زيد كامل الكوار
الحوار المتمدن-العدد: 4830 - 2015 / 6 / 7 - 11:30
المحور:
المجتمع المدني
لا شك أن الكثيرين من الشعب العراقي ينظرون إلى المصالحة بمنظار قاصر ، غير مستند على شيء من المنطق فالمصالحة في الواقع الذي نصبو إليه كمثقفين ، تستند في ما تستند عليه على إزالة الغبن الذي لحق بالعراقي أي عراقي وإنصاف كل مغبون مظلوم من دون أن نأخذ أحدا بجريرة آخر ، نريد أن يتصالح العراقيون فيما بينهم ليغسلوا كل أدران الحقد والضغينة ، ولا يريد أحد أن يتصالح مع مجرم تلوثت يده بدم عراقي مهما كان انتماؤه أو معتقده ، فإنها وصمة عار أن نستهين بدماء العراقيين المغدورين ، فلا بديل عن الاقتصاص من المجرمين مهما كانت عناوينهم وإلا فأية مصالحة تلك التي تكون مع القتلة والمجرمين ، وأي مجتمع هذا الذي يسرح فيه المجرم ويمرح على مرأى من ذوي ضحاياها ، إن المصالحة سادتي تكون مع الذين حشروا بغير ذنب مع المجرمين من منتسبي الجيش السابق المهنيين الذين خدموا الوطن ولم يذنبوا بحق أحد ، أولئك المخلصين الذين حسبوا في غفلة من الزمن على النظام السابق لا لشيء سوى أنهم كانوا موظفين أو منتسبين في الأجهزة الأمنية ، وكلنا يعلم أن ليس كل منتسبي جهاز المخابرات أو الأمن العام مجرمين ، فالغالبية العظمى من هؤلاء كانوا في وظائف مدنية ، فالاختصاص الإداري والعلمي والفني وفي المجالات العلمية الأخرى ، جميعهم حسبوا على الدوائر التي كانوا يعملون فيها ونالوا نصيبهم من الإبعاد والاجتثاث وعانوا ما عانوا على مدى اثني عشر عاما عصيبة من العوز والإذلال و الإهانة التي لا
يستحقونها ، فما ف قهم عن الموظف الذي كان يعمل في وزارة التجارة أو الزراعة أو الصحة ، فالجميع كانوا موظفين حكوميين ، لكن هؤلاء نالوا من الأذى ما يكفي وزيادة ظلما وعدوانا ، هؤلاء من يجب التصالح معهم وشرفاء العسكر المهنيين الذين لم يتورطوا بجرم أو إساءة ، ولا يتصورن أحد أن أعدادهم قليلة أو بسيطة فهم بعشرات الآلاف ومن ورائهم مئات الآلاف من عوائلهم التي ذاقت من الحيف والظلم ألوانا ، فكيف يستقيم مجتمع يضطهد بعضه بعضا ؟ فما الفرق بين هذه الحال وحال الأحزاب المحظورة في العهد البائد حين كان يضطهد الشيوعيين وأعضاء حزب الدعوة والقوميين وغيرهم ، أليس لنا في قول الشاعر موعظة أذ يقول :
لا تنه عن خلق وتأتي مثله * عار عليك إذا فعلت عظيم
#زيد_كامل_الكوار (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