أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي دريوسي - حَمِيمِيَّات فيسبوكية -26-














المزيد.....

حَمِيمِيَّات فيسبوكية -26-


علي دريوسي

الحوار المتمدن-العدد: 4844 - 2015 / 6 / 21 - 23:07
المحور: الادب والفن
    


ملك العفاريت

في الأمس.. في وضح النهار رأيت بأم عينيّ كائناً اسطورياً غريباً في أحد الشوارع الألمانية .. كائناً يشبه العربة المسافرة على عجلات بسرعة .. لم أكن محموماً بل كنتُ بكامل قوايّ العقلية وبوجود شاهد .. وعندما أردت تصويره اختفى! .. سألت زميلتي الألمانية فيما إذا رأت ما رأيت .. أجابت: بلى .. إنه "ملك العفاريت" .. "Erlkö-;-nig" .. وأردفت: بأنّ الاحتمالية المئوية للقاء بملك العفاريت ضئيلة للغاية .. لعلها تتماثل مع احتمالية ربح الجائزة الكبرى لليانصيب الدوري أيام الثلاثاء في سوريا .. فتحت فمي استغراباً مثل طفل كبير ورجوتها تهجئة الكلمة كي أجد لها شرحاً مناسباً باللغة الأم ..

في عام 1782 كتب الشاعر الألماني غوته قصيدة "ملك العفاريت" .. تلك الأغنية البسيطة .. عندما سمع بقصة الفلاح الذي قطع مسافات طويلة في الغابات المظلمة في ليلٍ عاصف على حماره حاملاً وَلَده المَحْمُوم .. محاولاً إنقاذه والوصول به إلى الطبيب في جامعة "يينا" .. في الطريق ارتعبَ الطفل لاعتقاده الأكيد برؤية "ملك العفاريت" وبأن الملك يرجوه الذهاب معه كي تعتني به الأميرات وتغنجه .. يحاول الأب دون فائدة تهدئته وإقناعه بأن ما يراه ليس إلا وهماً أو ربّما سراباً و قد يكون الضباب .. وأنّ ما يسمعه ليس إلا حفيف الأشجار وأصوات الطيور .. يزداد هلع الولد .. يموت قبل وصول الأب إلى الطبيب ..

و"ملك العفاريت" هي التسمية المألوفة عند اختبار النموذج المصنّع والمطّور حديثاً من ماركة سيارات ما مثل مرسيدس بنز.. بي إم دبليو .. هيونداي موتور .. أوبل أو شيفروليه .. وهذه التسمية الإسقاطية تعود إلى عنوان القصيدة التي كتبها الشاعر غوته .. تم استخدام التسمية في الصحافة التي تتابع أخبار عالم السيارات والنماذج المراد اختبارها للمرة الأولى في بدايات 1950 وذلك عندما تم وصف أحد نماذج مرسيدس بنز المراد تجربته ..

نصل إلى البيت في الوقت الذي تخرج به جارتي كارين بسيارتها من الكراج .. زميلتي في الثلاثين من عمرها وكارين في الستين من عمرها وأنا حصيلة المتوسط الحسابي لعمريهما .. ألوّح بيدي لجارتي .. تفرمل سيارتها وتنزل منها وتأتي إلينا .. نتعانق ونتمازح، نضحك .. أقول لكارين فخوراً بما حدث معي وكأنني وجدت شيئاً مثيراً للحديث معها: لقد رأيت اليوم "ملك العفاريت"! .. ضحكت كارين وأجابت موجهة حديثها إلى زميلتي: إنه طفل كبير.

***** ***** ***** *****

أعلن بعض الوطنيين التقليديين بواسطة الفيسبوك الجميل عن انسحابهم "التنظيمي" واستقالتهم من المسمّى "طريق التغيير السلمي" لأسباب خاصة .. هذا وقد اعتذروا عن الإدلاء بأي تصريح لوكالات الإعلام المرئية والمقروؤة والمسموعة ..
إذا كنتم لا ترغبون بشرح الحالة والأسباب بطريقة حضارية .. فلما الإعلان الفيسوكي عنها؟ .. أما زلتم بسطاء ؟ ..

