أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء الصفار - لمساة تحريف الماركسية لفؤاد النمري















المزيد.....

لمساة تحريف الماركسية لفؤاد النمري


علاء الصفار

الحوار المتمدن-العدد: 4827 - 2015 / 6 / 4 - 01:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من خلال قراءتي لمقالات السيد فؤاد النمري و قراءة تعليقات السادة المعلقين و تعليقاتي على مقالاته, جمعت معلومات في حصيلة أعوام, عن كيف ترص مقالات النمري و كيف تقدم الموضوعات الماركسية, وطبعا كيف يدخل كل أصناف المعلقين, ومن شتى المشارب و القوميات و الأديان ليدلوا بدلوهم, فهناك اختلافات مصطنعة مع الكاتب و هناك تصفيق و تعظيم للسيد الكاتب, وهناك طبعا الشاك الناقد و المجامل و هناك المحرف الآخر الذي يعمل على ضرب فجوات النمري الفكرية و الاقتصادية لتمرير تحريف ألعن خبثاً, و يعقوب أبراهامي أحد الأمثلة البائسة ليكون الأكثر حضوراً و الأكثر تسويف و تهجم على الفكر الماركسي.

فصراع النمري و أبراهامي يذكرني, بصراع رجال المخابرات العراقية المفتعل في الشارع في 70 القرن الماضي ليشتم احد رجال المخابرات الشيوعيين, فينبري رجل المخابرات الآخر بالرد عليه و المهاترات و خاصة أيام تظاهرات الجبهة الوطنية من اجل تحويل المظاهرات إلى ساحة فوضى و عنف.

فيعمل النمري تقديم مقالاته و هو يحاول استنهاض الخلاف الشيوعي البلشفي الأصيل بين رفاق لينين ليسقطه على الحاضر, إذ كان لينين ليس بطل الثورة البلشفية بل عبقري بناء الحزب الشيوعي السوفيتي فرسخ كل قيم ماركس في حزبه, وخاصة في ما يتعلق بأمر الديمقراطية الحزبية و احترام الخلاف الفكري و أباح صوت المعارضة الحزبية و رعايتها وعدم إلغاء الرفيق المختلف أو تصفيته جسديا سواء فترة النضال ضد القيصرية أم في فترة استلام السلطة و تحقيق دولة السوفيتات.

تكون مقالات النمري دائماً مشحونة باللمز و الهمز و يحاول النمري استفزاز الفرقاء, و طبعا غالباً ما تبدأ مقالاته أو تعليقاته بتحية بلشفية, و تمجيد لعبادة الشخصية لستالين, وشتم مناوئيه و مع شتم المعلقين أو إهمال المخالفين في أحسن الأحوال, كما يجري معي, ليستغل بعض التعليقات المضادة و التلميح بالشتم و الذم سواء للمعلق أم لتروتسكي أم لبليخانوف أم مولوتوف و غيرهم من رفاق لينين... الخ.

دأب النمري على التأكيد بأنه ماركسي ستاليني و يحرص في تعليقاته بالتحية بلشفية الشبه عسكرية ليذكرني ببطل رواية خريف البطريرك لغاريسيا ماركيز, و لا اعرف أسوء من أن يطلق الإنسان الألقاب على ذاته, حتى ليحس المرء أنه في شوارع ستالينغراد و حشد رجال الغيتو.

فكل مقالات النمري هي معزوفة واحدة لا غير تبدأ باستعراض مؤتمرات ستالين و خاصة الأخير و كيف أن ستالين بنا السوفيت, و كأن كل الرفاق البلاشفة الىخرين مجرد خر..ا..ء, و ليقفز النمري بكيف البرجوازية الوضيعة اغتالت ستالين, و ليكرر النمري, كيف حين كان في غار حراء, عفواً في السجن و تنبأ بسقوط دولة ستالين في خمسينات القرن الماضي و كيف أن مؤتمر الدول الاقزام عفوا الدول الست الرأسمالية صادقت على موت الرأسمالية في رامبوية, و أن النمري كان قد آمن بموت الرأسمالية في الحقيقة قبل إعلان رامبوية.

طبعا يستند النمري في مقالاته كغيره من حفظة الآيات القرآنية عفوا النصوص الماركسية, طبعا ليست موجود في الدماغ و العقل الناقد, بل موجودة في الكومبيوتر, بمجرد ضرب الأزرار تخرج الآيات لتعضيد طروحاته, و مع سخرية و هزأ النمري المج و الثقيل.

يختفي طرح النمري بثياب ماركسية فجة, تدعي الإخلاص لستالين و برنامجه و التلميح في التطوير للماركسية مع اختيار أبشع رموز الشيوعية ( كأيفان الرهيب ) عفوا ستالين محطم البلاشفة و التجربة السوفيتية. ففي الحقيقة أنا لا ادعوا إلى معاداة الستالنيين في العالم بل أدين كل أخطاء ستالين, فالشيوعية ليست المسيح المنزه, لذا أن انتقاء ستالين من جانب النمري و تحلق بعض الأبرياء الستالنيين الصادقين لتعضيد طرح النمري, جعل أن تكون مقالات النمري متنفساً للستالنيين ولطرح آرائهم, أقول لطرح آرائهم وهذا هو الشكل الذي يجب أن يحترم و لا يتعداه في التجاوز و في إلغاء الآخر.

يركز النمري على أمور و لتتكرر في كل مقالاته و كأنه يطبق المثل العراقي الشهير " التكرار يعلم الحِما ر " ! فمن طروحاته المتكررة أن الرأسمالية لم تعد صناعية أبية ورعة لتقدم البضاعة للشعب و لتقدمها لشعوب العالم ( طامساً قول ماركس في أن هدف الرأسمالي ليس تقديم السلعة بل فائض القيمة, و الرأسمالية الصناعية لم كانت شريف فاضل في يوم من الأيام), لا في المركز الغربي ولا في أمريكا, و أن الدولار الأمريكي لم يعد ذهبي, و يقصد لم يكن له غطاء من الذهب, ثم تقلص حجم البروليتاريا في أمريكا و خروج التاريخ من سكته ( جملة النمري المدوخة ذات البعد الخرافي ).

ثم ليأتي على أن الصين دولة برجوازية وضيعة و هي تقدم الديون لأمريكا, فبهذا انتهت أمريكا لأن تكون بلد رأسمالي صناعي وقور يقدم البضائع لشعبه و للعالم, بل هي دولة برجوازية وضيعة, دولة الخدمات للبرجوازية المتوسطة الرقيعة فكل بضائعها تأتي من الصين البرجوازية الوضيعة, طبعا ينكر النمري أن الصين دولة برجوازية صناعية بضائعها تغزو أمريكا و العالم, وهنا يكمن طمس الحقائق حول وجود الطبقة البرجوازية الصناعية سواء في أمريكا أم في الصين, وطبعا ينكر وجود طبقة عاملة مليونية في الصين, و لا يحدثنا النمري عن الفقراء و المهمشين و خاصة السود و الأجانب في أمريكا, إذ هؤلاء الفقراء حشرات ليس لها موقع من الأعراب في قاموس النمري ( هم ليسوا بروليتاريا ).

لينطلق النمري في بهرجته التحريفية, في تسخيف أمر وجود الأحزاب الشيوعية, لأن لم يعد وجود مبرر لوجودها إذ لا هناك لا طبقة رأسمالية صناعية و لا وجود طبقة بروليتارية عريضة كما كان في عهد ماركس, ليذهب النمري بعيداً في التسويف و بشكل زاجر و ماحق على كل أشكال النضال القومي أم الوطني في العالم وخاصة في الدول العربية و تحديدا في العراق و سوريا, تحت يافطة أن القومية منتج الدولة الرأسمالية و أن الوطنية هي آخر معقل للسفلة.

فبعد طرح و تكرار النمري لفلسفته العقيمة المدوخة و مع تأكيد بأنه الماركسي الحق و المتربع على ناصية الفكر و التاريخ و المعرفة و الخروج من المعترك السياسي و السجن, إذ هو من تنبأ بسقوط السوفيت بعد موت ستالين مباشرةً, و هو ( النمري) لا يملك أي مصدر للعيش ليلاقي العوز و الفاقة بعد إفلاس دولة ستالين التي أنجبت دولة بيرية و خروتشوف, رفاق ستالين الأشاوس, فهنا يتداخل البعد السياسي بالأحاجي و يتداخل سقوط الأشتراكية بأمر السجن و الفاقة الشخصية لتبدأ حالة عاطفية غريبة تحمل الحقد على المصيرين, هزيمة الستالينية و الاندحار السياسي الشخصي, و مع تذكير وتكرار دائما بأن النمري كان بلشفي دخل السجن, و أنه من الحريصين على الفكر الماركسي. لمن يريد التأكد مما أقول عليه قراءة كل مقالات السيد النمري ليجد الخط الذي ينتهجه النمري سواء الفكري التحريفي أم الإيهام بأنه راعي الفكر, وأخيراً الباحث في تطوير الماركسية.

لقد كان المقال الأخير للسيد النمري (لا سياسة بلا اقتصاد) وهو للان بجزأين لا أعرف إن ستأتي ملحقات, لكن لا يهم و لم يؤثر ذلك, في كتابتي لهذا المقال, إذ لا جديد في طرح السيد النمري, و أن المقال الأخير يترك بصمة صارخة تفضح شكل التحريف و ليس التطوير, لتضع النمري في مأزق بكونه ليس فيلسوف و لا متنبأ و لا حتى بعارف لا في الاقتصاد و لا في السياسة و لما يجري في العالم. ليكشف السيد النمري عن عور نظرية موت الرأسمالية تماهي البروليتاريا, و كيف أنه في الحقيقة لم يكن حتى ستاليني مبدئي.

كما أوضحت أن النمري يحمل الحقد على كل رفاق لينين, بصرف النظر أن كان الرفيق محق أم مخطأ و بصرف النظر عن احترام لينين لرفيقه و تجاوز الخلافات معه و العمل المشترك معه, فقد أختلف لينين مع الكثير من الرفاق و اقنع الكثير من رفاقه من المناشفة بصواب رأيه و ليقر جميع رفاقه بعبقريته بعد تجربتهم مع لينين,و لينحنوا أمام عبقريته و يسلموا الزمام و باطمئنان للينين, كما حدث ذلك مع ل تروتسكي.

لكن بعد موت لينين جرى صراع مستعصي كان قد أقلق لينين قبل موته, بين ليون تروتسكي و جوزيف ستالين و جرى تكتل أدى إلى هزيمة تروتسكي من دولة ستالين لكن لتكون هزيمة للشيوعية الحق من السوفيات و التي تمثلت بخط ستالين, الذي أدى إلى سواد البيروقراطية و القمع الفكري و الحزبي و التصفيات الجسدية و أخيراً سيطرة قوى برجوازية الوضيعة ( مصطلح النمري الرهيب) في حزب البلاشفة الذي قاده ستالين بعد نجاح ستالين بالتهام الحزب, فكان شكل الصراع آنذاك هو الهمز و اللمز, في أن ل. تروتسكي كان قد اختلف مع لينين في تلك القضية و في ذلك التاريخ كان مع الاقلية, متناسين أن العبقري لينين كان قد حسم خلافه مع ل.تروتسكي و قد سلمه قيادة الجيش الأحمر و مع احترام جم لجهود ل. تروتسكي الفكرية و التنظيمية.

لذا نرى النمري يهاجم بالهمز و اللمز, على خطى ستالين في الأسلوب و اللغة ليهين رفاق لينين, طبعا أني قد خرجت عن الموضوع قليلاً إذ الأمر ليس بحث قضية خلاف تروتسكي و ستالين, لكن وددت عرض المشابه و المفارقة و في هذا اليوم, وكأن ل. تروتسكي و بليخانوف لازالوا على قيد الحياة ليهاجم النمري في مقاله الأخير الموسوم التحريف المشين إضافة لشكل السخرية البائسة من احد رفاق لينين. أقدم لكم مقتطف مليء بالفجاجة و السخرية لتشهدوا حجم التحريف و الإهانة للماركسية. النص أدناه!

"إنكماش الطبقة العاملة في بلدان الرأسمالية الكلاسيكية يدل دلالة صارخة على أن فضل القيمة لم يعد هو المحرك لاقتصادات هذه الدول التي لم تعد رأسمالية تبعاً لذلك . كان بليخانوف " أبو الماركسية في روسيا " ينتقد مشروع لينين لأنه لم ينتظر تطور النظام الرأسمالي في أوروبا الغربية لتشكل الطبقة العاملة الأكثرية في بلدان أوروبا الغربية وفقاً لخصيصة النظام الرأسمالي، وما عساه يقول اليوم وهو يرى بأم عينية الطبقة العاملة تنكمش في البلدان الرأسمالية الكلاسيكية وفي الولايات المتحدة، آخر حصون الرأسمالية، تنكمش بنسبة 60% . هل ما زال بإمكان "أبو الماركسية" الإدعاء أن فضل القيمة هو المحرك للأنظمة الإقتصادية الماثلة اليوم في العالم !؟"

بإغماض العين للحظة يحس المرء بحجم الهزأ الفج من احد البلاشفة ,رفيق لينين, في تحقيق الثورة ضد القيصرية, فاللغة جداً حقيرة ( أبو الماركسية )! هذا يذكرني بالبعثيين بعد سقوط الاتحاد السوفيتي كان يقولون لنا. ابو الشيوعية سقط ,يقصدون السوفيت, ( شتريدون أنتم العرب أسون! شنوأ انتم تريدون سون (ك س ه حمر)! أكعدوا راحة فحزب البعث أفكار غير مستوردة و صدام حسين يرحب بكم في الحزب البعث).

ما علينا من هذه المداخلة!

لنعود إلى المقتطف الأوباشي في التحقير لبليخانوف رفيق لينين, ثم إلى شكل التشكيك و التلميح بسقوط الفكر الماركسي, بذريعة انحسار البروليتاريا و موت الرأسمالية و أن أمريكا لم تعد رأسمالية فهي محملة بديون صينية و دولارها ليس ذهبي. طبعا يحرص النمري في الحديث في الأرقام و النسب و الإحصاء و الأخصاء و كل الهراء في الأنتاج القومي الأمريكي و ليقارنه بالإنتاج القومي الصيني مستنداً على الإحصاء الأمريكي مقارناً بصدوق النقد الدولي ليحسب النمري, أن مجمل الإنتاج السنوي للولايات المتحدة هو أكثر من 17 ترليون دولار و ليقسم بشكل أنيق ب ساعة/عمل و مع إضافة ال % و كلمة (فالوا) تكتب بالانكليزية, و كأنه العبقري كارل ماركس.

هكذا لا يعرف النمري اين ذهب فائض القيمة و أين طارت الرأسمالية و كيف تبخرت البروليتاريا و كيف انزلق التاريخ عن السكة, ليصرخ في الجماهير الشعبية, عفوا الستالينية الدائخة من هول العبقرية و شكل السخرية و التحدي!

"واذا لم يكن فضل القيمة هو المحرك فما هو المحرك الحقيقي لاقتصادات العالم الماثلة اليوم ؟

هذا هو السؤال الحدي الذي يفرض نفسه على جميع السياسيين من الماركسيين ومن غيرهم .

الإجابة الصحيحة على هذا السؤال الحدّي تحدد وحدها ولادة عمل سياسي جديد مختلف، بالإضافة إلى أنها تكشف زيف دعاوى الديموقراطية والتعددية والعدالة الإجتماعية وحقوق الإنسان وحقوق المرأة التي يستفيء إليها سياسيو البورجوازية الوضيعة . إنها تكشف كل الزيف الذي تعوم فوقة مختلف القوى السياسية في كافة المجتمعات وفي مجتعاتنا العربية بشكل خاص"

فزاعة انكماش حجم البروليتاريا و موت الرأسمالية و خروج القطار عفوا التاريخ من السكة هي كل متن التحريف للسيد النمري.

أقول و أذكر و أرد, لقد قاد لينين الشعب الروسي الفلاحي الفقير الخالي من البروليتاريا الصناعية و جر إلى النضال كل الفقراء و المنبوذين و المهانين للنضال ضد القيصرية و لم تكن هناك دولة ستالينية على الكوكب الأرضي تسند انتصاراته , التي يتبجح السيد النمري أن سقوط دولة ستالين تلغي أي نضال اشتراكي في العالم, لان محمداً عفوا ستالين قد مات, أما بخصوص طرح بليخانوف و نقاشه مع لينين, فهو أمر نظري رد عليه لينين و تلك النقاشات و الخلافات هي مدرسة و تراث الشيوعيين. فليس بالسخرية و التحقير لطروحات البلاشفة المختلفين تتطور الماركسية و ليس بتقديس ستالين تنتصر الأفكار الاشتراكية.

لَم يكن النمري رجل اقتصاد عالمي و هو ليس فيلسوف رهيب ليطرح نظريته الغير مبنية لا على أساس اقتصادي علمي و لا عن تجربة نضال ثوري و لَم يكن النمري رجل سياسي عالمي كما نؤآم تشومسكي و هو ليس حتى ببلشفي مبدئي يعرفه العالم كما عرف العالم تروتسكي و بليخانوف و ستالين. النمري رجل لا يملك إلا بعض الأفكار التي أطلع عليها كل الشيوعيين الذين انخرطوا في الأحزاب الشيوعية اليمينية و خلفت الكثير من التحريفيين, ثم قد درخ النمري بعضٌ من تاريخ السوفيت و ليس فهمه أم نقده أم انحاز للجانب المشرق فيه.

لقد طرحت عدة مرات عن غرابة طرح النمري و نصحت أن يراجع كتاب لينين " الامبريالية أعلى مراحل الرأسمالية" إذ فيه شرح كيف تعمل الرأسمالية على الحفاظ على وجودها, و خاصة تلميح لينين العبقري إلى أمر الطغمة المالية و رأس المال المالي الذي يسحق السوق و البشر العامل و البيئة, و أن كارل ماركس كان قد أشار إلى أمر غزو العولمة و تدمير البشر و البيئة, و اليوم نعيش ونرى جبروت البنوك و تحطيم البشر ليس في حروب و حسب بل من خلال البنوك يجري إسقاط الأنظمة السياسية و أرباك الروس و الصين و أي دول تجابه أمريكا.

أما أمر الحرب الحالية و التي جاءت بعد سقوط السوفيت لتكون أمريكا الدولة الأعظم في تحديد وجه العالم, فالجميع يعرف أن أمريكا بغزو العولمة اجتاحت أفغانستان و العراق و ليبيا و سوريا, وهي, أمريكا تتعامل مع الرجعية العربية المتمثلة بالسعودية و قطر و كل المشايخ الرجعية, التي تحتضن قوى الثورة المضادة ذات الطابع الإرهابي الديني.

كل دول الغرب الرأسمالي هي بسلطة تخدم أصحاب رأس المال و أصحاب الشركات العملاقة, الطبقة البرجوازية الرأسمالية بشقيها الصناعي و المالي, و تشجع على الاستغلال عبر الشركات و رأس المال العابر للقارات, لتتحول الكثير من البلدان مستعمرات بائسة لشغيلة بلا حقوق و ضمانات اجتماعية ولا قوانين تقاعد تضمن لهم شيخوخة كريمة و لا ظروف عمل إنسانية و بأجور جداً بخسة, ثم ليتحول الكثير من البشر في الغرب لجيش العطالة المدمر مع غياب الأحزاب الشيوعية حيث تم تدميرها من مدة نصف قرن, لكن النمري بحكم عقمه الفكري يتصور أن المعونات للعاطلين هي بحبوحة برجوازية و أن العاطلين ليس جيش من الطبقة العاملة بل هم مخلوقات من خارج التاريخ و السكة, بل هؤلاء العمال العاطلين و كل الفقراء هم حشرات ليس لهم حساب طبقي, ضمن تفكير النمري الجلف. ليصرخ النمري لقد ماتت الرأسمالية و تقلصت البروليتاريا بشكل مزدري, و في كل مقال يتصدر فيه بطولات ستالين و ليصرخ أنا بلشفي.

لقد تناول كارل ماركس, أمر غزو بريطانيا للهند بشكل رائع و من جوانب إنسانية و من جانب طبقي ثوري, إلا أن النمري يتناول أمر غزو أمريكا للعراق بشكل رقيع, ليقول و يكرر النمري" ان جورج بوش حرر العراق من صدام حسين" أن هذه العبارة تفضح كل ما في جعبة النمري من قيح تحريفي مناهض للفكر الماركسي و منافي لمواقف كارل ماركس من الاستعمار, فقد كان ماركس اقتصادي جبار و فيلسوف ثوري إنساني قدم الفكر و التحليل في شكل غزو بريطانيا للهند, و كان ماركس بروح ثورية و إنسانية قد تعاطف مع كومونة باريس فقدم للبروليتاريا دروس في كومونة باريس.

ماذا نجد في جعبة النمري بعد تنظيره في موت الرأسمالية و تقلص البروليتاريا, أنه يقدم تخريجات رقيعة عن تحرير أمريكا للعراق, وهو غزو لتفتيت ليس العراق بل كل المنطقة العربية, فالعراق غدا حطام بعد الغزو الأمريكي بلد بلا كهرباء و شعب بلا مياه شرب صالحة و بلد بلا صناعة و لا زراعة, و ارض و هواء ملوثة باليورانيوم و لتعيث فيه قوى الثورة المضادة ( داعش ) التي ترعاه أمريكا و تحتضنها السعودية و المشايخ الرجعية.

ثم ليتحفنا النمري بين حين و آخر بصوت يشبه فحيح الأفاعي, بأن ملك الأردن إنسان يساري أو ليعلمنا أن تشرشل حسد الروس لوجود رجل جبار كستالين يبني بلد الشيوعية.

يكتب النمري بلا أي حس شيوعي أو فكر إنسانيف. من يقرأ كارل ماركس و شرحه لشكل الاستغلال الرأسمالي للإنسان و ظلم الاستعمار البريطاني للهند يجد الفرق الشاسع بين لغة و فكر المفكر و الفيلسوف و العبقري و بين الذي يتبجح بأنه بلشفي ستاليني و يمجد الدبابة الأمريكية ( دولة البرجوازية الوضيعة ) ليصف جورج بوش الامبريالي الحشاش محرر للعراق. السيد فؤاد النمري لَم يكن حتى تلميذ متواضع لفكر كارل ماركس, لا في الاقتصاد و لا في السياسة و لا في الحس و الوجدان و لا في الخلق و الانحياز



#علاء_الصفار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحرب الأمريكية على العراق لازالت مستمرة
- دين وهابي همجي يعانق بربرية أمريكا ( آل سعود لجلد الشعوب )
- المملكة الوهابية جلادة شعوب المنطقة الحضارية
- أمريكا و فضيحة تسليح داعش في العراق
- دعم البرجوازية الاسلامية بعد سقوط الدولة القومية
- نفاق العلمانية الغربية و جرائم الامبريالية الأمريكية
- اضواء على تفجيرات باريس
- الانحطاط الاخلاقي للفكر اللاهوتي و عظم الاخلاق للملحدين
- تدمير الإسلام و العرب, هو الحل!
- أمريكا و الزيف في الحرب على الإرهاب ( داعش )
- انهيار القيم الثورية و صعود الانتهازيين و قوى الشعوذة الوهاب ...
- دولة الإرهاب الدولي و العلاقة بالدول العميلة و المنظمات الإر ...
- الخليفة أبو بكر البغدادي عميل هيلاري كلنتون
- العولمة و تدمير البشر و نبش الحضارات القديمة
- من جرائم إسرائيل العنصرية إلى جرائم داعش في العراق
- أحداث الموصل تعري فكراً عنصرياً منافق لكتاب عرب و أكراد
- ما بعد الموصل؟
- الموصل إلى أين؟
- الوضع الاقتصادي المتخلف و حضور الإسلام السياسي
- أضواء على حالة التردي و سقوط المواقف


المزيد.....




- مسجد باريس الكبير يدعو مسلمي فرنسا لـ-إحاطة أسرة التعليم بدع ...
- جيف ياس مانح أمريكي يضع ثروته في خدمة ترامب ونتانياهو
- وثيقة لحزب الليكود حول إنجازات حماس
- رئيس الموساد: هناك فرصة لصفقة تبادل وعلينا إبداء مرونة أكبر ...
- لقطات جوية توثق ازدحام ميناء بالتيمور الأمريكي بالسفن بعد إغ ...
- فلسطينيو لبنان.. مخاوف من قصف المخيمات
- أردوغان: الضغط على إسرائيل لوقف حرب غزة
- محلات الشوكولاتة في بلجيكا تعرض تشكيلات احتفالية فاخرة لعيد ...
- زاخاروفا تسخر من تعليق كيربي المسيء بشأن الهجوم الإرهابي على ...
- عبد الملك الحوثي يحذر الولايات المتحدة وبريطانيا من التورط ف ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء الصفار - لمساة تحريف الماركسية لفؤاد النمري