أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وسام غملوش - المعركة الكبرى والتدمير الذاتي















المزيد.....

المعركة الكبرى والتدمير الذاتي


وسام غملوش

الحوار المتمدن-العدد: 4840 - 2015 / 6 / 17 - 16:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لدى حزب الله قناعة بزوال اسرائيل على عهد امينه العام السيد حسن نصرالله، وهي ليست مجرد حلم، ومما يزيد هذه القناعة هو تحقيق بعض الامور التي تنبأ بها الامام علي (ع)، او ساعد على ظهورها الامريكي لتكملة الفيلم ،فبعض الصدف مصطنعة.
ففي الوقت الذي يرى فيه المرابي الماسوني، والامريكي، استدراج حزبالله خارج لبنان وانهاكه ومن ثم القضاء عليه، يرى حزب الله في هذا الخروج تاكيدا على قناعته، حيث يصبح اقرب من المعركة الكبرى التي يحلم بها، وكأن القدر يفتح له الطريق وهو عليه فقط المسير فيه.
وربما يسال سائل ما: لماذا يريد الامريكي والماسوني الاجهاز على حزب الله خارج لبنان؟ اقول ومن وجهة نظري: لان لبنان من الدول التي تحظى برعاية ماسونية امريكية عالية، وذلك بسبب الكم الهائل من المنتسبين لهذه المنظمة، ان كان سياسيين، اوعلى كل الصعد، اضف الى ذلك بعض الاهتمام السعودي حفاظا على بعض الممتلكات، اضف الى ذلك ان المتضرر الاكبر من خراب لبنان هما الطائفتين السنية والمسيحية، اضف الى ذلك والاهم.. ليس هناك اي فائدة من خرابه، لذ فهو مازال بعيدا عن الانفجار، لذلك سيسعى هذا الراعي لتحييد لبنان عن اي معركة تهدد استقراره، وإعادته باغلبية حاكمة لتحت مظلته ،لذلك وجب التالي:
استدراج حزب الله الى خارج لبنان، وترسيخ قناعته انه خرج بملاء ارادته، ولكن الامريكي كان كمن وضع الجبنة، وراقب كيف ستجتذب الفأر، وهو يعلم ان الفأر لا يستطيع ان يقاوم اغراء الجبنة، لذلك ذهب حزب الله خارج الحدود، وسيزيد من انتشاره في المراحل المقبلة بكثرة على الاراضي السورية، وتجهيز مواقع ثابتة لشن هجومات صغيرة على الجولان في بادئ الامر، ولكن هذا ليس المقصود وربما لن يحدث في الوقت القريب، رغم ان الحزب مقتنع بتحرير الجولان بنفس السناريو الذي اتبعه في الجنوب، ولكن سيرى فرصة افضل لمعركة اكبر، وسينتظر اكثر ،ويتهيأ لوقوعها.
وبما ان المناطق الذي سيدخلها حزب الله في الجانب السوري هي اماكن مدمرة او خالية، ستصبح مع الايام هي مناطق آمنة له، وله فيها حرية اكثر، مما يخوله ان يزيد عدد قواته ومعداته، وبما ان المساحات شاسعة، وستتسع مع الايام، سيلزم حزب الله زيادة عدد جنوده الى ان يصل يوما ما ليكون باكثر من نصفه في تلك المناطق، ومما سيعزز هذه الفكرة لديه انه اذا اراد ان يخوض حربه مع اسرائيل سيخوضها من دون ملامة من احد، ومن دون ان يتسبب بتدمير مدنه وقتل شعبه، اضف الى ذلك القناعة المفرطة لدى حزب الله في تحرير فلسطين في عهد السيد حسن كما ذكرت، وطبعا هذه القناعة هي متناغمة مع الايراني. وما يحصل في ميدان المعركة هو ما يحدد مسار المخطط السياسي.
فكل ما جرى هو مخطط مدروس، فبعد تدمير سوريا الحليف، ياتي دور الرديف، وهو حزب الله، وبعدها لربما يكتمل الفيلم باستدراج الاساس ،وهي ايران، ولكن ليس لتدميرها كليا، وانما لانهاكها، ولكن في اكثر الاحيان تجري الرياح بما لا تشتهي السفن.
فالعصفروين الذي اراد الغرب ان يسقطهما بحجر واحد، هو لن ينجح في اسقاطهما معا، والعصفورين هما:
اولا والاهم والذي نجح فيه، هو تخريب العالم العربي و الاسلامي، ونشر الفوضى، وبيع السلاح، والاستلاء على خيراته، ونهبه، وتدمير موروثه الحضاري، ولتدمير موروثه الحضاري قصة لها ابعادها عند الامريكي وبعض حلفائه، لكن هذا ليس ما نريد التوسع فيه الان، بالاضافة الى وقف الانتاج النفطي عند بعض الدول، والاستلاء على نفط اخر كليبيا والعراق.
ام الامر الثاني وهو: تدمير قوى الممانعة التي رغم صغرها لكنها شوكة في خاصرته وخاصرة اسرائيل لتستكمل الهيمنة العالمية باكبر قدر ممكن على هذا الكوكب، وهنا سيفشل، لانه راهن على التدمير الذاتي، فالعربي او المسلم يستطيع ان يدمر نفسه، لكنه لايستطيع ان يدمر من لا يريد ان يُدمر بمعنى القضاء عليه نهائيا، وهنا لن تجري الرياح بما تشتهي السفن، وسيطول عمر الفوضى وتتمدد، فنحن امة نتقن فن التدمير الذاتي.
