أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - الصراع الإنساني تنازع بين الدين والطبيعة ح4














المزيد.....

الصراع الإنساني تنازع بين الدين والطبيعة ح4


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4835 - 2015 / 6 / 12 - 03:34
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


نحن لا ندين النص الديني على هذه النتائج التي تمخض عنها فعل إبراهيم وما نتج أو ما أشار له النص كحقيقة نهائية وبأي صورة فهو لديه مشروع عقلي مقبول وطبيعي يحاكي منطق إنساني مبني على أن العقل الإنساني التقليدي في الأخر سينتهي بالعجز عن مجاراة ومماحكة الأفتراضات الدينية الصعبة عندما تطرح موضوعا معقدا وجذريا للفهم على أساس ما يجب وما هو الأوجب لذا لا نستغرب النص التالي (أعبد ربك حتى يأتيك اليقين), هذا الأنتظار المطلوب ليس أنتظارا سلبيا لكنه مقرون بحركة تتمثل في الأتيان الذاتي أو الوارد من جهة خارجية يفسره ويدركه العقل أيضا بالضرورة فكان الأنتظار جزء منه تسليم وقتي بالنتيجة السابقة دون الجزم بها لأنه عرضها النص غير ثابته أو غير قطعية ,وبالتالي صمته عن تبرير هذا التسليم الذي أودى بإبراهيم للنتيجة تطبيق لهذه الفكرة ومنها ما يعرف بإستحالة الفرض بناء على نظرية توالي العلل وهي نظرية خادعة أصلا يراد منها تعجيز العقل عن الوصول إلى نهاية ما من خلال جعل بوابة الأفتراض مفتوحة على اللا نهاية .
الخالق العاقل الكامل المطلق عندما يفتح باب العقل للتساؤل لا يفتحه على مجهول مطلق بل على قيم يمكنها أن تشير اليه وبوضوح كامل ومن خلال منطق العقل الذي منحه للأستدلال عليه ويوجه بذلك مسارات البحث في النقطة التي تضع العقل الإنساني أمام خيارات منطقية لا أمام متاهات تفسد النظرية العقلية وتؤدي إلى الأستغراق التام بالعبثية التي لا تنتهي بنتيجة محددة, هنا لا يكفي أن يكون العجز لوحده وبدون تعليل أو أمل بتجاوزه عن إدراك حدود العالم الأخر دليل على وجود ولا دليل إنكار فكلاهما متساويان في القيمة التقديرية اليقينية عند الإنسان من زاوية أفتراض محضة, وعليه أن يبني على كلاهما منهج متناسب وأصيل ومجرد ومنطقي ليتوصل من خلال البرهان العقلي المساوق لفرض نظرية الخالق الرب إلى نتيجة ما تحسم الأمر ولو مؤقتا أنتظارا لظهور الدليل الكامل (اليقين المنتظر ) .
في العودة إلى قصة الدليل العقلي في قضية إبراهيم الخليل لم يشأ النص أن يخرجنا عن سذاجة التبرير المشار إليه في أعلاه فأنطلق من حقيقة تتمحور حول أستحالة أن تكون الحالات التي أستدل عليها إبراهيم من خلال التأمل العقلي والمحاكمة النقدية لكل دليل على أنفراد, على أنها غير دائمة وغير مستمرة بلا أنقطاع دليل على ضعف الدليل من هذه الناحية فقط فأفول الشمس والقمر والنجوم والكبر والصغر هذه الصفات والمحددات لا تكفي لوحدها أن تكون داحضة لحجية منطق الأستكشاف الأول لديه ولا يعد بها على أنها واقعا يمكن جعلها معيارا قياسيا للمفاضلة بين مجموعة دلائل خاصة وإذا علمنا مثلا أن النجم أي نجم في السماء قد يكون أكبر وأعظم من الشمس حجما وأشراقا وتأثيرا على الكون وعلى الإنسان .
النص بما طرحه من فرض نتائج وافق بتلبية الميل الفطري البدائي عند الإنسان البسيط على ضرورة أن يكون الرب حاضرا بلا غياب وفعل بلا حدود وأن يكون محدودا بجهة الفوق وخلف ستار من الغيبية والمجهولية المطلقة ,النص بإطراده في شرح الدليل هرب بالعقل بعيدا من خلال يقين إبراهيم النهائي ليوصله إلى أن يقع بحقيقة أكبر مما هرب منها عندما وضع كل اليقين في خانة التعميم المموه بالأستحالة الإدراكية التي جعلها في أول مرة مقياس ومعيار حكمي ,فالله الذي أستدل عليه لا يمتلك أي من مواصفات الثلاث المعبودات التي عبدها أول مرة لأنه بتبريره الخاص أكبر من أن يدرك حدود هذه العظمة الكبيرة وبالتالي أفترض أن من كان يتحكم بهن من وراء عالم خفي هو من يستحق العبادة الخ القصة, هذا المنطق مقبول للعقل المحدود الذي يفترض العجز دليل الإثبات أما العقل الذي لا يبرره تبقى الأسئلة مفتوحة أمامه بنفس القيمة والمستوى السابق .
إذن الدليل الذي توصل إليه كان دليلا شعوريا أفتراضيا أيضا لا دليل برهاني عملي عليه يؤازر الفكرة التي أنطلق منها ولا يبرر العجز في توفر ما أراد بالأصل من حقيقة مجهولة, هذا الأمر متأت من حقيقة الخلفية الدينية للمجتمع التي لم يستطيع التخلص منها بل وساعدت الكونية التي نشأ بها من إحاطة تامة للدين بمفاصل الحياة على أن تمنحه العذر بكون التعجز والعجز طبيعي مع كل حالة لا متناهية وطبيعة ليس من الممكن مغادرتها بسهولة إلى حالة أكثر حراكية وأوسع في تقبلها لأفتراضات ثورية غير معتادة ,كما ولا يمكن الإحاطة بهذه الواقعية المتجذرة في التكوين الفطري الإنساني لخصيصة ذاتية وعليه أن يسلم بالنتيجة دون أن يمارس النقد الأستنكاري الفحصي للنتيجة .



