أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سيدة عشتار بن علي - ادارة التّوحّش















المزيد.....


ادارة التّوحّش


سيدة عشتار بن علي

الحوار المتمدن-العدد: 4831 - 2015 / 6 / 8 - 13:37
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كتاب "إدارة التوحش ...مؤلفه أبو بكر ناجي وهو شخصية غامضة والأرجح ان اسمه الحقيقي ليس أبا بكر .... يقول مراقبون إنه ضابط مصري يدعى سيف العدل، منسق الشؤون الأمنية والاستخباراتية في تنظيم القاعدة....الكتاب عبارة عن مجموعة من المقالات منع من التداول في كثير من الدول العربية، وأصبح متاحاً، لاحقاً، في أكثر من 15 ألف رابط في الشبكة العنكبوتيةوحسب ممدوح إسماعيل، الخبير في الجماعات الإسلامية في لقاء له مع صحيفة "المدينة" السعودية فإن مؤلف الكتاب يرتبط بالقاعدة ارتباطا أيديولوجيا لا تنظيميا ...يحتوي الكتاب على خمسة مباحث المبحث الأوّل يتحدث فيه الكاتب عن “التعريف بإدارة التوحش، وفي الثاني يتحدّث فيه عن طريق التمكين الذي يركز خلاله على أهمية توتير العلاقات بين الدول وتوظيفها لصالحهم، في حين يفرد المبحث الثالث لأهم القواعد والسياسات التي تيسر لهم عملهم يركز خلالها على الإدارة العسكرية، واتخاذ القرارات، وفي المبحث الرابع يتكلم عن أهم المشاكل والعوائق التي يمكن أن تعترضهم ....يتضمّن الكتاب أيضا مجادلات مع الجماعات الإسلامية الأخرى التي تختلف بدرجات متفاوتة مع الجماعة السلفية الجهادية في المنهج والرّؤية فهذا الكتاب يمثل الرّؤية الجيوسياسية للتيار السلفي الجهادي الذي يعتمد عليه تنظيم القاعدة ومن بعده تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام ” داعش”يقول مؤلف الكتاب ابو بكر ناجي:إدارة التوحش هي السيطرة, المرحلة القادمة التي ستمر بها الأمة ، وتُعد أخطر مرحلة فإذا نجحنا في إدارة هذا التوحش ستكون تلك المرحلة - بإذن الله - هي المعبر لدولة الإسلام المنتظرة منذ سقوط الخلافة ، وإذا أخفقنا أعاذنا الله من ذلك لا يعني ذلك انتهاء الأمر ولكن هذا الإخفاق سيؤدي لمزيد من التوحش

صاحب كتاب ادارة التّوحش ينطلق في كتابه من مرحلة ما بعد التّكفير اي تكفير الأنظمة الحاكمة والحكومات ورجال الأمن بل وحتى المدنيين الموالين لهذه الحكومات ....هم أيضا كفرة
فالمسألة محسومة في ذهن الكاتب ومن يعتمد كتابه مرجعا ودستورا باعتبار ما ورد في الكتاب من تنظيرات يستند الى تراث عميق يعتبر مرجعا قويا لهذه اللجماعات وغير قابل للمساءلة ....ومؤلف الكتاب اللمكنى بابي بكر ينقل من خلال كتابه ادارة التّوحش الصورة التي يجب أن يكون عليها العالم ...هي صورة نعيشها اليوم ونشهد ويلاتها ونتجرّع مرارتها حيث تشتعل النيران في كل مكان وتتطاير الجثث وتسيل انهار من الدماء ويعم الخراب.. فالشعار الذي يرفعه المؤلف هو :الدّم الدّم الهدم الهدم ...وهو نفس الشعار الذي كثيرا ما ردده أسامة بن لادن في تسجيلاته الموجهة الى العدوّ الكافر ...يقول مؤلف الكتاب متحدثا عن سر قوة الجماعات الجهادية "ففي وجود موالاة إيمانية بين كل هذه المجموعات تتمثل في عقد مكتوب بالدماء أهم بنوده (الدم الدم والهدم الهدم) تتحقق شوكة كبرى يعجز العدو عن مواجهتها". ويقول "أي فرد أو مجموعة أو جماعة ثبت لها حكم الإسلام ودخلت في الجهاد وتبادلت معنا الولاء على أساس (الدم الدم والهدم الهدم) فهي جزء من الحركة المجاهدة حتى لو خالفت المنهج الصواب في أمور علمية أو عملية ما دام تأولا لا تعمدا.." هذا الشعار هو المنطلق والوسيلة التي لا بديل عنها .....انها مرحلة التوحش الّتي تتطلب من يوقفها ويديرها





