أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى محمد غريب - العظة من الأحداث دليل لفهم الواقع واستشراف المستقبل















المزيد.....

العظة من الأحداث دليل لفهم الواقع واستشراف المستقبل


مصطفى محمد غريب
شاعر وكاتب

(Moustafa M. Gharib)


الحوار المتمدن-العدد: 4829 - 2015 / 6 / 6 - 23:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نشرت وسائل إعلامية عديدة عراقية وغير عراقية عن الأوضاع المزرية التي تعيشها المناطق التي تسيطر عليها داعش أو التي تحررت من قبضته الإرهابية، وكان الشفيع لهذه المحنة أن تجري بشكل جدي متابعة أوضاع المناطق المحررة وأيضاً أحوال النازحين والهاربين من جحيم ما يسمى بالدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش " والعمل على مساعدتهم وتقديم الدعم المادي والمعنوي لهم لان المسالة قد تطول والحرب كما نرى قد تستمر فترات أطول مما ذُكر، وهناك آراء كثيرة بخصوص المدة الزمنية ونتائجها وهذا يعني مزيداً من الضحاياً ومزيداً من التضحيات ومزيداً من التعقيدات السياسية والاقتصادية والمعيشية.
الملفت للأنظار وبخاصة في هذه الأيام التصريحات النارية حول تحرير الانبار، وقبلها الموصل هذه التصريحات بعدما كانت صاعقة وتهديدات باجتياح الموصل وغيرها أصبحت تخفت نبرتها الحادة الهجومية إلى الواعدة والآملة لا بل البعض منها أصبح تشاؤمياً أكثر من ذلك التفاؤل من الخلاص من داعش بالسرعة القصوى، لا أن البعض حددها بأشهر لطرد داعش بدون تأخير
أولاً: من الموصل وعندما بقى داعش ثم زحف ليحتل الانبار في البداية تعالت التصريحات ثانية: بطرد داعش خارج حدود العراق بالتعاون مع أبناء المنطقة الغربية الذين سيتم تسليحهم تحت إشراف الحكومة العراقية
ثالثاً: تصاحبت الاتهامات المختلفة وفي مقدمتها للتحالف الدولي ووصل الأمر باتهام الولايات المتحدة بأنها خلقت داعش وتدعمه بالمال والسلاح وان مئات الطلعات الجوية غير مجدية ولم تكن بالمستوى المطلوب،وقد وجهت انتقادات عديدة للولايات المتحدة الأمريكية من بينها تصريح السيد هادي العامري أن سياستها "كارثية في العراق، على اعتبار أنها وفرت الدعم الجوي لداعش في أكثر من مناسبة" وهنا ينفي الدعم الجوي للتحالف الدولي وبالذات الأمريكي، وبهذه المناسبة صرح الجنرال الأمريكي جون هيسترمان من قطر
إن الغارات الجوية " لها تأثير كبير على العدو" وهي تؤدي " إلى سحب أكثر من ألف مقاتل شهريا من ساحة المعركة"، وهنا علينا وضع معادلة بين هادي العامري وبين هيسترمان!!
رابعاً: الجانب الثاني الاحتفال بدعم إيران المنقطع النظير والذي لا مثيل له وهو أمر نسمعه في كل ثانية.. إيران التي لا تمتلك طائرة حربية حديثة " فيها خير " وأسطول بحري من " قال وبلى " وهي تعتمد على اسطوانة الصواريخ المعدلة العابرة للقارات!! التي ستضرب قلب أمريكا وفي عقر دارها، وتضرب مصالحها في كل أرجاء المعمورة ، لكنها مع شديد الأسف فهي ما تزال تشتري السلاح من السوق السوداء وتنازع من اجل الحصول على السلاح النووي على الرغم من الفقر والجوع والبطالة وآفات اجتماعية خلفتها برامج التسليح اللاضروري بالنسبة لملايين الإيرانيين الفقراء لكي تنجح في تمرير مشروعها للحصول على القنبلة النووية لتنفيذ مهمة التهديد والهيمنة وزعزعة الاستقرار وبالتدخل في شؤون دول المنطقة .
إن قضية تحرير الموصل والانبار وغيرهما من هيمنة داعش محط مراهنات وتقولات ما بين التأمل والأمل وفقدانهما وما " يزيد الطين بلّة " تصريحات المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية جون كيربي أثناء المقابلة مع قناة (CNN ) يوم الخميس 4 / 6 / 2015 حيث أشار بصريح العبارة " قد قلنا في السابق مع بداية عمليات التحالف إن الأمر قد يستغرق ما بين ثلاث إلى خمس سنوات " وهو يُنظر لرأيهم الذي هو رأي الإدارة الأمريكية وحتى البعض من السائرين في الركاب "اعتقد أن من المهم النظر إلى الصورة العامة وعدم اقتطاع أنباء معينة وتقييم عملياتنا من خلالها، لم نأخذ سقوط الرمادي بصورة جدية وكذلك السيطرة على تدمر، نحن نعترف بأن التنظيم خطير جدا وسيستمر بالمحاولة للسيطرة على أراض جديدة وسيتمكن من السيطرة على مناطق جديدة، لا يوجد شك في ذلك" ولا يفطن البعض ممن صدقوا " مزاح!! " نوري المالكي بالتخلص من داعش خلال شهر واحد أو من يعتقدون أنهم سينهون داعش بالحشد الشعبي دون غيره، أن اللعبة اكبر منهم بكثير ومن القوى المتنفذة التي لا تريد أن تدرك أن الحرب والسلاح لن ينهي داعش بل الحل السياسي هو الأساس.
