أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد حسن يوسف - كراهية غير موضوعية لسياد بري 2















المزيد.....

كراهية غير موضوعية لسياد بري 2


خالد حسن يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 4840 - 2015 / 6 / 17 - 15:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الرئيس الصومالي محمد سياد بري عبدالله, والذي قدم إلى الحكم عبر إنقلاب موصوف بالأبيض, رغم أنه ليس هناك إنقلاب أبيض أو أسود(دموي), في عرف نتائج السياسة, في 21 أكتوبر 1969, وفي ظل حكمه وبعد رحيله من الحكم والحياة ذاتها تحدث عنه الصوماليين وغيرهم الكثير, ووصف بما كان له وما لم يكن له, وفي هذا الجزء الثاني من هذه المقالة العابرة, أود أن أشير إلى عدة محطات رأيت أهمية تناولها ومن باعث الإشارة إلى الحقيقة التي يعمل الكثيريين إلى محاولة طمسها لبواعث شتى.

سياد بري والتوجه نحو الأممية الاشتراكية

بالعودة لتاريخ الرئيس الصومالي محمد سياد بري, تؤكد الدلالات على أنه لم يكن كعسكري أو سياسي ذو توجهات يسارية, فالرجل كان قد عمل مع أثنان من الجيوش الاستعمارية في الصومال(الإيطالي والبريطاني), حيث كان قد التحق في الجيش الإيطالي وبعدها التحق مع الجيش البريطاني, ثم عاد أدراجه والتحق مجددا بالجيش الإيطالي, وهو ما يستشف منه أنه كان مجرد جندي وضابط صغير مرتزق وعلى شاكلة الآف من الصوماليين الذين عملوا في خدمة قوى الاحتلال الأوروبي خلال الفترة ما بين 1920 - 1960, وخلال العقد الأخير من التواجد الاستعماري تم تأهيل الكثير من العسكريين الصوماليين للقيام بضرورات مرحلة الدولة الوطنية بعد رحيل الاحتلال.

ومع وصول اللواء محمد سياد إلى الحكم في عام 1969 وتكريس سلطة المجلس الأعلى للثورة(العسكري), أتجه اللواء ورفاقه العسكريين للإستعانة بذوي الكفاءات التعليمية من المدنيين, ونظروا حولهم فوجدوا مجاميع من المثقفين والمتخصصين الشباب, والذين تراوحوا في خلفياتهم الثقافية ما بين الولايات المتحدة الأمريكية,بريطانيا,إيطاليا,والاتحاد السوفيتي, وأستطاعوا أن يستوعبوا كل الذين أظهروا رغبتهم في التعاون والإنخراط مع النظام الجديد من هؤلاء, بينما أستبعد الكثيريين من رافضي التوجه الجديد, وأنتهى من تم استيعابهم بما عرف كسكرتارية من وزراء,نوابهم,وكلاء الوازرات(مدراء العموم) وكان أغلب هؤلاء الأخيريين من الدماء الجديدة.

ونظرا لكون أن النظام الصومالي كان قد وجد ذاته موضوعيا مرحبا به بما فيه الكفاية, انطلاقا من رفض الغرب لميثاقه المعلن والذي كان أشار بوضوح بتوجهه القومي وتحرير الأراضي الصومالية من دول الجوار الأفريقي وفرنسا في جيبوتي, واسثياء الغرب من مجيئ الإنقلاب والذي جاء على حساب الحكم المدني الديمقراطي في الفترة 1960 - 1969 لاسيما وأنه كان متناغما مع الفلسفة السياسية الراسمالية رغم وجود سياسة الحياد الإيجابي التي عهدتها الجمهورية الصومالية في تلك الفترة.

