أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سمير إبراهيم خليل حسن - لماذا جعلَ ٱللَّهُ ٱلسَّبتَ مِنَ ٱلوصايا؟















المزيد.....


لماذا جعلَ ٱللَّهُ ٱلسَّبتَ مِنَ ٱلوصايا؟


سمير إبراهيم خليل حسن

الحوار المتمدن-العدد: 1339 - 2005 / 10 / 6 - 11:58
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لماذا جعلَ ٱللَّهُ ٱلسَّبتَ مِنَ ٱلوصايا؟
i don t know why do u sound like a non muslim, i bet u r either a christian or a jew.
هذا ٱلتعليق كان قد وضعه أحدهم من دون ذكر ٱسمه على مقالى "يأجوج ومأجوج" وعلى موقعى ٱلفرعى لدىۤ أصدقآء ٱلديمقراطية. وأقول هناۤ أن صوت ٱلمسلم للَّه يصدِّق صوت ٱلمسيحىّ وٱليهوى (وهو غير ٱليهودىّ) "يَـٰۤأيها ٱلَّذين أُوتُوا ٱلكِتٰبَ ءَامِنُوا بِمَا نَزَّلنَا مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُم" وهو مثله. أمَّا صوت مَن يزعم ٱلإسلام فهو صوت مختلف عن صوت ٱلثلاثة لأنّه صوت يهودىّ يَهُودُ صاحبُهُ فىۤ أحكامه إلى سلف موتى ويردد قوله "ما سَمِعنَا بِهذا فىۤ ءَاباۤئِنا ٱلأوّلين".
وأوكِّد على مسألة ٱلتصديق فى مقالى هذا ٱلذى ينصبُّ فيه جهدى على ٱلعلم بسبب وصيّة ٱللَّه "لا تعدواْ فى ٱلسَّبت".
فقد ورد فى كتاب موسى وفى "سفر خروج" ٱلوصيّة ٱلتالية:
"اذكر يوم السبت لتقدسه. ستة أيام تعمل وتصنع جميع عملك. وأمّا اليوم السابع ففيه سبت للرب إلـٰهك. لا تصنع عملاً ما. أنت وابنك وابنتك وعبدك وأمتك وبهيمتك ونزيلك ٱلذي داخل أبوابك" الإصحاح 20.
"وستُّ سنين تزرع أرضك وتجمع غلَّتها. وأما في السابعة فتريحها وتتركها ليأكل فقراء شعبك. وفضلتهم تأكلها وحوش البرية. كذلك تفعل بكرمك وزيتونك. ستة أيام تعمل عملك. وأما اليوم السابع ففيه تستريح لكي يستريح ثورك وحمارك ويتنفس ابن امتك والغريب" الإصحاح 23.
"لا تشعلوا نارًا في جميع مساكنكم يوم السبت" الإصحاح 35.
وفى ٱلقرءان توكيد لهذه ٱلوصيَّة:
"وقُلنا لهُم لا تَعدُوا فِى ٱلسَّبتِ وأخَذنَا مِنهُم مِّيثَٰقًا غَلِيظًا" 154 ٱلنِّسآء.
وجآء فى ٱلقرءان عن ٱلَّذين خالفوا هٰذه ٱلوصيَّة:
"ولَقَد عَلِمتُم ٱلَّذين ٱعتَدوا مِنكُم فِى ٱلسَّبتِ فَقُلنا لَهُم كُونُوا قِرَدَةً خَٰسِئينَ" 65 ٱلبقرة.