الفكرة الرئيسية للكتاب اذن هي التّوحش وادارته فما الذي يقصده بكلمة “التوحش”?


تلك الحالة من الفوضى التي ستدب في أوصال دولة ما أو منطقة بعينها إذا ما زالت عنها قبضة السلطات الحاكمة ففي هذه الحالة ستدب الفوضى التي تصل الى درجة التّوحش حيث يتحول مجتمع الأمس الذي كان خاضعا لنواميس وقوانين تضبطه وتخضعه لنظام يقمع حالة التوحش والحيوانية فيه الى عالم تعمه الفوضى والتمرد ....عالم هو اقرب ما يكون الى الغاب وحسب مؤلف الكتاب فان هذه الحالة من الفوضى ستكون “متوحشة” وسيعاني منها السكان المحليون، لذلك وجب على القاعدة -التي ستحل محل السلطات الحاكمة تمهيدا لإقامة الدولة الإسلامية- أن تحسن “إدارة التوحش” إلى أن تستقر الأمور فقانون الغاب الذي يعم حتما سوف ينهك مواطني المنطقة التي حلت عليها لعنة التّوحش ويجعلها تتعطّش الى اي قوة لها القدرة على اعادة تنظيم الحياة وتخليصها من الرّعب وفقدان الاحساس بالأمان ..لايهم ان كانوا أخيارا أو أشرارا ,خونة أو وطنيين ,غزاة لوطن الأمس أو حماة له ...المهم أن يحسّ الفرد بانه في حماية قوة تذود عنه وتحميه من مخالب الوحوش البشرية المنفلتة من قيودها وأنيابهم.... المهم أن ينام مطمئنّا دون ان يخشى اقتحام المجرمين والمعتدين بيته وسرقته او اغتصاب زوجته وابنته او قتله ....المهم أن يخرج الى السوق او يسافر دون خشية من ان يتعرض له قطاع الطّرق وينكّلون به.... أن تكون هناك قوة قادرة على بعث الروح في المؤسسات من جديد لتسير شؤونه وتحمي مصالحه المادية والمعنوية ,ويشير المؤلف إلى أن التاريخ القديم والجديد، ولا سيما الإسلامي منه، شهد مثل هذه المراحل من التوحش، سواء لدى المسلمين أو لدى غيرهم، مما يعني بأن هذه الظاهرة ليست طارئة في التاريخ الإنساني. ومن الأمثلة التي يسوقها المؤلف في هذا الصدد:

ــ النظام القبلي الذي حكم المدينة المنورة قبل وصول الرسول وبعد وصوله أصبح يحكم “بالنظام المثالي لإدارة التوحش”.

ــ عند سقوط الخلافة الإسلامية وتعرض الأمة لهجمات خارجية كالهجمة التتارية والصليبية؛ تشكلت دويلات صغيرة، حاولت أن تصبح دولة خلافة أو دولة مجاورة لدول أخرى.
أهم ما يمكننا استخلاصه مما ورد في كتاب ادارة التّوحّش هو المراحل التي يجب ان يمر بها المجتمع حتى يتسنى للقاعدة الامساك بزمام الامور واقامة الدولة الخلافة المنشودة حسب مؤلف الكتاب المكنّى بأبي بكر ناجي وتتلخص هذه المراحل كالآتي :