دور النخبة في قرارات سياد بري

ونظرا لتلك الظروف والمعطيات السياسية ورغبة العسكر في الاستمرار سياسيا وتوطيد أركان حكمهم الشمولي, فإن النخبة السياسية ذات التوجهات الاشتراكية, أتجهت لدفع النظام نحو منظومة الدول الاشتراكية وأصبحت بذلك صانعة سياسات القادة العسكر, وفي هذا المسار تم استبعاد كوادر حزب الصومال الكبير ذو التوجه الاشتراكي والذي سبق تأسيسه مرحلة قيام الدولة الصومالية والذي كان الكثير من أعضائه أمتداد تاريخي لحزب جامعة الشباب الصومالي(الحزب الذي لعب الدور الأساسي في استقلال الصومال), والخلاف بين قيادات حزب الصومال الكبير وبين المجموعة العسكرية كانت تتمحور في اطار قضية الديمقراطية, حيث كان الحزبيين يرون بضرورة عودة الحياة الديمقراطية والتعددية الحزبية, بينما رأى العسكر في تكريسهم لنظام سياسي شمولي الأيديولوجية وضرورة تربعهم على عرش السلطة, بينما كان القاسم المشترك بين الطرفين مثمتلا في روح القومية الصومالية وإعادة تكريسها سياسيا.

ولكون اليسار الصومالي القديم كان ذو أبعاد فكرية اشتراكية حقيقية في مقابل عناصر اليسار الجديد ممن تماشوا مع ولاسيما حديثي العهد الفكر الماركسي, فقد أراد الأخيريين أخذ مواقع اليسار القديم وتصدر واجهة النظام الجديد, مراهنيين على حاجة النظام للاستمرار والحصول على السلاح السوفيتي تحديدا والرغبة في تحجيم التيار الديني والذي رأوا فيه كأحد خصوم المرحلة رغم تواضع قدراته أنذاك.وفي ظل كل تلك الحسابات والمعطيات المتقاطعة وجد الرئيس الصومالي محمد سياد بري ضالته المنشودة في تثبيت أركان حكمه, وفي ظل بلد كصومال تستند حياته السياسية لتوازنات القبلية والجهوية وهو ما كان عليه واقع البلد في المرحلة الديمقراطية ذاتها, خاصة وأن الرئيس سياد بري, لم يكن بصاحب ظهير قبلي يساعده في ظل حضور نخب قبلية أكثر قوتا من دائرة قبيلته مريحان Marexaan.

فكان الخيار الأيديولوجي خير غطاء اجتماعي له وهو ما أثبتته الأيام, وإن عاد بعد فترة إلى الجذور القبلية بعد أن أستنفذ ورقة الأيديولوجية وفي ظل رفع خصومه السياسيين الخيار القبلي بعد أن عجزوا عن مواجهة نظامه انطلاقا من قواعد اللعبة السياسية التقليدية نظرا لقوة النظام الشمولية وحصوله على الدعم الخارجي وتحديدا السوفيتي,الإيطالي والمصري.

وبتالي فلا يمكن القول أن الرئيس محمد سياد بري كان قد توجه نحو المنظومة الاشتراكية مفردا وبقرار كان قد قطعه بصورة شخصية, بل أن كل تلك المعطيات التاريخية كانت قد صاغت رغبته تلك, وقد وجد فيها تطلعاته وأستطاع أن يسخرها لحسابات الخاصة, كما أنه في حال إمكانية النخب السياسية التي كانت على خصومة مع النظام والذي كانت تشكل كجزء منه, في حال تحقق إنقلابها على الرئيس سياد بري, لا شك أنها كانت ستسلك المنحى الأيديولوجي ذاته والذي كان النظام قد أنتهى إليه, حيث أن جمهورية الصومال الديمقراطية كانت في ظل ارتباط سياسي عضوي مع المعسكر الشرقي خلال الفترة 1970 -1977.

التشابه والاختلاف بين سياد بري والمعارضة الصومالية

ومن دلالات واقع المعارضة الصومالية أن قوى سياسية صومالية عديدة كجبهة الخلاص الوطني قد أختارت المنحى الاشتراكي عند اندماجها في الجبهة الديمقراطية لإنقاذ الصومال مع كل من الجبهة الديمقراطية لتحرير الصومال وحزب الشغيلة, ولم ترفض الحركة الوطنية الصومالية في أن ترتبط بعلاقات قوية مع أنظمة يسارية وقومية ذات طابع شمولي ممثلة في إثيوبيا,اليمن الديمقراطي وليبيا, في سبيل الحصول على الدعم رغم رفعها لشعار التوجه الديمقراطي, وبعد استثناء كل من الجبهة الديمقراطية لتحرير الصومال وحزب الشغيلة, فإن تلك القوى الأخرى كان تمثل خليطا من التناقضات السياسية والفكرية المتابينة وبنى اجتماعية بدائية قائمة على الرابطة القبلية وفي السياق ذاته جاء المؤتمر الصومالي الموحد.