ويظهر من ٱلبلاغ أنَّ يوم ٱلسبت قد حُدِّد يومًا للعطلة فى رسالة ربِّ ٱلعالمين ٱلعبريَّة. وفى ٱلبلاغ ٱلعربىّ يظهر ذٰلك ويتوكَّد. ولا يوجد فى ٱلبلاغ ٱلعربى ما يشير إلى تبديله بيوم أخر. بل يوكّد ٱلبلاغ ٱلعربى أنَّ ما جآء فى ٱلرسالات ٱلسابقة لا نقض له ويوكّد على تصديقه بما فى ذٰلك يوم ٱلسَّبت:
"يَـٰۤأيها ٱلَّذين أُوتُوا ٱلكِتٰبَ ءَامِنُوا بِمَا نَزَّلنَا مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُم مِن قَبلِ أن نَطمِسَ وجُوهًا فَنَرُدَّها علىۤ أدبارِهآ أو نَلعَنَهُم كما لَعنَّا أصحٰبَ ٱلسَّبتِ وكانَ أمرُ ٱللَّه مفعولاً" 47 ٱلنسآء.
ونجد ٱلندآء للذين "أوتوا ٱلكتٰب" وهم جميع ٱلَّذين جآءتهم رسالة من ٱللَّه قبل رسالته ٱلقرءان من دون ٱستثنآء. وفيه طلب "ءامنوا بما نزَّلنا" وهو ٱلقرءان ٱلَّذى جآء وصفه "مصدِّقًا لما معكم" أى لا ينقض ولا يخالف ما معهم من عند ٱللَّه بما فى ذٰلك يوم ٱلعطلة "ٱلسبت".
و"أصحٰب ٱلسَّبت" هم ٱلَّذين ٱعتدوا فيه وما زالوا يعتدون. كماۤ أنَّه لا يوجد فى ٱلقرءان ما يدلّ على تبديل يوم ٱلسبت لدى أىِّ رسالة. وقد بدّل أكثر ٱلنَّاس هٰذا ٱليوم بيوم "ٱلأحد" وهو ٱليوم ٱلأول للانتشار فى ٱلأسبوع. وبدَّله ٱلذين يزعمون ٱلإسلام بيوم "ٱلجمعة" وهو ٱليوم ٱلسادس للانتشار فى ٱلأسبوع. وفيه ٱلندآء إلى ٱلصّلوٰة ٱلأسبوعية ٱلَّتىۤ أضاعوها جميعهم.
إنّ يوم ٱلسّبت وصيّة من ٱلوصايا لا يمكن نقضها ولا تبديلها "ٱذكر يوم ٱلسبت لتقدسه".
لقد ورد فى إنجيل "متى" أنَّ عيسى ٱبن مريم قال:
"لا تظنّوا أَنِّى جِئتُ لأَنقُضَ ٱلنَّاموسَ أَوِ ٱلأنبيآء. ما جِئتُ لأنقُضَ بل لأُكمِّلَ" ٱلإصحاح 5.
وهٰذا يوافق ما جآء فى ٱلبلاغ ٱلعربى "مصدِّقًا لما معكم" و"ٱليوم أكملت لكم دينكم".
إنَّ ٱلمأرب من ٱلسّبت يبينه ٱلبلاغ ٱلعربى فى ٱلوصيَّة ٱلتالية:
"ولا تُفسِدُوا فِى ٱلأَرضِ بَعدَ إصلَٰحِهَا وَٱدعُوهُ خَوفًا وَطَمَعًا إنَّ رَحمَتَ ٱللَّهِ قَرِيب مِّنَ ٱلمُحسِنِينَ" 56 ٱلأعراف.
ٱلفساد فى ٱلأرض من ٱلمسآئل ٱلأساس ٱلتى ورد عنها فى ٱلبلاغ ٱلعربى:
"ٱلَّذينَ ينقضُونَ عَهدَ ٱللَّهِ مِن بَعدِ مِيثَٰقِهِ ويقطَعُونَ مَآ أمَرَ بِهِ أَن يُوصَلَ ويُفسِدُونَ فِى ٱلأَرضِ أُولَـٰۤئِكَ هُمُ ٱلخَٰسِرُونَ" 27 ٱلبقرة.
