أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - مسعود محمد - في الليلة الظلماء يفتقد البدر ... مشعل الثورة















المزيد.....

في الليلة الظلماء يفتقد البدر ... مشعل الثورة


مسعود محمد

الحوار المتمدن-العدد: 4830 - 2015 / 6 / 7 - 00:42
المحور: القضية الكردية
    


بالذكرى العاشرة لتأسيس تيار المستقبل الكردي في سوريا، تفتقد ساحات الثورة مشعل تمو الذي تحول رقم على لائحة اغتيال أعدها النظام السوري لتأديب معارضيه حسب اعترافات شبيحته، اما لماذا مشعل؟ فتلك لها علاقة بالشعار الأشهر الذي أطلقه مع ثوار سوريا " واحد واحد واحد ... الشعب السوري واحد".
أهم ما كان يميز تمو مؤسس تيار المستقبل الكردي (ليبرالي التوجه) هو اعتباره اكراد سوريا جزىء أصيل من الشعب السوري وبالتالي لم يكن ينظر لمسألة اسقاط النظام من باب الحقوق الكردية الضيق، وهذا ما جعل منه هدفا للنظام، خوفا من انتشار فيروس الوحدة بصفوف الكرد ووقوفهم بقوة مع ثورة الشعب السوري في درعا وحمص وباقي المناطق السورية مما كان سيغير المعادلة في سوريا، ويسرع اسقاط النظام. كما ان تيار المستقبل اعتبر ان العرب والكرد مفروض عليهم حالة الزواج الكنسي الذي لا طلاق فيه، ويفترض بهم العمل بتلاحم نضالي على تبني الديمقراطية طريقا لحل مشاكل الشعب السوري والاقتناع بداية بضرورة عدم الغاء بعضهم كأكبرمكونين للمجتمع السوري. عليهم تطوير حالة الثقة المتبادلة وبلورة برنامج نضالي يؤدي الى مساواة جميع القوميات والأديان أمام القانون، أي تثبيت حقوقهم المشروعة ترجمة للشعار الذي لقي انتشاراً واسعاً على السنة المتظاهرين والشعب السوري " سوريا بدها حريه".
بتاريخ 11 أيار 2009 أصدرت محكمة الجنايات الأولى بدمشق برئاسة القاضي محيي الدين حلاق حكماً بالسجن لمدة ثلاث سنوات ونصف بحق المعارض السوري مشعل تمو الناطق باسم تيار المستقبل الكردي في سوريا وجرمته بتهم (النيل من هيبة الدولة وإضعاف الشعور القومي ووهن نفسية الأمة ) وفقا للمواد 285 – 286 من قانون العقوبات السوري وحكمته بالسجن لمدة ثلاث سنوات على كل مادة وجمعت العقوبتين بحيث أصبحت العقوبة السجن لمدة ست سنوات وخفضت العقوبة إلى السجن لمدة ثلاث ونصف لمنحه الأسباب المخففة. قرارا قابلا للطعن بطريق النقض. خرج “مشعل تمو" من السّجن في 8/6/2011 وهو أشد صلابة وثباتاً على مبادئه، وعرض عليه بشار الأسد الحوار بعد أسبوعين من خروجه وذلك في معرٍض عرض السلطة الحوار على مجموعة من الأحزاب الكردية، ورفض “تمو” على أثرها الحوار مع النظام ووقف إلى جانب الثوار في الشارع السوري بحزم وقال مقولته الشهيرة " لن تبقى فينا يا اسد ولو افنيتنا جميعاً".
شارك “مشعل التمو” في (مؤتمر الإنقاذ الوطني) الذي عقد في اسطنبول عبر رسالة صوتية وجهها للمؤتمرين من داخل سورية، أكد فيها على وحدة الشعب السوري. كما أنه كان من المشاركين وبفعالية كبيرة في تأسيس وبلورة (المجلس الوطني السوري) الذي انطلق في اسطنبول.
اغتيل مشعل تمو في 7-10-2011 وكان برفقة نجله مارسيل والسيدة زاهدة رشكيلو في شارع الكورنيش في القامشلي، ففارق الحياة، في ذات الجمعة التي دعتها المعارضة (المجلس الوطني يمثلني) فيما اصيبت السيدة زاهدة بجروح خطيرة.
في جنازة مهيبة حضرها ما يزيد عن ال 100 ألف مشيع، كان مشعل تمو بكامل أناقته، ووجه المكشوف محملاً على أكتاف الشباب، فيما عمت الاضرابات كل المناطق الكردية، مصاحبة بتظاهرات رفض وتنديد، دفن مشعل تمو في مقبرة “العائلة” بمسقط رأسه (بلدة الدرباسية).
فيما تبقت روحه خالدة في سبيل كل كردي، وسوري يحلم بالحرية، والغد الأفضل.