فالأداة الأيديولوجية التي حسبت كمأخذ على نظام الرئيس محمد سياد بري, شكلت مطلب العديد من قوى المعارضة الصومالية, إلى أن الفارق الجوهري بين النظام وتلك القوى, هو أنه أراد أن يستمر في اللعبة السياسية لمصلحته الخاصة أولا وأخيرا, وما يؤكد ذلك أنه خاض الحرب مع إثيوبيا عام 1977 في ظل رفض الاتحاد السوفيتي لذلك الحدث التاريخي ورفض التصالح مع إثيوبيا وإيجاد تسوية تتماشى مغ رغبات السوفيت في ظل وجودهم في الصومال, وأنتهى الأمر به أن قطع العلاقات مع موسكو بجرأة رغم حاجة الصومال أنذاك لسوفيت.

وجملتا تؤكد المؤشرات أن الرئيس سياد بري لم يكن صانع السياسات في الصومال بقدر ما كان ممسكا بأدوات السلطة, وأستطاع خلالها أن يتجاوب مع أطروحات هذا الفريق أو ذاك كما كانت تملي عليه متطلبات استمرار حكمه من أيديولوجية,المحاور الإقليمية,العصبية القبلية وإشغال رجاله ببعضهم وكل تلك الأدوات وغيرها من ثرات الأنظمة الشمولية والتي يثمتل جل ما تنشده هو بقائها وتشبتها في الحكم.



#خالد_حسن_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل أغتال الشباب سلفادور كولمبو؟
- الانفصال يعيق الدور الإنساني
- كراهية غير موضوعية لسياد بري
- الصومال وجدل الفيدرالية والمركزية 2
- الصومال وجدل الفيدرالية والمركزية
- الحوار المتمدن وأفق العمل
- لا تنتسبوا إلى القادم إليكم..3
- هل البدوي نصف رجال؟
- وصية جون كيري في القرن الإفريقي
- الاسلام السياسي والمنطلقات الغير مشروعة2
- الاسلام السياسي والمنطلقات الغير مشروعة1
- نعم اليمن: درب البطولات
- الصومال وحرب عاصفة الحزم
- لا تنتسبوا إلى القادم إليكم..2
- سوريين وصوماليين.. يقعون فريسة التعصب!
- لا تنتسبوا إلى القادم إليكم..1
- فنانيين صوماليين.. المسيرة والاعتزال 1-2
- حوار مع الدكتور عمرو محمد عباس محجوب حول الشأن اليمني
- اليمن والأفق الديمقراطي البديل
- الدارويش ما بين النضال والتقييم2


المزيد.....




- هدية أردنية -رفيعة- لأمير الكويت
- واشنطن تفرض عقوبات جديدة على أفراد وكيانات مرتبطة بالحرس الث ...
- شقيقة الزعيم الكوري الشمالي تنتقد التدريبات المشتركة بين كور ...
- الصين تدعو الولايات المتحدة إلى وقف تسليح تايوان
- هل يؤثر الفيتو الأميركي على مساعي إسبانيا للاعتراف بفلسطين؟ ...
- بسبب متلازمة صحية.. تبرئة بلجيكي من تهمة القيادة ثملا
- 400 جثة وألفا مفقود ومقابر جماعية.. شهادات من داخل خانيونس
- رسالة من شقيقة زعيم كوريا الشمالية إلى العالم الغربي
- الشيوخ الأميركي يقر -مساعدات مليارية- لإسرائيل وأوكرانيا
- رسالة شكر من إسرائيل.. ماذا قال كاتس لـ-الشيوخ الأميركي-؟


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد حسن يوسف - كراهية غير موضوعية لسياد بري 2