أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هيثم بن محمد شطورو - هل القرآن دستور الدم المراق؟














المزيد.....

هل القرآن دستور الدم المراق؟


هيثم بن محمد شطورو

الحوار المتمدن-العدد: 4838 - 2015 / 6 / 15 - 17:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عـقد ما يسمى بحزب التحرير الذي يدعو علانية إلى دولة الخلافة، و إلى القرآن دستورها، و إلى تكـفير التعـددية الحزبية و الديمقراطية، و تكـفير الدستور التونسي الملغم بالحـريات المدنية، اجتماعا شعبيا عاما في القبة بتونس العاصمة مساء السبت الفارط. و اصطبحنا يوم الاثـنين الموافق للخامس عشر من شهر جوان على عملية إرهابية أودت بحياة ثـلة من أعوان الأمن في مدينة سيدي بوزيد شرارة الثورة.
فالجماعة التي تـضحك على الذقـون تريد ان تصور الإرهاب الإسلامي كأنه إرهاب عصابات المخدرات في أمريكا اللاتينية. ان أمر ارتباط الدعوي في المساجد و السياسي كـتـنظيم و تحـفيز لأمر بين واضح. فمجرد إطلاق منطاد الدولة الإسلامية في العراق حتى تهافـتت الجموع. ذاك التهافت المستـند بدوره على الشبكات الموجودة سلفا و التي توفـر مختـلف التمويلات و المحفـزات الإعلامية و التسهيلات بما فيها الأمنية منها. فـقمة الغباء ان يتم إرجاع الأمور إلى الأفراد، فهؤلاء لولا عملية ضخمة تبدأ من التحشيد النظري إلى الفعل الممارسي عبر شبكات تغـدق الأموال و تيسر بلوغ الجنة الموهومة الحمراء الدموية، لما تمكنوا أبدا من تـأثيث الداعشية بمختـلف أشكالها.
فنحن في تونس اليوم تـنـشط داخلنا داعش داخل أبنية مدننا و يتيسر لها ممارسة دعاويها للتكـفير و القـتال من اجل الدولة الإسلامية المزعـومة التي لم تـظهر إلى الوجود في أي مرحلة تاريخية، إلا مؤخرا على يدي الخميني داعية السموم و التـقـتيل و الطائفية و التمزق. و ربما كان الأجدى بصدام حسين ان لا يتوقـف عند منع الغزو الفارسي و إنما ان يقوم بصنيع عمر ابن الخطاب الذي لاحق جنود الفرس في أراضيهم و فـتـك بهم قبل ان يجـتمعـوا من جديد. يا لحكمة عمر و يا لذكاء البدو و فراستهم.
فـقد نتـفق في عـدم وجود ارتباط مباشر بين حزب التحرير و الإرهابيـين الممارسين للإرهاب. لكن خطاب حزب التحرير خطاب إرهابي بامتياز. كان الحشد الكبير يوم السبت رسالة غير مباشرة. رسالة أعـطت الأمل للشراذم المبثـوثة هنا و هناك في انتصارية إيـديـولوجيتهم. و من الأرجح ان التحرك كان باتـفاق المنفـذين و بعض من الدائرة الضيقة التي تحيطهم فـقط. و بالتالي فان مسؤولية هذا الكيان السياسوي الهجين الذي يقاتـل من اجل افـتكاك قاعـدة حركة النهضة المتململة واضحة المعالم.
فحزب التحـريـر مثال ناصع على قمة النـفاق و الكـذب و الزيف. فهو يكـفر الديمقراطية و شارك في الحملة الانتخابية للمرشح منصف المرزوقي في الانتخابات الرئاسية السابقة. انه يكـفرها و يتمتع برخصة النـشاط في رحاب تعـدديتها و حريتها..
و الآن السؤال الوحيد الذي يجب ان نـقـف عنده بجـدية. هل تعني الديمقراطية الفوضى و التسيب و التـشرذم و الإرهاب، أم تعني نظاما يتـفق فيه على إطار الاختـلاف و التعـددية الحزبية المعـقولة و الإعلام المسئول؟ هل تعني الديمقراطية السقوط في مستـنـقع العـوام سياسيا بكل ما تعني هذه الكلمة من حياة شهوية غرائـزية و جهل و بحث عن إسكات وخزات الضمير بالارتماء بين دعـوات شيوخ الضلالة و فـقهاء التخـريب و التـدمير للمجتمعات، أم بناء نـظام يـرتـقي بهم إلى الإنـسانية؟



#هيثم_بن_محمد_شطورو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصتي مع الفتاة الروسية
- النجاح الأوتوماتيكي لفشل الحكومة التونسية
- من الاستكلاب البشري إلى التأله الإنساني
- ثورة محجبة
- ضرورة الانفتاح الوطني في تونس
- شهادة حية لحرب 1967
- -وينو البترول- في تونس
- السيجارة
- سخرية جادة
- العراق بين العمامتين
- المأزق التونسي الحالي
- بهجة الحياة
- فاجعة العري و لذته
- بين الأصنمة و الحرية
- مأزق اليسار
- المشهد السياسي الغائم في تونس
- المتسربل بالموضوعية
- المثقف البائس
- إخوان الكذب في حضرة السخرية الجليلة
- حلبة التنافس السياسي في تونس اليوم


المزيد.....




- بآلاف الدولارات.. شاهد لصوصًا يقتحمون متجرًا ويسرقون دراجات ...
- الكشف عن صورة معدلة للملكة البريطانية الراحلة مع أحفادها.. م ...
- -أكسيوس-: أطراف مفاوضات هدنة غزة عرضوا بعض التنازلات
- عاصفة رعدية قوية تضرب محافظة المثنى في العراق (فيديو)
- هل للعلكة الخالية من السكر فوائد؟
- لحظات مرعبة.. تمساح يقبض بفكيه على خبير زواحف في جنوب إفريقي ...
- اشتيه: لا نقبل أي وجود أجنبي على أرض غزة
- ماسك يكشف عن مخدّر يتعاطاه لـ-تعزيز الصحة العقلية والتخلص من ...
- Lenovo تطلق حاسبا مميزا للمصممين ومحبي الألعاب الإلكترونية
- -غلوبال تايمز-: تهنئة شي لبوتين تؤكد ثقة الصين بروسيا ونهجها ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هيثم بن محمد شطورو - هل القرآن دستور الدم المراق؟