أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - قاسم حسين صالح - اغلقي عينيك وفكري في انجلترا (2)














المزيد.....

اغلقي عينيك وفكري في انجلترا (2)


قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 4828 - 2015 / 6 / 5 - 21:08
المحور: كتابات ساخرة
    



توطئة..قبل العرض:
في الانتخابات التشريعية الاخيرة في بريطانيا ،استقال من حزب العمال رئيسه ايد ميليباند محّملا نفسه سبب خسارته الانتخابات البرلمانية التي فاز بها كاميرون..وكذلك فعل زعيم الليبرالين الديمقراطين نيك كلينغ ،وفاراج زعيم حزب يوكيب الشعبوي للسبب ذاته.وفي هولندا..ودول اخرى استقال رئيس حكومة ووزراء لفشل في اداء او تقصير غير متعمد..بل حتى في مصر..استقال وزير النقل لخروج قطار عن سكته اودى بحياة مواطنين.
في العراق لن يستقيل رئيس حكومة حتى لو سقطت مدينة،ولن يستقيل وزير وان كان متهما بالفساد..وبالطبع لن تستقيل حكومة حتى لو ثبت انها الافشل والافسد في تاريخ العراق والمنطقة.

العرض:

في أواخر سبعينات القرن الماَضي،عرضت في لندن ولعشر سنوات من دون انقطاع مسرحية بعنوان: (اغلقي عينيك وفكري في انجلترا)..خلاصتها، أن أحد اللوردات يدعو أحد شيوخ البترول الكبار(عربي طبعا) الى وليمة عشاء. وكان هذا اللورد رئيسا لمجلس ادارة شركة بترول كبرى،وعمالقة البترول – كما تعلمون-عمالقة السياسة في الوقت نفسه.

وعلى عادة الانكليز الذين يتمتعون بعقل استخباراتي حتى في الامور الاجتماعية، يقوم اللورد بجمع المعلومات عما يحبه الشيخ من أكل وشراب..والأهم عن مزاج الشيخ في النساء، الذي أفادته المعلومات بأنه يحب الشقراوات،و(جزعانه) نفسه من السمراوات.

وبأسلوب اللورد المهذب!،يلمّح لزوجته بأن يكون بين المدعوات شقراوات (بموديلات) تناسب ذوق العربي في المرأة، وأن تراقبه عن بعد وترصد نظراته. واذا استقرت على واحدة تعجبه فما عليها سوى أن تقوم بتقديمها وتترك له الفرصة، فالعربي خبير بهذه الأمور، واشطن من ابليس في سرعة الاقناع..اقناع النساء طبعا، فكيف اذا كانت فيه رائحة نفط أيضا !

وتجري أحداث المسرحية بين الويسكي الاسكتلندي المعتق،والسيكار الكوبي المعّفر،والعطور الفرنسية التي تقدح زناد الغرائز..وشيخ البترول هو شيخ (القعدة)..وسلطان زمانه..يداعب هذه ويقرص تلك،ويغازل هذه،ويرفع الكأس لتلك من محترفات الغواية.

في المشهد الأخير من الفصل الثالث للمسرحية،تمسك زوجة اللورد بذراع زوجها وتسحبه جانبا لتختلي به وقد اختلطت على وجهها علامات الدهشة والحيرة، وهي تقول:

* جون..هنالك مشكلة

يرد عليها بسرعة:

- أرجوك، لا أريد مشاكل هذه الليلة.

ترد بانفعال تحاول السيطرة عليه:

*ليس قبل أن تسمعني

- قولي، ماذا ؟

* هل تعرف من التي أعجبت الشيخ ؟

- بالتأكيد أكثر من شقراء

* أبدا..أنا التي أعجبته!..أنه يريدني أنا!!.

يفتح عينيه على سعتيهما مندهشا ويقول:

- أنت ؟!. لابد أنه مجنون

يسكت للحظة..وتتلاعب على وجهه انفعالات الدهشة والحيرة. ثم يقول لزوجته بكلمات تتعثر على شفتيه:

- حسنا حبيبتي..اغلقي عينيك وفكري في انجلترا!