ان الغرب الامريكي والمرابي الماسوني اراد استدراج الحزب الى سوريا واعطائه مساحات شاسعة كما ذكرت ربما تصل الى حد ان تستوعب جميع عناصره، وحينها اما ان يتم الاجاهز عليه بطريقة مباشرة، او انهاكه بحرب طويلة، ولكن حسب تصوري ان الحزب سيستدرك الامر، ويحصر توسعه في مناطق يستطيع من خلالها الحفاط على جهوزيته وعدم بعثرت قوته على مساحات تقصم ظهره، لذلك نرى الان ان الايراني تدخل ليغطي هو بعض المساحات حتى لا تضيع قوة الحزب في توسع اكبر من حجمه، وهذا ما يجعل الرياح تجري كما لا تشتهي سفن الامريكي.
والخيارات لدى الغرب دائما موجودة، لكن تدخل القوة العسكرية العربية كما في اليمن، هذا ما لا يريده حاليا، لان معركة كعاصفة الحزم على سوريا من دول عربية للقضاء على حزب الله نهائيا هذا ما لايريده الغربي والاسرائيلي بالذات في هذه المرحلة، حتى لا تسقط سوريا كلها وتصبح للاصوليين. لذا سيستمر في تقوية الاصوليين حتى يصبح لدى القوى الاصولية القوة اللازمة لانهاك حزب الله ومن يسانده، لامد طويل.
و هذا سيحتم في الوقت نفسه انشاء معارضة جديدة تتمتع فقط بانتماء وطني بعيدة عن الاصولية، وهي من تكون مخولة للحكم، وهذا بعد ان يتم انهاك حزب الله والجماعات الاصولية بعد معارك دامية وطويلة ربما تمتد سنوات، وبعد ان يتم انهاك الطرفين تتدخل عاصفة الحزم العربية للقضاء على الارهاب من كلا الطرفين ،ليتم تسليم سوريا لفئة جديدة تكون تحت مظلة العربي والامريكي، لينتهي عهد من الفوضى الخلاقة، ولكن هذا بالنسبة للغربي وليس للعربي، ولكن ليس دائما تجري الرياح كما تشتهي السفن.
ولكن عصر الفوضى لم ينتهي بعد، والفوضى هي كمن يفجر سد من المياه لري بعض الاشجار، لكنه لن يستطيع ان يحدد من ستصمد ومن ستقتلع.
وكما هو ظاهر لحالات التخريب العربي، فإن اغلب الدول العربية لن تنجوا في المستبقل من الفوضى، باستثناء الاوفر حظا ،وهما: ربما الامارات وقطر، وذلك بسبب التناغم مع الغرب وقلة المساحة، ومحدودية الانتاج .
ففي الفترات الذي سينشغل فيها العربي بما يدبر له من خراب وتدميير وفوضى على يد المجموعات التي اصبحت مقتنعة بالتغيير، ولم يعد مجرد مخطط غربي، هنا ستفلت الامور من ايدي الحكام العرب، وسينقلب السحر على الساحر، وستقض مضجعه الحركات التغييرية، وستضرب الفوضى الجماعات الاصولية التي تمول من بعضهم، وستتشعب الامور وتكثر القيادات، وتتعدد القناعات، وذلك بسبب تقليص الدعم المادي، وحينها تأتي نقطة الصفر لدى حزب الله وحليفه الايراني لفتح معركة مع اسرائيل ،ولكن الحرب ستكون واجهتها حزب الله وحركات المقاومة، وليس ايران.
وبما ان الحزب مقتنع كما زكرت بالحرب النهائية مع اسرائيل سيرى هذا الخيار فرصة له وعليه ان يستغلها مع ما تبقى من سوريا وما يوجد من مقاومة في فلسطين، بالوقت الذي لن يبقى امام الامريكي الا تجييش العرب على التدخل عسكريا في سوريا، مراهنا على ارتكاب حماقة ايرانية تزيد من حدة الحرب ،واعادة البوصلة فقط للتخريب على الصعيد العربي والاسلامي، لكنه سيفشل في هذا الرهان كما فشل حين راهن على التدخل الى جانب الحوثيين في اليمن .
ولان قوة التحالف العربي لن تبقى كما هي الى حينها، فالاستنزاف المادي الذي يقض مضجع العرب بسبب الحروب، وهبوط سعر النفط، سيمنع العرب من اعادة تعويم فكرة الحرب، ولان حزب الله اصبح لديه العدد الكافي من المقاتلين، وهو ربما بنفس عدد الجيش الاسرائيلي، حين يعلن التعبئة العامة، ولديه حلفاء على جبهات اخرى، وبما ان الحدود اصبحت اكثر قربا، ومتعددة الجبهات، اصبحت الحرب اسهل على حزب الله، واصعب على اسرائيل، وحين تقع الواقعة لن يحرك الامريكي ساكنا لنجدت اسرائيل، فلديه البعبع البديل للعرب، وهي ايران، ولا تكلفه اي جهد، لا مادي ولا سياسي كما ذكرت في مقال سابق، وكما يقال لربما( قُدّر على اليهود دائما الشتات وقدّر على العرب النكبات ).
وايضا يقال :(تستطيع ان تشعل حربا لكن لن تستطيع ان تعلم كيف ومتى ستنتهي)
فنحن امة نموّل حروبنا ضد بعضنا، والمخطط غربي ،ينفذها ساذجوا هذه الامة ويقحموا فيها عاقلوها.