وٱلبلاغ ٱلعربى يبين أنَّ ٱلأرض لم تكن صالحة للحياة وقد جعلها ٱللَّه صالحة. ويوصى ٱللَّهُ ٱلإنسانَ لكى يحيا عليه أن يسمع ٱلوصيّة فلا يفسد فى ٱلأرض. وإن لم يعمل ٱلإنسان بهذه ٱلوصية فسيذوق من فساده فيها ويخسر:
"ظَهَرَ ٱلفَسَادُ فِى ٱلبَرِّ وٱلبَحرِ بِما كَسَبَت أَيدِى ٱلنَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعضَ ٱلَّذى عَمِلُوا لَعَلَّهُم يَرجِعُونَ" 41 ٱلرُّوم.
ويبيّن له أنه يستطيع ٱلرّجوع عن ٱلفساد فيعمل علىۤ إصلاح ما فسد "لَعَلَّهُم يَرجِعُونَ".
فكيف يرجعون؟
وما هو ٱلمأرب من يوم ٱلسبت؟
وأرى فى دعوة ٱلعلمآء (ٱلذين يرقبون فساد جوِّ ومآء وتراب ٱلأرض. ويطلبون ٱلتخفيف من أفعال ٱلانبعاث ٱلحرارى ٱلذى يصنعه ٱلإنسان بتسابقه فى صناعة تفسد فى ٱلهوآء وفى ٱلمآء وفى ٱلتراب) ما يبين علاقة هذه ٱلمسألة بيوم ٱلسبت وبٱلسبوت عمومًا. فلو أنَّ ٱلناس جميعهم يلتزمون ٱلوصيَّة ويسبتون عن ٱلعمل وإشعال ٱلنار من بعد عمل ستة أيام ثمّ يسبتون سنة كاملة من بعد عمل ستة سنوات لبقيت ٱلأرض على صلاحها. وإن هم يرجعون إلى ٱلوصيّة يصلح جوُّ ٱلأرض ويزول خطر ٱلفساد ٱلذى يهدد بسيل ٱلمآء ٱلجامد (ٱلكعبة ٱلبيت ٱلمحرَّم) فى ٱلقطبين وتوليد ٱلعواصف ٱلمطيرة ٱلغاضبة بسبب ذلك. وإن هم لم يرجعوۤا إلى ٱلوصيّة فسيذوقون أكثر من فسادهم ويخسرون.
وأرىۤ أنَّه لا ينفع توزيع ٱلسبت علىۤ أيام أخرى كيوم ٱلأحد ويوم ٱلجمعة. فٱلسبت يوم واحد فى جميع ٱلأرض. ولا ينفع لغو ٱلناس وجهلهم فى تخالفهم فى هذه ٱلمسألة. كما لا ينفع أن نزعم سبتًا ونحن نسيّر سيارات وقطارات وطآئرات ونولد كهربآء ونشعل ٱلنار فى مطابخنا وغيرها ٱلكثير من ٱلأعمال ٱلتى لا نسبت فيها. ومنَّا مَن يزعم عملا وطنيًّا أيام عطلته فيدعو عماله للعمل ومن دون أجر فيكون عصيانه على وصيتين:
"اذكر يوم السبت لتقدسه. ستة أيام تعمل وتصنع جميع عملك. وأمّا اليوم السابع ففيه سبت للرب إلـٰهك. لا تصنع عملاً ما. أنت وابنك وابنتك وعبدك وأمتك وبهيمتك ونزيلك ٱلذي داخل أبوابك" الإصحاح 20.
"ولا تَبِت أجرة أجيرٍ عندك إلى الغد" لاويين ٱلإصحاح 18.
تأخير دفع ٱلأجر إلى ٱلغد يخالف ٱلوصيّة فكيف يكون ٱلعمل من دون أجر؟!
وهذا ليس ما نريده فى مقالنا هنا ٱلذى نصبّ جهدنا فيه على مسألة ٱلسبت وٱلفساد فى ٱلأرض. فإذا نظرنا فى ٱلبلاغ ٱلعربى نرىۤ أنَّ ٱلاعتدآء فى ٱلسبت يسوق ٱلمعتدىۤ إلى ٱلذُّل وٱلهُون:
"ولَقَد عَلِمتُم ٱلَّذين ٱعتَدوا مِنكُم فِى ٱلسَّبتِ فَقُلنا لَهُم كُونُوا قِرَدَةً خَٰسِئينَ" 65 ٱلبقرة.
