أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - فاطمة ناعوت - قبل أن تُحبَّ صحفية















المزيد.....

قبل أن تُحبَّ صحفية


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 4834 - 2015 / 6 / 11 - 10:44
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


في ملف "يوم الصحفي" 10 يونيو، الذي دشّنته مجلتنا (7 أيام) هذا العدد، فكرتُ أن أكتبَ شيئًا طريفًا عن الصحفية المرأة، لا عن الصحفي. فربما لا يعرف كثيرٌ من الرجال أن الزواجَ من كاتبة صحفية، أو شاعرة، أو مبدعة بشكل عامة، ربما هو الأمر الأعسرُ. لأنها كائنٌ استثنائي مختلف عن بقية النساء. وليس هذا حكمًا قيميًّا بالإيجاب. فالاستثناء ليس يعني بالضرورة الأفضلَ أو الأجمل، إنما يعني مجرد الاختلاف، بكل ما يحمل من سلبي وإيجابي، على السواء.
في موقع worldpress المهتم بالشأن الصحفي العالمي، عثرتُ على تقرير طريف يسرد عشر نقاط، أو لنقل نصائح، مقدمة للرجل الذي يفكر في إنشاء علاقة حبّ مع صحفية امرأة. ترجمتُه للعربية لطرافته وخفة ظلّه، وجديته إلى حد بعيد أيضًا. وبكل ما يحمل من إدانة لي شخصيًّا، كوني "كاتبةَ رأي" وهو لون من الصحافة، ولكل كاتبة صحفية أخرى.

1- الصحفية امرأةٌ صارمة:
نحن الصحفيات، لن نهاب أن نخبرك بالحقيقة كما هي. فتلك مهنتُنا. بالحقيقة، تلك هي السمة الأولى للكاتب الناجح الموهوب. لهذا ستكونُ أنتَ هدفًا يوميًّا لتلك الصراحة الصادمة. إذا لم نحب ما تفعل، أو لم يرق لنا الأسلوب الذي تعاملنا به، سوف ننبهك فورًا... وربما دون "تزويق كلام". فإن كنت تريد امرأة تراوغ في الكلام وترقص حول الموضوعات، فلا تواعد صحفية. فنحن نغامر ولا نخاف أي شيء- خاصة أنت. فنحن لسن ساذجات، ونتملك أرواحًا حرّة، وشخصيات صارمة تبحث عن التحدي. نستمتع بالمواقف التي ليس من المفترض أن نخوضها أو التي تتطلب أشخاصًا آخرين ليعالجوها. نخوض التجارب دون كثير تفكير. لو لديك مهمة لخوض وكر إرهاب غير ممنهج، سجّل أسماءنا فورًا. فتلك إحدى النعم واللعنات التي نحب.

2- لا تقف في طريقنا:
لا تحاول أن تمنعنا من أداء أي شيء، لأننا سوف نركلك مع الغبار دون ندم. نحن نؤمن أن بوسعنا تغيير العالم، فلا تهدر طاقتك في محاولة إقناعنا بالعكس. طموحنا أقوى كثيرًا من قدرة ذراعيك المفتولتين على انتزاعنا من طريقنا. سوف نفعل عكس ما تطلبه منا. إذا طلبت ألا نذهب إلى مكان ما، بالتأكيد سوف نذهب. واحجز مكانك من الآن وإلا خسرت مشاهدة هذه المباراة. نحن نقابل العديد من الناس كل يوم، في كل مكان نرتاده. لهذا فأنت لست مميزًا ويمكن استبدالك بيسر.

3- نحن كائنات اجتماعية:
نحن فراشات ملونة مبهجة نحطُّ بجناحينا في أي أرض نشتهي. ندردش مع أي شخص يقع في طريقنا لأن كل إنسان نلتقيه نعتبره مهمًّا مهما كان شاذًّا غريب الأطوار. فهؤلاء موجودون لسبب ما، وفضولنا يشتعل فورًا بسلوكاتهم الغريبة. كل شخص يمكن أن يكون محور لقاء صحفي محتمَل أو شبكة اتصالات في منطقة ما في المستقبل، أو حتى مجرد مادة دردشة مُسلية مع شخص استثنائي. يُقال إننا شخصيات مسلية. فلا تستأجر كوميديان لحفلتك القادمة، فقط اجلبْ صحفيًّا. نحن مَن نمتلك نكهة الحياة التي لا يملكها غيرنا. نحن ندرك قيمة الحياة وكيف هي قصيرة لأننا نقرأ رؤوس الموضوعات جيدًا. نعيش كل يوم كأنه الأخير. إن كنت لا تؤمن بهذا، فقط راجع صفحة الجريمة بجريدتك اليومية أو من الأفضل انظر إلى صفحات النعي لتدرك الواقع القاتل الذي نعيش.

