أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد محسن عامر - العولمة و الأصولية الإسلامية الجزأ الأوّل














المزيد.....

العولمة و الأصولية الإسلامية الجزأ الأوّل


محمد محسن عامر

الحوار المتمدن-العدد: 4838 - 2015 / 6 / 15 - 21:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أضحت الأصولية الإسلامية شغل العالم "الحر" الشاغل , و اعتلى رؤساء الدول الكبرى الذين تذكّروا متأخّرا جدا انهم ديمقراطيون جدا و أنبياء جدد للحرية الكونية و حقوق الإنسان المنابر من اجل التحذير من هذا الموت البربري القادم من الشرق المتخلّف . هذا التهديد لقيم "الحرية" و "العدالة" التي على ما يبدو فشلنا في تعلمها عن طريق الفاتحين الامريكان الذين أتو بها على ظهور الدبابات و أذنوا منذ سقوط بغداد بدخول العالم مرحلة جديدة من الديمقراطية و التاخير الكوني. التشكل الجديد المتجدد للحركات الأصولية منذ الإخوان المسلمين حتى تنظيم الدولة الإسلامية مرتبط عضوي بمعطيين أساسيين سنقوم بتحليلهما على امتداد فصول الدراسة . أولا مأزق البنية الإجتماعية العربية التخلفية و عدم قدرتها على تجاوز البنى الإقتصادية و الأيديولوجية الحاضنة للإرهاب و التراكم الحالي لرأس المال العالمي الذي افرض تكوينا طبقيا تخلفيا في الأطراف هو الحاضن و المكون للإرهاب.
بعيدا عن التحاليل العلماوية التي تربط ظاهرة التطرف الإسلامي حصرا بالإمبريالية في إطار مؤامروي ( وهو في جانب منه صحيح) أي اعتبارها فقط تنظيمات مخابراتية أسسها الإستعمار او المنطق الحقوقي اليبيرالي الذي يتعامل مع الظاهرة معزولة عن مجمل تعبيرات الوجود الإجتماعي أي الطبقي و بالتالي يبقى في إطار التوصيف فقط دون ربطها بأزمة حركة التحرر الوطني العربية و تجدد الهيمنة الرأسمالية . وجب طرح السؤال علميا أي ماركسياّ : ماهو المنشأ الطبقي للحركات الأصولية و عن أي مصالح طبقية تعبّر ؟ أي علاقة تربط الإرهاب بالإمبريالية ؟ هل هو ترابط مخابرات أم يتجاوزه نحو طبيعة التناقض البنيوي الذي يربط البنى الإجتماعية بالمتروبول الرأسمالي ؟ كيف يمكن تجاوز الأصولية الإسلامية سياسيا ؟ هل هو إشكال حقوقي ام أنه إشكال تاريخي أي طبقي ؟
لقد أقرّت اللينينية باستحالة التطور في الدول المتخلّفة إذ أن قانون التطور اللا متكافئ يغلق الباب أمام أي إمكانية للتطور الرأسمالي في البنى الإجتماعية الماقبل رأسمالية, و سقط من الحسابات التاريخية المقولات الماركسية التقليدية المرتبطة بالمركزية الأوروبية التي تقول أن الرأسمالية ستطبع العالم بصورتها أو أن "البلد الأكثر تطوّرا في الصناعة من شانه أن يبيّن لتلك البلاد التي تتبعه على صعيد الصناعة صورة مستقبلها الخاص". لقد أشار ماركس في مخطوطاته الفرنسية إلى ظاهرة الغزو , إذ أن غزو شعوب لشعوب أخرى يفتح الباب أما ثلاث فرضيات: إما تبني أسلوب إنتاج الأول أي الغالب أو تبني أسلوب المغلوب أو إنتاج نمط مشوه هو المزيج بين الأسلوبين . ماذا حدث في الوطن العربي , ادت حركات الإستعمار المباشر إلى ضرب النواتاة الأولى لعلاقات الإنتاج الرأسمالية كما حدث في مصر و لبنان و سورية و لكن لم تقم إطلاقا بتصفية العلاقات الإقطاعية و تعبيراتها الأيديولوجية و إنما خلقت منها في إطار حركة تفتيت بنى اقتصادية مشوهة تمنع ضرورة الرأسمالية من التطور و تبقي العلاقات الما قبل رأسمالية حاضرة و في ترابط صميمي مع الاخرى . في غطار رب علاقات الإنتاج القائمة مع المراكز الرأسمالية بما يضمن مصالح رأس المال الإمبريالية.
هكذا تتشكل العلاقة بين بنيتين اجتماعيتين للإنتاج مختلفتين البنية الرأسمالية في المراكز و بنى الإجتماعية الكولونيالية تناقضيا أي ارتباط عضوي بين أسلوبين من الغنتاج ديمومة الاول مرتبطة ببقاء الثاني و العكس.
يقول ماركس : بالإضافة إلى ألام العهد الحالي, علينا أن نتحمّل سلسلة طويلة من الأمراض الوراثية الناتجة عن بقاء أساليب إنتاج بالية , تخطّاها الزمن مع ما يتبعها من علاقات سياسية و اجتماعية أضحت في غير محلها زمنيا و التي تولد تلك الأساليب, فليس علينا أن نعاني فقط الالام بسبب الأحياء و إنما بسبب الموتى أيضا : فالميت يمسك بالحي" هذه الجملة المكثّفة جدا لماركس من كتاب رأس المال تبيّن جليا مع مراعات السياق طبعا طبيعة التناقض الطبقي الذي يشقّ البنى التي لم تحسم بعد تناقضها الطبقي لصالح علاقات الإنتاج الرأسمالية و ضلت تعاني من بقيايا البنى ما قبل رأسمالية و أعمها المعطى الأيديولوجي , لنفكّر إذا أي موقع للدين في مجمل الصراع الطبقي في الوطن العربي إذا أقرّينا أنه لم ينظر له أبدا أن حاضن أيديولوجي لنية إجتماعية أفلة إقطاعية او شبه إقطاعية و بالتالي بقي حاضرا في مجمل العلاقات الاإجتماعية و بالتالي السياسية و لكن عن أي طبقة يعبّر و أي وظيفة يؤدّي؟
بدأت النواتاة الأولى للرأسمالية في الوطن العربي مع محمد علي باشا الذي حمل نظامه مشروعا تحديثيا تزامن مع دخول أروبا عصر الرأسمالية . يقط المشروع كما هو معلوم و دكّ بالمدافع الأوربية التي بداية عهد جديد للرأسمالية , عهد سيادة سيادة رأس المال الإمبريالي.فشلت كل محاولات التحديث البورجوازي مع عرابي و تجربة بنك مصر مع طلعت حرب لسبب بسيط هو تفتت الطبقة الصاعدة و افتقارها للقدرة الكمية و النوعية على تحقيق المشروع البورجوازي الثوري نظرا لارتباط تكوينها بالإمبريالية , و دخول تعبيراتها السياسية كحزب الوفد في مساومات مع الإستعمار بالتالي الإفتقار للأساس الطبقي للوجود و بالتالي التغير في حركة التحرر الوطني.
عجز البورجوازية على التغيير أي على تحقيق السيادة الطبقية و الثورة البورجوازية و مشروعها السياسي الديمقراطي العلماني فسح الباب امام القوى التقليدية للحركة و أن تعبر عن نفسها أيديولوجيا و سياسيا التي كان الدين مكونها الأساس. انتشر فكر الإخوان المسلمين داخل الشرائح الإجتماعية المتوسطة و الدنيا أي ضمن البنى التي تحتضن التقليد الإجتماعي و اللاعقلانية الأيديولوجية و بالتالي المحافظة السياسية.
نصل إلى القول في هذا الحزأ الأوّل من التحليل أن الأصوليات الإسلامية هي تعبير عن مأزق مشروع النهضة البورجوازي و عجزه بحكم الإمبريالية على حسم الصراع الطبقي لصالح دولتها البورجوازيا و أيديولوجيتها العلمانية و الديمقراطية , بالتالي فالإشكال هنا مأزق البرجوازيات نفسها و مأزق حركة التحرر الوطني (يتبع)