وإذا تابعنا ما ورد فى ٱلبلاغ ٱلعربى نرىۤ أنَّ ٱلسبت لا تبديل له فى ٱلوصيَّة:
"يَـٰۤأيها ٱلَّذين ءامنوا إذا نودِىَ للصَّلوٰة من يوم ٱلجُمُعَةِ فٱسعَوا إلى ذِكرِ ٱللَّه وذَرُوا ٱلبيعَ ذٰلكم خير لَّكم إن كنتم تَعلمونَ" 9 ٱلجمعة.
وفيه أنَّ يوم "ٱلجُمُعَة" هو يوم عملٍ وٱنتشارٍ. يدلنا على ذٰلك ٱلأمر "وذروا ٱلبيع".
وهذا يوكِّده بلاغ أخر:
"فإذا قُضيتِ ٱلصَّلوٰةُ فٱنتشرُواْ فى ٱلأرض وٱبتغواْ من فضلِ ٱللَّه وٱذكُرواْ ٱللَّه كثيرًا لَّعلَّكم تُفلحونَ" 10 ٱلجمعة.
فى ٱلبلاغ (9 ٱلجمعة) ٱلمنادى فى ٱلبيع. وفى ٱلبلاغ (10 ٱلجمعة) يوجِّه ٱلبلاغ ٱلمنادى للعودة إلى ٱلانتشار فى ٱلأرض مرَّة أخرى. وهٰذا يبين أنَّ يوم ٱلجمعة هو يوم عملٍ وٱنتشار يتوقف "إذا نودى للصَّلوٰة".
وإذا نظرنا فى ٱلأيام نجد أنّها وحدات من سبعة أيام. ومن هٰذا ٱلعدد جآء ٱسم ٱلوحدة "أسبوع". ونجد أنَّ كل يوم من ٱلأسبوع له ٱسم ٱلعدد ٱلَّذى يبيّن تسلسله فى سبعة أيام (أحد ٱثنين ثلاثآء أربعآء خميس). خمسة منها تشير إلى تسلسل عددى. أما ٱليوم ٱلسادس فقد حمل ٱسم "ٱلجمعة" وهو من مصدر ٱلفعل ٱلثلاثى "جَمَعَ" وفيه دليل ٱلضّمّ وٱلعزم وٱلوفاق وٱلإحكام وٱلشمول. أما ٱليوم ٱلسابع فقد حمل ٱسم "ٱلسَّبت" ومصدره ٱلفعل ٱلثلاثى "سَبَتَ" وفيه دليل ٱلسكون وٱلهجوع وٱلقعود عن ٱلحركة وٱلجريان وٱلسعى. ويبيِّن ٱلبلاغ هٰذا ٱلدليل:
"وَجَعلنا نَومَكُم سُباتًا" 9 ٱلنبإ.
"وَهُو ٱلَّذى جَعَلَ لَكُم ٱلَّيلَ لِباسًا وٱلنَّومَ سُبَاتًا وَجَعَل ٱلنَّهَارَ نُشُورًا" 47ٱلفرقان.
فأيام ٱلأسبوع ٱلَّتى تحمل أسمآء أعداد متسلسلة تشير إلى ٱتصالِ وتتابعِ ٱلانتشار فيها. كما نجد فى ٱلبلاغين (9 و10 ٱلجمعة) أنَّ ٱليوم ٱلسادس "ٱلجمعة" هو من أيام ٱلانتشار. ولا يتوقف فيه ٱلانتشار إلا إذا نودى للصَّلوٰة. ويعود بعدها ٱلناس إلىۤ أعمالهم حتى منتهى ٱليوم.
