أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - محمد الحنفي - التعلم- العمل أو العلاقة بين النظر و العمل......4














المزيد.....

التعلم- العمل أو العلاقة بين النظر و العمل......4


محمد الحنفي

الحوار المتمدن-العدد: 1340 - 2005 / 10 / 7 - 11:11
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


6) و إذا كان هذا نهج الطبقة الحاكمة في قيام التناقض السافر بين النظر و العمل . فما هي سبل التجاوز يمكن اعتمادها لإيجاد التناسب المناسب بين النظر و العمل في الواقع المغربي ؟
إن تجاوز التناقض بين النظر و العمل في الممارسة الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية و السياسية ليس رهينا بقرار فردي، هكذا، و الطبقة الحاكمة إن هي أرادت الإقدام على ذلك، فإنها لا تستطيع، لأنها هي نفسها رهينة بارتباطها بالرأسمالية العالمية. كما أنها رهينة بمصالح الطبقات المستفيدة من الاستغلال المادي و المعنوي. و لذلك نرى ضرورة اتضاح شروط اقتصادية و اجتماعية و ثقافية و سياسية نقيضة للشروط القائمة حتى يمكن إنجاز خطة تعليمية و خطة تنموية متناسبتان، تكون فيهما التنمية في خدمة التعليم، و التعليم في خدمة التنمية حتى ينسجم النظر مع العمل، و يزول التناقض القائم بينهما.
و لإنضاج الشروط الموضوعية النقيضة للشروط القائمة نرى ضرورة :
أ- إعادة النظر في البرامج الدراسية التي تقتضي تنقيحها من الفقرات التي تهدف إلى بناء أجيال مضللة بأدلجة الدين الإسلامي التي تقتضي انجرار تلك الأجيال وراء مؤدلجي الدين الإسلامي باسم إحياء التراث. و من الفقرات التي تجعل الأجيال مستلبة بالحداثة الغربية في المجالات الاجتماعية و الثقافية و السياسية، دون تمييز بين ما يتناسب مع الخصوصية المغربية و ما لا يتناسب معها، سواء تعلق الأمر بالتراث أو بالوافدين من الغرب، مع إغفال الجوانب التقدمية و الديمقراطية و المعرفية الحادة، و المفيدة للشعب المغربي و التي يزخر بها الوافد من الغرب، و مراجعة البرامج الدراسية يجب أن تستهدف ما يتناسب مع خصوصية المجتمع المغربي من جهة، و ما يفيد الشعب المغربي في مختلف المجالات الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية و السياسية، حتى يلتقى النظر بالعمل التقاء أبديا، و يأخذ الشعب المغربي طريقه إلى التطور الإيجابي الشامل.
ب- التركيز في العملية التربوية التكوينية على تنمية المواهب و القدرات في مختلف المجالات التي تقتضيها التنمية. لأن التعليم الذي يغفل الجانب التربوي الهادف إلى تقويم الشخصيات و تربية المهارات و اكتساب القدرات المختلفة، هو تعليم مختلف عندنا في المغرب و في مستوياته المختلفة. لذلك فإن البرامج المعدة لمختلف المستويات، و إعداد المدرسين، و تحديد الحصص، و عدد التلاميذ في الفصول الدراسية، يجب أن يستهدف بالدرجة الأولى تنمية المواهب و القدرات المتناسبة مع متطلبات التنمية الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية و السياسية حتى يدخل المغاربة التاريخ من بابه الواسع بجعل التربية و التكوين في خدمة التنمية، و ليصير المغرب فعلا دولة متقدمة اقتصاديا، و اجتماعيا و ثقافيا و سياسيا، لأنه حينها ستوجد أجيال بعقلية جديدة، و ممارسة جديدة لا تقبل بغير الحرية و الديمقراطية و العدالة الاجتماعية، و دولة الحق و القانون.
ج- ربط النظر بالعمل في الممارسة المغربية، لأن تربية المغاربة على ممارسة النفاق الاجتماعي يؤدي إلى قيام التناقض بين النظر و العمل. و محاربة الأمراض الاجتماعية مهما كانت – و التي تقف وراء شيوعها الممارسة الانتهازية في المجالات الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية و المدنية و السياسية، و التي تدخل في طبيعة البورجوازية الصغرى المريضة بتحقيق تطلعاتها الطبقية و التي تتنكر لكل شيء بما فيه كرامة الإنسان. فهي قد تنبطح من اجل الوصول إلى التموقع أمام الطبقة الحاكمة، و إلى جانبها- تعتبر مسألة أساسية و مركزية بالنسبة لربط العمل بالنظر. و إلا فإن ترسيخ الأمراض الاجتماعية و استمرارها، و اعتمادها لتحقيق التطلعات الطبقية سيكرس التناقض القائم بين العمل و النظر.
و لمحاربة الأمراض الاجتماعية التي تقف وراء قيام التناقض بين النظر و العمل، لابد من العمل على تحقيق حرية الأرض و حرية الإنسان الذي يعيش عليها، و لابد من تحقيق الممارسة الديمقراطية بمضمونها الاقتصادي و الاجتماعي و الثقافي و المدني و السياسي و الثقافي، و لابد من تمتيع جميع الناس بحقوقهم المختلفة كما هي في المواثيق الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان. مهما كان هذا الإنسان من اجل تحقيق العدالة الاجتماعية، حتى يتم القضاء و بصفة نهائية على الأمراض الاجتماعية و تنعدم شروط لجوء البورجوازية الصغرى إلى تكريس تلك الأمراض من اجل تحقيق تطلعاتها الطبقية، و يمتلك الناس وعيهم الطبقي الحقيقي الذي يؤهلهم للنضال من اجل تحقيق طموحاتهم في الحرية و الديمقراطية و العدالة الاجتماعية و العمل على حماية تلك الطموحات.
د- العمل على إيجاد سياسة تنموية شاملة بموازاة مع إعادة النظر في السياسة التعليمية، من اجل خدمة السياسة التنموية، لأنه بدون قيام سياسة تنموية شاملة في مجموع التراب المغربي، في القرى كما في المدن، و في الجنوب و في الشمال و في الشرق كما في الوسط و في الغرب حتى يحصل توازن بين جميع المناطق، و حتى تزول شروط قيام المغرب النافع، و المغرب غير النافع، المغرب المريض، و المغرب الصحيح، و حتى تزول شروط الهجرة من البادية إلى المدينة، و من الجنوب إلى الشمال، و من الشرق إلى الغرب. تلك الهجرة التي تساهم بشكل كبير في انتشار الأمراض الاجتماعية المختلفة، و في تكريس النفاق الاجتماعي بشكله الواسع، مما يؤدي إلى فرض قيام التناقض بين النظر و العمل. فقيام سياسة تنموية شاملة بموازاة مع سياسة تربوية تكوينية شاملة منسجمة مع الواقع الاقتصادي و الاجتماعي و الثقافي و السياسي، و في إطار قيام ديمقراطية حقيقية بمضمونها الحقوقي هو الضمانة الكفيلة بإزالة التناقض القائم بين النظر و العمل، و هو الذي يجعل المغاربة جميعا معنيين بالعملية التربوية التعليمية التي يجب أن تكون ملتصقة بالواقع المغربي في أبعاده المحلية، و الوطنية، و القومية، و الإنسانية، و معنيين أيضا بإيجاد تنمية متناسبة مع الواقع في أبعاده المختلفة أيضا لأن تناسب العملية التربوية التكوينية، و المشاريع التنموية مع الواقع هو الذي يقف وراء زوال التناقض بين النظر و العمل.



