أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - ملاك طلال قاري - الإرهاب والشعوب المسستبدة















المزيد.....



الإرهاب والشعوب المسستبدة


ملاك طلال قاري

الحوار المتمدن-العدد: 4827 - 2015 / 6 / 4 - 09:36
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


دفن شهداء مسجد العنود وانتقلوا عن عالمنا الذي طغى الإنسان فيه في عداء وتحقير وتكفير وقذف من كان يشيعهم لمثواهم الآخير ومعهم اهاليهم وكل من كان يدافع عنهم, تاركين تساؤلات اكثر من الأجوبة, تاركين انكسار ووحدة هشة سرعان ما ان تتبخر وتضيع معالمها فماهي الا نتاج لحظة دهشة وحدث لم يتوقعه اشدنا طائفية, ولنطمئن سنعود لطائفيتنا قريبا جدا كما كنا,

ونظرا لأن الأجوبة تحتاج شفافية, أمانة واعتراف وشجاعة في النظر للداخل والذات, سيبقى الأغلبية يمارسون الجهل والتحريف للواقع وتطييب الخواطر, ومداراة الجراح
ندعي اننا فعليا نعتبر شيعة الدمام اليوم شهداء وهم بالأمس كانوا بالنسبة للأغلبية السنية اصحاب بدع وضلال شاتمي الصحابة, ممارسي المتعة, وفي اقل تقدير وعند اكثرنا اعتدالا كانوا مضحوك عليهم خارجين عن الدين, أدرك كفرد وكامرأة من هذا المجتمع ان هناك من سيخرج ليتهمني اني ارمي الزيت على النار وان الوقت غير مناسب,

وسأسله متى يأتي الوقت المناسب؟؟؟

قلتم غير مناسب حين قمنا بالمشاركة في تهييج الرأي العام المحلي والإقليمي ضد (الشيعة الحوثيون) وانكرتم مجرد وجود عاقل بينهم يستحق التفاوض والحوار وجعلتم مني رافضية,ومن غيري عملاء لمجرد اختلاف الرأي

قلتم غير مناسب حين ارتفع مستوى السادية الداعشية وطالبنا ان يتم النظر في النزاع الطائفي الداخلي او سنصل لحال سوريا والعراق وجعلتم مني وممن قال مثل قولي روافض كفرة او خونة او جهلة بحسب مستوى المتهجم في التشدد الديني والإنحطاط المعرفي,

قلتم غير مناسب في العام الماضي عندما اطلق ستة أشخاص الرصاص في الإحساء على جماعة من الشيعة الذي اثناء احيائهم لمراسم عاشوراء, وقتل منهم 5 شهداء (او فقط ضحايا فما كنا شعبا واحدا حينها) وجعلتم مني رافضية ومن غيري كفرة وعملاء لإيران للإختلاف معكم
والآن نقول ونكتب وننشر عن خطورة ان يتم اتهام ايران (كشيعة) في كل ما هو نزاع سلطة واختلاف واطماع في كرسي الحكم في المنطقة او طائفية اهلية نتاج المجتمعات في اوطاننا لا اعدائنا ولا كفارنا ولا طغاتنا, فلم اليوم ايضا يتم اسكات كل مخالف ورافض ؟؟

ولم يقل اي عاقل منا او نادرا ما قال اي عاقل منا لكل من كتب ونشر او شارك وحاور في اتهام الشيعي, وتكفيره, والتحقير منه, والتشكيك في وطنيته, ودينه انهم شاركوا المجرم جريمته

وحتى من تطاول على شرفه وعفة نسائه, من وصفه بالرافضي, ومحب المتعة, هذه الأفعال , تجعل الجميع مشاركين, وكلنا اعوان الظلمة, وحين يسأل احدنا هل شاركت او لي يد او يقع علي لوم في الجريمتين؟؟؟ جريمة شهيد الدمام وجريمة التلاعب بعقل شبابنا واقناع شاب سني بتفجير نفسه لأجل الدين؟؟

الجواب لابد ان يكون: نعم, ولو لم تشارك سوى بموضوع نشرته لمرة أو لم تعادي الا شيعي واحد وفقط من خلال الشاشات المضيئة والعالم الإفتراضي, او لم تفعل سوى الصمت وعدم تصحيح الكذب, بل انت مستمر لليوم ترتكب ذات الجرم أيضا في غفلة منك كسابق عادتك وعاداتنا معك,

فمتى يحين الوقت للحديث والبحث الجاد والشفاف في تفحص ما أصاب مجتمعنا من فرقة وظائفية!!؟؟

, طوال 20 عاما وانتم تسكتون كل صوت وتسوفون وتؤجلون (اقصد بأنتم نفسي وعائلتي وطائفتي وكلكم معنا) تاركين كل متشدد فاجر يرفع صوته حتى فوق اصوات المآذن ودعوات الوحدة وصرخات المظلومين,

الكل يتحدث ويهاجم ويتحارب وله صوت في مجتمع اعطى الفساد صوت, الطائفية صوت, تكميم الأفواه وحرب الفكر جعلنا لهما صوتا وسلطة, القبلية لها صوت, الخوف له صوت, الإستبداد من الشعب تجاه الشعب ايضا له صوت
الصوت الوحيد المحارب والمهمش الذي سجناه خلف كل هذه الفوضى هو صوت الحق والحقيقة والمسئولية, اتابع في دهشة فوضى وتخبط الإعلام والمجتمع, مبررات, وتعليلات واتهامات تقذف بكل اتجاه والكل يهز رأسه راضيا مقتنع

حولنا جنازة الشهداء لإحتفال وحدة وتضامن, وادعينا انهم جمعونا أخيرا تحت راية الوطنية فمن نقصد بضمير الجمع هنا, ونحن افراد من مجتمع لم يذق طعم الوطنية او قادر على استيعاب مضامينها, جميلة جدا هذه اللحظات التي نمد ايدينا فيها للآخروالأجمل كان حمامات السلام فوق رؤوس المصلين والمودعين

بغض النظر عن تكرار المسرحية التي عرضت عام 2014 في الإحساء سابقا, ولا اقلل من امانة وصدق من خرج ليقول للعالم انه يرفض تخوين وقتل الشيعي في الجنازة بل اقول للبقية لمجرد ان اهل الشرقية اهل رحمة وتضامن هذا لا يجعلكم انتم مثلهم فلا تتسلقوا فوق ظهورهم كما تسلقتم فوق جثث شهدائهم للتباكي واسقاط دور الضحية عليكم معهم

قد حان الآن الوقت بعد كل هذه المهزلة الإعلامية عن الوحدة والوطنية أن ننشر ونمارس الصدق والمنطقية والمسئولية؟؟!!!

