أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - مسعود محمد - هل تتكلم تركيا بالكردي ....















المزيد.....

هل تتكلم تركيا بالكردي ....


مسعود محمد

الحوار المتمدن-العدد: 4833 - 2015 / 6 / 10 - 13:19
المحور: القضية الكردية
    


شهدت مدينة ديار بكر في جنوب شرقي تركيا, التي تسكنها أغلبية كردية, مظاهر احتفالية بعد أن أصبح حزب الشعوب الديمقراطي أول حزب ممثل للأكراد يصل إلى البرلمان بتاريخ الجمهورية التركية الحديث. وكانت المدينة الوحيدة التي احتفلت عملياً بالانتصار، بعد ان أجهض الحزب الكردي احلام اردوغان وحول التصويت في الانتخابات البرلمانية الى تصويت على شخص اردوغان وسياساته رغم عدم مشاركته في الانتخابات شخصياً.
تراجع نتائج حزب العدالة والتنمية التركي ما هي الا رسالة شعبية لأردوغان بأن الشعب التركي لن يقبل رئيس بصلاحيات كبيرة ممكن أن تحوله الى ديكتاتور أو سلطان كما يحلو للبعض تسميته، الشعب التركي قام بالتصويت لأردوغان وحزبه في دورات انتخابية سابقة عندما شعر أن هناك إصلاحات حقيقية، لكن عندما شعر الشعب بالخطر الحقيقي على شكل الدولة التركية توقف عن دعمه بل وقام بالتصويت لمنافس قوي له وأجبره الى العودة بما يسمى بلغة الإسلاميين الى الشورى، والتعاون مع القوى التركية الأخرى، وتشكيل ائتلاف حكومي، او الذهاب الى انتخابات مبكرة. حصل حزب العدالة والتنمية على41% من مجموع أصوات الناخبين، وفاز بـ 258 من مقاعد البرلمان البالغ عددها 550 مقعدا. وهذه هي المرة الرابعة على التوالي يفوز حزب العدالة والتنمية بالانتخابات البرلمانية، لكنها الأولى بدون زعيمه السابق رئيس الجمهورية الحالي رجب طيب أردوغان وبلغت نسبة المشاركة الإجمالية 86% من عدد الناخبين، حسب أرقام أوردتها وكالة "الأناضول". ويبلغ مجموع المواطنين الذين يحق لهم التصويت أكثر من 53 مليونا داخل تركيا، وثلاثة ملايين في الخارج. وحصل حزب الشعب الجمهوري أكبر أحزاب المعارضة على نحو 25%، وفاز ب 132 مقعدا في البرلمان بينما حصد حزب الحركة القومية نحو 16% ليفوز بـ 81 مقعدا في البرلمان.
حقق حزب الشعوب الديمقراطي اكبر مفاجأة، وأصبح أول حزب ممثل للأكراد يتمكن من دخول البرلمان بعد تخطيه حاجز العشرة بالمائة وحصوله على نسبة تقارب 13% مما يخوله 78 مقعدا.
قال رئيس الوزراء التركي رئيس حزب العدالة والتنمية أحمد داود أوغلو في أول تعقيب مقتضب على نتائج الانتخابات أمام حشد جماهيري في محافظة قونيا مسقط رأسه :"لا تقلقوا فإن قرار الشعب هو أصح قرار بإذن الله"، مؤكدا أنه يحترم إرادة الشعب. وأردف قائلا :"لن ننحني أمام أي قوة بأي شكل من الأشكال". وتوجه داود أوغلو بعد كلمته إلى أنقرة, حيث من المنتظر أن يلقي كلمة أمام مؤيدي الحزب.
يحتاج حزب العدالة والتنمية إلى 16 مقعدا إضافيا حتى يتمكن من تشكيل الحكومة، وهو ما يعني حسب المراقبين أن تركيا مقبلة على سيناريو حكومة ائتلافية أو انتخابات مبكرة.
دخول حزب الشعوب الديمقراطية البرلمان لأول مرة كحزب، هو أمر إيجابي ولا بد أن يُبنى عليه بنَفَس عقلاني، لتترجم نتائجة ايجاباً لمصلحة الشعب الكردي في كردستان تركيا وتركيا على وجه العموم. الخطوة التالية التي ينتظرها الجميع تتجسّد في ضرورة استمرارية جهود العملية السلمية لحل القضية الكردية في تركيا على أساس احترام الحقوق الكردية المشروعة، وبما يكفل الإستقرار والتنمية في تركيا والمنطقة عموماً.
ولا شك أن حزب العدالة والتنمية - على الرغم من خسارته اللافتة التي تجسّدت في عدم تمكّنه من الحصول على الأغلبية المطلقة- وبما يملكه من علاقات خاصة مع كرد العراق الذين ساهموا بهذه الانتخابات بقوة لاعلاء الصوت الكردي، يظل هو الطرف الأكثر استعداداً ، وقدرة، وخبرة ،وتفهماً للدخول في مفاوضات جادة من شأنها الوصول إلى حل عادل للقضية الكردية؛ الأمر الذي سيمكّن الحزب المعني من انطلاقة جديدة تؤهله لتجاوز عوامل الضعف التي تسببت في خسارته الانتخابية؛ وتساعده في الوقت ذاته على الاستمرار في برنامجه الاقتصادي الذي حقق حتى الآن تقدماً استفادت منه الكثير من فئات الشعب التركي.