***** ***** ***** *****

أقول: "الألمان يتكلمون فقط اللغة الألمانية"

يقول أحدهم: هنالك مقولة تقول "الحياة أقصر من أن تضيعها في تعلم الألمانية" ما رأيك؟
أقول: "الحياة أقصر من سيقان إمرأة صينية .. وسيقان الصينية أقصر بكثير من سيقان الملوخية" .. إنّ تعلم اللغة الألمانية يطيل العمر والحياة ويقوّي الصحة الجسدية والفكرية .. ويقلل من تشكل تجاعيد الوجه والجبهة السورية.
يقول أحدهم: إذا كانت الألمانية كذلك، فما بالك بالروسية؟ (وليس مقصوداً السيقان ولا البندقية) ..

أقول: "اللغة الروسية ليست سوى أرملة من قش .. حياتها أقصر بكثير من سيقان إمرأة روسية أو من أخمص الكلاشينكوف الروسي"

يقول أحدهم: "حياتك بعد تعلم الألمانية ليست كما قبلها"

يقول أحدهم: اﻷ-;-لمانية أصعب لغة .. تأتي في المرتبة السابعة من حيث الصعوبة بين لغات العالم جميعها .. اﻷ-;-لمان أنفسهم يستصعبونها جداً ..
هلكتنا اﻷ-;-لمانية في هذا العمر يا رجل ..

أقول: "لهذا السبب ينبغي عليك إتقانها .. كي تعيد لك البهاء الضائع" ..

يقول أحدهم: أنا أحب اللغة الألمانية .. حيث إحدى الميزات المضافة لها أنها لا تعنى بأخبار قريش .. تستطيع أن تقرأ ألف صفحة متواصلة مع ضمانة أنه لا يرد ذكر سقيفة بني ساعدة ولا حرب البسوس ..

يقول أحدهم: "اللغة الألمانية من اللغات الجرمانية وهي قريبة جداً من اللغة الإنجليزية من الناحية الهيكلية" ..
ويقول نيلسون مانديلا ما معناه: "إذا حدثت الإنسان بلغة يفهمها فإن كلامك يذهب إلى عقله، أما إذا حدثته بلغته الأم فإن كلامك يذهب إلى قلبه".

***** ***** ***** *****



#علي_دريوسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حين يعانقك الكر في بسنادا
- الهِجْرَة مَرّة ثانية يا مَنْتورة
- سينما في بسنادا
- صباحك جميل أيها الرجل الأسود
- حَمِيمِيَّات فيسبوكية -25-
- حَمِيمِيَّات فيسبوكية -24-
- حَمِيمِيَّات فيسبوكية -23-
- حَمِيمِيَّات فيسبوكية -22-
- جميلة هي أمي
- حَمِيمِيَّات فيسبوكية -21-
- موعد مع السيد الرئيس
- حَمِيمِيَّات فيسبوكية -20-
- حَمِيمِيَّات فيسبوكية -19-
- حَمِيمِيَّات فيسبوكية -18-
- حَمِيمِيَّات فيسبوكية -17-
- حَمِيمِيَّات فيسبوكية -16-
- حَمِيمِيَّات فيسبوكية -15-
- حَمِيمِيَّات فيسبوكية -14-
- حَمِيمِيَّات فيسبوكية -14-
- حَمِيمِيَّات فيسبوكية -13-


المزيد.....




- سيطرة أبناء الفنانين على مسلسلات رمضان.. -شللية- أم فرص مستح ...
- منارة العلم العالمية.. افتتاح جامع قصبة بجاية -الأعظم- بالجز ...
- فنانون روس يسجلون ألبوما من أغاني مسلم موغامايف تخليدا لضحاي ...
- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...
- رواية -سيرة الرماد- لخديجة مروازي ضمن القائمة القصيرة لجائزة ...
- الغاوون .قصيدة (إرسم صورتك)الشاعرة روض صدقى.مصر
- صورة الممثل الأميركي ويل سميث في المغرب.. ما حقيقتها؟


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي دريوسي - حَمِيمِيَّات فيسبوكية -26-