قبل ان يتم اسكاتنا مجددا, وينسى مجتمع (اسماك الزينة الذي يفقد ذاكرته ومعها كل مايعرفه ويتعلمه خلال ثواني) ما اكتسبه من وعي وليد عن ضرر ونتاج الإستبداد الشعبي, المجتمعي والفردي, وحتى لا تبقى المناهج التعليمية, يبقى الصراع, وتعاد اسطوانة فجورنا مجددا, لنتباكى على ضحايا جدد ونحن لم نذرف نقطة عرق في نصرة من سبقهم او نجدتهم او اخذ حقهم او التعلم من مأساة الوطن وفاجعته فيهم

, فلننظر لما تم تداوله اعلاميا حول الجاني والضحية من قبل ابواق المفسدين ودعاة الطائفية المتنكرين بثيابهم البيض وأقنعة الوسطية, وهم الألة التي استخدمناها لنقمع الآخر ونمارس القمع على الذات ايضا ونهيج القلوب والعقول علينا بأيدينا

قالوا لنا

- اننا لسنا طائفين وهذه مؤامرة عدو خارجي يريد لنا المضرة والتفرقة
- الخطأ هنا يشارك فيه السنة والشيعة كلا المتطرفين من الطرفين, لكن الغريب ان يلحق ذلك القول بأن داعش ذاتها صناعة ايرانية شيعية,
- الجريمة ايرانية شيعية, والسني الذي فجر نفسه مضحوك عليه مغلوب على امره, تصرفه نتاج جهل وتلاعب بعقله

فأين في توزيع التهم هنا خطأ الإغلبية السنية؟! وأين الإعتراف بالذنب؟! وأين الاعتذار وطلب العفو؟؟!! ومتى يكون السنة كأغلبية لهم دور ومشاركة فيما يحدث وحدث من صراع؟؟؟ من مارس تخيف العقل, من مارس تضييق الدين, من حاصر التفكير والعقل والمنطق, من كمم افواه الحق, ومن انتج جيل جاهل بدينه وحق الإنسان للحياة والكرامة؟؟ إيران ايضا!!!

ايران هيا من اغلقت العقول, ومنعتنا الفكر والتمنطق, ايران جعلتنا اعداء متنازعين, ايران قسمتنا لأهل حق واهل باطل؟؟!! ايران خلقت قناعات السخف المتداولة اليوم بأننا لا ذنب لنا مهما افترينا ودوما نحن المضحوك عليهم الواقعون تحت التلاعب لحس نياتنا و"نقتل القتيل لنمشي في جنازته" على ما يبدو هو ايضا مثل فارسي ايراني

تحمل المسئولية لا يعني انك من قتل, كفر او هيج, بل حتى من لم ولا يهتم بكل هذا الخلاف, كفرد في الأغلبية المنتشرة في الوطن تتحمل المسئولية معها تماما

وانكارك وتهربك يزيدك تحملا لأعباء اكثر, تحملك المسئولية يعني انك تتحمل مسئولية عقول واراء مجتمعك, مسئولية الدفاع عن كل من يتعرض فيه لظلم, مسئولية ان تقف وتوجه حديثك لمجتمعك, لمن تنتمي اليهم وبحسب ما شاركت فيه زمنا من تقسيمات وطنية ودينية, قسمك, طائفتك وجماعتك وفكرك وفكر من انت منهم

فحين وافق الأوروبي تعويض دول الكاريبي واهلها مقابل اضطهاد اجداد الأوروبي واستعبادهم لأجداد الكاريبي, دفع الأموال وقدم الإعتذار واعترف بالمسئولية لجريمة ارتكبت منذ قرن رغم انه ما عاد احدا من العبيد وسادتهم من اجداد الأوروبي والكاريبي موجود ليحاسب او يتهم او يستفيد

وتلك هيا النفوس الصادقة في عزمها على التغيير والتصحيح, فهل ارتكب كل اوروبي حينها الجرم؟ أليس من اوروبا خرجت حركات التحرير ومحاربة الإستعباد وانضم لها رجال بيض وسود وخضر ايضا؟؟!! ومع هذا فأحفاد هؤلاء ايضا اقروا انهم مسئوليين كغيرهم كجزء من النسيج المجتمعي

اما نحن كعادتنا نتفرغ لمحاولات وضع فرضية تلو اخرى مهمتها كلها تبرئتنا, فبدأنا بنفي التهمة عن الشيعي وانتهينا باعتباره الجاني ومرتكب الجرم,

قلنا المجرم (شيعي اجنبي تلاعب بعقل سني جاهل ليخلق الفتنة بيننا)

ثم ارتفع مستوى الصفاقة وروجنا انها إن كانت جريمة طائفية فقد ارتكبها السنة والشيعة معا وهذه السفاهات بالأخص, جاء بها بعض من يسقطون غصبا توصيف انفسهم كـ(مفكرين) على صفحات بتويتر والفايس بوك وفي كل برنامج اعلامي, او محفل وطني او دولي, مقدسي التخوين, والتخويف, مشوهي الحقائق من رجال دين وفكر, عرضوا لنا مبررات اكثر ضبابية وتخبطا ومستمرين في التخبط

والمصيبة ان لا احد يتبنى واحد من بين هذه الأراء والتبريرات دون غيره, بل الأغلبية تتبنى وتوافق على كل هذه التبريرات مجتمعة برغم ما فيها من تناقض ومهازل عقلية

لا أهاجم السني ولا انزه الشيعي, فلست اتبع هؤلاء او اولئك واخترت ان انظر للطرفين انهم مني ومن المجتمع الذي انتمي اليه ولنفسي بأني فرد في هذا المجتمع كغيري,