#وسام_غملوش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فلتبقى اميرتي نائمة
- في موتها حرية مُرّة
- ملكٌ وأنثى
- جدّف بمجاذيف الاقدار
- افكار للتشويش (الجزء الثاني)
- احبذ لقاءك ليلاً
- لبنان المضحك المبكي
- ابتسم بوجل في وجه القدر
- اياك ان تمضي بعيداً.. قالت
- دولة داعش العدو الجديد بدلا من اسرائيل
- نحن ومن في الوجود الهة وشياطين
- في انوثتها شعوذة
- ..طريقا للعروج
- قولي للذي احبك ببطء
- حتى لا تموت بملل
- خطيئة النبي والانسان السوي
- تمهلي في المسير
- عشوائية جميلة
- كيف ستنتهي الرحلة
- مقايضة مع القدر


المزيد.....




- لافروف يتحدث عن المقترحات الدولية حول المساعدة في التحقيق به ...
- لتجنب الخرف.. احذر 3 عوامل تؤثر على -نقطة ضعف- الدماغ
- ماذا نعرف عن المشتبه بهم في هجوم موسكو؟
- البابا فرنسيس يغسل ويقبل أقدام 12 سجينة في طقس -خميس العهد- ...
- لجنة التحقيق الروسية: تلقينا أدلة على وجود صلات بين إرهابيي ...
- لجنة التحقيق الروسية.. ثبوت التورط الأوكراني بهجوم كروكوس
- الجزائر تعين قنصلين جديدين في وجدة والدار البيضاء المغربيتين ...
- استمرار غارات الاحتلال والاشتباكات بمحيط مجمع الشفاء لليوم ا ...
- حماس تطالب بآلية تنفيذية دولية لضمان إدخال المساعدات لغزة
- لم يتمالك دموعه.. غزي مصاب يناشد لإخراج والده المحاصر قرب -ا ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وسام غملوش - المعركة الكبرى والتدمير الذاتي