أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خليل صارم - لماذا سوريا أولاً..1؟















المزيد.....

لماذا سوريا أولاً..1؟


خليل صارم

الحوار المتمدن-العدد: 1338 - 2005 / 10 / 5 - 11:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


البعض هاجم هذه المقولة دون التدقيق الجيد بضرورتها في الظروف الحالية التي تمر بها المنطقة واستسلام الأنظمة لهذا التيار العاصف الذي توجهه أمريكا على المنطقة بشكل مجنون تحت مزاعم الديمقراطية والحرية التي تأكد للقاصي والداني أنها ليست من الديمقراطية ولا من الحرية في شيء وأنها ترغب بتوجيهها نحو الفوضى المخطط لها لكسر ظهور شعوب المنطقة والقضاء على توجهات الحرية والديمقراطية الحقيقية التي تعمل لها بجدية القوى السياسية الحضارية في المنطقة بعيدا ً عن التعصب والتشدد الديني والشوفيني .
- في ظل مناخات سادت المنطقة ومنها سوريا لمدة نصف قرن مارست فيها الأنظمة على اختلافها تهميش المجتمعات وتكميم أفواه المعارضة وفرض رؤاها القاصرة والتي ثبت قطعا ً محدوديتها وأحاديتها السياسية عدا قصورها عن فهم واقع هذه المجتمعات واقفة ً سدا ً في وجه تطويرها , وإغراقها في التخلف والفساد وفوضى القوانين الارتجالية والتفسيرات الغبية المنحرفة تكريسا ً للفساد بحيث تمدد خارج نطاق الدولة والسلطة لينهش في تركيبة المجتمعات وأخلاقياتها وعلاقاتها الانسانية , لتخرج ضعيفة منهكة لاتدري أين ستسوقها رياح الفوضى القادمة خاصة وإنها رأت ولمست العينة في العراق , الأمر الذي نشر حالة من اليأس والخوف وفقدان الأمل في المستقبل رغم مقاومة القوى الحضارية والمعارضة الوطنية الملتزمة والجادة في وجه هذه الحالات ومحاولاتها تغييرها باتجاه الأمل في المستقبل واستعادة الثقة بالنفس في مقابل اليأس والخوف .
- وفي ظل الصراع الذي لم نعد ندري حقيقته ) بين النظام الأمريكي الغبي وسوء نواياه تجاه هذه المنطقة وبين القوى الأصولية المتخلفة والتي تساعد وبشدة في الدفع باتجاه الفوضى التي يعمل لها أيضا ً النظام الأمريكي , بمعنى أنهما مشتركان في الهدف , تم تحديد الخيارات أمام هذه الشعوب خاصة وإنها تسمع يوميا ً مايردده الإعلام الذي يديره ويرعاه النظام الأمريكي والإعلام المحلي الغبي المتخلف الذي يردد ببغاوية مايشيعه ذلك الإعلام المسيطر عليه أمريكيا ً .من أن الخيار الوحيد البديل (للحرية والديمقراطية ) التي ينادي بها النظام الأمريكي , هو القوى الأصولية المتشددة , بحيث يوحي أنه لاخيارات أخرى أمام هذه الشعوب .
- اذا ً لماذا سوريا أولا ً : ذلك أن البلد الضعيف سيكون مشكلة لجيرانه ولاشقائه وعالة عليهم بل وسيكون منبعا ً آخر من منابع الفوضى التي يدفع بها النظام الأمريكي , وسوريا بما تملك من إمكانيات اقتصادية متنوعة وثقافية والشعور الوطني الذي يتميز به السوري بطبيعته لايمكن أن تكون الا دينامو المنطقة كما كانت عبر التاريخ فقد اعتادت المنطقة أن يبدأ الحراك من سوريا وينتهي بها , فكل الأفكار والأيديولوجيات والحركات والأحزاب السياسية التقدمية بدأت من سوريا وعممت على صعيد المنطقة
حتى الثورة العربية الكبرى ؟؟ أطلقت شرارتها الجمعيات والمنتديات السورية وقادها وساهم بها بفعالية ضباط سوريون .
كما أن النظام الذي ظهر بعد الاستقلال لغاية عام 1956 كان ديمقراطيا ً بامتياز بل وعمل على علمنة البلد ( اذا استثنينا الانقلابات العسكرية ) والتاريخ لايمكن إخفاء وقائعه رغم محاولات تحريفه وطمسه .