يقود حزب الشعوب الديمقراطي صلاح الدين ديمرطاش الشاب الكردي الذي لقب باوباما الكرد، كان أردوغان يستصغر صلاح الدين دميرطاش، زعيم "حزب الشعوب الديمقراطي" الذي فاجأه بحصوله على 12.87% من الأصوات، أعطته 79 مقعدا نيابيا، أي ما كان أردوغان يحتاجه ليحصل على ثلثي المقاعد النيابية لتغيير النظام من برلماني إلى رئاسي يكون هو رئيسه، إلا أن شرارة دميرطاش التي لم يعرها اردوغان اهتماما، لسعته وأيقظته من الحلم على كابوس.
دميرطاش ولد في ربيع 1973 بمنطقة "بالو" في محافظة "إلازغ" المعروفة عربيا زمن العثمانيين باسم "معمورة العزيز" في الشرق التركي بمنطقة الأناضول، وعاش مدة في عاصمتها، دميطراش الذي أمضى معظم حياته فيما بعد بمدينة ديار بكر، والأب لابنتين من زوجته، واسمها باشاك، محام مارس المهنة بعد تخرجه بالحقوق من جامعة أنقرة، وهو يجيد الكردية والإنكليزية، ويفخر بأن سيرته الذاتية خالية مما يعيب.
الشخصية الأبرز التي عادت الى البرلمان التركي عبر حزب الشعوب الديمقراطية هي البرلمانية ليلى زانا الكردية التي دخلت البرلمان المرة الأولى عام 1991 مع 19 برلمانياً كردياً دخلوا البرلمان كأشخاص وليس كحزب، وأصرت على ادائها اليمين في البرلمان عام 1991 باللغة الكردية. ففي عام 1991 وخلال جلسة مراسم اداء اليمين أثارت ليلى زانا، اول امراة كردية تدخل البرلمان، ذهول وغضب غالبية النواب متوجهة اليهم برسالة سلام باللغة الكردية التي كانت محظورة. بلغ تمادي النائب في التحدي حد وضع عصابة رأس حمراء وصفراء وخضراء بألوان علم حزب العمال الكردستاني الذي كان في اوج حملته المسلحة لاستقلال جنوب شرق الاناضول التركي الذي يشكل الاكراد غالبية سكانه. بعد ثلاث سنوات رفع البرلمان الحصانة البرلمانية عن ليلى زانا وزملائها النواب العشرين المنتخبين لاتاحة ملاحقاتهم بتهمة دعم تنظيم ارهابي.
امضى اربعة من هؤلاء النواب بينهم ليلى عشر سنوات في السجن. وفضل نواب اخرون المنفى فيما التحق الباقون بالحملة المسلحة لحزب العمال الكردستاني.
لكن فيما بعد اضطرت تركيا استجابة لمطالب الاتحاد الاوروبي الذي ترغب في الانضمام اليه الى وضع حد لحالة الطوارىء في الجنوب الشرقي ومنح الاكراد حقوقا ثقافية مثل اذاعة برامج بالكردية على القنوات التلفزيونية العامة وتعليم الكردية في مدارس خاصة
منذ اللحظات الأولى لإعلان النتائج بدأت الأطراف المتنافسة بالإدلاء بالكثير من التصريحات والمناورات السياسية. ولكن الجميع يعلم ان المطلوب من الجميع هو الاّ تتسبّب انفعالات الفوز والفشل في إبعاد مختلف أطراف العملية السياسية في تركيا عن التفكير العقلاني البعيد النظر. الموقف يلزم الجميع بالاستعداد للتضحية، وتجاوز التفكير النمطي، واتخاذ القرارات الجريئة التي تحفظ الجمهورية، وتعطي الكرد حقهم.
نجاح المفاوضات بين الكتل السياسية في البرلمان التركي وخصوصا التحالف بين دميرتاش وأردوغان، سيعطي حيوية للحياة السياسية التركية ويمهد لنهاية حرب دموية بين الكرد والاتراك، وقد تكون اهم نتائجه اطلاق سراح الزعيم الكردي عبدالله اوجلان، وخلاصة ثلاث سنوات من الوقوف على عتبة حل القضية الكردية في تركيا دون إمكانية الوصول للحل النهائي. أما فشل تلك المفاوضات قط يؤدي إلى خلق فوضى في تركيا ولن يكون مستبعداً حينها تدخل الجيش التركي والعودة لعهد الكمالية والدولة العميقة وانقلابات كنعان إيفرن. يمثل اكراد تركيا 40٪-;- من مجموع الاكراد عامة وهم اكبر كتلة كردية موجودة ضمن جغرافية لديها حدود مشتركة مع بقية الكرد في سوريا وإقليم كردستان العراق، فهل تتكلم تركيا أخيراً بالكردي؟ سؤال ستجيب عنه مفاوضات تشكيل الحكومة التركية في الأيام القادمة.