ويسدل الستار

تذكرت هذا المشهد من المسرحية وانا استمع لخطبة امام جامع ابي حنيفة النعمان (الجمعة الماضية 29 ايار) وهو يخاطب السياسيين بمرارة:(الى متى يظل العراقيون يدفعون ثمن خلافاتكم ارواحا بريئة)..وقبلها نصائح خطيبي المرجعية في النجف،السيدين الكربلائي والصافي..للسياسيين باصلاح حالهم، وقول الاخير بالصريح (ان في الحكومة حيتانا ولصوصا)..والقاء القبض في مطار بيروت مؤخرا على كذا مليار دولارا هربّها ابن رئيس الوزراء الذي يعمل الان على اعادة نفسه ثالثة. وتبادل تهم يومية باختلاس او تهريب ملايين الدولارات ليس فقط بين افندية ،بل بين عمامة وعمامة من نفس اللون..وطي اربعة آلآف ملف فساد في هيئة النزاهة..وكأن البلد تحكمه مافيات والناس على ما يسرق من اموالهم..يتفرجون.وعدم وصول اللجنة النيابية الى المسؤولين عن سقوط الموصل برغم تحقيقاتها التي استمرت ثلاثة اشهر.وتعهد رئيس الحكومة بأنه سيحرر صحراء الانبار في اسبوع،فيخطب امام (داعش) بجامع مدينة الرمادي قبل ان يكتمل الاسبوع:(جئنا لنبقى وندخل بغداد لنقيم دولتنا).

وتحار في الامر حتى لتصاب بالدوار وكأن ما يجري من احداث في العراق هو مسرحية من صنف ما بعد اللامعقول، عنوانها – وهو المعقول الوحيد فيها :
) اغلقوا عيونكم وفكروا بكل شيء..الا العراق(!



#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا لو اغتيل السيد حيدر العبادي
- الشخصية الميكيافيلية
- استاذ مجنون يحصل على جائزة نوبل-اعادة نشر
- العراقيون وسلطة الرمز الديني
- كتابات ساخرة:ادفعي (80) دولارا..لتبكي!
- المبدعون العراقيون يموتون في الغربة
- فضائية المدى..أمنيات مشروعة ومهمات صعبة
- الكوتا النسائية..كفاية عشر سنوات
- بعد داعش..هل يبقى السياسي العراقي أحول عقل؟!
- يوميات الحرب..شهادات للحقيقة والتاريخ
- المناعة النفسية..علاج فعال ضد اليأس
- ثقافة نفسية(145):ما الانفعالات؟
- لا تجعلوا النصر في تكريت..شيعيا!
- الفساد..وباء أشاعه المالكي وابتلى به العبادي!
- تحية للمراة العراقية في يومها العالمي
- العنف ضد المرأة تحليل سيكولوجي
- المعلم العراقي في ثلاثة ازمان
- في العراق عالمان..أخضر وأحمر!
- العراق..هو عيد الحب!
- الأسوأ قد حصل ..فما الي ينتظرنا؟!


المزيد.....




- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
- على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس ...
- الشاعر ومترجمه.. من يعبر عن ذات الآخر؟
- “جميع ترددات قنوات النايل سات 2024” أفلام ومسلسلات وبرامج ور ...
- فنانة لبنانية شهيرة تتبرع بفساتينها من أجل فقراء مصر
- بجودة عالية الدقة: تردد قناة روتانا سينما 2024 Rotana Cinema ...
- NEW تردد قناة بطوط للأطفال 2024 العارضة لأحدث أفلام ديزنى ال ...
- فيلم -حرب أهلية- يواصل تصدّر شباك التذاكر الأميركي ويحقق 11 ...
- الجامعة العربية تشهد انطلاق مؤتمر الثقافة الإعلامية والمعلوم ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - قاسم حسين صالح - اغلقي عينيك وفكري في انجلترا (2)