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصراع الإنساني تنازع بين الدين والطبيعة ح2
- الصراع الإنساني تنازع بين الدين والطبيعة ح3
- الصراع الإنساني تنازع بين الدين والطبيعة
- صور من ملامح الشخصية العراقية
- أنسنة الدين أم تخليق التدين ح4
- أنسنة الدين أم تخليق التدين ح2
- أنسنة الدين أم تخليق التدين ح3
- أنسنة الدين أم تخليق التدين ح1
- الدولة المدنية ..... الثابت والمتغير 3
- الدولة المدنية ..... الثابت والمتغير 2
- الدولة المدنية ..... الثابت والمتغير
- رواية (رحلتي الملح والماء ) ح14
- رواية (رحلتي الملح والماء ) ح15
- أحتضان
- أفتراضات
- رواية (رحلتي الملح والماء ) ح12
- رواية (رحلتي الملح والماء ) ح13
- مناجاة حائرة
- رواية (رحلتي الملح والماء ) ح10
- رواية (رحلتي الملح والماء ) ح11


المزيد.....




- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...
- -تصريح الدخول إلى الجنة-.. سائق التاكسي السابق والقتل المغلف ...
- سيون أسيدون.. يهودي مغربي حلم بالانضمام للمقاومة ووهب حياته ...
- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى في ثاني أيام الفصح اليهودي
- المقاومة الإسلامية في لبنان .. 200 يوم من الصمود والبطولة إس ...
- الأرجنتين تطالب الإنتربول بتوقيف وزير إيراني بتهمة ضلوعه بتف ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - الصراع الإنساني تنازع بين الدين والطبيعة ح4