1_“شوكة النكاية والإنهاك”:المقصود بشوكة النكاية والانهاك هو انهاك قوات العدو الكافر والأنظمة العميلة لديه ويكون الانهاك عبر تشتيت جهوده بطريقة يصبح فيها غير قادر على التقاط انفاسه ولو عبر عمليات صغيرة –ولو ضربة عصا كما عبر المؤلف الذي راهن على ان هذه العمليات على صغرها وصغر تأثيرها سوف يكون لها أثرها الكبير على المدى الطّويل المهم لفت أنظار النّاس وبث الاحساس بالرعب أي الارهاب ولتنفيذ مثل هذه العمليات الصّغيرة يجب العمل دون توقف على استقطاب شباب جدد للعمل الجهادي لاستغلاله في عمليات منظمة او بما يعرف بعمليات الذّئب المنفرد ويكون ذلك عبر استغلال الظروف الاقتصادية، والمشكلات الاجتماعية، وتدني مستوى التعليم التي ينتج عنها فئة من الشباب المشحون بالنقمة والتمرد الداخلي على كل ما يحيط به ولذلك ليس من الصعب عليه الارتماء في احضان مثل هذه التنظيمات.... في عصرنا الحاضر سهّل الحشد التقني المهمّة على هذه الحركات ولعب الدّور الاهم في عمليات الاستقطاب ,فمع اتساع دور مواقع التواصل الاجتماعي كأحد أبرز أدوات الحشد الشعبي في ظل مرحلة الثورات العربية؛ استغل تنظيم جبهة النصرة و"داعش" وغيرها تلك المواقع لتجنيد الشباب وتشجيعه على الانضمام اليها عبر النشر المتواصل لبيانات تتسم بشدة اللهجة ومقاطع فيديو توحي بالقوة والوحشية الهدف منها توجيه رسالة للمشاهدين، بمن فيهم الشباب، بتضاعف إمكانيات التنظيم وقدرته على المسك بزمام الامور اضافة الى الاغراء المالي الذي تستعمله هذه التنظيمات لاستقطاب الشباب وتجنيدهم
نعودالى مرحلة النكاية والانهاك وهي كما ذكر مؤلف كتاب ادارة التّوحش هي المرحلة الاولى من ثلاث مراحل في سبيل انشاء دولة الخلافة المنشودة فمن اهم الأساليب والوسائل التي يتم استعمالها لانهاك قوى العدو سواء تمثل في عدو كافر او في نظام حكم موالي له.... يؤكد مؤلف الكتاب على ضرورة توسيع ضربات النّكاية حتى يسهل استنزافه بأكثر قدر ممكن فاذا تم ّضرب منتجع سياحي يرتاده الكفّار سوف يوجه العدو او السلطة الحاكمة الاهتمام نحو تأمين جميع المنتجعات السياحية وزيادة كبيرة في الإنفاق لحمايتها من خطر الضربات الارهابية اضافة الى الضرر الاقتصادي الذي تلحقه هذه الضربات بميزانية الحكومة عبر ضرب السياحة ، وإذا ضرب بنك ربوي تابع للحكومة الكافرة فسوف تنصرف ايضا الى تأمين جميع البنوك التابعة له في جميع البلاد والاستنزاف وإذا تم تصفية اثنين من الكتاب أو