مريم نجمه
الحوار المتمدن-العدد: 4833 - 2015 / 6 / 10 - 15:26
المحور:
سيرة ذاتية
1 من المذكرات : جولات الكلمة .. من هنا وهناك - 1
اخذت منهن حب الحياة والإنتاج والأشياء الجميلة خاصة الأشغال اليدوية التي أعطتني الهدوء والتفكير وقوة الملاحظة والقدرة على التركيز وحب الألوان والجمال في الأشغال اليدوية التي كنت أعشقها ك ( شغل السنّارة الواحدة التنتنة " الكروشّيه " , والخمسة سنانير للصوف , والإبرة للتطريز والتخريم على الطارة , والخياطة ووووو ... ) كل هذه الأشغال تنمّي لدى الفتاة المهارة والفن وحب الجمال وتناسق الألوان وحب المعرفة والإبداع والتباري بالعمل وحب الجديد والإبتكار , ومحبة الناس الذين نعمل ونجتمع معهن ومعهم - والايمان بالثقة بالنفس والتفكير بالأحلى والتطلّع إلى الجديد في " الكتالوكات " التي كانت تأتي بهن بعض الخياطات والنساء إلى البلدة ومنهم خالتي هيلانة .
* *
مشاهد يومية ثرية
ذهاب الإنسان للعمل والقيام بالمهمات الصغيرة والكبيرة بالإعتماد على النفس دون رقيب وتحذير وخوف , إلى الحانوت " الدكّان " , الفرّان , الخبّازة , المَطحنة , العين , اللحام " الكندرجي " الإسكافي بياع القماش والكروم والبراري وووو ....سقى الله على أيام مسح الأحذية أحذية المدرسة وتلميعها في البيت مساء كل أسبوع !! ..... كل الأعمال اليومية كانت تتم باليد وبالجهد الشخصي ...... وكل مسار على اليد .
بلدتي أعطتني حرية الحركة والتفكيروالترابط الإجتماعي والهدوء وعدم التهور في أخذ القرارات .. تركت تأصيل و شعور في نفسي بالبساطة والتواضع والمحبة , احترام النظافة والتنظيم حب العمل وتقديسه .
:
جداتي سعدة ولوسيا.. شحذنَ الخيال لديّ بالحكايات الشعبية , جدّاتي ووالدتي عَلماني ألاّ أُخطِئ بحق جسدي , ولا أسمح بأحد أن يعبث به لأنه ملكي وكياني . أهلي أعطوني الحب والحنان وحرية التفكيروالإختيار والرأي برغم التربية الصارمة التقليدية .
**
الزواج : رباط روحي - وجسدي , وعاطفي ,
وترابط وتفاهم فكري .. وإجتماعي.. وثقافي .....1955 -
* * *
:
درست التاريخ لأسباب عدة
لأعرف وأتعرّف على ماضي أمتي
والتاريخ حكاية الشعوب .. وهل أحلى من الحكايات ؟
:
إذا لم يكن أمام الإنسان هدفاً يسعى إليه ويطمح لتحقيقه , أو هواية يعبّئ وقته وتفكيره ويصعّد ميوله وطاقاته فيها كَ : المطالعة الكتابة الأشغال اليدوية الزراعية , النقابية الخيرية , أو أي ميول فنية سياسية وطنية أدبية أخرى , فإن الفرد يضيع ويشرد في غير مكان .
* *
أفتش وأفتش , حتى أعثر على قريب أو بعيد أورفيق وصديق أوحتى طفل أعرف من هو , بعد قراءة وجهه بالفراسة !
* * *
أين جماهيرنا .. ضيوفنا زوّارنا .. أين بحر الجماهير والأصدقاء ؟
أنا التي كنت أعرف كل أهل صيدنايا ودمشق وكثير من الأرياف والمدن في وطني سوريا , كل وجه , لقريب وبعيد .. لصديق ورفيق ,
بتُّ لا أحد يعرفني ولا أعرف أحد -
كم هو مؤلم وموجع أن لا يميز ولا يعرف أي وجه أو إسم من الحضور في حفلة في عرس في كنيسة في نادٍ واجتماع أو محاضرة ودعوة أو شارع يومي تمشيه أقدامك ..!!
صور تنخر في القلب وتدمع العين مع النغم تسيل في دروب الغربة
هذه هي تعرّجات ومنحدرات الغربة وعلاماتها وعلاقاتها , حصادها مبتغاها ..