#محمد_محسن_عامر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ملاحظات سريعة حول مسألة المثلية الجنسية
- المأزق التونسي :الإنتفاضة و الإرهاب و الحرب الأهلية
- تأملات نقدية حول تجربة -الشباب العربي البعثي- في تونس
- مأزق الحركات القومية التقليدية أم مأزق البورجوازية الصغيرة
- قضية -التخلّف- في فكر مهدي عامل
- من رابطة حماية الثورة إلى رابطة حماية الوطن و المواطن و صعود ...
- حول تصريحات الصحبي عتيق :مأزق الإخوان في تونس و خيار العنف
- الإستثناء في اللغة و الإستثناء في السياسة
- الجبهة الشعبية : طريق العودة مسدود إمّا الثورة أو الإنتحار


المزيد.....




- أضرار البنية التحتية وأزمة الغذاء.. أرقام صادمة من غزة
- بلينكن يكشف نسبة صادمة حول معاناة سكان غزة من انعدام الأمن ا ...
- الخارجية الفلسطينية: إسرائيل بدأت تدمير رفح ولم تنتظر إذنا م ...
- تقرير: الجيش الإسرائيلي يشكل فريقا خاصا لتحديد مواقع الأنفاق ...
- باشينيان يحذر من حرب قد تبدأ في غضون أسبوع
- ماسك يسخر من بوينغ!
- تعليقات من مصر على فوز بوتين
- 5 أشخاص و5 مفاتيح .. أين اختفى كنز أفغانستان الأسطوري؟
- أمام حشد في أوروبا.. سيدة أوكرانية تفسر لماذا كان بوتين على ...
- صناع مسلسل مصري يعتذرون بعد اتهامهم بالسخرية من آلام الفلسطي ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد محسن عامر - العولمة و الأصولية الإسلامية الجزأ الأوّل