أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احسان جواد كاظم - دفاعاً عن الشيوعيين العراقيين... انصافاً لهم














المزيد.....

دفاعاً عن الشيوعيين العراقيين... انصافاً لهم


احسان جواد كاظم
(Ihsan Jawad Kadhim)


الحوار المتمدن-العدد: 4830 - 2015 / 6 / 7 - 23:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تظهر على مواقع التواصل الاجتماعي مقالات و آراءاً تتساءل عن اسباب عدم تشكيل الحزب الشيوعي العراقي قوة مسلحة للانضمام الى الحشد الشعبي في قتال داعش. وتحمل الكثير من هذه الآراء الكثير من التجني والاتهامات الظالمة بعدم الجدية في محاربة الارهاب. وهذا اكثر اتهام يثير الضحك قبل السخرية. فالشيوعيون هم اول من دعوا الى نبذ سياسة المحاصصة الطائفية -العرقية, والمحاربة الجدية للفساد السياسي والمالي لاحزاب السلطة التي قادت البلاد الى هذا المأزق ومهدت الطريق امام تنامي الحركات الارهابية ابتداءاً بالقاعدة واخواتها وحتى داعش. والمتحاصصون من اسلاميين وقوميين هم من انهزموا امام داعش وسلموا الملايين من سكان العراق لقمة سائغة للأرهابيين اضافة الى الكثير من الشهداء واكثر من ثلث مساحة البلاد, ثم خسارة معدات واجهزة ومنشآت واسلحة وذخائر كلفت مليارات الدولارات من اموال العراقيين, بدون مبرر, وتركوا التراث الحضاري العراقي والانساني للعصابات الارهابية لتعبث به وتدمره وتستثمره في تمويل حروبها الهمجية ضد البشرية.
ان من قدم هذه الهدية على طبق من ذهب لداعش لايحق له ان ينتقص من وطنية حزب عريق كالحزب الشيوعي العراقي ويشكك في عداءه المطلق للفكر الظلامي الذي تمثله داعش ومن لف لفها من تنظيمات ظلامية مشابهة.
لقد كان الشيوعيون اول من امتثل للدستور العراقي بمنع انشاء تشكيلات مسلحة موازية للقوات المسلحة التابعة للدولة, وبادروا الى حل تشكيلات الانصار ودمج بعضهم في القوات النظامية وتقاعد البعض الآخر وهي التي قارعت نظام الدكتاتورية البائد حتى قبل ان تؤسس الاحزاب الاسلامية تشكيلاتها المسلحة في ايران ايام الحرب العراقية الايرانية, بينما اصرت هذه الاحزاب على استعراض عضلاتها على المواطنين في مشاهد ترهيب مسلحة ومصادرة حرياتهم وانتهاك حرماتهم في ظل تراجع دور الدولة وبروز النزعات الطائفية والعنصرية والعشائرية المقيتة.
لابد من الذكر بأن تراجع المد اليساري في العراق والمنطقة لاسباب ذاتية وموضوعية, لامجال لذكرها الآن لعدم الاطالة, وتمسك الشيوعيون بمبدأ انشاء دولة مدنية ديمقراطية, لاتسودها المظاهر المسلحة وفقر ذات اليد لعدم اشتراكهم في عمليات نهب المال العام ومحاصرة المواطن في رزقه وامنه, وعدم رهنهم لأرادتهم لدول اجنبية لتدعمهم بالسلاح والمال والتدريب فاصبحوا غير مهتمين بأنشاء ميليشيا خاصة بهم.
السؤال الذي يطرح نفسه: هل حقاً تسمح هذه التشكيلات الاسلامية المسلحة وجود قوات انصار شيوعية مسلحة الى جانبها حتى ولو كانت لهدف سامي وهو محاربة الارهاب؟ فلازالت هذه الاحزاب لا تستطيع رؤية مسرح او سينما او نوادي اجتماعية في مناطق نفوذها فكيف بها تقبل بوجود تشكيل شيوعي مدجج بالسلاح ! فحتى قوات البيشمركة الكردية لاتتحمل وجود اي فصيل مسلح غير خاضع لأرادتها الى جانبها .
وكانت بعض الميليشيات قد استغلت دعوة مرجعية السيد علي السيستاني للعراقيين بالتوجه الى جبهات القتال لمواجهة طغيان داعش وتمدده لفرض اراداتها واجنداتها, مما حدا بالمرجع الاعلي ولعدة مرات بالتوجيه بعدم رفع راية احزاب او ميليشيات عدا العلم العراقي, واحتضان المواطنين المحررين من ربقة داعش ومعاملتهم بالحسنى... ووجوب قبول كل العراقيين الراغبين في قتال داعش في تشكيلات الحشد الشعبي وعدم اقتصارها على لون او فئة محددة.
لقد دأب ممثل المرجع الديني الاعلى في كربلاء الشيخ مهدي الكربلائي في خطبه يوم الجمعة على تجنب عبارة الحشد الشعبي وكان يؤكد على تعبير المتطوعين لما تشكله من معنى شامل وتفترض ان يحصل التطوع على شكل فردي الى فصائل هيئة الحشد الشعبي, كما فعل الشيوعيون المنضوون تحت راية هذا الحشد الذي يقاتل داعش, لا كما فعل الآخرون, بانخراطهم بكل تشكيلاتهم وميليشياتهم واسلحتهم دفعة واحدة.
وقد كان للسياسة العقلانية لرئيس الوزراء حيدر العبادي في استيعاب فصائل الحشد الشعبي في هيئة رسمية تابعة لقيادة القوات المسلحة محاولة للجم جموح واندفاع هذه الفصائل ووضعها في اطار رسمي شرعي, حد من اللغط والمخاوف التي دارت حول صبغتها ودورها.
ان اثارة البعض لهذه النعرات التقسيمية في هذه الاوقات الدقيقة والتعرض بالسوء لأيقونة وطنية شامخة كالحزب الشيوعي العراقي, يدخل في اطار تشكيك المواطن العراقي بمثله الوطنية العليا واستمرار الحجر على نشاط القوى الوطنية والديمقراطية الحقة التي لو اطلقت لجرى خنق فكر داعش الايديولوجي, في الوقت الذي يجري فيه ابطال الحشد الشعبي من ابناء شعبنا سحق مجرمي داعش تحت بساطيلهم.