4- العمل لا يتوقف:
يومنا لا ينتهي أبدًا، واتصالاتنا مستمرة. لا تندهش إن ألغينا خطط العشاء لأن الصحافة لا تنام. الطعام موجود دائمًا، لكن الخبر يتغير مع كل ثانية. وذاك اللقاء الصحفي الذي وصلنا إليه بالحيلة قد يكون فرصة العمر التي لا تتكرر، فمن فضلك ابتعد عن طريقنا الآن. نحن نقتنص الفرص ونؤمن أنها لا تأتي إلا مرةً. هنا نحن لا نراك غير مهم، إنما نؤمن أن ما نفعله شديد الأهمية. دعنا نتفق أنه دون خبر، لا أحد سوف يعرف ماذا يحدث في العالم.

5- نحن لسنا غبيّات:
اعتدنا أن نكون على حافة القلق ونحسب خطواتنا بدقة لهذا نُحسن الحديث. إن وددت المزاح، فنحن أستاذات في هذا. لدينا رأي عميق في كل موضوع تفتحه، ولدينا العديد من مستويات الحديث والأمثلة التي تدعم آراءنا. تعلمنا أن نسوق الأدلة في عملنا لهذا سوف تجد لدينا معلومات موثقة. لسنا نساء نمطيات من اللواتي يعرفن رؤوس الأحداث الراهنة، أو تلك الخاملات اللواتي تقابلهن في المجتمعات. معظمنا حصيفات لأننا رأينا وقرأنا كل شيء. لم يعد هناك ما يدهشنا من الإنسان، لهذا علينا أن نكون مرحات إزاء كل شيء. البشر ثملون ونحن نعرف هذا، فلماذا لا نسوق بعض النكات حول ما نرى؟ الحياة قصيرة. إذا كنت لا تمتلك خفة ظل، لن تنجح مع صحفية امرأة. نحن ماهرات في المقابلات الصحفية، لهذا فنحن نتشمم الروث والترّهات من على بعد أميال، لا تنزعج.

6- سوف نصًور كل شيء:
نحن خبيراتٌ في مواقع التواصل الاجتماعية وسوف نخبر متابعينا النهمين للمعلومة بكل ما يحدث حولنا. نعشقُ ردود الأفعال لأننا نستمتع بالأحاديث، ولهذا سوف ننشر الصور، التغريدات، وسوف نخبر عن كل مكان نتواجد فيه كلما أحببنا. الصورة تساوي ألف كلمة، لهذا تحتوي حواسيبنا على عدة آلاف من الصور والڤ-;---;--يديوهات. إذا لم تكن تستمتع بأن تُلتقط لك صور، سوف تتعلم أن تستمع بذلك أو اخبط رأسك في الحائط. نحن شغوفات بالتكنولوچيا، لكننا جذابات وأنيقات. لدينا آي فون، وآي باد، وأندرويد، وماكنتوش، ولاب توب، وكل ما من شأنه أن نتواصل به مع شبكات التواصل الاجتماعي. وبوسعنا أيضًا أن نستخدم تلك الأجهزة في وقت واحد.

7- نكره الأخطاء الإملائية:
تأكد أن تُفعِّل المُصحح الآلي قبل كتابة رسائلك لأننا سوف نمزقّك إربًا مع كل خطأ نحوي أو أيّ غلطة في علامات الترقيم. ستكون تلك الأخطاء طامة كبرى بالنسبة لنا كونك خريجًا جامعيًّا. معظمنا متخصصات محترفات في اللغويات، ولهذا تجد معظم المحررين اللغويين حول العالم من النساء. هل تظن أننا نقسو عليك ؟ نحن أقسى عشر مرات على أنفسنا. لو أخطأنا، لك أن تضمن أننا سوف نركل أنفسنا أيامًا على هذا. وربما أسابيع وشهورًا. فتوقف عن عن العزف على نغمة الشكوى من فضلك. فنحن نتقن أعمالنا وحدنا بما يكفي.