- إن الواقع الحالي لسوريا يؤكد أن الفساد قد نخر بكل شيء وقد تمكن من التأثير في تركيبة المجتمع بشكل سيء يعززه بيروقراطية سوداء قذرة الى حدود القرف بالرغم من المحاولات المتعثرة لمكافحته مع بقاء المجتمع على الهامش دون مشاركة ماخلا بعض الأصوات التي تعلو هنا وهناك والتي ماتزال مترددة متوجسة بعض الشيء ذلك أن التجارب السابقة متجسدة أمامها لاتغيب عن ذهنها عندما علقت مقولة ( لاأريد لأحد أن يسكت عن الخطأ )لتجعل منها الأجهزة فخاً لاصطياد كل من يرفع الصوت مجاهراً بالإشارة أو الدلالة على الخطأ وليصبح هذا خائناً وعميلاً بل وان هناك من غيب وراء الشمس لمجرد محاولته التقدم بشكوى حاول ايصالها الى الرئيس وهذا ثابت قطعا ً ولامجال لإنكاره أو التستر عليه وبزعم حماية أمن البلد أصبح كل مواطن متهما ً الى أن يثبت العكس , واثبات العكس كان يتم مزاجيا ً وحسب قدرة هذا المواطن المادية وعلاقاته والمشكلة تكمن أن الكثير الكثير ممن مارسوا ذلك مايزالون يتمتعون بحصانة المركز الذي يشغلونه بل وأصبحوا من حاملي راية مكافحة الفساد وهم في مواقع يجب أن يشغلها مكافحي فساد صادقين وليس هؤلاء بتاريخهم وواقعهم الأسود .؟؟؟؟ !!!
- ان هذا الفساد قد تسبب بهدر موارد البلد وتخريب وتزوير مشاريعها وتفشيل كل خطط التنمية السابقة ليخرج البلد دون الحد الأدنى مما كان يجب أن يكون عليه بحكم واقع العصر وتطوراته هذا على المستوى الاقتصادي أما على الصعيد الاجتماعي فقد تم تفكيك البنية الاجتماعية من خلال نشر أخلاقية الفساد التي أنتجت قيم ( الأنانية والتحاسد والدسيسة والوقيعة والكذب والنفاق والسقوط الأخلاقي بشتى أشكاله ) بحيث أضحت هذه القيم ظاهرة للعيان بشكل فج وقح والتي أدت لعودة ظهور العلاقات الطائفية والعشائرية والعائلية وان كانت غير معلنة بشكل سافر كون المجتمع في سوريا كان يستنكرها سابقا ً وينظر بازدراء الى القائلين بها وماتزال هذه النظرة سائدة بشكل عام بمعنى أن المجتمع لم يقع كله فريسة لها من هنا تنبع إمكانية إعادة اللحمة له , لو أحسنت القوى السياسية الجديدة التي تتبنى مقولات العلمانية والديمقراطية والحرية توحيد جهودها وأتقنت لغة الشارع وعرفت كيف تحاوره لأنه أساساً في غالبيته
جاهز لتقبل هذه المفاهيم شريطة أن تكون واضحة تماماً ومصاغة بشكل
يتلاءم والواقع الحالي .
نعود للعنوان لماذا سوريا أولا ً انطلاقاً من قولنا أن البلد الضعيف سيكون عالة على جيرانه وأشقائه لنؤكد أن تمتين دعائم البيت السوري هي ضرورة واجبة ليكون قادراً على تحمل الأنواء والعواصف التي تطرق الأبواب الآن .
لهذا السبب يتوجب على النظام أن يبادر قبل كل شيء الى تنظيف البيت من الداخل ومكافحة الجرذان وكافة أنواع القوارض التي تقضم أساساته وتشكل خطرا ً على البيت أكبر من الخطر الخارجي بل ونتجرأ ونتهمها أنها تمهد لكافة الأخطار التي تعصف بالوطن وهي السبب الرئيسي طيلة العقود السابقة بتوفير البيئة العفنة الملائمة لتفريخ المزيد من قوى التشدد المتخلفة ودفع الكثير من الشباب باتجاهها بعد أن ضاقت الأحوال بهم ويأسوا من رؤية أي بصيص أمل بمستقبل مشرف , يعني أن توجه هؤلاء الشباب كان عملاً بمقولة (نكاية بالطهارة بال في الصحن ) لذلك فان المكافحة الجادة للجرذان والقوارض قد تعيد إليهم الأمل والتفكير العقلاني , وهذا ماكنا نتمناه أن يحدث قبل بضعة سنوات وطالبنا فيه كثيرا ً حتى بحت أصواتنا لكن الجدران الصم التي تمكن الفساد من بنائها منعت أصواتنا من بلوغ الأسماع على مايبدو .
- الى جانب ذلك نصبح بحاجة ماسة الى دستور علماني متطور يراعي المجتمع بكافة أطيافه وتلويناته وبأدق التفاصيل ليتحول الى مجتمع متماسك موحد لايمكن لأية جهة العبث بوحدته .
- قوانين عصرية متطورة تحفظ للمواطن حقوقه كاملة وتوضح واجباته بدقة بحيث لايمكن التجاوز على هذه الحقوق ولا الإخلال بالواجبات .
( يتبع ) .