فما هى ٱلصَّلوٰة من يوم ٱلجمعة ؟
لقد وجدنا أنَّ ٱلصَّلوٰة ٱسم لما ينجم عن ٱلفعل "صَلَّى" أمام ٱللَّه من وجهة وعلى ٱلأخرين من وجهة أخرى (مقال ٱلصَّلوٰة منهاج وقاية فى ٱلتكوين). فٱلصَّلوٰة أمام ٱللَّه هى صلوٰة ٱلذِّكر وتمتدُّ من ٱلفجر إلى ٱلعشآء من دون سهوٍ ولا فتورٍ. أما صلوٰة ٱلرّاصد فتمتدُّ من ٱلعشآء إلى دلوك ٱلشَّمس لغسق ٱلَّيل. فٱلصَّلوٰة متصلة لا ٱنقطاع فيها لا فى ٱلَّيل ولا فى ٱلنَّهار. وتقوم على ٱلرَّصد وٱلتَّرقب وٱلإعداد وٱلتَّهيؤ وٱلتَّيقظ وٱلاستنفار وٱلتزام ٱلحدود وٱلامتناع عن ٱلبدء بٱعتدآءٍ وعن عمل فساد. وكل ذٰلك يجرى بذكر أوامر ٱللَّه وإتباعها فى علاقة ٱلإنسان ٱلمؤمن بٱلأخرين وبعلاقته مع ٱلأرض وصلاحها.
وصلوٰة ٱلأسبوع من يوم ٱلجمعة هى صلوٰة ٱلجماعة ٱلوحيدة فى ٱلقرءان. وفيها ٱستخراج ما رُصد من أعمال ٱلناس فى ستة أيامٍ ومقابلة هٰذه ٱلأعمال مع وصايا وأوامر ٱللَّه. من دون خشية من أحدٍ مهما علا شأنه. يلى ذٰلك بيان عن أعمال ٱلناس فى ٱلأيام ٱلستة ٱلتالية بعد ٱلعطلة ٱلأسبوعية فى ٱليوم ٱلسابع ٱلسبت. وفى هٰذه ٱلصَّلوٰة كشفُ حسابٍ عن ٱلأعمال ٱلَّتى ٱنتهت فى ستة أيام. وخطةُ عملٍ وبيانٍ عن ٱلأعمال ٱلتالية فى ستة أيام تالية. وفى هٰذه ٱلصلوٰة يقف ٱلناس علىۤ أعمال أولى ٱلأمر ٱلعام منهم وعمل ٱلمؤسسات كل أسبوع وإقامتها تحدث فى ٱليوم ٱلسادس "ٱلجمعة" وٱلأخير للانتشار من ٱلأسبوع.
ونرىۤ أنَّ ٱلندآء يوجب على ٱلمؤمنين ٱلسعى إلى هٰذه ٱلصَّلوٰة مهما كانت كثرة ٱلأعمال وعظمة ٱلأرباح "وذروا ٱلبيع". وقد بيّن ٱلبلاغ أنَّ فى هٰذا ٱلاجتماع خير لَّهم "ذٰلكم خير لَّكم".
وٱلخير ٱلمشار إليه هو فى كشف ٱلحساب عن ٱلأعمال ٱلمنتهية وبيان عن ٱلأعمال ٱلتالية. فإنَّ أىَّ خطإٍ أو مخالفةٍ أو فساد يجرى جبره أسبوعيًّا. وفى جبر ٱلخطإ وٱلفساد وٱلمخالفة أسبوعيًّا يحصل ٱلاطئمنان عند ٱلنَّاس وٱلتقدم وٱلتفوق فى وجهات أعمالهم.
لقد عرب ٱلبلاغ أنَّ قيام هٰذه ٱلصَّلوٰة وتقديمها على ٱلأرباح وٱلمنافع يأتى بها ٱلعلم "إن كنتم تعلمون". فٱلجهل يعيق هٰذه ٱلصَّلوٰة ويبعدها عن ٱلمأرب ٱلَّذى عرب عنه ٱلبلاغ ٱلإلٰهى. ويبيّن ذٰلك ٱلبلاغ ٱلتالى:
"وإذا نَادَيتُم إلى ٱلصَّلوٰةِ اتَّخَذُوهَا هُزُوًا وَلَعِبًا ذَٰلِكَ بِأنَّهُم قَوم لا يَعقِلُونَ" 58 ٱلماۤئدة.
