أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سليمان عباسي - حماس بديل او شريك














المزيد.....

حماس بديل او شريك


سليمان عباسي

الحوار المتمدن-العدد: 1339 - 2005 / 10 / 6 - 11:57
المحور: القضية الفلسطينية
    


ليس غريباّ ويجب أن لا يكون مستغرباّ بأن يحصل في الداخل الفلسطيني ما حصل فيه وما قد يحصل نتيجة إنكار الفلسطينيين لبعضهم بعضاّ الذي هو خلل عقلي وممارسة سياسية متخلفة واستبدادية لا تؤدي إلا إلى ما أدت إليه مؤخراّ من اقتتال فلسطيني – فلسطيني وهو أول الغيث لا نستطيع إلا أن نقول بأنه خيانة وطنية عظمى لنضال الشعب الفلسطيني يتحمل وزره الجميع .
ليس سراّ و لاخافياّ على أحد بان حركة المقاومة الإسلامية (( حماس)) اتبعت نهجاّ واضحاّ منذ أن انطلقت في نهايات عام 1987 هدفه الحلول محل منظمة التحرير الفلسطينية عبر رفضها لكل الدعوات لانضمامها إلى الإطار الفلسطيني العام سواءّ بالالتحاق بمنظمة التحرير الفلسطينية آو المشاركة في المجلس الوطني الفلسطيني , ومنذ العودة الفلسطينية المحدودة إلى الداخل بعد اتفاقيات أوسلو كانت كل محاولات حماس منصبة على تأكيد دورها الرئيسي في الساحة الفلسطينية عبر وضع فيتو دائم على توجهات السلطة الوطنية (( الإيجابية والسلبية )) مما خلق واقعاّ من ازدواجية السلطة أنعكس سلباّ لجهة غياب استراتيجية سياسية وميدانية مشتركة للعمل النضالي الفلسطيني .
لا يمكن لأحد أن يشكك بمشروعية مسعى حماس لتوكيد دورها وتعزيز حضورها , لكن المعضلة بالنسبة لحماس أنها تريد تجاوز الحد الفاصل بين دور الشريك ودور البديل بالإضافة لعدم وجود المنطقية في خطابها
لآن منطقية الخطاب تتطلب عدم الإمساك بنقيضين في جملة واحدة .
إن التصريحات البراغماتية لقادة حماس وناطقها الرسمي تتناقض كلياّ مع حدة اللغة العسكرية الشديدة الوضوح والشديدة المبالغة على الأرض مما يعكس حالة من التخبط والعبثية وعدم محاكاة المنطق .
ومثال على ذلك : بعد الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة شككت حماس بهذا الانسحاب واعتبرت ان القطاع لم يتحرر بعد (( وهي محقة بذلك )) لكن المفارقة تمثلت في عدة نقاط :
1-رغم انه بات معروفاّ للجميع أبعاد واسباب الانسحاب الإسرائيلي من غزة فقد حاولت حماس الترويج لإدعاء إنها هي التي أجبرت إسرائيل على الانسحاب متجاوزة صمود الشعب الفلسطيني ورفضه للاحتلال ودور الفصائل الفلسطينية الأخرى في عمليات المقاومة .
2- رغم تشككيها بالانسحاب والتحرير فقد عملت على تنظيم المظاهر الاحتفالية بتحرير غزة في الداخل وفي الشتات وقامت بالعروض العسكرية وكأنها تريد آن تعلن للعالم إن الشعب الفلسطيني يملك جيشاّ وعتاداّ مكافئاّ لإسرائيل رغم إن الفلسطينيين يجهدون لشرح معاناتهم تحت الاحتلال .
3-بغض النظر عن مدى مسؤولية حماس حول تفجير السيارة المحملة بالذخائر والمتفجرات أثناء العرض العسكري في جباليا فإن إطلاقها للصواريخ بلا تروي على مستوطنة سيديروت قد سهلت لإسرائيل استئناف العدوان على الضفة والقطاع وتدمير ما دمرته وقتل ما قتلته من الفلسطينيين و اعتقال المئات من الكوادر الفلسطينية النشطة بالإضافة إلى نقل أزمة الانسحاب من قطاع غزة من الطرف الإسرائيلي إلى الطرف الفلسطيني مما يعزز موقف القوى المتطرفة في إسرائيل وتقويض الإحساس الفلسطيني بالنصر المحدود .
4-المتتبع يلاحظ آن معظم مواقف حماس للتهدئة كانت تأتى جد متأخرة وأنها كانت تحصل بعد ضغوط داخلية وخارجية بمعنى آن هذه المواقف لم تكن نتيجة وعي ذاتي آو ثمرة لحوار فلسطيني داخلي يضع المصلحة والحاجات الوطنية في أولوياته وانما كانت تأتى نتيجة المداخلات والضغوط الخارجية .
5- رغم وضع السلطة الوطنية الحرج بالتزاماتها وتعهداتهافقد رفضت كل الدعوات والضغوط الإسرائيلية والغير إسرائيلية لنزع سلاح المقاومة وتفكيك بنيتها التحتية وفي المقابل نجد آن حماس لا تتوانى عن أضعاف السلطة الوطنية عبر مواقفها المعلنة وإظهارها عاجزة عن تحقيق الآمن تمهيداّ لإسقاطها أو حصر دورها في أمور الخدمات ونقل مهماتها السياسية إلى قيادة تحددها كمية البنادق التي تملكها وان كانت غير منتخبة من الشعب الفلسطيني .
هناك اعتراف فلسطيني إن حركة حماس انتزعت بجدارة دور الشريك الوطني ولا نريد لهذا الدور إن يحترق بالمبالغة في استخدامه فيجب على حماس مراجعة دروس الماضي بصورة نقديه وجريئة ومسؤولة من اجل ترشيد دورها وإنقاذا للوضع الفلسطيني تمهيداّ للخروج من المعادلة إلى تحكم على الشعب الفلسطيني بالموت تارة بالسلاح الإسرائيلي وتارة بسلاح الصمت العربي والدولي .



#سليمان_عباسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الابن الشرعي - الفساد
- غزة دولة الطوائف
- الخدعة الاسرائيلية الكبرى


المزيد.....




- صحفي إيراني يتحدث لـCNN عن كيفية تغطية وسائل الإعلام الإيران ...
- إصابة ياباني في هجوم انتحاري جنوب باكستان
- كييف تعلن إسقاط قاذفة استراتيجية روسية بعيدة المدى وموسكو ت ...
- دعوات لوقف التصعيد عقب انفجارات في إيران نُسبت لإسرائيل
- أنقرة تحذر من -صراع دائم- بدأ باستهداف القنصلية الإيرانية في ...
- لافروف: أبلغنا إسرائيل عبر القنوات الدبلوماسية بعدم رغبة إير ...
- -الرجل يهلوس-.. وزراء إسرائيليون ينتقدون تصريحات بن غفير بشأ ...
- سوريا تدين الفيتو الأمريكي بشأن فلسطين: وصمة عار أخرى
- خبير ألماني: زيلينسكي دمر أوكرانيا وقضى على جيل كامل من الرج ...
- زلزال يضرب غرب تركيا


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سليمان عباسي - حماس بديل او شريك