الفنّانين المرتدِّين في عملية متزامنة فسيستوجب ذلك عليهم تأمين مئات من الكتاب والفنانين اضافة الى ما تحققه من بث الرعب والخوف في نفوس اصحاب الاقلام المرتدة والذين يسخّرون اقلامهم لمهاجمتهم ونشر الكفر حسب رايهم, وضربات النكاية تنفذها عادة مجموعات صغيرة ومنفصلة، مع تكرار نوع الهدف مرتين أو ثلاثاً ليتأكد للعدو أن ذلك النوع سيظل مستهدفاً “فهي خطة لتشتيت قوى النظم السياسية الحاكمة و إجبارها على توزيع قوى الأمن لديها ومن هنا -كما يرى المؤلف- “ييبدأ التراخي وخلو الأطراف والمناطق المزدحمة والشعبية من القوات العسكرية أو وجود أعداد من الجند فيها بقيادة هشة وضعيفة القوة غير كافية العدد من الضباط فأجهزة الأمن ستتورط وتتشتت جهودها فتفقد بذلك كثافتها وترابطهاو لأنهم سيضعون الأكفّاء لحماية الأهداف الاقتصادية ولحماية الرؤساء والملوك، ومن ثم تكون هذه القوات الكثيرة الأعداد أحياناً الهشة بنياناً سهلة المهاجمة والحصول على ما في أيديها من سلاح بكميات جيدة، وستشاهد الجماهير كيف يفر الجند لا يلوون على شيء، ومن هنا، يبدأ التوحش والفوضى فالخطة التي وضعها مؤلف كتاب ادارة التوحش أبو بكر ناجي هي :
ضرورة الاعتماد على “إستراتيجية عسكرية تعمل على تشتيت جهود وقوات العدو وإنهاك واستنزاف قدراته المالية والعسكرية.
إستراتيجية إعلامية تستهدف وتركز على فئتين، فئة الشعوب بحيث تدفع أكبر عدد منهم للانضمام للجهاد والقيام بالدعم الإيجابي والتعاطي السلبي ممن لا يلتحق بالصف، الفئة الثانية جنود العدو أصحاب الرواتب الدنيا لدفعهم إلى الانضمام لصف المجاهدين أو على الأقل الفرار من خدمة العدو” ومن ثمّة يصبح اخراج مناطق مختارة عن سيطرة السلط الحاكمة ودخولها في مرحلة التوحش الذي حين يذوق سكان المناطق المصابة عذاباته يخضعون ويصبحون متعطشين الى أي قبضة قوية تعيد لهم الأمان وتنقذهم من غابة الوحوش المنفلتة ولا يهم هوية هذا المنقذ أو خلفياته المهم ان يوفر لهم الحماية ومن هنا تبدأ المرحلة الثانية أي مرحلة ادارة التّوحش ولا تفضّل هذه الجماعات اللجوء الى الانقلاب العسكري كحلّ لتحقيق المنشود أي التمكّن من السلطة تمكّنا تاما فالانقلاب او اغتيال القيادات لن يلبي أهدافها وفي حالة اضطرارها الى اللّجوء اليه فسوف يبقى حلّا منقوصا وجزئيا وسوف يصعب عليها الاستمرار بما أنهم سيكونون بذلك دولا داخل الدول الكافرة في حين ان الهدف الذي ينشدونه هو حكم العالم بالاسلام والشريعة