إنَّ تسمية ٱليوم ٱلسادس بـ "ٱلجُمُعة" ٱلإرادة منه ذكر هٰذه ٱلصَّلوٰة ٱلجماعيَّة للمؤمنين وٱلإعداد لها بجدّ وصلاح وحفظ لها من ٱلضياع. لما فيها من خير لحياة ٱلناس. فقد أظهر ٱلبلاغ أن ضياع هٰذه ٱلصَّلوٰة ينجم عن ٱلهزو وٱللعب ونقص ٱلعقل (58 ٱلماۤئدة) ٱلَّذى يسوق ٱلنَّاس إلى ٱلضَّلال وٱلفساد وٱلخيبة وٱلشرِّ. ويفصح ٱلبلاغُ عن ذٰلك ويبيّن:
"فَخَلفَ من بعدِهم خَلف أَضَاعُواْ ٱلصَّلوٰةَ وٱتَّبَعُواْ ٱلشَّهَوٰتِ فَسوفَ يَلقَونَ غَيًّا" 59 مريم.
إنَّ ٱلرّوح بنآء للعلم ٱلَّذىۤ أتانا من علم ٱللَّه. وٱلعلم يبنى كما يبنى ٱلبيت. حجر تتبع ٱلأخرى من دون هدمٍ فيه حتى يكمل ٱلبنآء. وقد كمل بنآء "ٱلرّوح ٱلقُدُس" فى رسالة ٱللَّه "ٱلقرءان" ويفصح ٱلبلاغ عن ذٰلك ويبيّنه:
"ٱليومَ أكمَلتُ لَكُم دِينَكُم وأَتمَمتُ عَليكُم نِعمَتِى وَرَضيتُ لَكُمُ ٱلإسلـٰمَ دِينًا" 3 ٱلماۤئدة.
ٱلإسلام ٱلمشار إليه فى ٱلبلاغ هو ٱلإسلام للَّهِ ربِّ ٱلعالمين وليس إسلامًا لِّما قاله ٱلأبآء ٱلسَّلف. وفيه إتباع ٱلبلاغ بما فيه من وصايا وأوامر وأنبآء.
ويشير ٱلبلاغ فى ٱلقرءان إلىۤ أنَّ ٱلَّذين أوتوا ٱلكتاب قد ٱختلفوا فى يوم "ٱلسَّبت". كما بيّن أنَّ ٱلحكم فى هٰذا ٱلاختلاف ليس للناس بل هو للَّه وحده. فهو يحكم بينهم يوم ٱلقيامة:
"إنَّما جُعِلَ ٱلسَّبتُ على ٱلَّذين ٱختَلَفُوا فِيهِ وإنَّ ربَّك لَيَحكُم بَينَهُم يَومَ ٱلقيـٰمَةِ فِيما كَانُوا فِيهِ يَختَلِفُون" 124 ٱلنحل.
ويوكّد ذلك بلاغ ٱلخيرة للناس:
"لاۤ إكرَاهَ فِى ٱلدّينِ" 256 ٱلبقرة.
فٱلنَّاس لهم ٱلخيرة فى تحديد يوم سبتهم. إلاۤ أنَّ مَن يفسق عن أمر حدَّده ٱللَّه يفسق عن بقية أوامره لاحقًا. ويوقع فى ظلم نفسه أولاً وٱلناس ثانيًا. وقد ورد فى ٱلبلاغ أنَّ تجاوز حدود ٱللَّه يُسقط ٱلمتجاوز فى ٱلذِّل وٱلصَّغار وٱلخسارة.
