أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عزيز الخزرجي - نقد ألنّص ألديني:














المزيد.....

نقد ألنّص ألديني:


عزيز الخزرجي

الحوار المتمدن-العدد: 4840 - 2015 / 6 / 17 - 20:41
المحور: الادب والفن
    


نقد ألنّص ألدّينيّ:
علّة الجّمود و الأنحطاط الفكريّ ألأسلاميّ و بآلتالي الحضاري و المدني يرجع لكيفية التعامل مع (المقدس) و إنحسار نقد الأفكار و النّصوص الدّينية إلى حدٍّ بعيد لدرجة تحريمها, بل البعض أدخل في الاسلام ممارسات و عادات هندوسية و إعتبروها طقوس عبادية مقدسة!

في الفلسفة الغربية مع التحفظ على مدى جدواها في تحقيق العدالة الأجتماعية؛ مفهوم " النقد " عندهم, يسري على كلّ نص و مقولة، بمعنى؛ (أنّ كلّ نصٍّ خاضع للنقد و لو كان "إلهي" مقدّس )، فهل نفعل هذا كمسلمين للنجاة و التّحرر من القيود الإستعمارية و آلعادات العشائرية و التقليد الأعمى و تقديس الجهل و التراكم التأريخي و الفقهي الذي وصلنا من رجال لا نعرف حقيقة أكثرهم و دواعي نصوصهم و ثقافات لا نعلم غاياتها و منابعها؟

يعني إنّ العقل هو المعيار و المعين و المرشد للصالح و الطالح عند الذين نسميهم بـ "الكُفار"!

و عندنا العادات و الأوهام و التقاليد العشائرية و القوانين الجاهلية ألمقدسة هي المعيار و الشرف و الدّين!

إن بعض الأدعية و الأحاديث و بسبب الأسانيد و النقل الخاطئ تمّ فيها درج حتى كلمات خاطئة لغوياً و إعرابياً في نصوصها و نسبت للمعصومين(ع), و إن فقهاء المسلمين رغم علمهم يتحرّزون من تغيرها أو تصحيحها لكونه بنظرهم تلاعباً و تجاوزاً على المقدسات و لا يجوز تغييره, بل التعبد بها على الشكل الذي وصلنا!

أمّا قضية الأجتهاد الذي تمّ غلق بابه لدى أكثر مذاهب المسلمين خصوصاً السُّنة منهم لجهلهم و سلفيتهم المقيتة بدعوى سيرهم و ثباتهم على خط السُّنة التي أوردها الصّحاح و نقحها اصحاب المذاهب الأربعة؛ (الشافعية و الحنبلية و الحنفية و المالكية), لذلك لا يجوز نقد أو تجاوز أو تغيير تلك آلمسائل و آلأحكام المقدسة التي وردت فيها, و إنّ الفاعل يعتبر خارجاً و منحرفاً عن الأسلام و قد يجوز قتله بنظر أكثرهم!

و أما الشيعة فإن الأجتهاد الحقيقيّ قد تجمّد عند أكثر فقهائهم أيضاً, خصوصاً التقليديون منهم, بعد ما إعتقدوا بأنّ آلإسلام و تكاليف العباد تتحدّد بآلعبادات و المعاملات الشخصية و إن العمل بأحكام الرسالة العملية(الشخصية) العباداتو المعاملات مجزئ و مبرئ للذمة!

بيد أن جلّ الأحكام العبادية و المعاملات الشخصية تم بيانها تفصيلاً قبل 14 قرناً, و إنّ (الحوادث الواقعة) – أيّ الأمور السّياسيّة و الأقتصاديّة و التربويّة و العلميّة و التكنولوجيّة و آلأدارية و غيرها هي السّاحة الحقيقيّة ألمستجدّة مع تطور العقل و مرور الزمان, و هي التي عناها الأمام الحجة(ع) في توقيعه المشهور و ليست الأحكام العبادية الشخصية ألثابتة تقريباً!

كما إنّ الأخلاق و قيم العدالة الأجتماعية لا يُمكن أن تُطبق و تُصان في مجتمع ما.. من دون تفعيل الحوادث الواقعة طبق الأحكام و المصادر الشرعية التي توجه الأنسان نحو الله و قيم السماء العادلة, و هي بآلمناسبة أربعة:
القرآن و السنة و الأجماع و العقل الذي هو الحكم النهائي على المصادر الثلاثة الأولى يضاف له مستجدات الواقع و ضروراته!