ونعطيهم أمثلة تاريخية قديمة وحديثة كم من حركات مسلحة في المنطقة وفي العراق سابقاً وتركيا وإيران وغيرهم لم تستطع هذه الدول بما تملكه من سلاح وبشر وإمكانيات مادية أن تقضي على الحركات المسلحة التي مازالت تقلق مضاجع العديد من الدول، وهذا يشمل داعش الآن أو أية ميليشيات مسلحة إذا لم تكن هناك أرضية لإنهاء الخلافات السياسية والتجرد من الذاتيات الطائفية والحزبية واعتماد النهج الوطني لإقامة الدولة المدنية الوطنية وإنجاز مشروع المصالحة الوطنية الحقيقية ونكرر ( حتى لا يتصيد المتصيدون، بدون من تلطخت أيديهم بدماء الشعب )، وهذا المطلب الذي نعتبره حجر الزاوية في تحشيد القوى الوطنية للتخلص من داعش الإرهاب يتضمن أيضاً إخضاع الحشد الشعبي للدولة وبالذات للقائد العام للقوات المسلحة فليس من الصحيح أن يتحرك الحشد الشعبي بأوامر خارج المؤسسة العسكرية الحكومية الرسمية ولا يستطيع اكبر راس في الدولة التدخل حتى في القضايا التي تهم مصلحة البلاد وفي هذه النقطة بالذات تدفع الآخرين إلى تشكيل ميليشيات على الغرار نفسه، ويعرف من يخفي رأسه بالرمل أن هناك انهار من الدعم المادي والمعنوي داخلياً وخارجياً وهنا تصل الأمور إلى نقطة اللاعودة للدولة الاتحادية الديمقراطية، وهذا لن يحتاج إلى صبر طويل مثلما علل جون كيربي المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية بالقول " نحن بحاجة إلى صبر استراتيجي " وأردف بان الحل " ليس عسكريا فقط بل سيكون النجاح النهائي عندما يكون هناك جسد سياسي ناجح في العراق " لم يختصر الأمر على جون كيربي فقط بأننا نحتاج إلى صبر استراتيجي ما بين ثلاث إلى خمس سنوات ، وقد أجرى ريتشارد سبنسر مراسل صحيفة الديلي تلغراف مع هادي العامري مقابلة ونشرتها الصحيفة بعنوان "زعيم الميليشيات العراقية القوي يقول إن الحكومة لا تستطيع استعادة الرمادي من تنظيم الدولة الإسلامية" وهو تسليم بالواقع على الرغم من انه يحاول الالتفاف على القوات المسلحة العراقية الجيش والشرطة واعتبار الحشد الشعبي أفضل منها وقد أكد أثناء المقابلة وحسبما نقله مراسل الصحيفة ريتشارد سبنسر بأنه استخف بالتحذير حول الهجوم المضاد على الرمادي واعتبرها " مضحكة " وقال بالحرف الواحد "أي شخص يقول لكم ذلك مجرد كاذب" وهذا يعني رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة وعدد من المسؤولين العراقيين وهو يدرك من كلامه المعنى من التصعيد للحشد الشعبي مقابل إحباط للجيش والشرطة والبيشمركة وأبناء العشائر الذين مازالوا يطالبون بتسليحهم أسوة بالحشد الشعبي لتحرير مدنهم في المناطق الغربية فيدعي هادي العامري " إن الحشد هو القوة الوحيدة القادرة على استعادة محافظة الأنبار من قبضة تنظيم "داعش" المتطرف" وهكذا تظهر النوايا نحو هدف مخفي لجعل الحشد الشعبي القوة العسكرية الوحيدة التي تستطيع أن " تكفخ *" إي قوة عسكرية أن كان الجيش أو الشرطة بينما كان الهدف من تشكيل الحشد الشعبي أن يكون للقتال الكفائي!! ويكون تحت أمرة رئيس الوزراء وأن يكون جزء من القوات المسلحة ، لكن الأمور تغيرت تماماً فكل هذا الكم من القوات المسلحة والبيشمركة وأبناء العشائر في نظرهم ما هم إلا " هراء لا فائدة منهم " والسيد هادي العامري لا يؤمن بهم مثلما يؤمن بالحشد الشعبي كقوة وحيدة قادرة على هزيمة داعش والانتصار عليه، نقول له مثلما قلنا في السابق وبكل صدق وبصراحة لن يكون ذلك سهلاً مثلما يتصور هادي العامري أو من على المنوال نفسه حتى لو طرد داعش في النهار لكن على حد قول أفراد في الجيش والحشد " النهار لنا أما الليل فلهم ".
إذن الصبر الاستراتيجي هو مفتاح النصر!! يتضادد مع ما صرح به السيد هادي العامري مؤكداً أن " الرمادي لن تعود قريبا "وان الحشد الشعبي وليس القوات المسلحة والبيشمركة وأبناء العشائر هو القادر الوحيد على طرد داعش من كل العراق وبالتالي يجب أن تذوب في " بوتقته " كل القوات المسلحة وغيرها وهو يعني.. لا الوحدة الوطنية ولا التكافؤ بين المواطنين ومحاربة الفساد المستشري ولا تحقيق المصالحة الوطنية ولا تمتين الثقة بالمكونات القومية والدينية والعرقية تفيد بل تبدو في أعين من يرى النور ظلاماً والظلام نوراً " هراء لا فائدة منه " لكن الأسئلة تفرخ أسئلة موضوعية وتحتاج لأجوبة مادام الأمر متعلق بالوحدة الوطنية ووحدة البلاد ــــ أين مكانة الإقليم والشعب الكردي وقواه العسكرية من هذه الدعوة؟ ـــ وأين مكانة القوى السياسية التركمانية والتركمان والكلدو آشوريين وغيرهم في موضوع الانتصار على داعش والإرهاب .
لا شك أن هناك من يريد أن يصور وكأن الإقليم والكرد أعداء أو خارجين على القانون وهؤلاء يدعون ليل نهار للقضاء عليهم "حين تحين الفرصة" وهم يعرفون ولكنهم يتغاضون أن مثل هذه الفرصة " هراء في هراء في هراء " فلا يمكن الانتصار على الإرهاب وداعش وعلى الميليشيات التي تريد أن تحتل مكانة القوات المسلحة الوطنية ،"الجيش والشرطة والمؤسسات الأخرى" ولا بالحشد الشعبي ولا بالبيشمركة مع احترامنا ولا بأي جهة إلا جهة القرار الوطني والاعتماد على جميع المخلصين الشرفاء والتخلص من النفس الطائفي البغيض وإنهاء تقاسم السلطة حزبياً مع السيد حيدر العبادي وكذلك الدعم الدولي بدون التدخل، ولنا عظة بالأحداث منذ السقوط والاحتلال عام 2003 يا أولي الألباب.
............
* تكفخ : بالعامية العراقية تعني تضرب على الرأس.