* * *
ما أكثر سلاطين القهر والطغيان والفاشية ..
طال ليل الإرهاب الأيديلوجي والسياسي والطبقي
ما أكثر المصلوبين والمضطهدين ومنكسري القلوب..!
:
* * *
رئيس تحرير جريدة القدس المحترم
تحية وبعد
كنت قد أرسلت لكم بعض من كتاباتي " خواطر" لنشرها في جريدتكم الغرّاء منذ أكثر من أسبوعين - علّ صحيفتكم تنشر شيئاً من رأي المعارضة السورية ( المُهجّرة المثقفة )!
اّمل أن تكون قد وصلتكم بسلام دون أن تُسرق أو تُهمل , كما حصل في كثير من الصحف والمحطات والفضائيات
مع الشكر حتى ولو لم تنشر
وسنبقى نحاول في كل مرّة
نحاول في كل مكان واتجاه , حتى يسمع بعض من هذا الرأي المغيّب .
المدرّسة مريم نجمه
باريس / حزيران/ 2000
* * *
كُثر حاربونا لفكرنا الوطني , الفكر الثوري الطبقي , والماركسي , ثم الماوي والجرأة في النقد وعدم السكوت عن الخطأ أينما وجد .
حاربتنا القيادة البكداشية ( الحزب الشيوعي ) بعد النقد والخلاف معها على خط الحزب البرجوازي الإنتهازي وعدم إنعقاد المؤتمرات وممارسة النقد والنقد الذاتي واختلاف الرأي عبادة الفرد إنفصال القيادة عن القاعدة عدم الشفافية في ميزانية ومالية الحزب والمحاسبة على الأخطاء , والكثير من المواضيع - بكل الوسائل حاربونا ( منعوا الأهل والأقارب والأصدقاء من التحدث معنا وزيارتنا والرفاق . منع الإتصال بنا أو إقامة أي علاقة , ومراقبتنا حتى !) كما مارس وفعل النظام الأسدي بنا تماماً ومع كل الأحرار والرفاق والسياسيين والأحزاب .لا يختلفوا بشئ عن النظام البوليسي الأسدي مع الأسف نفس المدرسة والأسلوب لم يحررهم الفكر ولم يطوروا التفكير .
حاربتنا السلطات السورية المتعاقبة من ديكتاتورية الشيشكلي حتى اليوم 1950 - 2015
حاربتنا القيادة السوفياتية , والروسية ( التحريفية ) بواسطة جواسيسها وموظفيها - ودولة الكيان الصهيوني بكل ما تملك من مرتزقة والأنظمة الرأسمالية الغربية والعربية الداعمة النظام السوري التي تخاف من أية كلمة أو نسمة تحرر شيوعية أو ماركسية أو وطنية -
وسط كل هذه الأجواء والمناخ الضاغط القمعي التجسّسي المافياوي الموبؤ المتعفن المتشابك بالمصالح وغيرها , كان لنا الكثير من الأصدقاء والمعارف والرفاق الأوفياء والبسطاء الطبقيين والمخلصين للشعب والقضية الوطنية والأممية ,, عملنا وناضلنا ونعمل ونكتب ونعلن مواقفنا المبدئية الوطنية والأممية دون خوف أو تقاعس أو إنتهازية مهما كانت الظروف والمعوقات .
:
أشتركنا في النضال السياسي ضد التيار الرجعي الجامد المتخلف الذي يخاف من التغيير , منذ خمسينيات القرن الماضي .
وأشتركنا أيضاً وحاربنا التيار القومي الشوفيني في الستينات والسبعينات
وتصدينا للتيار الديني المتعصب السلفي المتطرف والأنظمة الفردية الإستبدادية القمعية -
ربما أخطأنا في مكان ما , و ربما قصّرنا في موقف ما , وهذا أمر طبيعي في كل عمل وطني عام , نعترف بأننا لسنا كاملين ومثاليين , وجلّ مَن لا يخطئ -
المهم التقييم دوماً والتصحيح والإعتراف بالأخطاء إذا ارتكبت , خاصة عندما يكون الخطأ فادح بحق شعب وأرض ومصير وطن ووجود , أو تمرّد وانتفاضة و ثورة وأهداف نبيلة مشروعة وشهداء ومضحين بالملايين ..!
مريم نجمه
#مريم_نجمه (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