كمجتمع شاركنا في دم شهداء الشرقية, كساسة وقادة شاركنا, كرجال دين واساتذة جامعات شاركنا, كمفكرين واعلاميين شاركنا, هذا نتاجنا كاملا وكليا وربما تشارك امريكا (كحكومة) اللوم معنا فقط في صناعة داعش لا جريمة الدمام ولا جريمة خلق العداء في نفس مراهق ليقتل جاره , لكن أيضا لا يشارك الأمريكي كفرد ومجتمع بل فقط كحكومة

اما لدينا فكل السلم الوطني شارك وحارب ولابد من محاسبة الذات والفكر العام والأغلبية التي حصل الإعتداء منها تجاه الأقلية

ويحتاج المجتمع ان لا ينقاد وراء كل نائحة ويكرر كل صفاقة دون اعمال العقل فهذا ما اوصلنا لجريمة الدمام, اعطينا اذاننا وعقولنا للإعلام والشيوخ والساسة فهيجونا ضد بعض وحين وصل الأمر بنا لأن يقتل فينا الجار جاره بسبب ما روجوه وغذوه في عقولنا وساعدناهم فيه, و اليوم ننكر التهم عنا ويرمون هم التهم في كل اتجاه وندعي جميعنا حسن النية

ليس لتنزيه رجل الشارع والعامي يتم ترويج هذه التناقضات بل لكي لا يلام الجاني, ولا يحاسب المجرم ولا يأخذ أحد حق دم الشهيد وتطوى القضية بتخدير العقول لحين حدث جديد وجريمة جديدة فيتم وقتها خلق عدو جديد ومتهم جديد ويبقى الظالم والجاني واعوانه طلقاء دون عقاب

لكي تزداد القضايا تعقيدا رغم بساطتها وتغدو الحلول مستحيلة رغم امكانيتها, وتتوه العقول ولا تجد بد من تصديق السخف الذي يروج له لأنه التفسير الوحيد المتاح والمكرر

هذا ما وراء رمي تهمة داعش على ايران, ولهذا ينكر الجميع اليوم اي عداوات سنية-شيعية في مجتمعنا, لهذا يتم الترويج للحدث بأنه عشوائي, اجنبي, ارتكبه اجانب, ومن شاركهم من ابنائنا جعلناهم شواذ عنا, مضحوك عليهم
اليوم حين تدور الأحاديث المجتمعية والعائلية فنحن لا نقول (هذه مسئولية ايران كحكومة او نظام حكم, بل ايران كشيعة) ذات التطرف ولكن بعد ان وجدنا فظاعة ترويجه بيننا حولناه اقليميا نحو عدو مشترك وهمي ايضا كسابقه, نرمي عليه اللوم وننزه النفس,

وبعيدا عن كل الكذب المتداول فإننا طائفيين حتى النخاع بل حتى الليبرالي والملحد بيننا طائفي نتن, وانا معكم,

إن من أبشع واظلم مظاهر الإستبداد تغييب العقل وايقاعه في متاهة من التناقضات اللامنطقية التي يعارض كل منها الآخر, واسوأ استراتجية تبنتها انظمة وشعوب الإستبداد, هي المؤامرات, وفي المجتمعات المتأخرة المغيبة تغدو كل طروحات التآمر واقعا لا مجال لإنكاره, من خلالها يتم خلق عدو وهمي, خيالي,

يدخل تحتها كل ما لا معقول ويتم تصوير الحقيقة خيالا وتلفيقا والكذب حقيقة, لتسهيل اخراج القضية من جذورها والأحداث التي ادت اليها, لزرع قناعة غبية بأن هذا ما استوردناه من الخارج, ليس هو ما صدرناه وابتلي به وبنا العالم الشرق اوسطي!!
ببساطة لكي نقول غدا لأنفسنا وللجناة والضحايا بيننا كيف نصحح ماهو ممارس علينا وضدنا منا وبأيدينا!!, , نحن لا تعني انت وانا كانت تعني هذا حين كنا نتقاذف التهم اما في تقاذف البراءة منها فنحن هنا غيرنا تماما من مواطني الدرجة الأولى اصحاب سلامة النية والغفلة

شخصيا لا اهتم بسلطات ولا رجال دين وكل ما يهمني المجتمع وأفراده, الإنسان العربي, الخليجي ومن بلدي خصيصا السعودي, هو محور اهتمامتي ولأجله ولأجلي كفرد فيه اكتب, لذا لن ادافع عن سلطات ولن ابرر افعال سلطات اخرى وارفض كل ادعائات الفضائيات,
مما اقتنع به هو أن الوطن ينتمي للشعب الذي يسكنه لا العكس, فهذا الشعب هو من يختار تاريخ وفكر وعلاقات الناس ببعضهم وبوطنهم, مصير الوطن والفساد او الرخاء فيه, قيمته, مكانته وفوقيته وتقديمه على الجميع افراد, شعب وسلطات يخضع لإرادة الشعب فيه او لمن يسلمهم راضيا خانعا ارادته كاملة,

ينتمي هذا الوطن إلينا لا نحن ننتمي للوطن, ليس بعد ربما ليس الى حين ان نفهم الإنتماء الوطني ونمارسه على حقيقتها وفي كل حال ليس بحسب دعوات وعاظ السلاطين وطلبات رجال الفكر
فإن الإنسان هنا سيصنع من ارضه وطن, او سجن او منفى, او وطن لكن الجميع فيه مغتربين

أذكركم مجددا "اكتب للإنسان العامي فقط"

فالمفكرين صراخهم اصابني بالصداع و بالخزي, حين ركزوا على القضايا السطحية وروجوا لها تاركين هذه النار تشتعل ببطء وتنمو لتحرقنا جميعا ومعاذ ان تحرقهم معنا فهم صوت العقل والحكمة,

لفوقيتهم يطالبون الجميع ان يرتفعوا لمستواهم!! كي يفهم أحدنا مغزى وعلاقة ما يقولونه بالمجتمع وافراده!! ولا اعلم ما المستوى المقصود فهم مجرد افواه والسنة تنطق التلفيق وتجري وراء كل كذبة ولا معقول ولا منطقي, إذا انتقدت فوقيتهم طالبوك بأن تكتسب من القدرات العقلية ما يؤهلك لفهم الغازهم وخطرفتهم الفكرية, الخارجة عن كل ما يعانيه المجتمع ويحتاج رفع مستوى الوعي حوله فعليا, وبدل هذا كل نقاشاتهم منقولة ومترجمة من كتاب او مقال لمفكر غربي, لا يمت في فكره بصلة لهم,

فالفكر والتمدن والتحضر في مفهومنا ان تنسلخ من كل ما انت عليه لتصبح غربيا أصيلا (للعلم لا اهاجم الغرب, فقط ان مجرد ادعاء امر ما لا يجعلك تمثله فمن رحم الديموقراطية, خرجت الفاشية) ومن رحم الليبرالية العربية خرجت شعارات الوهم
وحين ترتفع للمعرفة التي طولبت بها ستكتشف انهم تعدوك في الجهل والإستغباء للعقل وكما اعتادوا يكذب تاريخهم ويكذب واقعهم وكرجال الدين هم تماما لا تتجاوز كتاباتهم الزخرفة

هذا الحدث نتاج 20 سنة من الصراع, والتكفير, والتحقير, والتعدي, وتوجيه التهم, وتعمية الحقائق وتبسيط الجرم وتعقيده وفي اشغال الناس بما لا علاقة له من سفاهات وعقول ملئها الحقد, والتعالي والتطرف

بل حتى تحت مشاهد اليوتيوب لبيونسيه وشاكيرا واللمبي معهم ستجد شيعة وسنة سعوديين يتقافذون التهم والتطاول والتحقير
كل هذا يعترف به وبممارسته الجميع ثم يعقب اعقلنا بالقول (لكني لم انوي تهييج العنف ولا ارضى موتهم وقتلهم)!!!

حين تختلف فتتجرأ على اتهام الآخر في شرفه, وعرضه, وقيمة حياته, ودينه وانسانيته مالذي انتظرت أن يحدث؟؟

حين يتم تصوير الشيعي بأنه لا يخرج على ان يكون (انسان يبيح زواج المتعة ويضرب ظهره بالسوط ويتعبد القبور, وينتشر القول ان اليهودي خيرا منه واليهودي (لا الإسرائيلي) في عقل كل مسلم هو الشر بعينه) فما الذي نقصده إن لم يكن التدمير والقضاء على الآخر؟؟ أمجرد فضفضة ؟؟؟

سفالة حين تمارس عفنك الفكري, وأنت تدرك ما سيأتي كنتيجة له وتتجاهله وكأنك لست سوى لسان وفراغ دماغي محشو جهلا ثم تدعي الغباء فتتوقع ان اعيدت صفحتك بيضاء لا غبار عليها

حين يربى طفل وسط عائلات كعامة الشعب لدينا تقذف بعضها البعض بكل تهمة, ويكبر في عالم ومجتمع يقسم افراده تقسميات ابعد ما تكون عن الدين والعقلانية والمنطق ويتعلم في المدرسة ان من يكفر فإزهاق روحه فضيلة وان قتل الكافر واجب ديني, وممارسة التفكر فرض كفاية اذا مارسه البعض سقطت الحاجة له عن البقية التي هو منها

ويكبر فيرى أن عند كل فتنة تتوجه اصابع الإتهام تلقائيا لجماعة في مجتمعه دون غيرها والكافر مصطلح يعني الشيعة لدى السنة ويعني المسلمين سنة وشيعة وبقية اهل الأرض لدى السلفية السعودية الا جماعة المختارين من الخلق

سيتصور جهاده ضد هذا الشيعي هو ما خلق لأجله وغايته وطريقه!! فلا تنشر كل هذا ثم تأتي لتنفض المسئولية والقبح عنك وعنا فإن لم نكن نحن فمن؟؟!! هذا المجتمع وهذا صنعه وصنع افراده

وإذا كان لدينا بعض احترام لإنسانية من مات وقتل في الدمام فلنتوقف عن رمي المسئوليات على الآخرين بعد كل مشاراكاتنا وكلماتنا وفجورنا

هذه ليست حوارات نقدية او سخرية بل تعبئة من أجل القضاء على الإعتدال والوسطية والقضاء على اقلية بيننا لم يخرجمنها من سافر للعراق وانتمى لجماعة ارهابية وعاد لغسل عقول مراهقين واقناعهم بتفجير السنة, ونشر مبادئ التكفير

المجتمع حين يربى جيلين كاملين على الحقد والصدام والصراع, ويبرمج الإنسان ان مسئوليته هيا القضاء على الآخر ورمي فكره في النسيان, وكبته والتضييق عليه والتشكيك في عقائده, وتنفير المجتمع وافراده وأجياله منه, بل تحقيره لدرجة ان مجرد النظر في حجته وأدلته يصور انه خيانة ولا وطنية ولا دينية, ولا عقلانية

ستكون النتيجة التي سيصل اليها هذه وهذا الذي حدث سيأتي الأدهى منه وامر اعدكم

اما السخافات التي يبدع الإعلاميين ورجال الدين بنشرها باعترافهم بديانة الشيعة (نعم مجتمعنا يعتقد انها عبادة وديانة خارج مفهومهم عن الإسلام) او اعتراف المفكرين باحترام فكر العامة فأين كانوا طوال عقدين كاملين؟؟؟
ما نسمعه كعوام حين يقال هذه صناعة ايران وشيعتها, يصلنا بأنه خطأ شيعي آخر, لأن اعلامنا وشيوخنا لا احد فيهم يقول نظام الحكم الإيراني يعادينا بل الشيعي الإيراني وحكومته الشيعية تعادينا

كتبت مثلا خلال غزوة الحزم ان يتوقف الأعلام والناس عن التهجم وتعميم الخطأ والجريمة على الحوثييون كجماعة وكشيعة, وكحركة في حقيقتها هيا تضم غير الأسرة الحوثية فالحوثيون اسم قبيلة يمنية لا هي قبيلة ولا حركة شيعية للعلم, لنحاول ان نستوعب كيف دفعنا اليمني ليصل من ينتمي لما تروجه أسرة واحدة فيه من افكار وتوجهات؟

لأي درجة ضيقنا عليه, لأي درجة استهترنا بحقوقه, وحاربنا مصداقيته, ولأي درجة مارسنا عليه الإستبداد لمذهبه وقناعاته, ولأي درجة تغافلنا عن كل ما يقع تحت انكار العدالة الإجتماعية له وحرمناه من كل حقوقه في الحياة الكريمة؟ حتى يتبع اي انسان او اسرة وينجر في قتال داخلي اهلي لمزيد من الموت ولمزيد من المظالم, قتال جعلناه بجاحة ديني وطائفي ثم عروبي وعروبة الخزي هذه اسخف ما حشرنا به العقول العربية, فاتبعتنا وحق عليها القول بأن تسقط معنا

نحتاج في كل فترة ان نذكر ونعيد ونكرر لبعضنا البعض ولأنفسنا, حتى لا نقع ضحية استغلال البعض ونشارك في نشر الكذب دون وعي او بوعي, هناك تسلسل منطقي وخطوات ينتج عنها اي حدث, لا شئ يظهر فجأة وفي غفلة منا, ما يتم في اغفالنا عنه هو حقيقة الحدث وتداعياته وصورته الكاملة

وفي قضية الشرقية وفي كل ما يحدث اليوم في بلادنا وصل حد الغفلة والتلفيق لدرجة من الصفاقة تجبر كل عاقل ان يرفع صوته ويعيد الحقيقة لمكانها الصحيح ولا يترك الإعلام ومن يدعمه وبالأخص جماعات من يسمون انفسهم (المثقفين و المفكرين وحملة الشريعة والدين) في بلادنا,

أي نحن انا كامرأة لا قيمة لي وانت كمواطن لا دور لك لا او مكانة لابد ان لا نتخلى عن الساحة لهم أيا كانوا (هم) دون ان ننسى من (هم) او نحاول فصلهم عنا بل باعتبارهم (نحن)

لابد ان نقف ونشارك في وقف زحف هذه المهزلة الفكرية, علينا مسئولية اليوم بأن نعيد القضايا لجذورها ومسبباتها وعقلائنا ابدا لا يدخل فيهم اغلبية (الإعلامين, المفكرين, رجال الدين والسياسة) إلا من رحم ربي

من المذنب؟؟!! كيف ادى بنا تطرف طائفي للإستهتار بالأرواح؟ ومن بيننا اليوم يداه ملوثة بدماء شهداء الشرقية ولو لم يزرها يوما؟؟

السؤال الأخير للأسف جوابه (الجميع) 95% على الأقل من الشعب بكل طوائفه, قادته ورجال الشارع فيه وانا وانت شاركنا ومازلنا نشارك وخلقلنا البيئة المناسبة للعقول المتشددة لتقتل ابنائنا
هذه المسئولية تتنوع مجالاتها وحدودها, فمنها ما هو أخطاء استراتجية وسياسية فاشلة, وهناك من شارك في التهييج والتفريق وتقسيم المجتمع, ومنها دين وفكر ورأي عام فقد عقلانيته خلال ما يقارب 20 عاما من تاريخنا ورفض وإلى اليوم يرفض ان يعترف بالمسئولية لنبدأ التصحيح

هناك عنصرية وعداء للسنة من السنة للشيعة ومن الشيعة للسنة لكن حين نقول ايران وشيعة ايران فنحن مجددا نرتكب ذات الخطأ الذي ارتكبناه مع الحوثيين حين جمعناهم افرادا وجماعات تحت مصطلح (الأعداء)
هذه اللاوسطية المتطرفة التي ينشرها اعلامنا لا تلوم نظام الحكم الإيراني بل الشارع الإيراني, الشعب والرجل العامي, هيا تقول بكل صفاقة لشهيد الشرقية لم نقتلك او نعتدي عليك بل نحن بريئين من دمائك والمتهم انسان شيعي آخر, وقبل ان يخرج لي من يصحح ويقول " نحن نقصد النظام",

سأجيب درء لتضييع الحوار "ليس ذاك صحيحا, بل نحن ندور في حلقة مفرغة وضبابية وغير واضحة المعالم للإنسان فينا الواعي والجاهل والقادر على التفكر والفهم وغير القادر (هذه بين ما ينتشر من تقسيمات اجتماعية وفكرية في مجتمعنا), نرمي الكلمة ليفهمها كل انسان ويفسرها كما يشاء" وهذا نظام وطريق واستراتجية الشعوب, الإعلامين والساسة الإستبدادين على مر العصور

قبل ان نوجه اصابع اللوم لنمارس الشفافية والتنمطق, 20 عاما من التطرف وتبادل التحقير والإتهامات التي تدرجت نسبة مشاركة الشارع والعوام لها مؤخرا في الإرتفاع وبسرعة كبيرة لمستوى كان ينبئ بكارثة طائفية
وتركت وهمشت ليتربى جيلين كاملين عليها واليوم نجعلها نتاج ايراني او حدث عشوائي ومرتكبي الجرم ليسوا الا بعض الشواذ في مجتمعنا, ومن يدعمهم الشيعة!!! لكن شيعة اجانب

للتصحيح وسأكون ممتنة لمن سيصحح لي في المقابل, السعودي العربي, والخليجي السني ليس طائفيا, مكفرا, متطرفا وهو طائفيا, مكفرا متطرفا في ذات الوقت لأنه يمارس افعال وينشر افكار ويؤيد توجهات طائفية, مكفرة, متطرفة
هل يحدث هذا في كل العالم؟؟؟ التفجير للنفس

نعم ولسنا ابشع اهل الأرض عداء للآخر ففي امريكا يوجد تفجير لشباب ومراهقين لأنفسهم في الجامعات بذات نسبة حدوثه لدينا وتكراره ولكني لا اهتم بأمريكا فهذا عبء يتحمل مسئوليته الأمريكان, ولا اهتم بإيران ولا يعنيني التوجه السياسي والشعبي الصيني ولا المريخي

فالحدث في بلدنا, الجريمة ارتكبت على ارضنا, وليس مبررا ان غيرنا يمارسها هذا لا يعطينا العذر لممارستها, والأدهى كلما خرجنا نطرح القضايا تم الصاق التطرف الشيعي في كل حوار,

ما علاقته!

سيجيب البعض بأمثلة ما يحدث في العراق وسوريا وسأعيد السؤال لجوهر القضية,, ما علاقة شيعة الدمام؟؟ الشرقية؟؟؟

ولأننا لن نجد امثله للمغالاة في تشدد المتطرفين الشيعة في السعودية وعشرات الأمثلة للمتطرفين السنة, نقوم باستخدام شيعة ايران, شيعة سوريا وما يرتكبه شيعة العراق وغيرهم ولا استهتر بدماء العرب ولكن ما علاقة الشيعي السعودي الذي قتل واعتدي عليه بما يرتكبه الشيعة من غير وطنه في اي مكان!!!

ثم ندعي اننا اخوة وأننا ابدا لا نجرم الشيعة وننفي وطنيتهم ولكننا نحملهم وزر ما ارتكبه شيعة (مثلهم) في اوطان اخرى بحسب ما نقول وقد نقول ما نفتريه, ونتخذ افعال غيرهم حجة عليهم في ما وقع من السنة من ذات الشعب تجاههم؟!!!
التباكي مع الضحية وقاحة فلم يخرج في تاريخنا الذي يكتب اليوم شيعي ليفجر نفسه في اي مكان في الدمام اوكل الجزيرة العربية, وإن حدث ولا أعلم عنه فجهل الأغلبية الشعبية به دلالة ندرته,

فإن كان من السنة هنا من يشترك مع الشيعي في كونه ضحية ايضا وإذا كان هناك اعتدال وتآخي في مجتمعنا فهو موجود في ادنى مستوياته في الشرقية ونجران وجيزان
حتى الليرالي والعلماني لدينا طائفي

داعش شيعة؟؟ داعش مؤامرة ايرانية؟؟؟؟ داعش نتاج خارجي استوردناه لا نتاج محلي صدرناه؟؟ ان اهم منتجاتنا النفط والإرهاب ومازلنا نلوم الأحمر والأشقر والأسود ورجال المريخ

بل داعش رضيت ام انكرت جماعة ينتمي اليها شباب من الجنسين من مختلف دول العالم, اغلبيتهم خليج واغلبية الخليجين من بينهم من السعودية, جماعة تبغض السني واليهودي معا لكن عدائها الأكبر موجه نحو الشيعي وهذا ما زرعناه نحن في عقول المنتمين لها ليس صناعة قادة التطرف منهم ورجالهم,

لم تستغلها بل دعمت إيران حركات شيعية متطرفة بدورها لصد زحف داعش في حين دعمت السعودية التطرف السني (الذي لاحقا انتمى كل افراده لداعش)

وكنتيجة وباعتراف قادتنا وساستنا, امريكا والسعودية في حربهما ضد الإرهاب (فشلا او تقصدا) فخلقا ارهابا ابشع وافظع وينتمي اليه ابنائنا ويقتلنا نحن والأمريكان والعالم بسلاح امريكي وعلى يد شباب سعودي بمال وموارد خليجية بعد ان انتصر على الجيش السوري الحر وقتل رجاله واستولى على سلاحهم (الأمريكي الصنع)

هذه الحقيقة وهيا اوضح من عين الشمس,

والحقيقة ايضا اننا مجتمع متشرب الطائفية حتى النخاع, والحقيقة ان داعش نتاجنا وجريمتنا وارتكبها ابنائنا السنة, ولم يتم تجنيد السعوديين والخليجيين لها (ليس جميعهم بالطبع) فهم من انتشروا في الآرض وجندوا الشباب على امتداد الكرة الأرضية والقارات الستة

ابنائنا هم العلة ليسوا الضحية, نحن ربيناهم ليكبروا بهذا التطرف والدموية, ليسوا شذوذا عنا, وكم من عائلة يعرفها احدنا وكم من شباب خرج من عوائلنا وحاراتنا وجامعاتنا ووجدناهم يحملون رؤوس نحروها لسوريين واجانب؟؟؟
ليسوا مغررا بهم, ليسوا أي من ذاك او هذا (هم ضحايا فقط إن كنا نقصد انهم ضحية مجتمع متطرف ورجال دين متطرفين) لكن في هذه الحالة فحتى انت وانا ضحايا ونحن ايضا مجرمين بذات المنطق

ابنائنا هم اغلبية كبار رجال وقادة الحركات الإرهابية كالقاعدة وداعش, ابنائنا هم الأغلبية للمحاربين في داعش, ابنائنا تحولوا لهذه الوحشية على يد مجتمعهم, قادتهم, ساستهم, إعلاميهم, تعليمهم, وعلى يدي ويدك

بعد كل هذا بالفعل سفالة ان يخرج بيننا من شارك ولو في حوارات المنتديات في محاربة الشيعة وتهييج الرأي العام ضده, ليدعي سماحة نفسه, إن كنت حقا ترى الدم الذي اهدر هو لأخ لك ومنك فلنبدأ بالإعتراف والإعتذار بدلا من التهرب ونفي التهم
نتحدث بيننا عن داعش دون ذكر سنية بوحشيتها في من الشمال والحوثيين الشيعة لدينا بخيانتهم جنوبا ولا احد يناقش من هم في الوسط بينهم, هذه العقول التي هيا مصانع لا تكل ولا تتعب من انتاج التطرف والإرهاب والعداوات والتحقير

نعم من الشيعة من له ذات العقلية ولكن تطرف وتطاول ووحشية السنة ادت بنا لهذا, والفريق الذي بدأ الهجوم وممارسة الإرهاب والعنف ينتمي للسنة, ومن انتج الحدث يتحمل متبعيه مسئولية الخطأ والتصحيح دون غيرهم (شاركوا او رفضوا العداوة والعنف)

يبقى الحدث ليس خطأنا ولا مسئوليتنا مهما اخطأنا فإنا نياتنا كانت حسنة فقط نكفرك ونهيج عليك لا غير ثم نسكب الملح على جراحك ونقول بل انت تشاركنا المسئولية التي بالأصل نحن لا يد لنا فيها"!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

هذا الذي يقوله السنة للشيعة وهذه المنهحية العربية المنتشرة في الأوطان العربية كلها بلا تمييز تعريف الصفاقة والسفالة بنظري

حتى نتخلى تماما عن فكرة الطائفة الناجية, والفكر الذي يصور جماعة وطائفة في المجتمع تحمل الحق والأخرون كلهم على باطل, عن تقسيم المجتمع لجزء له الصدارة والرشد وحق التفكر والفهم واخر في حضيض العقل والوعي والوطنية (مثال التركيز على صور ومشاهد ضرب الشيعة لأنفسهم بالسياط- وتركيز المثقفين على النتاج الديني (المتشدد) واسقاطه على اجميع) تصوير المخالف كأنه بلا عقل, سفيه يجري وراء شيوخه ورجال دينه ولو قادوه للحرام والشرك (اتهام الشيعي في شرفه وترويج انه يقدم نسائه لرجال دين ووعاظ الشيعة تمتعا دون ادنى غيرة وشرف)

وحتى نتوقف عن تقسيم الوطن لرجال السلطة اسفل منها طبقة رجل الدين ومعهم من مواطني الدرجة الأولى رجال الأعمال والمال, اسفل منهم المواطن السني, اسفل منه المرأة واسفل السافلين (أخونا وحبيبنا) الشيعي
حين لا يعود للأصول القبيلية والقناعات الدينية اي قيمة واهميتها لا تختلف عن اهمية اختلاف الموضة في اللباس والتفضيلات الشخصية, وحتى يتحقق للجميع مستوى واحد متكامل من حقوق الإنسان الأساسية منها على الأقل دون النظر لطائفته, لونه وجنسه أكان ذكرا ام انثى,

حتى ذلك اليوم فلن نعرف معنى الوطنية والسلام والوحدة ليس ونحن بالأصل في اسفل السلم الوطني في نظر انفسنا وبتقسيمنا الشعبي لنا

20 عاما من الطائفية والعداء, عقدين اخرجت جيلين لم يعرف الفرد فيهما اي معنى للوحدة والآخاء والوطنية, 20 عاما من تبادل التهم والتخوين والتكفير, والقذف والتحقير, 20 عاما من تعليم ورجال دين غرسوا في عقولنا ان الشيعي = رافضي = يهودي بل العن = مشرك = متمتع = خسيس = رأس كل فساد, 20 عاما قسمنا فيه مجتمعنا لشيعة وسنة, مؤمنين وكفرة, رجال دين وليبرالية, دولة وشعب (بالفعل لقد فصلنا حتى الشعب عن الدولة وصارت الدولة في عقولنا تعني السلطة ورجالها فقط والشعب غرض للزينة),

واخيرا وطني وخائن (هذا تعريفنا الفضفاض الذي نقصد به كل من يخالفنا) اي مسمى يوصف به الإنسان بحسب المهاجم وانتمائاته والكل متهم والكل يتم اتهامه

لم تعرف مصر الطائفية الشيعية/السنية إلا بعد الثورة وخلال اعوام بسيطة وصل التطرف لحد ان خرج بعض العوام البسطاء واعتدوا على شيخ شيعي, وقتلوه سحلا, ورفسا بالأقدام وهلل لهم السنة في مصر وأكثر منهم فرحا كانوا السنة في الخليج واعتبروه نصرا للإسلام, بغض النظر عن استحقاقه وجرمه,

لقد فرحنا وأيدنا أن يمارس رجل الشارع القانون وأن ينصب نفسه المدعي, القاضي, السلطة ومنفذ الأحكام, بتحريض رجل الدين متجاهلين القانون, القضاء, السلطة والعدالة في ان يحاكم او يدافع المتهم عن نفسه (الذي تهمته انه شيعي) ثم نستغرب كيف يفجر سني نفسه في مجتمع يمارس ذات العفن الفكري منذ 20 عاما حتى اصبح ضمن هويته وقناعات اهله؟؟؟؟؟

لماذا لا يجب ان يتم النقاش حول الدور الشيعي في هذا الحدث؟؟؟

ببساطة لأننا بذلك نحول جوهر القضية وما تسبب بها ليصبح حوار لا يخرج عن اللوم وتوزيع الإتهامات ومن ثم النسيان للحدث ورميه جانبا, وندور دورة كاملة فنبدأ باتهام الشيعي وننتهي باتهام شيعي آخر, (ايراني, حوثي, يمني او عراقي)
لا يجب ان يتم خلط الأوراق فتضيع الحقيقة ويخرج الجاني طليقا ويضيع حق الضحية, قسمنا مجتمعا وانتهينا والآن نلوم الأقلية بذنب ارتكبه بحقهم الأغلبية لا يمكن ان يتساويان (الشيعة والسنة) في الجرم,

فالأول مهمش ومركون رجال دينه وفكره وعوامه معا, ومتهمين بالخيانة والكفر, والثاني علماءه مقدسين فوق اللوم والنقد, الأول لم يفجر نفسه ولم يرتكب جرم داخل ارضه ولم يؤذي احدا بذات البشاعة وبذات الدرجة في المغالاة ومهما اعدنا هذه النقطة لن يكون كافيا
بل الثاني ليس فقط وصلت به الوحشية لهذه الحال بل ليست جريمته الأولى المرتكبة بيد ابنائه على ارضه و له تاريخ طويل في القتل والدمار والإرهاب, و العالم كله يتهمه انه مصنع الإرهاب والتطرف في المنطقة, الأول لا ينتمي رجل منه لداعش والثاني 90% من رجال داعش منهم, الأول لم ينتمي قائد واحد داعشي له والثاني اغلبية قادة وكبار رجال داعش من ابنائه

وحين نقابل هذه الحقائق بتحويرالحديث نحو جماعات التطرف الشيعية في العراق واليمن وسوريا, فهذا يراد به جمع الشيعي السعودي معهم إن صدق او كذب اتهامهم بغض النظر عن ذاك

وإلا فبأي منطق, وتحت اي مظلة نجعل هذا السخف والتزوير للحقائق مقبولا ومشاعا؟؟؟ فكيف يكون هذا مبرر ولماذا!! او بالأصل لما يطرح ويناقش؟؟