#محمد_الحنفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التعلم- العمل أو العلاقة بين النظر و العمل......3
- التعلم- العمل أو العلاقة بين النظر و العمل......2
- 1......التعلم- العمل أو العلاقة بين النظر و العمل
- الدساتير العربية و تكريس الطائفية.....6
- الدساتير العربية و تكريس الطائفية.....5
- الدساتير العربية و تكريس الطائفية....4
- الدساتير العربية و تكريس الطائفية.....3
- الدساتير العربية و تكريس الطائفية.....2
- الدساتير العربية و تكريس الطائفية.....1
- ضرورة الحذر من ممارسات البورجوازية الصغرى ...
- هل تنخرط أحزاب البورجوازية الصغرى في العمل على قلب ميزان الق ...
- الشروط اللازمة لاحترام إرادة الشعب المغربي...
- هل احترام إرادة الشعب المغربي حق إنساني؟ أم تاريخي؟ أم موضوع ...
- الانتخابات الجماعية و توفير الإرادة السياسية
- هل يمكن الحديث عن دستور عربي يحترم حقوق المرأة...؟! 2/2
- هل يمكن الحديث عن دستور عربي يحترم حقوق المرأة...؟! 1/2
- هل من مصلحة الرؤساء الجماعيين خدمة الشعب المغربي ؟!.
- ضرورة إنضاج الشروط المزيلة للحيف الجماعي في حق الشعب المغربي
- مناهضة المغاربة لاستغباء الرؤساء الجماعيين الأغبياء ...! ! !
- على هامش ما وقع في شفا عمرو:الإرهاب الصهيوني و الإرهاب الظلا ...


المزيد.....




- الهجمة الإسرائيلية المؤجلة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...
- أصولها عربية.. من هي رئيسة جامعة كولومبيا بنيويورك التي وشت ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- الشرطة الفرنسية تستدعي نائبة يسارية على خلفية تحقيق بشأن -تم ...
- السيناتور ساندرز يحاول حجب مليارات عن إسرائيل بعد لقائه بايد ...
- إعادة افتتاح متحف كانط في الذكرى الـ300 لميلاد الفيلسوف في ك ...
- محكمة بجاية (الجزائر): النيابة العامة تطالب بخمسة عشر شهرا ح ...
- تركيا تعلن تحييد 19 عنصرا من حزب العمال الكردستاني ووحدات حم ...
- طقوس العالم بالاحتفال بيوم الأرض.. رقص وحملات شعبية وعروض أز ...


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - محمد الحنفي - التعلم- العمل أو العلاقة بين النظر و العمل......4