حمزة الشمخي
الحوار المتمدن-العدد: 1340 - 2005 / 10 / 7 - 11:08
المحور:
حقوق الانسان
الجميع بإنتظار التاسع عشر من إكتوبر عام 2005 موعد البدء لمحاكمة طاغية العصر صدام ، وأن هذه المحاكمة ليست هي مجرد محاكمة لشخص الدكتاتور بحد ذاته فقط ، بل هي محاكمة لحقبة تأريخية دموية ومظلمة في تأريخ العراق الحديث ، والتي إمتدت من تأريخ إنقلاب حزب البعث في السابع عشر من تموز عام 1968 الى يوم سقوط الدكتاتورية وهزيمتها في التاسع من نيسان عام 2003 .
هذه المحاكمة التي ستضاف الى إرشيف المحاكم الشهيرة للدكتاتوريين والفاشيين والعنصريين .. الذين حاكمتهم شعوبهم بعد الإطاحة بهم بالقوة ، وكشفت كل ملفاتهم الإجرامية السرية بحق الإنسان والوطن ، ومنهم الجلاد صدام الذي سيقف أمام القضاء العراقي العادل . ليكشف ما يمكن كشفه من جرائم وحشية وذلك من خلال إعترافاته العلنية أمام الجميع .
ولكننا نريد من هذه المحاكمة أن تكون محاكمة عادلة وعلنية لكشف كل جرائم وإرهاب وحروب وحماقات الدكتاتورية ، التي أوصلتنا الى هذه الحالة التي نحن فيها .
حيث نكتشف بين الفترة والإخرى المزيد من المقابر الجماعية ، ونبحث عن المفقودين والمغيبين بين ما تبقى من إرشيف وملفات الدكتاتورية المجرمة ، إضافة الى تواصل العمليات الإرهابية ضد العراق والعراقيين والتي يقوم بها ما تبقى من أزلام النظام الدموي المنهار المتحالفة مع العصابات الإرهابية الدولية ، من أجل إيقاف وتخريب العملية السياسية العراقية وعودة العراق الى زمن الدكتاتورية والإرهاب والحروب .
أن صدام وزمرته لا يمثلان أشخاصهم فقط ، بل إنهما مؤسسة سياسية وحزبية وعسكرية أمنية قادت العراق كل هذه السنوات التي لا يمكن أن تنسى ، لأن آثارها المأساوية لا زالت باقية في كل بيت عراقي ، إضافة الى ذلك أن الدكتاتورية الصدامية تجاوزت العراق بإرهابها وحروبها العدوانية الى دول الجوار ومنها إيران ودولة الكويت الشقيقة التي تعرضت الى الغزو والعدوان وتشريد أهلها وتخريب وطنهم ، وأن هذه الدكتاتورية التي كانت تقدم نفسها من المناصرين لفلسطين وتحريرها قد إغتالت الكثير من القادة الفلسطينيين وفي أماكن مختلفة من العالم .
أن ما كشف لحد الآن هو القليل والقليل جدا ، من أعمال الدكتاتورية وجرائمها التي حولت كل العراق الى سجن ومقابر وساحات إعدام لكل من يرفض أو يعارض السياسات العدوانية الحمقاء للنظام الدموي المهزوم ، فلذلك نريد أن تكون هذه المحاكمة محاكمة لمؤسسة ونهج ، وليس لشخص المجرم صدام فقط وأعوانه الآخرين .
#حمزة_الشمخي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