#مصطفى_محمد_غريب (هاشتاغ)       Moustafa_M._Gharib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل نحتاج إلى شعار لمجرد شعار أم عمل جامع؟
- لتظهر الحقيقة بظهور التقرير في قضية سقوط الموصل !
- مصيبة إعادة تسليح داعش من قبل الجيش العراقي
- الهلال الشيعي والمخاطر المحدقة حول وحدة العراق
- تجيير فلسفة النقد الديني لتجريح المشاعر الإنسانية
- جاءوا في عهدتهم غبار القنب الهندي
- الدولة الكردية بين الحقيقة والحلم...!
- هل تقسيم العراق هو الحل للأزمة السياسية والطائفية؟
- الإسراع في عقد مؤتمر المصالحة الوطنية ضرورة وطنية ملحة
- الايجابية في المفاوضات للحلول السلمية ولكبح التدخلات
- شواهد حيّة تفند التصريحات المموهة غير الفطينة!
- غول الفساد شريك لغول الإرهاب والميليشيات
- متى يرى النور قانون الأحزاب في العراق؟
- اللجنة التحقيقية البرلمانية مطالبة بإظهار حقيقة سقوط الموصل
- دمشق حلم الحالمين
- دمشق أرومتي
- اتهام البعض منظمات حقوق الإنسان بالتحيز وتلفيق الأخبار 2
- اتهام منظمات حقوق الإنسان بالتحيز وتلفيق الأخبار
- التخلص من داعش والمليشيات يحتاج إلى التكاتف والوحدة الوطنية
- يوم الثامن من آذار لا يكفي للاحتفال فهو يوم واحد


المزيد.....




- شاهد حيلة الشرطة للقبض على لص يقود جرافة عملاقة على طريق سري ...
- جنوب إفريقيا.. مصرع 45 شخصا جراء سقوط حافلة من على جسر
- هل إسرائيل قادرة على شن حرب ضد حزب الله اللبناني عقب اجتياح ...
- تغير المناخ يؤثر على سرعة دوران الأرض وقد يؤدي إلى تغير ضبط ...
- العدل الدولية: على إسرائيل -ضمان مساعدة إنسانية عاجلة- لغزة ...
- زلزال بقوة 3.2 درجة شمالي الضفة الغربية
- بودولياك يؤكد في اعتراف مبطن ضلوع نظام كييف بالهجوم الإرهابي ...
- إعلام إسرائيلي: بعد 100 يوم من القتال في قطاع غزة لواء غولان ...
- صورة تظهر إغلاق مدخل مستوطنة كريات شمونة في شمال إسرائيل بال ...
- محكمة العدل الدولية: على إسرائيل -ضمان توفير مساعدة إنسانية ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى محمد غريب - العظة من الأحداث دليل لفهم الواقع واستشراف المستقبل