أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - البواعث - المصلاوية- لصراع - فهد- مع - ذو النون ايوب- و- داوود الصايغ-؟















المزيد.....

البواعث - المصلاوية- لصراع - فهد- مع - ذو النون ايوب- و- داوود الصايغ-؟


عبدالامير الركابي

الحوار المتمدن-العدد: 4845 - 2015 / 6 / 22 - 01:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


البواعث "المصلاوية" لصراع "فهد" مع"ذنون أيوب" و"داوود الصايغ"؟
عبدالأميرالركابي

في الفترة الاولى التاسيسية من تاريخ الحركة الشيوعية العراقية، تفجرت نزاعات وتصادمات مثلتها كتل وتيارات، مايزال البعض يبحث فيها وفق مقاييس "ايديلوجية" تفترض ان الايديلوجيا تصنع الواقع، مع ماينطوي عليه ذلك من مخالفة صريحة لمنطق الماركسية نفسه، وبالذات تركيزها على كون الانسان نتاج واقعه الاجتماعي وبيئته، مايجعل من الحزب والفاعلين في حياته، اقرب الى التاثر والتفاعل مع واقعهم الذي نشأوا ضمنه، اذ لايكفي، ان لم يكن من المستحيل لاي انسان في عراق العشرينات والثلاثينات، ان يغدو قائدا للطبقة العاملة العراقية، بينما الطبقة مدار البحث لاوجود تاريخي لها، والسياق التاريخي للتشكل الوطني في العراق لايزكي المنظور المادي التاريخي الماركسي تاريخيا ولا على مستوى العملية الانتاجية، وان وجد "عمال" فانهم لم يكونوا سوى قوى ولدت من رحم فئات لها خصائص غير طبقية، ولا تمت بصلة الى التحول الاجتماعي التاريخي البرجوازي الاوربي على انقاض الاقطاع، فالاقطاع او شبه الاقطاع / حسب التوصيف الماركسي العراقي كما توصل اليه زكي خيري في تقريره عن المسالة الزراعيةعام 1959/ اذا جاز الحديث عنه، ظهر في العراق باجراءات قسرية برانية، مع قانون التسوية لعام 1932 مااسس لقلب العلاقات المساواتية المشاعية الريفية العريقة، والتي استمرت تعمل كواقع انتاجي ومجتمعى على مدى الاف السنين، بخلاف نظرية ماركس، وبما يعاكسهااو يناقضها، فلا وجود في الحيزالانتاجي، وفي علاقات الانتاج في العراق، للملكية الخاصة، ويحل هنا الصراع المجتمعي، مكان الصراع الطبقي الاوربي، كقوة محركة للتاريخ وللعملية الإنتاجية.
كل هذه الاسباب، كانت تحول دون ظهورحزب طبقي يمثل البروليتاريا، لان ظهور حزب من هذا القبيل يخالف الحقيقة التاريخية والاجتماعية العراقية، لكن مثل هذا الحزب ظهررغم ذلك في العراق، واطلق على نفسه التسميات التي كانت شائعة وقتها، بينما هو يستند ليس للاسباب التي يدعيها، بل لعوامل ومحركات تاريخية عراقية، كان وراءها احتدام الصراع بين العالم الزراعي المساواتي، عالم "اللادولة" التاريخي المشاعي المميز لبنية ارض السواد، خلال افظع هجوم شنه الحضور الاستعماري على اصل ومميزات الكينونه الاجتماعية والانتاجية بعد الثلاثينات، ماطبع الاوضاع العامة، والموقف من الوجود الاستعماري في حينه، ومنح قوى الايديلوجيا الناشئة، خاصة ذات التوجهات الطبقية منها، قوة دفع هائلة، اجلت البحث في المغالطات والافتراقات المنهجية والواقعية، فتم قبول تعبير غير مطابق للواقع الثوري السابق على ظهور الاحزاب المؤقت، والمبرربغياب التعبير السياسي المطابق، وبسبب تعذر ظهوره في حينه.
ينعكس هذا الاشكال بالطبع على اجمالي اوضاع ودلالات عمل الفاعلين الرئيسيين وقتها ومنهم " فهد"، او هو على راسهم بصفته شخصية "مسيحية" في مجتمع غالبيته المطلقة مسلمة، فعدم اخذ هذه الناحية من نواحي شخصية هذا الرجل بالاعتبار، كان ومايزال يكرس ظاهرته بالمقلوب باعتباره "سوبرمان" متخلص من اية دوافع وترسبات "اجتماعية"، لصالح الدوافع الايديلوجية والمستعارة) زاد حنا بطاطو "المسيحي" في تكريس هذه الصورة المشوهة وكانه يضيف "فهد" لكل من عفلق وجورج سعادة في ساحل الشام، معليا من مكانة المسيحيين في تاريخ النهضة الفكرية العربية المعاصرة، ولاداعي لان ننوه بهذه المثلبة االمنهجية الاكاديمية في عمل بطاطو الكبيرعن الطبقات القديمة والاحزاب السياسية في العراق(، بما في ذلك كونه عاملا وممثلا ل "الطبقة العاملة"، وهو مالا يستقيم مع المنطق ومع قواعد البحث الاجتماعي، وعلم الاجتماع، فالرجل كان يعيش ضمن مجتمع له مواصفات راسخة، وسلم قيم ومفاهيم غالبة، واليات تاريخية، وهو تمنى حتما، او راى في الشيوعية ملاذا لتحسين موقع جماعته الدينية، ومن الغريب التصور ان هذا الميل لم يكن له حضور في لاوعيه، او انه لم يتبناه على امل الغاء الراسخ غير الملائم لموقعه من قيم المجتمع، لصالح مستقبل مفترض، تصور انه سيكون عالما اخر، يتمتع فيه هو وجاعته بوضع مختلف.
