أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تيسير عبدالجبار الآلوسي - ما دور المواطن في تغيير موقع البلاد بمؤشر السلام العالمي؟














المزيد.....

ما دور المواطن في تغيير موقع البلاد بمؤشر السلام العالمي؟


تيسير عبدالجبار الآلوسي
(Tayseer A. Al Alousi)


الحوار المتمدن-العدد: 4845 - 2015 / 6 / 22 - 15:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الحرب والسلام وأمن الشعوب واستقرار البلدان
ما دور المواطن في تغيير موقع البلاد بمؤشر السلام العالمي؟

صدر مؤشر السلام العالمي لعام 2015؛ وهو المؤشر الذي يصنف تسلسل الدول عالميا في ضوء مقياس يقرأ درجة تمتع البلاد بالسلم والأمن الداخلي والاستقرار في ضوء معدلات الإنفاق العسكري نسبة إلى إجمالي الناتج المحلي وحالات عسكرة المجتمع من مثل انتشار الميليشيات وسطوتها ودرجة انتشار الخوف والقلق من تهديدات عنفية، فضلا عن مقدار خلو البلد من النزاعات والجرائم ومعدلات القتل والانتحار وحال انتشار الإرهاب والحروب. ..
وقد أدرج المؤشر قائمة بـ162 بلداً، كانت البلدان الأوروبية بين قائمة أول 30 دولة عالميا فيه. فقد جاءت آيسلندا في المرتبة الأولى بين بلدان العالم، حيث تمثل أكثرها تمتعا بالسلام، تلتها حسب التسلسل: الدانمارك، النمسا، نيوزلندا، سويسرا وأوروبيا تراجع موقع فرنسا بسبب هجمات شارلي إيبدو، بعكس اليونان التي شهدت ارتفاعا في التصنيف بـ (22) درجة على الرغم من التدهور الاقتصادي والأزمات التي تمر بها..
فيما قبعت مجدداً دول تتسم بالفوضى والانفلات الأمني وبالأعمال الإرهابية والحروب الميليشياوية في ذيل تلك القائمة. فقد احتلت سوريا المرتبة 162 فيما احتل العراق المرتبة 161 بفارق درجة واحدة عن ذيل القائمة..

وفي وقت تم إنفاق ما مقداره 13% من الناتج القومي العالمي على الحروبكانت دول مثل سوريا والعراق تنفق أضعاف هذه النسب عليها لتطيح بالأوضاع المعيشية لمواطنيها بشكل أكثر تراجيدية وتتفاقم مشكلات البطالة والفقر فوق ما هي عليه بسبب تعطل الدورة الاقتصادية من جهة والتفرغ لظواهر العسكرة ومعالجة الواقع الأمني المضطرب!
لقد استطاعت حوالي إحدى وثمانين دولة تحسين ترتيبها لكن رقما قريبا من هذا دفع بـ 78 دولة للتراجع في المؤشر.
الأخطر في معطيات المؤشر العالمي للسلام يتجسد في تنامي الميزانيات العسكرية في العراق وتفاقم الانفلات الأمني وشموله ميادين جديدة فيه مع تصاعد نجم الميليشيات ودخولها في نسيج البنى المؤسسية التي توجه الحدثين الأمني والمعيشي في العراق! وتؤثر أكثر فأكثر في القرارات الحكومية العليا...
كما أن مزيدا من الضحايا يسقطون يوميا ليس بفعل جرائم الإبادة وجرائم ضد الإنسانية التي ترتكبها قوى الإرهاب الميليشياوية حسب بل بسبب فتك الأمراض والأوبئة والتلوث البيئي وبسبب تفاقم حالات اليأس والاحباط ومن ثمّ الإقدام على الانتحار وأيضا ما سجلته ظواهر القتل لأسباب اجتماعية كالثأر والانتقام وكما جرائم تُسمى غسل العار التي يجري التستر عليها من بعض الأطراف المجتمعية والرسمية بحجج بعضهايُنسب إلى القانون والتحايل عليه.
وفي ضوء التدهور الاقتصادي واتساع ظاهرة الفقر أفقيا وعموديا وتعمق أزمة البطالة صار القلق أكثر حدة وتحول إلى درجة من الخوف والهلع بشكلهما المرضي.
إن قضية السلام ليست حصرا بالعلاقات بين الدول واستخدامها العنف فيها من عدمه ولكنها اليوم باتت تُقرأ بمعايير أشمل وأكثر عمقا في المجتمعات.. ولهذا السبب فإن قضية السلام تمس أول ما تمس في المجتمع النساء والأطفال بوصفهما القرابين الأولى للعنف الهمجي بكل وحشيته وعدوانيته وتمس المواطنين جميعا على وفق درجة فاعليتهم وإيجابيتهم أو تنحيهم وسلبيتهم... الأمر الذي يتطلب وعيا وتنويرا عندهم جميعا وكافة للمشاركة بفاعلية أكبر بمهام التصدي للحروب والصراعات والنزاعات ومحاولة إشاعة الأمن والاستقرار والسلام...
إنّ ظاهرة وقوع العراق في التسلسل الأسوأ بين المؤشرات التي تشير إلى البلدان الأكثر فشلا والأكثر فسادا والأكثر عنفا والأكثر جريمة والأكثر فقرا والأكثر تعاسة والأقل سلاما والأقل أمنا والأقل سعادة والأقل نزاهة والأقل إيجابية، إن ذلك يجب أن يجعل العراقيين أمام مراجعة نوعية جوهرية لأدائهم ومواقفهم تجاه أنفسهم ليكون أكثر إيجابية وفاعلية في تغيير المشهد..
ولقراءة الأمر بوضوح فعلي عملي لنرصد نموالأزمات التي تطحن اليونانيين وهم لا يملكون ثروة كالتي يملكها العراق وطناً، فيما يتقدمون بمقاييس ومؤشرات الإيجاب ويمكن رصد نماذج أخرى وقراءتها وهي بالعشرات جميعها أن وعي المواطن وثقافته وتفتحه وعدم إيكال مصيره وقراره لزعامات الطائفية السياسية ومرجعية منطق الخرافة هو أول التغيير ليكون مواطنا يصنع وجوده ليستحق الحياة الحرة الكريمة.. أما إذا بقي يضع صوته في خانة أو أخرى بسلبية، كما يجري أحيانا من بعض المواطنين في العراق، فإنّ تلك السلبية تجعله عرضة لأبشع أشكال الاستغلال وتحيل المواطن إلى مجرد أضحية وقربان لمصالح أو مآرب الفاسدين وإرهابهم الفكري السياسي العقيدي والعنفي الدموي التصفوي..
فهلا تفكرنا بهذه المؤشرات التي تشتغل بمنطق العقل العلمي وهلا استفدنا من دلالاتها ومعانيها وغيَّرْنا ما بأنفسنا كي نغيّر بيئتنا ونبنيها لخدمة مطالبنا وحقوقنا وحرياتنا؟
الإجابة عند كل مواطنة ومواطن



