أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - محمود عبد الرحيم - -مذيع العرب- وتكريس الفهلوة الإعلامية














المزيد.....

-مذيع العرب- وتكريس الفهلوة الإعلامية


محمود عبد الرحيم

الحوار المتمدن-العدد: 4838 - 2015 / 6 / 15 - 16:02
المحور: الصحافة والاعلام
    


"مذيع العرب" وتكريس الفهلوة الإعلامية

*محمود عبد الرحيم:
انتهت مسابقة "مذيع العرب" بعد سلسلة من الحلقات الممتدة، وجاءت النتيجة بتقدم إماراتي ومصري لسبب بسيط هو أن منظم المسابقة تليفزيون "أبو ظبي" الإماراتي و قناة "الحياة" المصرية.
وكل من تابع من قبل كواليس مسابقات من هذه النوعية يعرف جيدا أن النتيجة يتم صنعها لإرضاء الممول، فضلا عن أنها لعبة لصناعة شخصية يتم تسليط الأضواء عليها لاستخدامها تجاريا، مع أمور أخرى كجذب الإعلانات، وملء مساحات من الهواء، علاوة على أن هذه المسابقات من الأساس تنطلق من منطق فهلوة بعض القائمين عليها الذين يستطيعون إقناع الممول (شخص أو مؤسسة) بالفكرة لصنع ما يسمي ب"السبوبة" الضخمة، واللبنانيون العاملون في مجال الإعلام بشكل خاص لديهم هذه المهارة والقدرة على تسويق اللاشئ.
وفي تصوري أن هذه النوعية من البرامج أو المسابقات التي لا تختلف عن "نجم العرب" ، "فنان العرب" ، "راقص العرب" وغيرها، من العناوين البراقة ذات الإنتاج الضخم والتسويق الكبير التي انتشرت بقوة في الفترات الأخيرة، خطورتها أنها تنسف فكرة الصعود الطبيعي عبر معايير عادلة كالعلم والعمل، ووفق قاعدة تكافؤ الفرص، فضلا أنها تحرض على الفهلوة والصعود بمحض الصدفة، وتكرس منطق الاستسهال والرهان على فرصة تأتي بمسابقة أو عبر برنامج تشترك في التحكيم فيه ممثلة، وليس أستاذا للإعلام ولا خبراء حقيقيين في مجالات رئيسة مرتبطة بالمجال كاللغة العربية وفن الإلقاء أو مثقف كبير يقوم على تقييم حصيلة الثقافة العامة، وإنما مذيعون بعضهم عليه علامة استفهام ولا تتوافر فيهم الاحترافية، ويحكمون بالانطباعات وليس بمعايير علمية موضوعية، وسط وصلات رقص وتمثيل وغناء، فيما المسابقات الحقيقية غير ذلك تماما، والإعلامي الحقيقي خلاف هذه الصورة المبتذلة التي تم تقديمها، حيث يجب أن تتوافر فيه شروط موضوعية مثل العلم حيث أصبح الإعلام علما مقننا، ولم يعد الإعلامي من يتم إلباسه بشكل أنيق، وتعليمه كيف يتحدث أمام الكاميرا فقط عبر فريق يقف وراءه ويخصص له ميزانيات كبيرة لصنع ببغاء أو "ريبوت إعلامي"، وليس الإعلامي كذلك من لديه مهارة التمثيل ولا الخطابة، ويفتقد للتكوين الأكاديمي، وليس لديه رصيد ثقافي وتدريب وممارسة وإتقان للغة العربية وللحديث من مخارج ألفاظ سليمة، ولمهارات إدارة الحوار والتغطيات الإعلامية المختلفة، إلى جانب قدرات تحريرية واستيعاب لطبيعة مهمته وأخلاقيات الممارسة المهنية السليمة، وغير ذلك من أمور تقنية.
يا سادة، الإعلام علم ومهنة قائمة بذاتها، وليست مهنة من لا مهنة له، وما تقومون به إفساد للإعلام أكثر مما هو فاسد، وتهميش وإبعاد للمؤهلين وأصحاب الكفاءات لصالح هواة أو محبي الشهرة أو الباحثين عن الثراء والأضواء بلا جهد.
ومن أتى بمنطق التسويق والفهلوة والصدفة، فلن يلعب دوره كقائد للرأي ولا كإعلامي موضوعي له رسالة، وإنما سيكون جزء من عملية الدعاية ولعبة التسويق، وهو ما سيقود إلى إضعاف المهنة أكثر وأكثر، وتحويل المحترفين لهواة وتصدر الهواة للمشهد، على نحو يفسد العقول ويسمم الشاشات أو يحولها لآلة إلهاء وتغييب للوعي أو أداة تحريض أو تهليل لسلطة أو رجل أعمال.
فهؤلاء المخترقين للمهنة لا يختلفون عن من أتوا بالوساطة أو بتوصيات أجهزة أمنية، وجميعهم يفسدون العمل الإعلامي وتحرير المهنة منهم سيغير صورة الإعلام تماما ويعود بالنفع علي المجال نفسه، وعلى المجتمعات العربية كذلك، لأن الإعلام لا يعمل في فراغ، وأيضا له دوره البارز في تكوين الرأي العام، ووضع أجندة الاهتمامات المجتمعية، بل وكمحرض على التغيير وتعديل الاتجاهات والسلوكيات.
*كاتب صحفي مصري
Email:[email protected]



