أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود عبد الرحيم - محاكمات لتصفية الحسابات .. لا لإجلاء الحقائق














المزيد.....

محاكمات لتصفية الحسابات .. لا لإجلاء الحقائق


محمود عبد الرحيم

الحوار المتمدن-العدد: 4839 - 2015 / 6 / 16 - 21:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


محاكمات لتصفية الحسابات.. لا لإجلاء الحقائق
*محمود عبد الرحيم:
علينا أن نسلم أولا ان الإخوان ليسوا هؤلاء الأنقياء الاطهار، وأنهم سبب كل البلاء الذي حل على مصر، وجزء رئيس من افشال انتفاضة يناير بتآمرهم وجشعهم السلطوي.علاوة على أن رفضهم اجراء محاكمات ثورية وتطهير المؤسسات ورفض مسار الهدم واعادة بناء الثوري، وتحالفهم مع رجال نظام مبارك ومحاولة الحلول محله وعملية الاحلال والابدال ، هو ما جعلنا نصل إلى هذا المأزق التاريخي، والدخول للنفق المظلم، والمصير المجهول للبلاد.
وهذا ما يجب أن يحاسبوا عليه شعبيا قبل قانونيا.
لكن ما يجري في المحاكم، مع ذلك، أبعد ما يكون عن المحاكمات القانونية العادلة، أو إجلاء الحقائق وكشف المستور، وليس إلا تصفية حسابات، وانتقام بين نظام قديم عائد، ونظام أراد ان يحتل مواقعه ويزيحه من الواجهة.
وما نراه على منصة القضاء ليس إلا رجع صدى لتقارير أمنية وخطاب إعلامي ردده رجال مبارك من اللحظة الأولى لإنتفاضة يناير، ويريد أن ينسب هذا الجهد الشعبي الذي شارك فيه الجميع، لهذه الجماعة، في إطار تصفية آثار هذه الهبة الشعبية، ومحوها من الوجود ،ومحاكمتها وتشويهها عند الجماهير المرتبكة وفاقدة الوعى والمترددة، وغير الحاسمة معركة التغيير.
فالاخوان، بكل تأكيد، ليسوا من خططوا لانتفاضة يناير، التى إن كان يقف وراءها تنظيم وقيادة فعلية لنجحت وخطت خطواتها نحو التمكين، وليس الانسحاق والتراجع، وتسليم الأمر بسذاجة لجنرالات مبارك من اللحظة الأولى بمنطق تأمين الثعالب على الحملان.
لكن مع ذلك، الإخوان استثمروا هذا الحدث بفضل تسويق أنفسهم أمام الأمريكان أنهم البديل لمبارك، ولديهم ظهير شعبي، عبر سلسلة من الحوارات والمباحثات الممتدة ما بعد 11 سبتمبر، وفي أعقاب غزو العراق بشكل خاص.
وقد رأى الإخوان في انتفاضة يناير "حصان طراودة" للقفز على السلطة وتمكين التنظيم من حلمه الطويل.
ومنطق الاشياء يقول إن جهاز الشرطة استبسل في قمع الاحتجاجات الشعبية لدرجة دفعته لارتكاب مجازر خاصة في السويس والاسكندرية، ما ساهم في إستثارة عاطفة الجماهير غير المعتادة على الاحتجاج، فخلق لا اراديا ظهيرا شعبيا لحراك قطاعات من الشباب المسييس وغير المسييس من كل التيارات والاتجاهات،، وحتي غير المنتمين لأي توجه، الذين فقدوا الأمل في تحسن الأوضاع أو حتي في الحل الفردي بالهجرة، فخاضوا معركة التغيير باستماتة دون خوف من أي شئ.
وحين فشلت العصا الأمنية الغليظة في السيطرة على الحشود، كان قرار مبارك ووزير داخليته ورئيس استخباراته باللجوء إلى الخطة البديلة وهو سحب قوات الأمن من الشوارع بما في ذلك عساكر المرور، مع إشاعة الفوضي العارمة بفتح السجون ومقرات الاحتجاز المختلفة وإطلاق يد البلطجية لترويع الجماهير، ودفع بالذات الفئة الواسعة التى تخشي من خيالها إلي الجلوس في بيتها، ومناشدة أولادها للعودة ليس فقط خوفا علي حياتهم، ولكن تأمين ذويهم فيما يعرف ب"اللجان الشعبية"، التى كان مقصود بها افراغ الميادين لسهولة ضربها.
وبالفعل نجحت الخطة بدرجة ما، لكن تبرع رجال مبارك وانصاره في محاولة فض الميدان المسلطة عليه الاضواء وارتكاب "مذبحة الجمل" افشل
خطة مبارك في استعادة السيطرة، وهو ما جعل الأمريكان يستغنون عن خدماته ويبحثون عن بديل جاهز، فكان الرهان على جنرالات مبارك والإخوان معا، لكن كل منهم طمع في الاستثئار بالسلطة بمفرده، ومن هنا بدأت المناكفات والمكايدة، ولعب كل منهما من وراء الأخر، ومحاولة تسويق نفسه عند واشنطن وتل أبيب وممالك الخليج، ليضمن إزاحة الآخر والبقاء في الواجهة، الأمر المستمر حتى اللحظة.
الإخوان هربوا من السجون نعم، لكن لم يقتحموها لأنه من الصعب بمكان في دولة بوليسية، وسجون أشبه بالقلاع المحصنة، ووفق نظام مراقبة صارم، وأيضا تحت استلام الجيش لكل المؤسسات والهيئات والانتشار الواسع بالدبابات والمدرعات في الشوارع والطرق ان يقوموا بهذا الفعل الذي يتطلب جحافل منظمة وشديدة التسليح، وليسوا بضع عشرات أو مئات.
وإن سلمنا بصحة هذه الرواية العبثية، فالأولى بالمحاكمة كل المسئولين في البلاد من أول مبارك ووزير داخليته وقادة الجيش الذين استلموا كل المؤسسات لتأمينها، والذين وضعوا ايديهم في يد الإخوان لما يقرب من ثلاث سنوات، وشاركوهم الحكم.
وبخصوص الزج باسم حماس وحزب الله والحرس الثوري الإيراني، فهذا أمر يحتاج لوقفة، حيث كان بالفعل ثمة عناصر لحماس وحزب الله في السجون المصرية، لكن في أي سياق؟ حيث جري في هذا الاتهام خلط للأوراق والوقائع.
فعناصر حماس وحزب الله كانت في مصر لتهريب أسلحة إيرانية لدعم المقاومة ضد الصهاينة عبر سواحل البحر الأحمر، ومنها إلى سيناء ثم إدخالها عبر الانفاق، وهو ما علم به الكيان الصهيوني، فقام بتوجيه ضربة عسكرية معلنة للسودان قبل سنوات، وبالترافق مع هذا تم القبض علي عناصر من حزب الله وحماس بتعاون استخباراتي مصري إسرائيلي.
وهذه العناصر مثل غيرها نجحت في الفرار بعد فتح السجون، ربما بمساعدة الإخوان وبعض البدو فروا عبر الانفاق أو عبر السودان، لكن المنطق والملابسات المحيطة بانتفاضة يناير وعقلية نظام مبارك الأمنية القمعية لا تشي بقدرة هؤلاء أو غيره على اقتحام السجون بطول وعرض مصر التي كان فتحها ضمن خطة ترويع الشعب وإجباره على الرضوخ وتنفيذ وعد مبارك "انا أو الفوضي" و "هدم المعبد علي من فيه".
ويبقي إجلاء الحقيقة رهن بثورة حقيقية تحاكم كل من تورط في استغلال وقمع الشعب وخيانة الوطن، وفيما عدا ذلك ما نراه ليس سوى تنازع على السلطة والثروة ومكايدات وتبادل للإتهامات بين عصابتين لا يريدان الخير لمصر وشعبها.
*كاتب صحفي مصري
Email:[email protected]