هذا الحال ينسحب ايضا على غالي زويد زميل فهد "الزنجي" العامل في مضائف ال السعدون " كصباب قهوة" والمتحدر من ثورة الزنج في تلك المنطقة، فالرجل لم يذهب مثل "فهد" الى روسيا ليدرس هناك قوالب الماركسية اللينينة، وكان بالكاد يقرأ ويكتب ملائيا، ومن المستبعد ان يكون قد ادرك شيئا من النظرية التي كانت فعالة في وجدان الفقراء والمضطهدين والمهمشين المحرومين وقتها على امتداد العالم، ويوم انتقل زميل فهد الى البصرة، وصار يقود المظاهرات هناك، فلابد انه كان "يقود" نواة صيرورة انعتاقه الاجتماعي، ولا يلغي هذا ان الزويد وفهد لم يكونا شخصين عاديين، وانهما يتمتعان بحساسية وملكات ضمن محيطهما، وفرت لهما الطاقة والقدرة على استلهام افكار كانت ذات صدى واثر في حينه، صادفت ظروفا مؤاتية للغاية في العراق على وجه التحديد.
مما يغيب ايضا وهو غاية في الدلالة، تلك المعركة التي اميل لتسميتها ب"المعركة الموصلية.. او المصلاوية" التي دارت في الاربعينات، بين " فهد" من جهة، وكل من كاتب القصة الكبير "ذو النون ايوب" و المثقف" داوود الصايغ"، فمن كتبوا عن المعركة المذكورة لم يتبينوا الجانب الدال فيها، وبالاخص كون داوود الصايغ وذوالنون ايوب وفهد ثلاثتهم موصليون، او يتحدرون من الموصل، وان الاثنين الاولين مسلمان،والاخير مسيحي، وكان "فهد" يتمتع وقتها بحماية بيئية مع وجوده في جنوب العراق، اي في قلب وبؤرة الصراع بين مجتمع المشاعات الزراعية المهددة تاريخيا في لحظة مجابهتها المتاججة مع الحضور الغربي بحكم ارتكازه لمشروع قلب العلاقات الاجتماعية الانتاجية في الريف. ويمكن للمرء ان يتساءل ترى هل كان "فهد" مع ستالينيته المفعمة بالدوغمائية، قادرا على خوض معركته مع داود وذي النون، لو انه كان في الموصل حيث الارجحية الاجتماعية والقيمية المطلقة بصف الاخيرين ؟.
ومن الجائز لمصلحة وجاهة البحث الاجتماعي ان نسال ايضا، عن الدوافع التي حدت بالمسلمين الاثنين للوقوف بوجه الموصلي المسيحي النازح الى الجنوب، واذا ماكان لنزعة الاستعلاء الاجتماعي اثرا في موقفهما منه، وبالاخص قبول قيادته للحزب، كما يخطر على البال التساؤل عما اذا كان فهد، يستطيع تحمل الجلوس في هيئة قيادية واحدة مع اثنين مثل داود وذي النون، وان يامل وقتها بممارسة دوره القيادي بحرية، دون ان يرد في باله كونه منحدرا من فئة تمارس ادنى اشكال الاعمال وادناها في التقييم الاجتماعي السائد في حينه، مادفعه بوعي او بدون وعي لاستعمال اساليب التخوين والاقصاء الستالينيه ضدهما، وبالاخص في كراسه "حزب شيوعي لااشتراكية ديموقراطية"، ماقد تحول لاحقا الى مبدأ ثابت، ظل يتحكم بمواقف الحزب من معارضية فهو يقول نصا : "اما الثرثرة هنا في العراق لعقد مؤتمر للحزب الشيوعي العراقي لانتخاب لجنة مركزية "مشروعة" فاغراضها واضحة وهي فضح اعضاء الحزب العاملين، وارسالهم الى السجون اذا اقتضى الامر ليتسنى للانتهازيين والخونة والجواسيس، التزعم في حركة العمال والحركة الوطنية، وتسييرها وفق مصالح الامبريالزم والرجعية المحلية". ولايتوقف فهد عن استعمال عبارات الخيانة والجاسوسيه والانتهازية، وكانه يمارس ردة فعل على موقف احتقاري/ ولانعرف اذا كان سمعه وجاهة من الشخصين المذكورين/ وهاهو يعود فيقول في النص نفسه : "ان المنظمة التروتسكية / يقصد منظمة داود الصايغ/ ) التي اندمجت فيما بعد مع الخونة المطرودين من الحزب ومع بعض الجواسيس الذين انضموا اليهم والفوا مايسمونه بحركة المؤتمرين( كانت منظمة لانشاط لها" ويركز "فهد"شتائمه المرضية على "قادر" اي ذنون ايوب، ناعتا اياه بالخائن، دون اي اعتبار لموقع الرجل ومكانته الادبية، او مكانة الصايغ الثقافية، مايذكر بشبح ستالين، قاتل الملايين، وقاتل رفاقة من قادة الحركة التغييرية في روسيا.
لايجوز للمرء ان يستبعد من سلوك "فهد" ضد ابناء مدينته التي يتحدر منها، استغلاله لحظة منحته استقواء "امميا"، وبعدا جغرافيا محليا، ومن حيث المناخ والبيئة والانتماء، لممارسة ثأر ظل ملازما لتاريخ من جاءوا بعده من ورثته الذين تغيرت وتبدلت اشكال تعبيرهم عن ظروفهم الإجتماعية، باسم انتماء ايديلوجي، كان المحرك الاجتماعي الاصلي السابق على الحزبية هو الفاعل الرئيسي فيه.