#محمود_عبد_الرحيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كشف حساب عامين من حكم -جنرال مبارك-
- مصالح السلطة ومصالح الشعوب والمكايدة السياسية
- -النكبة-:إحياء الذاكرة وإلاصرار على التحرير
- طبقية وزير أم نظام حكم يستعلي على شعبه
- أى تحرير وعودة لسيناء .. نحتفل بهما؟!
- الجزائر والدور المشبوه ل -الناتو- العربي
- -ديما- رواية الهم الإنساني وتعرية المجتمع
- الإخوان ليسوا أهل حكم ولا ثورة
- -يحدث- ..تراجيديا الذاكرة المثقوبة
- براءة نظام مبارك و-اليوم الأسود- في تاريخ مصر
- مهرجان القاهرة السينمائي والاصرار على الفشل
- تونس ..استكمال للثورة أم ترميم للنظام القديم
- تسويق الحلم الكردي وسحق الذات العروبية
- الإخوان شركاء في -مذبحة رابعة-
- محاكمة-يناير-.. لا نظام الفساد والاستبداد
- عادت مصر للاتحاد الأفريقي وغاب -الدور التاريخي-
- صوت الاستحقاق الرئاسي يعلو على الدستور في مصر
- حين يدعم هيكل الديكتاتورية ويشوه تاريخ ناصر
- سد النهضة وسنوات الاخوان العجاف
- -صفقة الكردستاني- الجار الذي يتجاهل جاره


المزيد.....




- فيديو صادم التقط في شوارع نيويورك.. شاهد تعرض نساء للكم والص ...
- حرب غزة: أكثر من 34 ألف قتيل فلسطيني و77 ألف جريح ومسؤول في ...
- سموتريتش يرد على المقترح المصري: استسلام كامل لإسرائيل
- مُحاكمة -مليئة بالتساؤلات-، وخيارات متاحة بشأن حصانة ترامب ف ...
- والدا رهينة إسرائيلي-أمريكي يناشدان للتوصل لصفقة إطلاق سراح ...
- بكين تستدعي السفيرة الألمانية لديها بسبب اتهامات للصين بالتج ...
- صور: -غريندايزر- يلتقي بعشاقه في باريس
- خوفا من -السلوك الإدماني-.. تيك توك تعلق ميزة المكافآت في تط ...
- لبيد: إسرائيل ليس لديها ما يكفي من الجنود وعلى نتنياهو الاست ...
- اختبار صعب للإعلام.. محاكمات ستنطلق ضد إسرائيل في كل مكان با ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - محمود عبد الرحيم - -مذيع العرب- وتكريس الفهلوة الإعلامية