المثير هو ان مفهوم "التوحش" لم يقع تداوله سابقا في الأدبيات الإسلامية وحسب مؤلّف الكتاب ان هذه التسمية اي التوحش هي على الطبيعة البشرية المتوحشة التي يسود فيها قانون الغاب بمجرد انهيار السلطة وهذا ما جعله يختار هذا المسمى ويفضله عن "إدارة الفوضى" مثلا. وقد يكون لهذا الاخيار أهداف إعلامية وهي تقديم صورة مرعبة للواقع والجماعة يمكن أن تؤثر في الأتباع وتوحي بصلابة وجبروت أفراد الجماعة، والايحاء بقوة وجبروت الجماعة لاحظناه كثيرا في ايامنا هذه من خلال الافلام التي تبثها داعش مثلا من ذبح وحرق وتنكيل ....هي افلام لاحظنا جميعا انها أقرب ما تكون لأفلام الأكشن الأمريكية ولم نعد ندري اهي واقع أم كابوس نعيشه أم مجرد أدوار يقوم بها محترفون في عالم السينما

ويعتبر صاحب الكتاب مفهوم الوطنية مفهوما لا يتبناه الا الكفرة فموقفه من الوطنية موقف حاد وحاسم ويعود أبو بكر ناجي إلى عمرو محمود أبو عمر المعروف بـ"أبي قتادة الفلسطيني" كمرجع اذ ينقل عنه صاحب كتاب ادارة التوحش قوله "وهنا لا بد من التنبيه على ضلالة بعض قادة الحركات المهترئة بوجوب الحفاظ على النسيج الوطني أو اللحمة الوطنية أو الوحدة الوطنية، فعلاوة على أن هذا القول فيه شبهة الوطنية الكافرة، إلا أنه يدل على أنهم لم يفهموا قط الطريقة السننية لسقوط الحضارات وبنائها" و هذا الموقف من الوطنية يعبّر بوضوح عن سذاجة رؤية هذه الجماعات الى المستقبل فاذا كان هذا موقفها من الوطنية فكيف لها ان تنشء وطنا في المستقبل فهم يحلمون بحكم العالم تحت شعار الدولة الاسلامية والشعوب الاخرى االغير مسلمة لن تكون الا رقيقا وموالي

2-مرحلة ادارة التّوحش




بعد مرحلة "النكاية والإنهاك" تأتي مرحلة "إدارة التوحش" وهي مرحلة الفوضى وسقوط الحكومات وفي هذه المرحلة تستعد الجماعة لإدارة المناطق الخالية من السلطة عن طريق استراتيجية "إدارة التوحش" أمّا عن خطة الكاتب فيما يخص الفترات الأولى لمرحلة “إدارة التوحش”وفيما يخصّ النقص في الكوادر الادارية يرى المؤلف بأنه، “ينبغي أن تدار بأيدينا وأيدي الناس الذين يعيشون فيها، بل والأهم أنه يوجد للمشكلة حل أفضل من ذلك، ألا وهو أن نقترب من الناس، وقد نُعين منهم في إدارة المنطقة التي نديرها أفراداً لإدارة بعض الأعمال برواتب وأجور، في حين سيجدون رجالنا يعملون بجانبهم بدون أجر، يجب أن يروا منا مثالاً للصبر والزهد والبذل والتضحية ، مثالاً للعدل وإنصاف المظلومين”
في الفصل الثأني من الكتاب يضع المؤلّف قواعد لادارة التّوحش وهذه القواعد أوردها في شكل وصايا منها :
إتقان الإدارة.
اعتماد القواعد العسكرية المجربة.
العمل دون كلل على تصاعد العمليات العسكرية.
الضرب بأقصى قوة في أضعف نقاط العدو.
اعتماد الشدة واتباع سياسة تقنع العدو بأنه لن يفلت من أي فعل يقوم به دون “دفع الثمن”.
فهم بواعث الفكر والسلوك السياسي سواء للأعداء أو المجاورين (المقصود بالمجاورين الحركات الإسلامية الأخرى).
فهم السياسة الإعلامية للعدو والرد عليها.
ويذكر مؤلف الكتاب أن مرحلة ادارة التّوحش هذه سوف يواجه خلالها الجهاديون مشكلات وتحديات بسبب مقاومة العدو الكافر لذلك يجب وضع تحصينات دفاعية لمواجهة غارات وهجومات العدوّ المرتد كما انه يجب اتباع سياسة رد الفعل ودفع الثمن في مواجهة اجرام العدو يقول صاحب الكتاب حول سياسة دفع الثمن : إن أفضل من يقوم بعمليات دفع الثمن هم المجموعات الأخرى في المناطق الأخرى، والتي لم يقع عليها العدوان، وفي ذلك فوائد عدة من أهمها، إشعار العدو أنه محاصر ومصالحه مكشوفة، فلو قام العدو بعمل عدائي على منطقة في جزيرة العرب أو في العراق فتم الرد عليه في المغرب أو نيجيريا أو إندونيسيا سيؤدي ذلك إلى إرباك العدو خاصة إذا كانت المنطقة التي تتم فيها عملية دفع الثمن تخضع لسيطرة أنظمة الكفر أو أنظمة الردة فلن يجد مجالاً جيداً للرد عليها، وستعمل تلك العملية كذلك على رفع معنويات من وقع عليهم العدوان وإيصال رسالة عملية للمسلمين في كل مكان بأننا أمة واحدة وأن واجب النصرة لا ينقطع بحدود”.
ويضيف المؤلف “ولا يقتصر دفع الثمن في الصورة السابقة على العدو الصليبي، فعلى سبيل المثال إذا قام النظام المصري المرتد بعمل قام فيه بقتل وأسر مجموعة من المجاهدين، يمكن أن يقوم شباب الجهاد في الجزيرة أو المغرب بتوجيه ضربة للسفارة المصرية مع بيان تبريري لها أو القيام بخطف دبلوماسيين مصريين كرهائن حتى يتم الإفراج عن مجموعة من المجاهدين مثلاً ونحو ذلك”.

