية ليأتي الإنقسام الذي أصٌلت له آخر حجر يرمى على دعوات إصلاح المنظمة وإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية ، ما يزال رأس هرم السلطة والمؤسسة الفلسطينية يدعو لها ويلتزم بها . وما إجهاض حكومة الوفاق الأخيرة إلا تأكيداً على ما نذهب إليه ، فيما يمضي هؤلاء الدعاة والخطباء إلى الدخول تحت عمامات الواعظين العبثيين ملقنين شعارات عابثة ، أو هكذا سولّت لهم أنفسهم ومكر مموليهم ، بتاريخنا وقضيتنا .



#عبدالله_عيسى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كمن ينتظر الأبدية خلف السياج
- الشاعر الفلسطيني عبدالله عيسى يكتب تحية للشاعر الفلسطيني الم ...
- الشاعر الفلسطيني عبدالله عيسى يكتب عن معلولا
- الشاعر الفلسطيني عبدالله عيسى يكتب في الذكرى 67 للنكبة
- في ذكرى النكبة : ولهذا ما زلنا أحياء
- الساكت عن الإرهابي إرهابي أخرس
- السيد الرئيس : جل ّشعراء وكتاب فلسطين في الموسوعة الروسية إس ...
- التحالف الأصولي الإنجيلي - الإسلامي : الغاز أم الدم العربي
- إذا لم تبك ِ ، حاول فحسب ُ
- لا يفتى والمالكي في المدينة
- أنا والسيدة أم كلثوم
- محمود درويش . شعرية الخلق الجمالي
- من وصايا فوزية العشر
- بابا الأقباط : لن أدخل القدس إلا محررة
- قبل وإبان وبعد حرب غزة . وكلاء - المقاومة - : الجدار العنصري ...
- سميح القاسم : وما ذاك موت
- الحب الضائع
- الاختلاط بين الواقع والهوس
- الحرية الوهم
- خطر الاحزاب الدينية


المزيد.....




- مكالمة هاتفية حدثت خلال لقاء محمد بن سلمان والسيناتور غراهام ...
- السعودية توقف المالكي لتحرشه بمواطن في مكة وتشهّر باسمه كامل ...
- دراسة: كل ذكرى جديدة نكوّنها تسبب ضررا لخلايا أدمغتنا
- كلب آلي أمريكي مزود بقاذف لهب (فيديو)
- -شياطين الغبار- تثير الفزع في المدينة المنورة (فيديو)
- مصادر فرنسية تكشف عن صفقة أسلحة لتجهيز عدد من الكتائب في الج ...
- ضابط استخبارات سابق يكشف عن آثار تورط فرنسي في معارك ماريوبو ...
- بولندا تنوي إعادة الأوكرانيين المتهربين من الخدمة العسكرية إ ...
- سوية الاستقبال في الولايات المتحدة لا تناسب أردوغان
- الغرب يثير هستيريا عسكرية ونووية


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله عيسى - دفاعاً عن السلطة والمنظمة ، دفاعاً عن فلسطين