#تيسير_عبدالجبار_الآلوسي (هاشتاغ)       Tayseer_A._Al_Alousi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في اليوم العالمي للاجئين: مطلوب رعاية وطنية للاجئ العراقي
- النظام الاستبدادي للطاغية المهزوم والنظام الكليبتوقراطي الطا ...
- السيادة وقرارات المساعدة من دول أجنبية
- نازحو الأنبار ومخاطر سياسة التمييز الطائفي: نداء من أجل معال ...
- العراق وشرق أوسط خالٍ من الأسلحة النووية كافة
- الأمن الغذائي والرعاية الصحية التامة الكاملة واجب مجتمعي رسم ...
- الرسالة السنوية لمسرحيي العراق في اليوم العالمي للمسرح 2015
- عراقياً، ماذا قالت مؤشرات الفساد لعام 2014!؟
- أوهامٌ وتأثّراتٌ طائفية!؟
- حقوق العراقيات في اليوم العالمي للمرأة، ما زالت في مهب الريح ...
- متحف نينوى: جريمة التخريب والدلالة
- حول هجرة العقول العلمية خارج الوطن
- كرنفال الصحافة العراقية بدورته الثالثة ينعقد مجددا يومي 5-6 ...
- نداء من أجل المشاركة بوقفة التضامن مع النازحات والنازحين ببغ ...
- كلمة افتتاح احتفالية اليوم العراقي للمسرح في لاهاي
- الإحصاء والشفافية بين الحق والأداء وفرص اتخاذ القرار الأنجع
- من بوابة المسرح سنطلق مسيرة بناء الدولة المدنية ومؤسساتها في ...
- بِئْسَ ما تَخطُّهُ أقلامٌ حبرُها دماءُ الفقراء
- رسالة مفتوحة إلى مؤتمر مناهضة جرائم الإبادة والتطهير العرقي ...
- مخاطر جديدة تهدد بانهيار سد الموصل متسببة بكوارث مفتوحة بلا ...


المزيد.....




- فيديو رائع يرصد ثوران بركان أمام الشفق القطبي في آيسلندا
- ما هو ترتيب الدول العربية الأكثر والأقل أمانًا للنساء؟
- بالأسماء.. 13 أميرا عن مناطق السعودية يلتقون محمد بن سلمان
- طائرة إماراتية تتعرض لحادث في مطار موسكو (صور)
- وكالة: صور تكشف بناء مهبط طائرات في سقطرى اليمنية وبجانبه عب ...
- لحظة فقدان التحكم بسفينة شحن واصطدامها بالجسر الذي انهار في ...
- لليوم الرابع على التوالي..مظاهرة حاشدة بالقرب من السفارة الإ ...
- تونس ـ -حملة قمع لتفكيك القوى المضادة- تمهيدا للانتخابات
- موسكو: نشاط -الناتو- في شرق أوروبا موجه نحو الصدام مع روسيا ...
- معارض تركي يهدد الحكومة بفضيحة إن استمرت في التجارة مع إسرائ ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تيسير عبدالجبار الآلوسي - ما دور المواطن في تغيير موقع البلاد بمؤشر السلام العالمي؟