عندما تسأل من اغتال مشعل تتجه الاصابع فوراً نحو قوى كردية مرتبطة بالنظام السوري وتنفذ أجنداته داخل المجتمع الكردي السوري، هو أراد الشعب صفاً واحداًفي ثورته حتى إسقاط الأسد، هم خافوا بأس الكرد، وعلموا ان مشاركة الكرد بالثورة السورية سيعجل باسقاط الأسد، فخططوا للتفرقة وعزل الكرد عن باقي مكونات الشعب السوري، ليبقى الأسد، ويتفرغوا لتطييف الثورة وإفراغها من محتواها. عندما ترى قوى النظام وأمنه ومراكزه متواجدين بقوة في المناطق الكردية، بحماية فصيل كردي مؤثر دون ان يبدو اي تغيير في الساحة رغم وجود ثورة، واعتقالات، وشهداء، وتدمير لا يمكن تخيله او وصفه، تعلم حينها لماذا سعى حزب العمال الكردستاني الى قتل مشعل، وهو يقوم بدور الشرطي في المنطقة الكردية، فتقوم قوته الأمنية " الاسايش" باعتقال معارضي النظام الكرد الذين يعملون تحت علم الثورة. ما بعد مشعل لم يعد كما قبله، نستطيع القول إن التغييرات التي طالت الشارع الكردي بعد اغتيال مشعل تمو جذرية من كل النواحي، بما فيها المستوى السياسي والشبابي الثائر، فكل الاطر السياسية الكردية عملت في شكل او بآخر على فصل الشارع الكردي عن السوري المعارض اما خوفاً او تنفيذاً لأوامر الأسد.
اما تيار المستقبل ومصيره في مرحلة ما بعد اغتيال تمو، فيقول عنه ابنه مارسيل الذي كان برفقته لحظة اغتياله، ونجى من الموت بأعجوبة "تيار المستقبل كان قبل اغتيال مشعل تمو الأقرب لنبض الشارع من بين كل التنظيمات والتشكيلات والأحزاب الكردية الأخرى، خاصة مع قراره الجريء بالمشاركة في الثورة منذ اندلاعها، كان مشعل التمو بخطابه المعلن أكثر طمأنة للآخر المختلف والأكثر قبولاً ايضاً عبر تركيزه على محاربة استبداد النظام، والتأكيد على انتماءه للثورة السورية منذُ انطلاق شرارتها الأولى دون أن ينسى هويته وقوميته وحقوق ابناء جلدته. تيار المستقبل، ويا للاسف، عانى ولا يزال من الناحية التنظيمية والسياسية نتيجة غياب مشعل تمو. داخل التيار هناك من يفضل التعامل مع المجلس الوطني الكردي، رغم علمه بالمواقف السلبية لبعض قادة ذلك المجلس تجاه مشعل، فهم كانوا وبعضهم مازال مرتبطاً بالنظام السوري وينفذ تعليمات ضباطه الأمنيين. أما الأكثرية وهي بالمناسبة بمعظمها من الشباب الذين انخرطوا بالتنسيقيات، تُجمع وتصرّ على الحفاظ على مواقف وتحديات تمو نفسها، وتصر على وحدة الشعب السوري وحريته. بينما هناك أقلية تفضل المرونة والتعامل مع حزب الاتحاد الديموقراطي او الاحزاب المحسوبة عليه كأمر واقع، وهذا القسم وصلت الأمور بيننا وبينه إلى شبه القطيعة الكاملة. أجزم بأن الذي اغتال تمو حاول انهاء تياره أيضا بتواصله مع بعض الأشخاص المحسوبين على التيار وزرع فتنة بين الاعضاء،
شكل غياب مشعل التمو نقطة فارقة في نضال التيار، فعلى الرغم من التعاطف الكبير من الشباب الكردي مع حدث اغتيال مشعل التمو وازدياد زخم أنصار مشعل التمو وتكاتف الشارع السوري في هذه الحادثة حتى بات أسم مشعل التمو يعرفه القاصي والداني في سورية، إلا أن تيار المستقبل الكردي شهد تراجعاً كبيراً بعد مقتل مشعل التمو، وخاصة بعد سيطرة حزب العمال الكردستاني على الشارع وما تبعها من ممارسات أمنية وعسكرية، تزامناً مع اغتيالات أخرى ضمن تيار المستقبل حيث تم قتل جوان قطنة، وكان اختطاف جميل عمر صاحب الكاريزمية المميزة، رغم ذلك قسماً كبيراً من شباب التيار وقادته ما زالوا يحاولون لملمة التنظيم، وتوصلنا الى قرار بدأ تنفيذه في سوريا وهو العودة الى العمل السري وعدم كشف شباب التيار واعضائه باستثناء عدداً محدداً من القيادة السياسية المتواجدة في سوريا والاشخاص الذين يعملون بعلنية منذ زمن وباتوا معروفين بانتمائهم الى التيار. فواجبنا الآن حماية شباب التيار من تشبيح pyd (حزب الاتحاد الديموقراطي)، فالتيار دفع ضريبة كبيرة لذا علينا تحمل مسؤولية حماية هؤلاء الشباب المنتمين إليه للحفاظ عليهم لمستقبل التيار".
عقد تيار المستقبل مؤتمره بما يشبه اعادة التأسيس، وتصحيح مسار التيار وإعادته لخط الشهيد تمو مؤخراً وانتخب لرئاسة مكتب علاقاته شابه كردية لا تقل حماسة عن مشعل تمو، نارين متيني، وعندما تسألها عن الثورة السورية ومستقبلها تقول لك "تيار المستقبل الكردي سبّاق في التفاعل مع الحراك الثوري السوري، طالبنا الانضمام للمجلس الكردي لإيماننا بضرورة العمل المشترك لمواجهة خطر الإرهاب. الانحراف ليس في الثورة وإنما في القوى السياسية المتمثلة بالمعارضة التي لم تستطع مواكبة الثورة وفهم مدلولاتها ولا حتى التفاعل معها".