#مسعود_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في الليلة الظلماء يفتقد البدر ... مشعل الثورة
- اديبه سعيد علي ... نساء كوباني يرغبن بالحب اكثر من القتال .. ...
- حتى تبقى الجمهورية ... عودوا لسمير قصير
- مقابلة مع سكرتير الحزب الديمقراطي الكردستاني ايران اثناء مشا ...
- سكرتير حزب «كومله» الكردي الإيراني عبدالله مهتدي: انتفاضة مه ...
- اكراد ايران ... نحن للتغيير ولاسقاط ملالي طهران
- شيخ المناضلين الاكراد الإيرانيين عبدالله حسن زاده ما حصل في ...
- عبدالله اسكندر ... وداعاً
- لماذا تفاوض اميركا الاسد وايران
- الارهاب الديني قمة الدكتاتورية
- شهدائنا يشهدون على حواركم
- مقابله مع سكرتير عام حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا ( ...
- داعش نتاج واقعنا ... العودة للعقل والاجتهاد
- مقابلة مع مارسيل مشعل تمو بالذكرى الثالثة لاغتيال والده ... ...
- الدولة الإسلامية ما بين السنة والشيعة ... سبب الخلاف والانشق ...
- اكراد سوريا بين مطرقة داعش وسندان الخلافات الداخلية
- ماذا لو سقطت كوباني
- السيد المشاكس
- فاروق مردم بيك يتحدث عن الثورة السورية وفلسطين وعلاقته بسمير ...
- وامعصوماه أدرك نينوى ... طرد المسيحيين ليس بإسلام


المزيد.....




- لبنان: موجة عنف ضد اللاجئين السوريين بعد اغتيال مسؤول حزبي م ...
- الأمم المتحدة: -لم يطرأ تغيير ملموس- على حجم المساعدات لغزة ...
- مع مرور عام على الصراع في السودان.. الأمم المتحدة?في مصر تدع ...
- مؤسسات فلسطينية: عدد الأسرى في سجون الاحتلال يصل لـ9500
- أخيرا.. قضية تعذيب في أبو غريب أمام القضاء بالولايات المتحدة ...
- الأمم المتحدة تطالب الاحتلال بالتوقف عن المشاركة في عنف المس ...
- المجاعة تحكم قبضتها على الرضّع والأطفال في غزة
- ولايات أميركية تتحرك لحماية الأطفال على الإنترنت
- حماس: الانتهاكات بحق الأسرى الفلسطينيين ستبقى وصمة عار تطارد ...
- هيئة الأسرى: 78 معتقلة يواجهن الموت يوميا في سجن الدامون


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - مسعود محمد - هل تتكلم تركيا بالكردي ....