أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وميض احسان - الحشد الشعبي في العراق ..الى اين؟














المزيد.....

الحشد الشعبي في العراق ..الى اين؟


وميض احسان

الحوار المتمدن-العدد: 4837 - 2015 / 6 / 14 - 16:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الحشد الشعبي في العراق..الى اين؟
وميض احسان

ليس غريباً ان تكون مقاصد البعض، مدفوعاً بحسن النية، ممن يتأمل في قارب نجاة للعراق وسط هذا التلاطم للامواج، وما يحمله من نذر تدمير ما تبقى من تخومنا، ان يكون وسطياً في رؤيته للكثير من الامور، إن كان على الصعيد السياسي ام على الصعيد الامني، ومنها رؤيته لتشكيلات الحشد الشعبي، دون مد النظر الى آفاق ما يجري على الارض، ان كان بشروط الوعي، ام بتراكم التجربة.
ولعل من واجب الجميع، على الرغم من تفاوت النيات والمقاصد، ان يوجه التحية لكل من يحمل السلاح لمحاربة داعش وكل اشكال الارهاب الذي يضرب بلدنا وشعبنا، لكن المبالغات بدور الحشد الشعبي، ودور ايران في الدعم والاسناد، يكاد يكون اشبه بالمغالاة التي جرى بها احاطة مستقبل العراق قبل الاحتلال الاميركي ..
الخطر الداهم في هذه المبالغات وتلك المغالاة يكمن في دواعيها الحقيقية..
ومثلما تكشف فيما بعد ان المغالاة في تصور مستقبل العراق بعد الاحتلال كان استغراقاً في احلام مشوهة، فان المبالغات في دور الحشد الشعبي ومحاولات الانحراف باهدافه، اذا ما جرى النظر اليه بصورة مخالفة للغاية من وراء تشكيله، قد تجعل من دوره في الحاضر والمستقبل ادوات جارحة لقتل ما تبقى من الاحلام.
وقد يكون من المناسب القول ان فصائل الحشد، بطبيعة انتمائاتها لطائفة محددة، وبشواهد افعالها على الارض، يسمح باستنتاج مؤداه ان ترسيخها في مفاصل الدولة من شأنه زيادة الانقسام في المجتمع العراقي ودحر فكرة المواطنة بشكل نهائي.
ليس لنا ان نتحفظ على التصورات او نتستر على الشواهد، ذلك ان ثمة جهود موحية، تبذلها اطراف داخلية لها دور فاعل في المناخ السياسي العام، يدها في العراق وقلبها في ايران، ماضية الى النجاح في ترسيخ ظاهرة الحشد على غرار ظاهرة الحرس الثوري الايراني، حتى يصبح الحشد مؤسسة تمتلك اولوية الفعل العسكري، تختزل دور الجيش الوطني الجامع، وتقتنص الكثير من مهامه، وبما يمنحها دورا رئيساً، يراد له ان يكون حاسماً، في القرار السياسي العراقي والحياة في العراق.
ولعل تصريحات بعض قادة الحشد التي تنطلق بين فترة واخرى، دون انضباط ودون تحسب او مراعاة، حول دور ايران في انقاذ العراق من داعش، وتأكيدات بعض فصائله فيما يتعلق بمرجعيتها السياسية الى المرشد الاعلى في ايران وليس للحكومة العراقية، تلقي الكثير من الضوء على المقاصد والنيات فيما يتعلق بمستقبل الحشد الشعبي ودوره القادم في العراق.
وعلى الرغم من اعلان العبادي، والكثير من قيادات الحكومة والقيادات الشيعية، عن تحول الحشد الى مؤسسة رسمية في الدولة العراقية، تعمل ضمن متطلبات الامن الوطني وترتبط بالقائد الاعلى للقوات المسلحة وتأتمر بأوامره، إلا ان الوقائع تكشف عن تغول مهول لقيادات الحشد الى الحد الذي يوحي ان الحكومة تكاد تابعة للحشد وليس العكس.
يعزز كل هذه الظنون الآمال الايرانية في العراق، التي تعكسها طبيعة تصريحات المسؤولين الايرانيين، والتي تخطت الحدود في العلاقات بين الدول، وحتى المألوف في السياقات الدبلوماسية، ففي 8 آذار الماضي من هذه السنة، ذكر "علي يونسي" الوزير السابق، والمستشار الحالي للرئيس روحاني لشؤون الاقليات ما نصه:
ان ايران اصبحت الآن امبراطورية، كما كانت في السابق، وعاصمتها بغداد، التي هي مركز حضارتنا وثقافتنا وهويتنا عبر التاريخ، والعراق ليس جزءاً من نفوذنا الثقافي فحسب، بل هو جزء من هويتنا اليوم كما كان في السابق..
وقبلها في 16 كانون الاول من السنة الماضية تحدث مستشار المرشد الاعلى الايراني "علي ولايتي" عن تمدد نفوذ إيران الذى وصل إلى اليمن بعدما مر بالعراق وسوريا ولبنان..
وقبل ايام خرج علينا احد قادة الحرس الثوري الايراني بتصريح يؤكد على أهمية قيام العراق باستلهام تجربة الحرس الثوري في ايران، وضرورة تفعيلها على ارض الواقع.
وفي المقابل لم يتأخر "المالكي" ان يدس انفه في هذا الامر، وان يلقي بــ"العبادي" وجهوده فيما يتعلق بترتيبات انشاء الحرس الوطني جانباً، فقام في خطابه الاخير بارسال اشارات واضحة من فوق رؤوس الجميع الى من يهمه الامر! والى من يرسم طريق عراق المستقبل، حين اعلن بصراحة شديدة رفض تحالفه الحاكم لفكرة الحرس الوطني المطروحة على الحكومة بصورتها الحالية، التي تصدرت ورقة الاتفاق السياسي في تشكيل حكومة العبادي، وباتت محور نقاشات كل القوى الوطنية العراقية، ولم يتردد في الوقت نفسه عن تضمين خطابه تأكيدأ متوارياً بان الحشد الشعبي هو البديل، وان يدعو الى تطوير تجربته في العراق وتحويله الى مؤسسة فاعلة في مفاصل المؤسسة الامنية.
واقع الحشد الشعبي في الوقت الراهن، وطبيعة التحولات اللوجستية التي ترافق حركته على الارض، يدعو الى التفكير في خلفية دعوة العراقيين لحمل السلاح فيما يدعى بالجهاد الكفائي، وفيما اذا كانت تلك الدعوة تحمل وجهين متضادين عادة ما تختلف ظواهرها عن بواطنها.
ظاهر الدعوة يدفع الى الظن انها جاءت في ضوء متطلبات محاربة داعش، وانها لا تقتصر على طائفة معينة او فئة محددة، ودواعيها الحقيقية ينبغي ان تكون طارئة، ومؤقتة، غايتها الاساس ايجاد اصطفاف شعبي وطني لمساندة الجيش العراقي في الدفاع عن الوطن في ظروف انكسار هو الاخر مؤقت.
لكن ما ما صاحب التحولات السريعة في مهام وسلوك فصائل الحشد على الارض يكشف ان ظواهر الامور لا تعكس بالضرورة حقيقة بواطنها، وان الدعوة جرى توظيفها بشكل عنيف لصالح تسييل العواطف الطائفية حول المخاطر التي تهدد الطائفة ومزاراتها المقدسة، وهو ما ادى الى اختزال شرف الدفاع عن الوطن الى الدفاع عن المقدسات والطائفة، خصوصاً عندما جنح القائمون على ادارة الدولة الى تسليح الفصائل الشيعية دون سواها، الامر الذي يوحي ان ثمة مشروع يجري الاعداد له بعناية فائقة، يرتبط بعقائد ورؤى لما ينبغي ان يستقر عليه حاضر العراق، ولما يجب ان يكون عليه المستقبل.



#وميض_احسان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من يوقف الصدأ؟


المزيد.....




- كوريا الشمالية: المساعدات الأمريكية لأوكرانيا لن توقف تقدم ا ...
- بيونغ يانغ: ساحة المعركة في أوكرانيا أضحت مقبرة لأسلحة الولا ...
- جنود الجيش الأوكراني يفككون مدافع -إم -777- الأمريكية
- العلماء الروس يحولون النفايات إلى أسمنت رخيص التكلفة
- سيناريو هوليودي.. سرقة 60 ألف دولار ومصوغات ذهبية بسطو مسلح ...
- مصر.. تفاصيل جديدة في واقعة اتهام قاصر لرجل أعمال باستغلالها ...
- بعد نفي حصولها على جواز دبلوماسي.. القضاء العراقي يحكم بسجن ...
- قلق أمريكي من تكرار هجوم -كروكوس- الإرهابي في الولايات المتح ...
- البنتاغون: بناء ميناء عائم قبالة سواحل غزة سيبدأ قريبا جدا
- البنتاغون يؤكد عدم وجود مؤشرات على اجتياح رفح


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وميض احسان - الحشد الشعبي في العراق ..الى اين؟