نرمي اللوم على شيعة ايران والعراق وما فعلوه هم ايضا من جرائم تجاه السنة ونحن نتوجه بالحديث لشيعة السعودية؟؟ ما علاقتهم بهم, ولو حرق شيعة العراق السنة كلهم احياء في العراق, كيف يكون هذا خطأ شارك فيه رجل من الدمام؟؟؟ ومبرر ودافع ينشره الإعلام والعوام معا نحو تأصيل دور التطرف الشيعي في القضية؟؟؟

لنحصر الحديث عن سنتنا وشيعتنا كشعب واحد كما ندعي وإلى ان يثبت احد ان شيعي منا متطرف من جماعات ارهابية امتد نفوذها للداخل وجندت شباب من كل الكرة الأرضية, فأقنعته ففجر نفسه ليقضي على سنة يصلون بمسجد صوروا له اعداء وكفرة, حينها لنوزع الإتهامات اما اليوم والى اليوم فالشيعة بيننا لم يرتكبوا مجازر وليست مسئوليتهم العراق وسوريا وايران وما يقوم به شيعتهم من قمع واضطهاد ضد السنة في اي مكان

والأهم في صفاقة لوم الشيعة ان المتطرف الشيعي ينتمي للأقلية والمتطرف السني ينتمي للأغلبية وحين يطغى الأغلبية او تطغى جماع تتنتسب لهم ويتم جمع الأقلية معهم ومساواتهم في الجريمة فهذا ليس غير نوع اخر من الإضطهاد والإعتداء
حتى نقضي على عبودية العقل وتبعيته, لن نتخلص من حوادث مستقبلية واتهام ايران اليوم للأسف غباء سياسي وشعبي نمارسه كعادتنا إلى ان يسقط فوق رؤوسنا,

فنحن بكل جيوشنا العربية واساطيلها لم نستطع ان نقضي على الشيعي اليمني (الحوثي الذي ندعي محاربته لنصرة الشرعية) ولم تنته الحرب ولن تنتهي وسنخسر فيها,

الجيش الإيراني ليس مليشيات الحوثي وحزب الله, بل جيش دولة لها قوتها ومكانتها العسكرية وإلا ما كنا روجنا 20 عاما عن خطرها علينا, ستجرون الجيش معكم لما لا طاقة لنا او له على الوقوف امامه, ومجرد قناعتنا ان المسلمين من كل صوب سيتسارعون لنجدتنا فهذا ليس مما يطمئن له العاقل, لأنه يعني حرب دينية متطرفة ستشارك فيها داعش والطوائف المتطرفة من كل صوب, وسنخسر فيها وتخسر ايران معنا

حينها ستنتنصر داعش وامثالها ثم لمدة 20 عاما قادمة سنكتفي بالدعاء ان ستعجل الله و يبعث لنا المهدي المنتظر ليخلصنا عداء وظلم الغرب علينا (كيف الغرب؟؟ لا تسئلني فعقولنا بحد ذاتها مؤامرة علينا)
وحينها فقط ستكون الأغلبية السنية بالفعل من ضمن الضحايا لكن يبقى انهم ضحية علماءها, جهلهم, تشددهم, ضحية ساستهم وضحية مجتمعاتهم,

سيقال اني ادعو للطائفية ضد السنة والبعض سيخرج ويشتم السنة او الشيعة او الشعب السعودي في ممارسته هو ايضا تنزيه النفس, واقول للجميع عربا وخليجين وسعوديين حياة الفرد كإنسان دون اي اعتبارات اخرى مقدسة, مقدمة ويستحق الدفاع عنها الموت لأجلها وكل موت في سبيل غير تكريم الإنسان بكل الوانه وطوائفه واجناسه ودياناته هو استبداد واستعباد للعقل قبل الجسد, وحتى يفهم العربي ذلك فلا شئ سيتبدل,

فأنتم ايضا شاركتمونا كما شاركناكم في قمعكم لأنفسكم وقمعنا لكم وقمعكم لنا, خلقنا اوطان لا ملجأ لمن يهرب من احدها لغيرها, ومن يفعل لن يجد إلا الموت امامه وخلفه, لقد حولنا اوطاننا مجازر ومقابرنا اوطان تآوينا, إذا كنت تعيش في وطن عربي اليوم ممكن لأي باحث عن الحرية والمساواة والإستقرار ان يهاجر اليه ويتنعم معك بها فتعالى على غيرك اما وانت تمارس ذات فجورنا فتوقف عن ادعاء فوقيتك ولنتوقف عن ادعاء دونية الجميع سوانا

العرب اليوم لا يعانون اوضاع هيا نتاج مؤامرات خارجية او داخلية ونحن منهم, فحين نبني اوطان لا تتوفر فيها أي ظروف لحياة انسانية كريمة سيخرج إنسان فاقد انسانيته ويصنع الف داعش, ولننكر كما نشاء ونتطاول في توزيع التهم دون توزيع المسئوليات للتصحيح فالفقر لا يصنع ثورة وتغيير ولا وعي الفقر ايضا بل وعي امكانية ووجوب القضاء عليه ووعي حق الإنسان حتى الجاهل والضال بيننا بما هو افضل واكرم من واقعه المعايش



#ملاك_طلال_قاري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- وزير خارجية الأردن لـCNN: نتنياهو -أكثر المستفيدين- من التصع ...
- تقدم روسي بمحور دونيتسك.. وإقرار أمريكي بانهيار قوات كييف
- السلطات الأوكرانية: إصابة مواقع في ميناء -الجنوبي- قرب أوديس ...
- زاخاروفا: إستونيا تتجه إلى-نظام شمولي-
- الإعلام الحربي في حزب الله اللبناني ينشر ملخص عملياته خلال ا ...
- الدرك المغربي يطلق النار على كلب لإنقاذ فتاة قاصر مختطفة
- تنديد فلسطيني بالفيتو الأمريكي
- أردوغان ينتقد الفيتو الأمريكي
- كوريا الشمالية تختبر صاروخا جديدا للدفاع الجوي
- تظاهرات بمحيط سفارة إسرائيل في عمان


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - ملاك طلال قاري - الإرهاب والشعوب المسستبدة