#مسعود_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اديبه سعيد علي ... نساء كوباني يرغبن بالحب اكثر من القتال .. ...
- حتى تبقى الجمهورية ... عودوا لسمير قصير
- مقابلة مع سكرتير الحزب الديمقراطي الكردستاني ايران اثناء مشا ...
- سكرتير حزب «كومله» الكردي الإيراني عبدالله مهتدي: انتفاضة مه ...
- اكراد ايران ... نحن للتغيير ولاسقاط ملالي طهران
- شيخ المناضلين الاكراد الإيرانيين عبدالله حسن زاده ما حصل في ...
- عبدالله اسكندر ... وداعاً
- لماذا تفاوض اميركا الاسد وايران
- الارهاب الديني قمة الدكتاتورية
- شهدائنا يشهدون على حواركم
- مقابله مع سكرتير عام حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا ( ...
- داعش نتاج واقعنا ... العودة للعقل والاجتهاد
- مقابلة مع مارسيل مشعل تمو بالذكرى الثالثة لاغتيال والده ... ...
- الدولة الإسلامية ما بين السنة والشيعة ... سبب الخلاف والانشق ...
- اكراد سوريا بين مطرقة داعش وسندان الخلافات الداخلية
- ماذا لو سقطت كوباني
- السيد المشاكس
- فاروق مردم بيك يتحدث عن الثورة السورية وفلسطين وعلاقته بسمير ...
- وامعصوماه أدرك نينوى ... طرد المسيحيين ليس بإسلام
- حيفا وما بعد حيفا ... اين وعدك يا سيد حسن غزه تناديك


المزيد.....




- احتجاجات أمام سجن محلي في تكساس للإفراج عن طلبة تظاهروا دعما ...
- بالصور..اعتقال عشرات الطلاب في تكساس بسبب مشاركتهم في مظاهرا ...
- تأييدًا لغزة.. طلاب وأساتذة يتظاهرون في جامعة سيدني
- شبح المجاعة لا يغيب.. غزيون يشتكون شح السلع وغلاءها
- الحكم على مغنٍ إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- الإعدام لـ11 شخصا في العراق أدينوا -بجرائم إرهابية-
- تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال بحق نتنياهو وغالانت ورئيس ...
-  البيت الأبيض: بايدن يدعم حرية التعبير في الجامعات الأميركية ...
- احتجاجات أمام مقر إقامة نتنياهو.. وبن غفير يهرب من سخط المطا ...
- الخارجية الروسية: واشنطن ترفض منح تأشيرات دخول لمقر الأمم ال ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - مسعود محمد - في الليلة الظلماء يفتقد البدر ... مشعل الثورة