ويؤكد صاحب كتاب ادارة التّوحش على ضرورة اتقان العمل السياسي كما اتقان العمل العسكري وهذا يساعد على فهم “المنطلق المادي الذي يحرك الأعداء”.ويعود المؤلف دائما للتأكيد على أهمية الاستقطاب في هذه المرحلة فيقول يجب “جر الشعوب إلى المعركة بحيث يحدث بين الناس -كل الناس- استقطاب، فيذهب فريق منهم إلى جانب أهل الحق وفريق إلى جانب أهل الباطل ويتبقى فريق ثالث محايد ينتظر نتيجة المعركة لينضم للمنتصر. فيقول “علينا جذب تعاطف هذا الفريق وجعله يتمنى انتصار أهل الإيمان، خاصة أنه قد يكون لهذا الفريق دور حاسم في المراحل الأخيرة من المعركة الحالية”ويكون الاستقطاب فانها ب: برفع الحالة الإيمانية، والمخاطبة المباشرة، والعفو، والتأليف بالمال اما بالنسبة للجانب التربوي فان تأثير سيد قطب وابن تيمية يبدو جليا على صاحب كتاب ادارة التوحش يبرز ذلك من خلال استشهاده بهما واعتمادهما كمرجع اذ يقول : “ورحم الله سيد قطب القائل: “إن هذا القرآن لا يكشف أسراره إلا للذين يخوضون به المعارك، والذين يعيشون في الجو الذي تنزل فيه أول مرة”, لذلك تنبه علماء السلف وأهل النظر الثاقب من المعاصرين إلى هذه القضية، فهذا شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- يقول: “من كان كثير الذنوب فأعظم دوائه الجهاد”.

ويذهب صاحب الكتاب بعيدا في وصاباه حول كيفية ادارة التوحش ليطرح حلولا ومرجعبات يمكن اعتمادها لتجنب الخلافات بسبب المنافسة بين قادة ادارة التّوحش فنجده يقول :
“عند تعثر منطقة من المناطق المدارة من إدارة التوحش أو عند الحاجة لضم وإلحاق منطقتين متجاورتين ببعضهما البعض أو أكثر من منطقتين: أيُّ المنطقتين تلتحق بالأخرى وتنزل إداراتها تحت إمرة الإدارة الأخرى؟ وهل الذي يحسم تلك الأمور عنصر السبق في الجهاد والعمل لدين الله أو عنصر التفوق المادي والأقدر على القيادة أو عناصر أخرى؟”.

هذا باختصار اهم ما تعرض له صاحب كتاب ادارة التوحش او بمعنى اصح صاحب دستور دولة الخلافة المنشودة والذي تعتبره القاعدة وتنظيمات ارهابية مثل داعش وغيرها مرجعا من اهم المراجع التي سبق وان نظرت للاستراتيجيات التي يجب اتباعها الى حين الوصول الهدف والحلم الذي يرنو اليه هؤلاء والذي عبر عنه أبو بكر ناجي بمرحلة التمكين أي مرحلة السيطرة التامة معترفا أي المؤلف بشكل صريح بطول المعركة وصعوبة تحقيق مشروع التمكين (إقامة الدولة الإسلامية)، وهذا لا يعنى فقدان الأمل بالنسبة إليه، بل شكل من أشكال الواقعية التي تسم رؤيته، ولهذا يقول: “ظواهر الأحداث وتطورها ينبئ بطول المعركة، وطولها يتيح فرصة لاختراق الخصوم والمجاورين وتأسيس جهاز أمني قوي يكون أكبر دعامة لتأمين الحركة الآن والدولة فيما بعد فالكاتب هنا يكشف عن استراتيجية متبعة لدى هذه الحركات وتستعملها وسيلة لتأمين الحركة ونحن نلاحظ اليوم ان هذه الحركات تعتمد بشكل كبير على اسلوب الاختراق هذا سواء في اختراقها للاحزاب المختلفة والمعادية لها او في اختراقها للحكومة والتظاهر بالموالاة بهدف تدميرها من الداخل وتسريب اسرارها بل ان التجسس يوصي به المؤلف حتى على الجماعات الاسلامية الاخرى فهو يرى بأن:”إن اختراق الجماعات الإسلامية الأخرى، بل والترقي في سلمها القيادي من خلال أفراد موثوق في تمكنهم من مدافعة الشبهات العلمية والشهوات، ينتج عن ذلك فوائد كثيرة مختلفة، وهناك حالات سابقة ناجحة.وعن حرمة التجسس على المسلمين يستدرك المؤلف بقوله :“أعتقد بجواز ذلك (التجسس) تجاه الحركات التي تؤذي المجاهدين أو تتعامل مع الطواغيت، أما اختراق الحركات التي لا تؤذي المجاهدين فلا يتم الاختراق لجمع المعلومات ولكن لدعوتهم والتقرب منهم والاستفادة من تحويل مواقفهم في صالح الجهاد حال الأوضاع والمواقف الحاسمة”.

ما طرح في الكتاب هو تنظير لم يقف عند حدود الورق والحبر, بل تجاوزه الى التنفيذ والنتيجة هي هذا الكابوس الي يجثو على صدورنا ونعيشه يوميا في صحونا ومنامنا ....الدّم الدّم الهدم الهدم ...هذه هي حياتنا اليوم... جريمة في حق الانسان والانسانية توجهها أقلام رشيقة وعقول لا يستهان بقدرتها على التخطيط والتّدبير فهل يكفي القلم الداعي الى الانسانية وحرية المعتقد واحترام حق الاختلاف لمواجهة القلم الداعي الى الدم والهدم ونبذ الاخر خاصة بعد ان تجاوزت تنظيراته حدود الحروف لتتحوّل الى ممارسة نتجرع نارها ومرارها في حياتنا اليوم ??



#سيدة_عشتار_بن_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول قرار الاقتطاع من اجور الموظفين المضربين (حقّ أريد به باط ...
- المتحذلقون
- ردّدي تراتيلك أيّتها الحياة
- سيمون دي بوفوار والجنس الآخر يا نساء العالم ، أنتن مدينات بك ...
- حديث في حقيقة الصّداقة بين المرأة والرّجل
- عشّاق الحور
- وانتخبنا ......أصوات سرقت ,ومع ذلك تونس انتصرت
- رسالة الى وجدي غنيم
- لقاء وحوار مع الكاتبة والشاعرة سيدة بن علي
- نشيد التّلاشي
- ماذا يجري في العراق ?ثورة أم مؤامرة ?
- سوريا تردّ على الضّباع الغادرة
- ما يجوز ولا يجوز في نكاح البهيمة والعجوز
- القصيدة الّتي لم أقع في حبّها
- الدّيمقراطية هي أن تمنحني الحق في تكفيرك واهدار دمك
- حين شهق الزّهر بالنّدى
- فينوس
- استضعفوك فوصفوك
- عاصفة وحنين
- لن أحبّك


المزيد.....




- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...
- مئات المستوطنين يقتحمون باحات الأقصى في ثالث أيام عيد الفصح ...
- أوكرانيا: السلطات تتهم رجل دين رفيع المستوى بالتجسس لصالح مو ...
- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سيدة عشتار بن علي - ادارة التّوحّش