#خليل_صارم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مؤتمر..حوار ..ولكن..؟
- اما أن نتقن ثقافة الاختلاف أو نجلس في العتمة ونفكر
- لماذا لاتستعملوا عقولكم جيدا
- الديمقراطية.الليبرالية.العلمانية
- عندما تهب العاصفة يتوجب التفكير بانقاذ مايمكن انقاذه
- وجهة نظر في مفهوم .الديمقراطية.الليبرالية.العلمانية
- أيها السادة لاتقولوا أمريكا .قولوا النظام الأمريكي .
- عرب هذا الزمان
- سور التخلف
- الجزء 8 مداخلة في أسئلة الليبرالية
- لوحات عربية
- واقع القوى السياسية على الساحة السورية وخطاب الشارع 5
- واقع القوى السياسية على الساحة السورية وخطاب الشارع - ملحق ا ...
- واقع القوى السياسية على الساحة السورية وخطاب الشارع 4
- واقع القوى السياسية على الساحة السورية وخطاب الشارع 3
- واقع القوى السياسية على الساحة السورية وخطاب الشارع 2
- واقع القوى السياسية على الساحة السورية وخطاب الشارع
- النظام السياسي العربي - الجزء الثالث
- النظام الساسي العربي (الموروث و المرتكزات ) الجزء الثاني
- النظام الساسي العربي (الموروث و المرتكزات ) الجزء الأول


المزيد.....




- إزالة واتساب وثريدز من متجر التطبيقات في الصين.. وأبل توضح ل ...
- -التصعيد الإسرائيلي الإيراني يُظهر أن البلدين لا يقرآن بعضهم ...
- أسطول الحرية يستعد لاختراق الحصار الإسرائيلي على غزة
- ما مصير الحج السنوي لكنيس الغريبة في تونس في ظل حرب غزة؟
- -حزب الله- يكشف تفاصيل جديدة حول العملية المزدوجة في عرب الع ...
- زاخاروفا: عسكرة الاتحاد الأوروبي ستضعف موقعه في عالم متعدد ا ...
- تفكيك شبكة إجرامية ومصادرة كميات من المخدرات غرب الجزائر
- ماكرون يؤكد سعيه -لتجنب التصعيد بين لبنان واسرائيل-
- زيلينسكي يلوم أعضاء حلف -الناتو- ويوجز تذمره بخمس نقاط
- -بلومبيرغ-: برلين تقدم شكوى بعد تسريب تقرير الخلاف بين رئيس ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خليل صارم - لماذا سوريا أولاً..1؟