#احسان_جواد_كاظم (هاشتاغ)       Ihsan_Jawad_Kadhim#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أمل التغيير بين رحى المحاصصة وسندان الرياء السياسي
- آلا الطالباني- القفز على القانون المدني والسقوط في جب العرف ...
- بيان رئاسة اقليم كردستان حول تشكيل الادارة الذاتية لسكان سنج ...
- طواطم الناس ومعضلة شبح كانترفيل
- كوميديا شحنة الاسلحة... مسرحية لن تضحك احداً !
- اتفاق اربيل النفطي وانقاذ المرء من نفسه
- لغز شحنة السلاح... هل سيحله حيدر العبادي حقاً ؟
- آلا الطالباني... سقطت من عيني !!!
- قرصة برد... طعنة فساد
- تحديات التقسيم... ضمانات الوحدة
- زرعوا الأحقاد والإحن... حصدنا الكوارث والمحن
- بعد الحصحصة أتت الخصخصة
- الأسلمة بالأكراه والتكفير وجهان لعملة واحدة
- ذوو شهداء سبايكر- غضب مشروع... سلوك حضاري
- السبايا الأيزيديات والمسيحيات والشبكيات عند داعش... من لهن ؟
- قرارمجلس الأمن 1270 حول الأرهاب - تلكؤ دولي... بديل وطني
- هل يُصلح العبادي ما أفسده المالكي ؟!!
- عن ما يسمى بالجبهة الداخلية
- بلابوش انتخابات
- ماذا وراء الأكمة... وتساؤلات مابعد الأنتخابات !!!


المزيد.....




- هل كان بحوزة الرجل الذي دخل إلى قنصلية إيران في فرنسا متفجرا ...
- إسرائيل تعلن دخول 276 شاحنة مساعدات إلى غزة الجمعة
- شاهد اللحظات الأولى بعد دخول رجل يحمل قنبلة الى قنصلية إيران ...
- قراصنة -أنونيموس- يعلنون اختراقهم قاعدة بيانات للجيش الإسرائ ...
- كيف أدّت حادثة طعن أسقف في كنيسة أشورية في سيدني إلى تصاعد ا ...
- هل يزعم الغرب أن الصين تنتج فائضا عن حاجتها بينما يشكو عماله ...
- الأزمة الإيرانية لا يجب أن تنسينا كارثة غزة – الغارديان
- مقتل 8 أشخاص وإصابة آخرين إثر هجوم صاروخي على منطقة دنيبرو ب ...
- مشاهد رائعة لثوران بركان في إيسلندا على خلفية ظاهرة الشفق ال ...
- روسيا تتوعد بالرد في حال مصادرة الغرب لأصولها المجمدة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احسان جواد كاظم - دفاعاً عن الشيوعيين العراقيين... انصافاً لهم