كما لا يجوز إطلاقاً تفعيل ذلك – أي الحوادث الواقعة - بترك الأمور خصوصا النظام الأجتماعي و هو الأهم للفاسدين و اللادينيين ألذين يحكمون بمجرد عقولهم القاصرة و بغير ما أنزل الله و بحسب أهوائهم و آرائهم و مصالحهم المادية و الحزبية و اللوبية التي ترتبط بآلمنظمة الأقتصادية العالمية ألتي تسيطر على كل شيئ في العالم, و كما هو حال الأنظمة الديمقراطية الليبرالية و جميع الحكومات المدنية الحديثة التابعة لهم و التي دمرت السلام و آلأمن العالميين بعد ما سمحت و شرّعتْ كلّ أنواع الجشع و الأستغلال و الوسائل أللاشرعية الغير الأنسانية للكسب الحرام لتضخيم رؤوس الأموال بلا حدٍّ و حدود, و بأيّة وسيلة ممكنة, لأن الغاية تبرر الوسلية عندهم, بما فيها تأجيج الحروب و قتل الشعوب و تدمير الأمم كوسائل لضمان و سرقة حقوقهم و منابع الخير و القدرة منهم!؟

لقد تجلى ذلك بعد تثبتهم على مبدء هنغتون و فوكوياما و غيرهم من الذين ليس فقط فصلوا الدين عن السياسة؛ بل أنكروا جميع الحضارات و الثقافات ألعالمية إلّا الغربية, متوقعين و متأملين إنتصار ألعولمة الساحق في المستقبل القريب!

و تمكنتْ من تصفية و إختيار جميع حكومات العالم التي تناسبها بإستثناء الحكومة الأسلامية و معها المقاوميين, و لهذا جاءت عمليات 11 سبتمبر مع بدء الألفية الثالثة لدخول أفغانستان و العراق و المنطقة ثم خلق (داعش) بعد سلسلة تطورات كتمهيد لمحاصرة الجمهوريّة الأسلاميّة و تدمير كل شيئ, و في مقدمتها إنهاء المقاومة و آلقضاء على الدّولة الأسلامية التي أيقضت مستضعفي العالم من سباتهم بعد ما فعّلَتْ مبادئ الأسلام على أرض الواقع و أعادت الأمل للمستضعفين للوقوف بوجه الظالمين في الأحلاف و المنظمات الأستكبارية لأسترداد حقوقهم و أراضيهم المغتصبة!

و لهذا فإنّ نجاتنا و خلاصنا في الدارين هو من خلال تفعيل حدود الأسلام و تطبيقه عبر نظام الحكم – و هذا هو الحدّ الفاصل بين الدّين الحقيقي ألذي يؤمن بآلتمحيص و النقد و العلم و التكنولوجيا لتحكيم العدالة في الحوادث الواقعة .. و بين الدّين التقليدي الذي يُحرّم النّقد و الشك و التكنولوجيا و بآلتالي إقامة الحدود, و هذا هو الدين العرفي الذي تطبّع عليه و للأسف اكثر الفقهاء المسلمين ألتقليديين لجهلهم بروح الأسلام و غاية القرآن و الرّسالات السّماوية و المشتكى لله!
عزيز الخزرجي



#عزيز_الخزرجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فضائح وهابية أكبر من هدم الكعبة!
- نداء أخير للوهابية الصهيونية ..
- رؤية علمية لما بعد المعاصرة
- نداء للأرهابيين!
- أ لم يئن للذين ظلموا الأقتداء بآلموالين؟
- نصب الحرية-باب الشرق-
- حقيقة المليشا العراقية
- بداية نهاية آل سعود!
- بيان هام بمناسبة السنة الميلادية الجديدة2015
- الشهيد الصدر؛ فقيه الفقهاء و فيلسوف الفلاسفة(الحلقة السابعة) ...
- قصتنا مع الله(4)
- القضاء على الأرهاب الباطن قبل الظاهر!
- معيار العدالة في النظام الحاكم!
- إزاحة المالكي قرار أمريكي نفّذهُ الأئتلاف!
- بين رُؤيتين!
- أي إنتظار طلبه العراق من الأدرن؟
- و إنتهى صوم عام 1435ه!
- في ذكرى شهادة الكون: حقيقة علي بن أبي طالب على لسان فلاسفة ا ...
- معاقبة دول الخليج داعشياً لتقاربها مع إيران
- ألتجسيم في المدرستين؛ بين مقايس السماء والأرض!


المزيد.....




- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...
- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...
- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
- على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس ...
- الشاعر ومترجمه.. من يعبر عن ذات الآخر؟
- “جميع ترددات قنوات النايل سات 2024” أفلام ومسلسلات وبرامج ور ...
- فنانة لبنانية شهيرة تتبرع بفساتينها من أجل فقراء مصر
- بجودة عالية الدقة: تردد قناة روتانا سينما 2024 Rotana Cinema ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عزيز الخزرجي - نقد ألنّص ألديني: