أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سلام إبراهيم - عن رحيل صديقي الروائي والكاتب المصري فؤاد قنديل














المزيد.....

عن رحيل صديقي الروائي والكاتب المصري فؤاد قنديل


سلام إبراهيم
روائي

(Salam Ibrahim)


الحوار المتمدن-العدد: 4827 - 2015 / 6 / 4 - 04:31
المحور: الادب والفن
    


عن رحيل صديقي الروائي والكاتب المصري فؤاد قنديل
سلام إبراهيم
صبحت اليوم على خبرٍ أوجع قلبي.
الخبر باختصار كتبه صديقي الناقد المصري: شعبان يوسف يقول
- مات الروائي والكاتب فؤاد قنديل
لا أدري ماذا أقول واكتب، وكيف أسرد علاقتي به.
حزين جدا.. جدا.
هذا الإنسان الذي لم أتعرف عليه بشكل اجتماعي عادي، بل صدفة فغمرني بمشاعره الفياضة بحيث شعرت بالحرج. كان شجاعا غير هياب من البوح والقول أمام الآخرين. سأحكي القصة:
في صيف 2009 كنت في زيارة للدار المصرية اللبنانية التي كتبت لي وأنا في العراق موافقتها على طباعة روايتي الثالثة –الحياة لحظة- وكنت أتحدث بالتفاصيل مع نرمين محمد رشاد ابنة صاحب الدار، حينما دخل الروائي المصري صديقي التي تعرفت عليه قبل سبع سنوات في دمشق – إبراهيم عبد المجيد – وكان لدية رواية –في كل أسبوع جمعة- طبعتها الدار المصرية. فانشغلت مع إبراهيم بحديث متشعب وتواعدنا أن نلتقي في مقهى بوسط البلد –وردة البستان-. في هذه الأثناء لم انتبه إلى دخوله. إذ سمعت نرمين رشاد تقول له:
- هذا الأستاذ سلام إبراهيم!
أقبل نحوي قاطعا خطوتين في ضيق الغرفة وأخذني إلى صدره وعانقني بحفاوة وشوق صديق قديم وكأنه يعرفني منذ زمن سحيق، ثم راح يتكلم عني موجها كلامه لي ومسمعاً الجميع، محمد رشاد صاحب الدار، ونرمين وأختها، وإبراهيم عبد المجيد، كلاماً لا أستطيع كتابته، إطراء يتعلق بفنية –الحياة لحظة- التي عرفت لاحقا أنه كان عضو اللجنة التي فحصتها كي تطبعها الدار. تواعدنا بعد يومين في مقهى –وردة البستان- وسط البلد. فأتاني يحمل كل ما كتبه من روايات في كيس ينوء بحمله. جلسنا في ظهيرة ذلك اليوم الحار لنبحر في حديثٍ عن الرواية والأدب والحياة، فأخبرني بأنه سعى وشجع من خلال موقعه في المؤسسات الرسمية بظهور العديد من الكتاب المصريين الشباب، وذكر منه محمد العشري مثلا، وأفاض في مدحي، حتى قلتُ له:
- أستاذي لم كل هذا المديح؟
فتأملني لدقائق قبل أن يقول:
- ليس لدقة وجمال سردك لكن لمست جمال روحك خلف كل الأحداث. أنت صادق وجميل وحبيب وصديقي الذي أحب.
وأنهمك في كتابة إهداء على كل رواية حملها لي. وقبيل الافتراق ألح عليّ كي أزوره في بيته، كي أتذوق طبخ الحاجة هكذا كان يسمى زوجته، كي يبقى بيننا زاد وملح. تعانقنا قبل أن نفترق، ولم نلتقِ ولم أزره في بيته الذي أخبرني أنه ليس بعيدا عن وسط البلد. لم أحقق رغبته كي نعمد علاقتنا بالخبز والملح. وسافرت عائدا لمنافي الدنمركي، لكن بقينا على تواصل. كتب مقالً عن –الحياة لحظة- ونشرها في جريدة –الحياة- اللندنية. وبقينا نتواصل عبر البريد الالكتروني، وكنا ننشر في موقع الحوار المتمدن. وكنت ألح عليه كي يزورني في الدنمارك، قلت له:
- صديقي فؤاد فقط دبر أجرة السفر. الباقي عليّ سكنك في بيتي، وسوف أفتر بك كل زوايا البلد
أقول ذلك لأنني بعيدا كل البعد عن كل شيء رسمي في بلدي العراق أو في أي بلد حللت به كي أستطيع مثلا توجه دعوة زيارة له.
لم تسنح ظروفه كي يزرني.
في العام الماضي 2014. اصطحبت حبيبة –ناهده جابر جاسم- إلى القاهرة، وحضرنا حفل تأبين الشاعر –أحمد فؤاد نجم- في قاعة وثيرة عنت فيها زوجة فؤاد –عزة بلبع- أغانٍ وتحدث صديقي شعبان يوسف عن علاقته به، وكانت ممتعة. وحال ختامها أقبل نحوي شيخي الروائي –فؤاد قنديل- وأخذني إلى صدره. عرفته على زوجتي القاصة –ناهده جابر جاسم- التي كانت منهمكة بالحديث مع أخت المغنية –عزة- والتي كانت مغنية كورس في الحفل، فراح يطريني بمحبة وروح ستبقى خالدة في نفسي حتى الممات، قال لناهده:
- أنت مقترنة بإنسان ليس له مثيل!.
فقمعه صديقي –شعبان يوسف- الحنبلي في الدفاع عن المرأة، وأخت –عزة بلبع- واصفين شكلها وفكرها كونها جميلة وحلوة و ودوده رغم أنهم لا يعرفون عنها شيئاً. أتذكر كيف قُمعَ وكان لا يقصد أبدا تفضيلي لكن حنبلية صديقي –شعبان- والنسوة والمساواة لا تقبل تأمل التفاصيل والدوافع.
خرجنا ليلتها معاً. وأصرَّ –فؤاد- الذي رحل هذا اليوم على توصيلي أنا وناهده إلى فندقنا وسط البلد. وأهداني روايته الأخيرة
-العقرب- ودعاني لحضور ندوة عنها في منتدى لا أتذكر أين الآن. حرصت على حضور الأمسية رغم أني لدي مواعيد. وتركتها قبل أن تختتم وسلمته روايتي –في باطن الجحيم- التي صدرت في بغداد 2013 وغادرت بعد أن عانقته.
أخ يا إلهي
هي فترة
العمر سفرة
منحة
سنغادر كلنا
يا فؤاد
أخ كم غمرتني بمحبتك ومشاعرك ولم يسنح لدي الوقت كي أبادلك المشاعر ذاتها
أعتذر
وصلاة لروحك





#سلام_إبراهيم (هاشتاغ)       Salam_Ibrahim#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عشتاري العراقية -1-
- ليس ثمة عدالة في العالم
- أصدقاء ورفاق التجربة 2- المستشار السياسي -ياسرالمندلاوي-
- أنت ميت يا إلهي
- درويش المحبة*
- طرف من مشهد الإعدام -رؤيا الغائب *
- نماذج مدعي الثقافة والمعارضة زمن سلطة الطوائف -الفأر -
- كوابيس التخفي زمن الدكتاتور
- الإنسان الحقيقي لا يخشى من الصدق وعرض تجاربه
- مشاهدات من زيارتي الأولى إلى العراق 2004 2- المثقف العراقي ا ...
- مشاهد من زيارتي الأولى للعراق 2004 1- المثقف العراقي الجديد
- السرد العراقي وتطوره التاريخي 2- الرواية
- السرد العراقي وتطوره التاريخي: 1- القصة القصيرة
- 2- ضد الحرب وحتى العادلة
- الطيران الأخير
- 1-ضد الحرب حتى العادلة (مشهد الزوجة العراقية عند مقتل زوجها)
- أصدقائي الأدباء 1- شاكرالأنباري
- باب الظلام
- أساتذتي 1- وفاء الزيادي الشيوعي الوديع
- أيها المثقف العراقي لا تزيد سعار الحرب الطائفية العراقية الم ...


المزيد.....




- أزمة الفن والثقافة على الشاشة وتأثيرها على الوعي المواطني ال ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سلام إبراهيم - عن رحيل صديقي الروائي والكاتب المصري فؤاد قنديل