لقد حدَّد ٱللَّه يومًا من ٱلأسبوع للسَّبت عن جميع ألوان ٱلعمل وأمر "لا تعدوا فى ٱلسَّبت". وحدَّد سبتًا مدته سنة كاملة من بعد عمل ستة سنوات وٱلمأرب من ٱلسُّبوت إصلاح ما فسد بأعمالنا فى ستة أيام وفى ستة سنين. وهو سبت للناس جميعًا وفى جميع ٱلأرض. ولهم فيما توصلوۤا إليه ٱليوم من علم أن يرجعوۤا إلى ٱلوصيَّة "لا تعدوا فى ٱلسَّبت" ويصلحون ما عملوه من فساد فى ٱلأرض فيقيمون صلوٰة ٱلجمعة من أجل ٱلسَّبت مستعملين جميع وسآئل ٱلرقابة فى أيام ٱلعمل ٱلستة كٱلأقمار ٱلصناعية. ويمكن لوسآئل ٱلاتصال كٱلتلفزيون وٱلانترنيت أن تجعل ٱجتماعهم فى صلوٰة ٱلجمعة ممكنًا.
إنَّه مع فسق ٱلنَّاس عن ٱلأمر "لا تعدوا فى ٱلسَّبت" وٱعتدآئهم فى يوم ٱلسَّبت وٱختلافهم فيه بدأ ٱلفسق عن بقية أوامر ٱللَّه بما فى ذٰلك ٱلصّلوٰة من يوم ٱلجمعة. وبدأ يظهر تأثير عملهم ٱلمفسد فى ٱلبرِّ وٱلبحر:
"ظَهَرَ ٱلفَسَادُ فِى ٱلبَرِّ وٱلبَحرِ بِما كَسَبَت أَيدِى ٱلنَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعضَ ٱلَّذى عَمِلُوا لَعَلَّهُم يَرجِعُونَ" 41 ٱلرُّوم.
وأملى من مقالى هذاۤ أن يذكّر ٱلناس بمسألة ٱلفساد وٱلسبت "لَعَلَّهُم يَرجِعُونَ"!



#سمير_إبراهيم_خليل_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ٱلوطنية مفهوم كافرٍ
- لغو ٱلمتسلطين وٱلمثقفين
- ٱلتحريف وأثره على ٱلإدراك
- هل يستطيع مَن يزعم ٱلعربية أن يسلم للَّه ويتأنسن؟
- ٱلأبجديّة وقوى ٱلفعل
- ندآء يا حملة ٱلروح فى ٱلأرض ٱتحدوا !
- مكَّة وقريش
- حركة كفاية جنَّبت ٱلمصريين شرَّ ٱلقتال
- ٱلصَّلوٰة منهاج وقاية فى ٱلتكوين
- ٱلميراث وٱلتراث
- هل ٱلقردة وٱلخنازير دوآبّ ؟
- من ٱلديمقراطية إلى ٱلمدينية
- ٱعطِ خبزك للخباز ولو أكل نصو
- تحديثُ ٱلنَّفس يوصلهاۤ إلى حقوقها
- ٱلموقف
- فاستخف قومه
- ٱلكفر
- مفهوم ٱلسلطة
- ٱلجماعات ٱلإسلامية وٱلديمقراطية ٱلمن ...
- حول بيان حزب ٱلشعب ٱلسورى


المزيد.....




- صلاة الجمعة الثالثة من شهر رمضان.. الاحتلال يعيق وصول المواط ...
- السعودية.. الأمن العام يوجه دعوة للمواطنين والمقيمين بشأن ال ...
- صلاة راهبة مسيحية في لبنان من أجل مقاتلي حزب الله تٌثير ضجة ...
- الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول فيديو إمام مسجد يتفحّص هاتفه ...
- كيف يؤثر التهديد الإرهابي المتزايد لتنظيم الدولة الإسلامية ع ...
- دولة إسلامية تفتتح مسجدا للمتحولين جنسيا
- فيديو البابا فرانسيس يغسل أقدام سيدات فقط ويكسر تقاليد طقوس ...
- السريان-الأرثوذكس ـ طائفة تتعبد بـ-لغة المسيح- في ألمانيا!
- قائد الثورة الإسلامية يؤكد انتصار المقاومة وشعب غزة، والمقاو ...
- سلي عيالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على النايل سات ولا يفو ...


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سمير إبراهيم خليل حسن - لماذا جعلَ ٱللَّهُ ٱلسَّبتَ مِنَ ٱلوصايا؟