8- نحن نتذكر كلماتك:
اخترْ كلماتك بحكمة لأننا لن ننساها أبدًا مهما بلغ عدد مرات اعتذارك عنها. فنحن مبرمجات على حفظ الأحداث وتخزين الكم الهائل من المعلومات لكي نصوغ مادة شاملة وموجزة. لا أحد كاملٌ (حتى نحن)، لكننا نضعك في مستوى عال أكثر مما تفعل الأخريات. نحن نتعلم بسرعة، لهذا إذا كان لديك أمرٌ معنا، سوف نسمعك ونحاول أن نصلح الأمر بأسرع ما يمكن. أما إذا كانت الأمور تحكمها الفوضى والتشويش، لن يمكننا أن نديره على النحو الأمثل. نحن مُنصتات مدهشات ونُقيّم كل كلمة تقولها. وفي أسوأ الحالات نتحمل نقدك لنا، ولكن بوسعنا أيضًا رد الصاع صاعين. فكن مستعدًا واربط حزام أمانك.

9- نحن جديراتٌ بالثقة:
من واجبنا عمل تقارير ذات معلومات موضوعية غير مغرضة، تلك مهمتنا بما أننا شخصيات عنيدة. نحن أمن بين كثر أنماط النساء ممن رأيتهن في حياتك: ثقة، وقياديةً، ومسؤولية ويمكن الاعتماد علينا. سوف نستغرق وقتًا طويلا قبل أن نثق فيك، ولكن بمجرد أن تحدث تلك الثقة، ستكون في مأمن من إيذائنا. نحن نروم الخير لكل من حولنا، بما فيهم أولئك المتسكعين في الطرقات الذين ينبشون صناديق القمامة. سوف نساعد كل محتاج بقدر استطاعتنا. إذا لم تكن طيبًّا وإنسانيًّا، أو كنت ترى نفسك الوحيد في الكون، فاذهب إلى بيتك وابتعد عنّا.

10- سوف نكتب عنك:
هذا ليس تهديدًا، لكننا لن نضمن لك أن كتابتنا عنك سوف تكون دائمًا إيجابية. يمكن أن نجعلك شخصية في قصة أو مادة للكتابة غير القصصية. هذا يعني أنك شخص مثير للاهتمام. مبروك وتهانينا.

***
الآن، انتهت النصائحُ العشر التي يجب أن يتسلّح بها كلُّ رجل يود الاقتران بكاتبة صحفية أو مبدعة. فكّر، إذن، جيدًّا، قبل الإقدام على تلك المغامرة غير المحسوبة. فإن كنت ذا عزم ومستعدًا للمغامرة، فامضِ قدمًا، ومبروك مقدمًا.
فاطمة ناعوت



#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عكاشة والسيسي
- النظافة ليست من الإيمان!
- بعضٌ من الحلم لا يفسدُ العالم
- في أي دركٍ من النار يسكن الأوركسترا؟
- رسالة من فاطمة ناعوت للرئيس السيسي بخصوص تهجير المسيحيين
- حزب النور... على أبواب التمكين
- خالد منتصر... أهلا بك في وكر الأشرار
- تمرّد... وكتابُ التاريخ
- بذورٌ فاسدة
- انتحارُ الأديب على بوابة قطر
- حزب النور وحلم التمكين الداعشي
- سلّة رمان ..
- حكاية حنّا وعبد السلام
- هل تحب الغُراب؟
- “بَسّ- اللي فيها كل العِبر
- هل قرأ وزيرُ العدل -أفلاطون-؟
- ميكي يجيدُ العربية
- والله وبكّيت فاطنة يا عبدُ الرُحمن
- سَحَرةُ الكُرة … وفرسانُها
- النسخةُ الأجمل منك... في المرآة


المزيد.....




- مقتل امرأة وإصابة آخرين جراء قصف إسرائيلي لمنزل في رفح جنوب ...
- “لولو بتدور على جزمتها”… تردد قناة وناسة الجديد 2024 عبر ناي ...
- “القط هياكل الفار!!”… تردد قناة توم وجيري الجديد 2024 لمشاهد ...
- السعودية.. امرأة تظهر بفيديو -ذي مضامين جنسية- والأمن العام ...
- شركة “نستلة” تتعمّد تسميم أطفال الدول الفقيرة
- عداد جرائم قتل النساء والفتيات من 13 إلى 19 نيسان/ أبريل
- “مشروع نور”.. النظام الإيراني يجدد حملات القمع الذكورية
- وناسه رجعت من تاني.. تردد قناة وناسه الجديد 2024 بجودة عالية ...
- الاحتلال يعتقل النسوية والأكاديمية الفلسطينية نادرة شلهوب كي ...
- ريموند دو لاروش امرأة حطمت الحواجز في عالم الطيران


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - فاطمة ناعوت - قبل أن تُحبَّ صحفية