#محمود_عبد_الرحيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -مذيع العرب- وتكريس الفهلوة الإعلامية
- كشف حساب عامين من حكم -جنرال مبارك-
- مصالح السلطة ومصالح الشعوب والمكايدة السياسية
- -النكبة-:إحياء الذاكرة وإلاصرار على التحرير
- طبقية وزير أم نظام حكم يستعلي على شعبه
- أى تحرير وعودة لسيناء .. نحتفل بهما؟!
- الجزائر والدور المشبوه ل -الناتو- العربي
- -ديما- رواية الهم الإنساني وتعرية المجتمع
- الإخوان ليسوا أهل حكم ولا ثورة
- -يحدث- ..تراجيديا الذاكرة المثقوبة
- براءة نظام مبارك و-اليوم الأسود- في تاريخ مصر
- مهرجان القاهرة السينمائي والاصرار على الفشل
- تونس ..استكمال للثورة أم ترميم للنظام القديم
- تسويق الحلم الكردي وسحق الذات العروبية
- الإخوان شركاء في -مذبحة رابعة-
- محاكمة-يناير-.. لا نظام الفساد والاستبداد
- عادت مصر للاتحاد الأفريقي وغاب -الدور التاريخي-
- صوت الاستحقاق الرئاسي يعلو على الدستور في مصر
- حين يدعم هيكل الديكتاتورية ويشوه تاريخ ناصر
- سد النهضة وسنوات الاخوان العجاف


المزيد.....




- رئيسة جامعة كولومبيا توجه -رسالة- إلى الطلاب المعتصمين
- أردوغان يشعل جدلا بتدوينة عن بغداد وما وصفها به خلال زيارته ...
- البرازيل تعلن مقتل أو فقدان 4 من مواطنيها المرتزقة في أوكران ...
- مباشر: 200 يوم على حرب بلا هوادة بين إسرائيل وحماس في غزة
- مجلس الشيوخ الأمريكي يقر بأغلبية ساحقة مشروع قانون مساعدات ل ...
- محكمة بريطانية تنظر في طعن يتعلق بتصدير الأسلحة لإسرائيل
- بعد 200 يوم.. تساؤلات حول قدرة إسرائيل على إخراج حماس من غزة ...
- -الشيوخ- الأمريكي يوافق على حزمة مساعدات لأوكرانيا وإسرائيل ...
- مصرية الأصل وأصغر نائبة لرئيس البنك الدولي.. من هي نعمت شفيق ...
- الأسد لا يفقد الأمل في التقارب مع الغرب


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود عبد الرحيم - محاكمات لتصفية الحسابات .. لا لإجلاء الحقائق