#عبدالامير_الركابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عراق الحقبة الرابعه
- 28 ايار: ذكرى انتفاضة الاهوار المسلحة 1967/1968 .. وحزب صدام ...
- 28 ايار: ذكرى انتفاضة الاهوار المسلحة1967/1968 وحزب صدام بري ...
- مفهومان ماديان للتاريخ؟
- من الشيرازي الى السيستاني : الامركيون و- داعش- وحقبة التشييع ...
- بدء الطور الثاني من عملية تشييع القبائل السنية في العراق(1/2 ...
- الحركة الشيوعية العراقية وثقافة الموت
- الاحتلال الامريكي الثاني للعراق: خاصيات احتلال كيان امبراطور ...
- الاحتلال الامريكي الثاني للعراق: خاصيات احتلال كيان امبراطور ...
- بيان تاريخي صادر عن - مؤتمر شيوعي عراقي - لم ينعقد بعد( 2/2)
- بيان تاريخي صادرعن -مؤتمر شيوعي عراقي- لم ينعقد بعد(1/2)
- الحركة الوطنية الايديلوجية العراقية وهيمنة منطق الهزيمة
- العراق: بلاد مهشمة ولاثورة ثقافية (1/2)
- هل كان ماركس شيوعيا؟
- ماركسية عربية لمابعد ماركس
- في طريق اعادة بناء الحركة التشاركية - الشيوعية - العراقية / ...
- في طريق اعاد بناء الحركة التشاركية - الشيوعية - العراقية/( 1 ...
- في طريق اعادة بناء الحركة التشاركية -الشيوعية- العراقية 2م2 ...
- على طريق اعادة بناء الحركة التشاركية - الشيوعية- العراقية 1/ ...
- كتابنا يجبر الحزب الشيوعي العراقي على الاحتفال ب- انتفاضة ال ...


المزيد.....




- الجيش الإسرائيلي: دخول أول شحنة مساعدات إلى غزة بعد وصولها م ...
- -نيويورك تايمز-: إسرائيل أغضبت الولايات المتحدة لعدم تحذيرها ...
- عبد اللهيان يكشف تفاصيل المراسلات بين طهران وواشنطن قبل وبعد ...
- زلزال قوي يضرب غرب اليابان وهيئة التنظيم النووي تصدر بيانا
- -مشاورات إضافية لكن النتيجة محسومة-.. مجلس الأمن يبحث اليوم ...
- بعد رد طهران على تل أبيب.. الاتحاد الأوروبي يقرر فرض عقوبات ...
- تصويت مجلس الأمن على عضوية فلسطين قد يتأجل للجمعة
- صور.. ثوران بركاني في إندونيسيا يطلق الحمم والرماد للغلاف ال ...
- مشروع قانون دعم إسرائيل وأوكرانيا أمام مجلس النواب الأميركي ...
- بسبب إيران.. أميركا تسعى لاستخدام منظومة ليزر مضادة للدرون


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - البواعث - المصلاوية- لصراع - فهد- مع - ذو النون ايوب- و- داوود الصايغ-؟