أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هيثم بن محمد شطورو - ضرورة الانفتاح الوطني في تونس














المزيد.....

ضرورة الانفتاح الوطني في تونس


هيثم بن محمد شطورو

الحوار المتمدن-العدد: 4829 - 2015 / 6 / 6 - 19:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لو كان لزين العابدين ان يعـود إلى السلطة الآن سيكون أرنبا و ليس أسدا على الشعب التونسي. يـوما فيوما تـترسخ ثـقـافة الاحتجاج خلافا للاحتجاجات الفعلية التي بلغت درجة خطيرة فيما يتعلق بقفصة و تعـطيل إنـتاج الفـسفاط. و لكن لسائل ان يتساءل، ما المشكلة في الإفلاس الاقـتـصادي في سبيل ترسخ ثـقـافة الاحتجاج واقعيا و التي تستتبعها بالضرورة ثـقافـة النـقـد فكـريا. أنا احتج إذن أنا موجود. تـقـريـبا هذا هو التونسي اليوم. هذه الثـقافة تـترسب شيئا فـشيئا إلى نخاع الشعب من الذهنيات التي لم تكن تحـسب للـدولة وجودا و بالتالي لا تـفكر في أي أحقية بمطالبتها بشيء. هؤلاء العائـشون سابقا في قـوقعاتهم المحدودة جدا من العمل الاستحماري و العـيش الغبي بدئوا يفكرون بمنطق الكرامة و الحقوق التي لهم.
و في الحقيقة لا يمكن لأي كان ان يـبتـئس لهذا الأمر إن فكر فيه بعـقـلانية تخـرج عن المخاوف و الهواجـس و عن المصالح الشخـصية. صحيح انه من الأجدى مطالبة الناس بماذا يقـدمون للمجتمع و البلاد، و لكن ما فائـدة التـضحيات و الخـدمات و الجهود الغير معترف بها و الغير مثاب عـنها؟ فمن المعلوم ان العمل القـائـم على الرغبة لا يـفكر كثيرا في الجزاء و لكن ما ان يعي بآثاره الحميدة التي يقابلها الامبالات حتى يستـشعـر الضغينة.
من جهة أخرى فان المتباكين حول إمكانية الالتـفاف على الرغبة الحارقة في التغيـير و تحـقيق أهداف الثورة على المهانة المادية و المعنوية، كان الأجدر بهم ان يتباكوا على ضمائرهم المخـزية. فالمواطن يعيش بالمقارنة في بلده. من غير الصحيح ان الكل غارق في مطلبـيته دون النظر إلى المصلحة الوطنية، و لكن زاوية النظر هي التي تخـتـلف. و معلوم ان العمل على تـقـريب وجهات النظر هو دوما أمر محمود فان متطلبات الوصول إلى إيجاد أرضية مشتركة لا يمكن ان تكون إلا بالاتـفـاق على بعض النـقاط الجوهـرية.
أولها أن السيارات الجديدة الفاخرة التي تـزداد يـوما فيـوما في الشوارع لا تعطي إلا الانطباع عند الغالبية الحائرة في أمر تـدبـير رزقها، بالهوة الطبقية التي تستـشري يـوما فيوما، و بالتالي بأي حق أيها المنافح بوطنيتـك الغراء ان تطلب التـشارك حول برنامج وطني بوجود عالمين متـنافـرين. فالثورة التونسية التي من السخف اعتبارها قـد أنجـزت و انـتهت، لو كان لها ان تكون عـنيفة في استمراريتها الآن، لرأيت تلك السيارات تحرق في الشوارع. لكن التونسي لا يحب العنف و إنما يصرفه في اللفظ كي لا يقع في مستـنـقعاته الواقعية و آثامه في الضمير التي لا تـقـود غالبا الا الى سقوط الكائن الإنساني إلى مجرم. الغـضب يصرفه سياسيا بوجود السياسي المتماهي مع فـقـره و مطالبه، و يصرفه نقابيا بوجود الاتحاد العام التونسي للشغل.. فإذا كان اعـتبار السيد الخانع لمصلحته الشخصية للاحتجاجات المختـلفة بكونها لا وطنية فما هو الوطن. هل الوطن بقرة حلوب يستـنـزفها السفـلة؟
أليس من الأجدى منع استيراد السيارات لسنة أو سنـتين حـفـظا للعملة الأجنبية و مساهمة في إحداث التوازن في الميزان التجاري؟
و العبرة في الأمر هي التـلمس الحي للواقع، و إن كان من دعـوة حـقيـقية للوحدة الوطنية حـول المشترك الممكن، فانه يتوجب النـزول من الأبراج إلى الطريق الحي المشوب بالجمال و الـقبح في الأشكال و اللباس و الألـفاظ و مجمل التعبـيرات الإنسانية. و بالتالي فان أي مشترك لا يمكن ان ينصهر في عملية خلق لواقع جديد من الاستـقـرار الـفعلي الـقـائـم على الحرية و الكرامة البشرية إلا بالاعتراف المبدئي و الـفعلي بإنسانية الإنسان مهما كان وضعه. فالوضع الإنساني هو المجرم و ليس الإنسان فهو مجرد مستـقـبل لتـأثيرات معينة، و هو يـنـدفع انطلاقا من رغبة كل إنسان في نيل اعتراف الآخر به..



#هيثم_بن_محمد_شطورو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شهادة حية لحرب 1967
- -وينو البترول- في تونس
- السيجارة
- سخرية جادة
- العراق بين العمامتين
- المأزق التونسي الحالي
- بهجة الحياة
- فاجعة العري و لذته
- بين الأصنمة و الحرية
- مأزق اليسار
- المشهد السياسي الغائم في تونس
- المتسربل بالموضوعية
- المثقف البائس
- إخوان الكذب في حضرة السخرية الجليلة
- حلبة التنافس السياسي في تونس اليوم
- من مآثر المفكر - يوسف صديق-
- إبداعات الدم
- الداعشية ديدان جثثنا
- صنم -بورقيبة- أم تمثاله ؟
- لوثة العبادة أم نقاؤها ؟


المزيد.....




- تمساح ضخم يقتحم قاعدة قوات جوية وينام تحت طائرة.. شاهد ما حد ...
- وزير خارجية إيران -قلق- من تعامل الشرطة الأمريكية مع المحتجي ...
- -رخصة ذهبية وميناء ومنطقة حرة-.. قرارات حكومية لتسهيل مشروع ...
- هل تحمي الملاجئ في إسرائيل من إصابات الصواريخ؟
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- البرلمان اللبناني يؤجل الانتخابات البلدية على وقع التصعيد جن ...
- بوتين: الناتج الإجمالي الروسي يسجّل معدلات جيدة
- صحة غزة تحذر من توقف مولدات الكهرباء بالمستشفيات
- عبد اللهيان يوجه رسالة إلى البيت الأبيض ويرفقها بفيديو للشرط ...
- 8 عادات سيئة عليك التخلص منها لإبطاء الشيخوخة


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هيثم بن محمد شطورو - ضرورة الانفتاح الوطني في تونس